
رنيم و هى تنظر تلك المرة بأعين يقين لتقيس رد فعلها : على جواز داوود عليا لو ما عرفتش اجيب له بيبى
يقين بصدمة : ايه الكلام الفارغ ده
رنيم بنفى : المره دي الكلام مش فارغ ابدا يا يقين ، مامتك فيه في دماغها حاجه معينه بتفكر تعملها ، وحاسه انها ناوية تعمل مشكله كبيره اوى بيني وبين داوود في الفتره الجايه دى
يقين : ما انتى عارفه كويس دماغ داوود وعارفه كويس برضه انه مش اي حد يعرف انه يمشي حاجه عليه او انه يقنعه بحاجه هو مش مقتنع بيها من الاساس
رنيم بنظرة امل : و تفتكرى هيفضل كده على طول
يقين بتاكيد : ايوة طبعا .. هو انا تايهة عن داوود و دماغه
ثم احتضنت رنيم و هى تقول : و لو تهت عن دماغه .. عمرى ما هتوه عن حبه ليكى ، هو انتى مش شايفة اللى بيحاول بس يضايقك بيعمل فيه ايه
لتعود الطمأنينة تدريجيا الى قلب رنيم التى ابتسمت بصفاء و قالت : طب تعالى ياللا اما نشوف هاجر خلصت كل حاجة و اللا محتاجالنا فى حاجة
يقين و هى تتجه معها الى غرفة الطهى : ياللا احسن كمان هاجر وحشتنى اوى
و على مائدة الطعام .. كان غالبية الحاضرين قد فرغ من طعامه ، و لكنهم ظلوا باماكنهم ادبا للباقين .. و كانت رنيم قد عادت لطبيعتها و هى تقوم بواجبها كسيدة المنزل و ترحب بضيوفها ، مع ملاحظة نظرات ليلى بين الفينة و الفينة
و كانت رغدة تحاول ان تطعم صغيرها بعض الطعام الذى اعدته هاجر له خصيصا .. لتقول ليلى و هى تنظر لرنيم ببعض الكيد : ابنك يجنن يا رغدة .. جميل اوى
رغدة : ميرسى يا طنط .. ده من ذوقك
ليلى : لا بجد .. مش مجاملة خالص ، بس الحقيقه كل ما بشوف ابنك وبشوف بنت يقين بقول امتى بقى رنيم هي كمان ممكن تعملها وتفرحني باولاد داوود ، نفسي افرح باولاده و اشيلهم فى حضنى قبل ما امو*ت
لتترد اصوات متداخلة تحتوى على جملة واحدة اجتمع عليها الجميع دونما اتفاق .. ربنا يديكى طولة العمر
ليلى موجهة حديثها لداوود : لما كنت بتكلم قبل كده كنت بتقوللى لسه بدرى .. و ادينا مابقيناش بدرى
ودى مراتك لدكتور يبص عليها و يقوللنا فيها ايه مأخرها لحد دلوقتى
لتسقط ادوات المائدة من يد رنيم محدثة صوتا ملحوظا من الجميع ، قبل ان يلتفت داوود الى والدته قائلا بجمود : كل شئ باوان يا ماما
ليلى و هى تغادر المائدة : لو ما اتصرفتوش انتم .. انا هتصرف بطريقتى و من غير ما ارجع لحد فيكم .. و وقتها ماحدش فيكم من حفه انه يعترض
لينظر داوود الى رنيم ليجدها تبتسم بحرج و هى تقول : هقول لهاجر تعمللنا القهوة
لتنصرف مسرعة تتخبط بعصاتها تحت مراقبة الجميع و قد احنت كتفيها امارة على انفعالها و حزنها الشديد
لتقول رغدة ببعض الحدة التى لم تستطع السيطرة عليها : مامتك مالهاش حق ابدا يا داوود انها تقول لها الكلام ده قدامنا
يقين بحرج : حاول تراضيها يا داوود .. ماما فعلا احرجنها جامد
ليتركهم داوود و بدلا من ان يذهب وراء رنيم .. اتجه الى الخارج و بحث بعينيه عن امه ليجدها تجلس بالحديقة و بيدها احدى المجلات تتصفح بها باهمال ، ليجلس داوود أمامها و يقول بما يشبه الهدوء الذى يسبق العاصفة : انتى شايفة ان الكلام اللى انتى قلتيه جوة ده يصح انه يتقال قدام الضيوف
ليلى بسخرية : مافيس حد غريب ، و بعدين هم فين الضيوف دول ، هى صاحبتها و اختك بقم ضيوف
داوود بحدة : حتى لو اللى بتقوليه ده مظبوط رغم انه برضة مش عاجبنى ، لكن حبيب و رأفت غرب عنها ، ماينفعش تقولى الكلام ده قدامهم
لتترك ليلى الجريدة من يدها و تنظر له بندية و تحدى قائلة : طالما انكم مش عاوزين تتحركوا ، نفسى اعرف مستنيين ايه ، و اللا انتم مخبيين عنى حاجة .. ايه .. هى طلعت ما بتخلفش ، انا حاسة ان هيطلع فيها حاجة بسبب الحادثة
