
فاتن ضاحكة : اتفقوا بقى على معاد حلو كده يناسبكم انتم الاتنين عشان نبلغ سامر
رافت و هو يراقب رد فعل رغدة : انا لو عليا ياريت لو بكرة
فاتن : بلاش كلام افلام .. عاوزين كلام نقدر ننفذه
رأفت : طب ايه رأيكم بعد شهر ، احنا ماعندناش حاجة تتعمل غير يا دوب ننزل ننقى العفش و نفرش على طول
رغدة بصوت بالكاد بصل الى آذانهم : لماا الفرش بتاع يقين و حبيب كان عاجبنى ، داوود وعدنى انه يعمل لى زيه وقت مانيجى نتجوز بالالوان اللى اختارها
رافت : يبقى هكلم داوود حالا و اقول له اننا هنعدى عليه اول ما ترجعى من عند طنط علية
فاتن : احنا لو لقينا ان علية صحتها بقت احسن ، نتطمن عليها و نقعد معاهم شوية و نرجع سوا اخر اليوم
رأفت و هو ينظر لرغدة بالمرآة : ايه رايك
رغدة بابتسامة جذابة : اللى تشوفوه
رأفت بسعادة : يبقى على بركة الله
اما بفيلا المنشاوى .. فكانت رنيم تجلس فوق ارجوحتها التى صنعها لها داوود بشرود حزين حين اقترب منها داوود و جلس الى جوارها و بدأ فى تحريك الارجوحة بروية و هدوء .. ثم قال : النهاردة يقين سالتنى عنك
لتنظر له رنيم بفضول ، فأكمل قائلا : فاكرة انى مزعلك ، و كمان قالتلى ان المصنع كله مفكر كده
يعنى كل الناس دلوقتى شايفين انى راجل وحش و مخليكى على طول زعلانة و مكتئبة
فاضطريت ادافع عن نفسى ، و قص عليها التبرير الذي قدمه ليقين ، ثم قال : انا قلت افهمك عشان لو الكلام انعاد تانى قدامك
لتومئ رنيم برأسها دون اى تعليق ، ليزفر داوود انفاسه بضيق و يقول : اللى انتى بتعمليه ده ما ينفعش يا رنيم ، تقدرى تقوليلى زعلك ده هيوصلك لايه ، لو زعلك ده هيلغى اللى حصل .. تعالى نزعل مع بعض عمرنا كله ، لكن خلاص يا حبيبتى ، اللى حصل حصل و انتهى ، لازم تنسى بقى وتعيشي حياتك ، انا مش قادر استمر كده .. انا تعبت
و عندما وجدها تنظر اليه و معالم الصدمة على وجهها اكمل قائلا بتوضيح : تعبت من بعدك عنى ، تعبت من عينيكى اللى بتوجعنى كل ما بشوف الحزن طالل منهم بالشكل ده
وحشتنى ضحكتك ، وحشتنى ابتسامتك و انتى قاعدة جنب السمك بتاعك ، ده انا حتى متهيالى ان السمك من يوم اللى حصل ده و هو ما بياكلش كويس و حزين على حزنك ده
رنيم باعتذار : انا عارفة انى مقصرة معاك ، بس سامحني .. مش قادرة اتقبل ابدا اللى حصل ، و لا قادرة اصدق انى طول السنين دى و انا مخدوعة و مضحوك عليا و انى اخر من يعلم
داوود : اوعى تكونى عاتبة عليا او على جدى بسبب اننا ماقلنالكيش .. انتى متخيلة اننا ماكناش عارفين ان ده هيبقى رد فعلك وقت ما تعرفى ، لازم تفهمى اننا خبينا عليكى لمجرد انك ماتعمليش كده فى نفسك
رنيم بمرارة و هى تختبئ تحت جناحه : رغم كل اللى حصل ، لكن كان لسه عندى فيه امل صغير يا داوود ، كنت متخيلة أنه لما يعرف انى عرفت ، و انى هقطع علاقتى بيه بسبب تصرفاته دى .. انه …
داوود : انه ايه يا حبيبتى ، انتى متخيلة ان واحد قعد عمره كله يعمل فى الثروة دى من غير ما يفكر لحظة فى مدى مشروعيتها و لا حلالها من حرامها .. انه ممكن فى لحظة يتنازل عنها او يسيبها لمجرد انه ما بزعلكيش او يحافظ على علاقتك بيه
رنيم : انا عمرى ما طلبت منه حاجة ، و لا عمرى خدت منه حاجة برضة ، حتى الارض .. اتاريه كان مهر.بها ، للدرجة دى انا عنده ولا حاجة ، للدرجة دى مش مهمة عنده ، ده حتى ما فكرش يكلمنى مؤة واحدة و لا حتى يدافع عن نفسه بالكدب
داوود بتنهيدة عميقة و هو يضمها : أرمى كل ده ورا ضهرك ، و ماتفتكريش غيرى انا و بس ، او اقول لك .. مسموحلك تفكرى كمان فى الناس اللى بتحبك .. يقين و رغدة ، و كمان سيلا اللى كل يوم تكلمنى و هتتجنن عليكى عشان مابترديش عليها
الناس اللى بتحبك مالهاش ذنب فى اللى حصل ده يا رونى
رنيم باعتذار : حقكم عليا
داوود : انا مش بقول لك كده عشان تعتذرى ، انا بقولك كده عشان تعرفى انك وحشتينا كلنا ، و ان كلنا مفتقدينك ، و كمان عاوز اقول لك خبر حلو
رنيم : خير
داوود : رأفت و رغدة حددوا معاد جوازهم بعد شهر من دلوقتى ، و هيجولنا المصنع بكرة عشان يستقروا على الموديلات و الالوان اللى عاوزينها ، و طبعا رغدة عمالة تصيح عشان برضة ما بترديش عليها
