منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الثانى

جون بود و هو يمد يده لمصافحة داوود : نحن ايضا ببلدنا نفعل مثلكم .. فلا تقلق ، نحن نحترم كل ما هو جاد ، و اتمنى ان نصبح اصدقاء
داوود بابتسامة : يسعدنى ذلك
سهام : لا تنسوا انى من قمت بتعريفكم على بعضكم البعض
جون : عزيزتى سهام .. حقا لن انسى لك هذا المعروف
كانت رنيم تستمع لكل الحديث القائم بين الثلاثه الباقين وهي ترسم على شفتيها ابتسامه هادئه دون ان تشارك في الحديث بعد ذلك حتى طلب منها داوود ان تقوم بارسال قائمه الاسعار والكتالوجات الخاصه بالاثاث الفندقي الى جون على حسابه الشخصى ، ليقوم جون بتقديم الكارت التعريفي الخاص به الى رنيم وهو يقول لها باحترام : سيدتي اعتقد انك ستجدي كل البيانات التي تحتاجين اليها بهذا الكارت
لتنصرف رنيم تاركه ثلاثتهم وهي تستمع لضحكات سهام التي كانت تخطب ود الرجلين بوقاحه ظاهره للعين دون ان تحاول اخفاء ما تفعله
وعندما جلست رنيم الى حاسوبها وهي تقوم بما طلبه منها داوود وجدت سهام تدخل عليها وهي تدعي البراءه وتقول : انا قلت اجي اسلم عليكى قبل ما امشي ، و بوعدك ان كل مره ثانيه اجي فيها هنا هبقى اعدي عليك

رنيم بفضول خفى : شكلك ناويه تيجي عندنا تاني
سهام بكيد : الحقيقه انا ما بقدرش ابدا ارفض اي طلب لداوود ، وداوود هو اللي قاللى .. اني لازم اعيد الزياره من تاني ، فشكلى فعلا هبقى اجي لكم كثير
رنيم : على كده بقى عندك اوقات فراغ كثير .. انا كنت فاكره ان الشغل مع باباكي مخليكي ما عندكيش اي وقت لاي حاجه ثانيه غير الشغل
سهام بغرور : لاااا انا بشتغل صحيح وبقيت بيزنس وومن زي ما قلت لكن ده ما يمنعش ابدا اني عايشه حياتي بالطول وبالعرض ، بعمل كل اللي انا عايزاه في الوقت اللي انا عايزاه واكيد زى ما بتسمعي عني اني طول عمرى ما بياسش وعلى طول لازم بوصل في الاخر لهدفى
ياللا اسيبك بقى عشان جون مستنينى ، و وعدت داوود انى هرجع اسلم عليه تانى قبل ما امشى .. باى باى
لم تستطع رنيم رد تحيتها كما لم تستطع ايضا الا ان تعود بذاكرتها الى حديث ليلى عن سهام .. و انها ما زالت توافق على أن ترتبط بداوود حتى بعد زواجه بأخرى
لتشعر بأن خدرا ثقيلا قد لف اطرافها لم تستطع دفعه بعيدا .. بل انها لم تستطع ان تدرك ما يحدث بداخلها
فقد شعرت و كأنها سقطت فى دوامة ثقيلة و لم تجد فى نفسها القدرة حتى على مقاومتها ، و عندما شعرت باستسلامها الكامل لتلك الدوامة .. شعرت انها سقطت ببئر مظلم لا نهاية له
و كان داوود يقف بباب مكتبه يودع جون بحرارة بعد ان تم توقيع صفقة لا بأس بها على الاطلاق دون اى مجهود منه او من فريق عمله
لتذهب سهام خلف جون و هى تبتسم لداوود ابتسامة مرحة و تقول : اوعى تنسى العمولة بتاعتى .. هعدى عليك بعد كام يوم عشان نتفاهم ، على الاقل تكون الدفعة الاولى اتحولت لك