داوود بغضب : على فكرة الحادثة دى انا اللى كنت السبب فيها ، و كنت معاها فى نفس العربية اللى اتقلبت بينا احنا الاتنين ، مافكرتيش ان ممكن اكون انا اللى حصل لى حاجة مش هى
ليلى باستنكار : بطل بقى تعمل فيها حامى الحمى ليها كل ما حد يكلمها كلمة .. انا عاوزة افرح بولادك .. مستكترها عليا ليه
داوزد و هو يدلك وجهه بحدة : اللى عاوز يفرح باحفاده زى ما بتقولى ما يجرحش الناس فى بيتها و قدام ضيوفها زى ما عملتى
ليلى بعناد : انا ماعملتش غير الصح ، انا اللى عارفة مصلحتكم اكتر منكم ، انتو السك/ينة سا.رقاكم ، و لو انا ماعملتش كده هتكبروا و تعجزوا من غير ما يبقى عندك ولد تتسند عليه لما تكبر ، و انا قلتها و بكررها لو ما اتصرفتوش انتم .. انا هتصرف بطريقتى
ليقف داوزد قائلا بيأس : انا اللى بقوللك .. ياريت اللى حصل ده ميتكررش تانى ، لانه لو اتكرر هرد رد تانى بطريقتى هيزعلكم كلكم منى ، و احمدى ربنا انى رعبت انك امى و مارضيتش ارد عليكى و احرجك قدام الموجودين زى ما عملتى مع رنيم
ليتركها عائدا الى الداخل ليجد الجميع يلتفون حول القهوة الساخنة و رنيم بصحبتهم و كأن شيئا لم يكن
ليقترب منهم فتقول له رنيم و هى تناوله القهوة : دى القهوة بتاعة طنط ، ياريت توديهالها قبل ما تبرد
ليتناول منها داوود القهوة و يناولها بدوره الى يقين قائلا : معلش يا يقين .. وديهالها على ما الحق قهوتى قبل ما تبرد لتتناول يقين القهوه من شقيقها وتتجه الى الخارج وتقترب من ليلى وتضع امامها القهوه وهي تقول بجمود : قهوتك يا ماما
ليلى : وانتم قهوتكم فين اومال .. انتم هتشربوها جوه
يقين : ايوة
ليلى باستنكار : وما ندهتوش عليا اشربها معاكم ليه واللا الست رنيم زعلانه وعامله لها موال جوه
يقين باعتراض : رنيم ولا زعلانه ولا عامله موال ، عادي جدا وبنشرب القهوه بتاعتنا ، كل الحكايه اننا ما حبناش نخرج نقعد بره دلوقتي ، بس انا نفسي اسال حضرتك سؤال
ليلى : سؤال ايه
يقين : نفسي اعرف انت بتعملي كده ليه ، رنيم بتحب داوود جدا وداود بيحبها جدا ومبسوطين مع بعض جدا جدا جدا انتى بقى ليه بتحاولي انك تضايقيهم
ليلى وهي ترتشف قهوتها ببرود : هو انا عشان عاوزه مصلحتهم ابقى بضايقهم
بقين : هم ادرى بحالهم .. يخلفوا دلوقتي يخلفوا كمان سنه ما يخلفوش خالص هم اكيد مخططين لحياتهم وعارفين هم بيعملوا ايه كويس جدا ، احنا بقى مالنا
ليلى : انتى مالك .. لكن انا ما ينفعش يتقاللى انتى مالك ، ده انا مالي ونص كمان ، ايه .. عاوزه اتطمن على ولاد اخوكى ، ايه المشكله يعني غلطت في ايه
بقين : غلطتي في اختيار الاسلوب والتوقيت ، انتى احرجتيها جامد قدامنا كلنا و كمان قدام حبيب و رافت ما كانش يصح ابدا انك تتكلمي قدامهم ، انا نفسي اتكسفت
ليلى بسخرية : لا ما تتكسفيش ، عادي جدا ، و انا ادرى بمصلحتهم منهم هم نفسهم
لتغادرها يقين قائله بقله حيله : انا داخله اشوف وعد ، واضح كده ان ما فيش فايده
لينقضي اليوم ويذهب كل الى حال سبيله ، لتحاول رنيم مساعده هاجر في اعاده المكان الى ما كان عليه ، لتجد داوود يقترب منها قائلا : ايه يا رنيم ما كفاكيش تعب النهارده .. انتى محتاجه تطلعي تستريحي شويه والحمد لله ان بكره السبت برضه اجازه واللا كنتى هترجعي المصنع وانتى مش قادره حتى انك تفكري في اي حاجه بتركيز
لتقول هاجر بحب و احترام : فعلا يا مدام رنيم انتى تعبتى النهارده اوي .. اتفضلي حضرتك استريحي وانا هرجع كل حاجه زي ما كانت ما تقلقيش هتصحي الصبح تلاقي المكان كله زي الفل
لتبتسم رنيم بامتنان قائله : طب ما انتى كمان تعبتي قوي النهارده يا هاجر
هاجر : تعبك راحه .. انا واخده على كده اطلعي انتى استريحي وانا هكمل كل حاجه