رنيم: اوعدك انى هدخل اكلمهم دلوفتى
داوود : لا .. خليهم لبكرة ، تعالى انا و انتى نتعشا برة
رنيم : هاجر عملت لنا اكل حلو
داوود : خليهم ياكلوه هم ، انا ليا مزاج اروح انا و انتى نتعشا فى المطعم بتاع المينا
ىنيم بابتسامة : و اشمعنى بقى المطعم ده
داوود و هو يسحبها برقة و يناولها عصاتها لتذهب معه : اصلى حاسس انك نسيتى حاجات كتير اوى و محتاج اراجع لك المنهج من الاول
كان زفاف رأفت و رغدة زفافا يضم العديد من الشخصيات العامة ورجال الاعمال ، و بالطبع كان سليم و نانسى و سالى و عابد و زوجته على رأس المدعوين
و كانت رنيم تتجاهل سليم تماما ، و كأن حجتها ملازمة رغدة ، و كانت ليلى تجلس و تشاهد فقرات الحفل حين نظرت الى داوود الجالس الى جوارها و قالت : انت مش ملاحظ ان مراتك يا دوب سلمت علينا و من ساعتها واقفة بعيد عننا .. ايه .. هناكلها
داوود : انتى عارفة ان هى و رغدة زى التوأم و مابيسيبوش بعض ، و رغدة كانت زيها كده بالظبط يوم جوازنا
ليلى و على وجهها أمارات عدم الرضا : اختك دلوقتى حامل فى الخامس ، انت و مراتك مافيش اى حاجة كده جاية فى السكة
داوود بعدم اهتمام : لسه ربنا ما اذنش
ليلى : المفروض توديها لدكتور عشان لو فيها اى حاجة كده و اللا كده تلحقها و تعالجها من بدرى
داوود : اما يبقى يعدى علينا اكتر من سنة ابقى افكر فى الموضوع ده
ليلى : و السنة فاضل لها شهر و نص ، مش لازم تمشى بالمسطرة يعنى ، انا عاوزة افرح بولادك زى ولاد اختك
داوود قبل ان يغادر مكانه : سيبيها على الله
ليتركها و يتجه الى رنيم التى كانت تقف على مقربة من رغدة و احاطها بذراعه قائلا : انتى مش ناوية تقعدى شوية
رنيم : ما انت عارف .. لو قعدت .. المفروض اقعد معاه على نفس الترابيزة
داوود و هو ينظر تجاه سامر : سامر صعبان عليا اوى ، شكله محبط على الاخر
رنيم : كان عشمان انه يشوفها النهاردة ، بس اللى سيلا قالتهولى ان مامتها اخدت منها الباسبور بتاعها قبل ما تنزل مصر عشان تحضر الفرح
داوود : هم مش قلقانين من ان يبقى لها رد فعل يفاجئهم
رنيم: انا نصحتها قبل كده انها ماتتهورش ، عشان ماترجعش تندم
داوود : سيلا سألتنى ان كنت اوافق ابقى وكيلها لو عرفت تنزل مصر عشان تتجوز سامر
رنيم بانتباه : و انت قلت لها ايه .. اوعى تكون وافقت يا داوود
داوود : انا وافقت فعلا يا رنيم ، بس موافقتى كانت مشروطة .. و لو الشرط ده اتحقق .. انا فعلا مستعد ابقى وكيلها فى كتب الكتاب و اجوزها لسامر
رنيم بفضول : شرط ايه ده
وتكالبت عليها الذئاب ١٥
Mimi Awaly
اللهم ارزقني علمًا نافعًا ، ورزقًا واسعًا ، وشفاءً من كل داء وسقم ، يا من ترزق من تشاء بغير حساب ، رحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، اللهم ارحمني رحمة تغنيني بها عمن سواك .
15
وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل الخامس عشر
داوود : انا وافقت فعلا يا رنيم انى ابقى وكيل سيلا فى كتب الكتاب ، بس موافقتى كانت مشروطة .. و لو الشرط ده اتحقق .. انا فعلا مستعد ابقى وكيلها فى كتب الكتاب و اجوزها لسامر من بكرة
رنيم بفضول : شرط ايه ده
و قبل ان يجيبها داوود انتبها الى خطوات تقترب منهما و عندما انتبها اليها وجداها نانسى التى اقتربت بابتسامة واسعة و هى تقول : ايه يا رنيم ، هو ماحدش فينا وحشك خالص كده ، احنا قاعدبن من بدرى مستنيينك تيجى تقعدى معانا
رنيم بجمود : ماينفعش اقعد بعيد عن رغدة .. ممكن تحتاجتى فى اى وقت
نانسى : ياستى لو احتاجت حاجة احنا كلنا اهو حواليها
ليتدخل داوود قائلا : معلش بقى يا نانسى هانم ، بس انتى شفتى رغدة كانت عاملة ايه فى فرحنا ، و للامانة رأفت كمان ، يعنى وحشة اوى فى حقنا لو قلينا معاهم
نانسى بامتعاض : بس مش لدرجة انها حتى ما تسلمش على باباها يا داوود .. مش اصول ابدا
لتنظر رنيم الى نانسى باستنكار قائلة : الاصول دى ليها قواعد و موازين كتير اوى ، و انا عارفة انا بعمل ايه كويس
و ان كان على سلامى من عدمه ، فما اعتقدش ابدا انه فارق مع سليم باشا
نانسى بخبث : تؤ تؤ تؤ .. انا من يوم ما اتجوزت باباكى و اسمع ان جدك كان مهتم بتربيتك لاقصى حد ، جدك علمك تتكلمى كده عن باباكى