لتستجيب رنيم الى كلمات داوود وهاجر وتعود بالفعل الى غرفتها لتنال بعض الراحه وعندما فرغت من روتينها قبل النوم واتجهت الى فراشها وجدت داوود يجلس بالقرب منها وهو يقول بنبره تمتلئ بالاعتذار : انا مش عاوزك تشغلي بالك بالكلام اللي ماما قالته النهارده على الغدا
رنيم و بوادر الدموع تقترب من عينيها : انت عارف ان انا دايما بكبر دماغي وما بعملش مشكله ابدا من اي كلام مامتك بتقوله ، لكن النهارده جرحتني قوي يا داوود ، انا مش فاهمه هي ليه بتعمل معايا كده
داوزد باعتذار : حقك عليا .. وانسي كل اللي هي قالته
لتومئ رنيم برأسها و تقول بخفوت : حاضر يا داوود .. هحاول انسى
وبعد مرور عده ايام كان داوود يجلس بمكتبه و هو يرد على بعض المراسلات الخاصه بالعمل .. لتبلغه مساعدته ان هناك فتاه بصحبة شخص يبدو على ملامحه انه اجنبى و تطلب مقابلته وقدمت له كارت التعريف الخاص بها ليكتشف انها سهام ابنه مصطفى درويش
ليسمح لهما داوود بمقابلته لتدخل سهام وهي تقول بغرور هاي يا داوود ازيك
داوود بدماثة : اهلا يا انسه سهام نورتي المصنع
سهام وهي تشير الى الشخص الذي بصحبتها : اعرفك .. ده مستر جون ، عنده اوتيل جديد في قبرص وعاوز يتعامل معاك ولما عرف اني على علاقه بيك طلب مني انى اوصله ليك
داوود وهو ينظر الى جون بابتسامة ترحاب : وانتى عرفتيه منين
سهام : انت ناسي اني بقيت بزنس وومن و اللا ايه ، وبقى ليا تعاملات كثير مع ناس كثير من مصر ومن براها
داوود : ايوة برضة .. عرفتيه ازاى و عرفتى منين انه عاوز يتعامل معايا
سهام : ابدا يا سيدي كل الحكايه ان مستر جون كان بيراسل المصنع بتاع بابا علشان كان عايز شغل معين بالالوميتال ، ولما جه هنا زياره علشان يتابع الانتاج بتاع الشغل بتاعه جات السيره وحكى لي انه بيعمل اوتيل هناك عنده وانه سمع اننا عندنا هنا في دمياط مصنع له سمعته بيصدر موبيليا محترمه عندهم ، فلما قلت له على اسم المصنع بتاعك قال لي ايوه هو ده المصنع ولما كمان قلت له اني اعرفك شخصيا وان في بيننا وبين بعض صداقه قديمه طلب مني ان انا اعرفك عليه ، وعشان كده جبته وجيت على هنا
داوود : طيب يا ستي احنا اسفين على تعبك معانا
سهام بمرح : لااا .. الكلام ده كان زمان انما دلوقتي انا ليا كوميشن في العمليه دي
لتعلو ضحكات داوود وهو يقول كده اثبتي انك فعلا بقيتي بيزنس وومن
ليبدا في تحيه جون والتحدث معه عن تفاصيل الصفقه التي جاءه من اجلها وطلب من مساعدته ان ترسل في طلب رنيم بقائمه اسعار الاثاث الفندقي
وعندما حضرت رنيم وتفاجأت بوجود سهام درويش حيتها ببعض الجمود وحيت ضيفها ايضا وعندما علمت من داود سبب زيارتهما ، قدمت الى جون ما يفيده بعمليه شديده وهي تطلب منه ان يلقي نظره بعنايه حتى يستطيع ان يحدد مطلبه الذي على اساسه سيكون التعاقد بينهما
واثناء حديث رنيم مع جون لاحظت سهام اعجاب جون الشديد برنيم وادائها العملي حتى انه قال في نهايه حديث رنيم له موجها حديثه الى داوود : لقد احسنت بالفعل اختيار مساعديك سيد داوود فالسيده رنيم حقا رائعه واني اشعر اني احسدك عليها ، فهي حقا متمكنه من ادواتها وكم اتمنى ان اجد لنفسي مساعده مثلها
ليقترب داوود من رنيم ويضع جناحه حولها ويقول بابتسامه من يدقق بها يعلم انها ابتسامة قد تبدو انها غير ودوده : لديك كل الحق سيد جون والا ما كان وقع اختياري عليها دون جميع النساء لتصبح زوجتي
جون بصخب مرح : اوووه .. لدينا هنا زوج غيور
داوود : فلنحتسبها كما قلت
جون : اعلم انكم كمصريين غيورين على نسائكم
داوود : وعلى كل ما يخصنا سيد جون
جون بمرح : اذا .. عليا ان ااخذ حذرى فى المرة القادمة
داوود : حقا .. سيكون افضل