داوود : ماشى يا ستى .. تنورى
و ما ان استدار داوود عائدا الى مكتبه حتى سمع بعض اللغط القادم من الرواق الموجود به قسم الحسابات ، و قبل ان يسأل عما يحدث وجد مساعدته الشخصية تقول له بانزعاج : مدام رنيم مغمى عليها فى مكتبها و مش عارفين يفوقوها
ليصل داوزد لمكتب رنيم و القلق مرتسما على ملامحه ، و يبعد الفتاة التى كانت تحاول اقاقتها عن رنيم ، ليقترب منها و هو يقول بصوت عالى : حد يشوفلى اى برفيوم او كلونيا بسرعة
لتمد له الفتاة يدها بزجاجة من العطر و تقول : اتفضل .. بس انا حاولت ارشلها منه ، لكن برضة ما فاقتش
ليأخذ داوود حفنة من العطر بكف يده و يحاول ادخالها الى انف رنيم و هو يدلك لها وجهها بالكامل ، و عندما اقترب اليأس من قلبه وجد جفونها تنقبض بشدة و تضم حاجبيها و هى تحرك رأسها ببطء شديد و كأنها تجاهد للحفاظ على انفاسها الضعيفة المتقطعة
و لكنها سمعت صوت داوود و هو يناديها .. و كأن صوته يأتيها من داخل كهف بعيد فى غياهب نفسها ، و كأن صوته ينبع من داخلها و ليس من حولها
و عندما تمكنت بالفعل من أن تهزم غيبوبتها و تفتح عيونها بوهن شديد .. رأت داوود جاثيا على ركبتيه امام مقعدها بهلع بالغ .. ممسكا باحدى يديها بكف ، اما كفه الاخر فيدلك به احدى أذنيها
و عندما التقت الاعين سمعت صوت داوود مرة اخرى و هو يقول بتيه : ايه اللى حصلك .. ايه اللى بيوجعك ، ثم قال بصوت جهورى .. حد يجيب عصير بسرعة
ثم اعاد حديثه اليها و قال : تشربى العصير يفوقك شوية و هاخدك للدكتور
رنيم و قد لمست خوفه الشديد عليها .. جاهدت لتخرج صوتها و قالت : انا كويسة دلوقتى الحمدلله .. ماتقلقش
ليلتفت داوود الى من بصحبتهم بالغرفة و يأمرهم جميعا بان ينصرف كل الى عمله ، ثم التفت الى رنيم مرة اخرى و قال : حسيتك مش على طبيعتك وقت ما كان العميل الجديد موجود ، انتى تعبانة من قبلها و ما قلتيليش .. ما قلتيليش ليه كنت لحقت اتصرفت
لتكرر رنيم جملتها مرة اخرى و هى تربت على يد داوود و تقول : انا كويسة دلوقتى الحمدلله .. ماتقلقش
لينظر اليها بامعان .. ثم ينهض على قدميه و يمد إليها يديه قائلا : طب قومى كده اقفى ، و ورينى انك فعلا كويسة
رنيم : حاضر .. بس اما اشرب العصير اللى طلبتهولى
ليتذكر داوود العصير .. فيتجه الى الباب مسرعا ليسأل عن سبب التأخير ، و لكنه وجد الفتاة تقترب و هى تحمل كوبا من العصير الطازج ، فأخذه منها على الفور بعد ان همس شاكرا و عاد الى رنيم على الفور و هو يحاول مساعدتها على الاعتدال بجلستها لتناول العصير
لتتناول رنيم العصير ببطء و هى تسترجع مع حدث لها و السبب الذى ادى لتلك الدوامة ، فقالت بتردد و هى ما زالت تتناول العصير : سهام مشيت
داوود : ايوة .. لسه ماشيين .. يا دوب سلمت عليهم و خرجوا و لقيتهم بيقول لى الحق
رنيم و هى تحاول الابتعاد بنظراتها عن داوود قدر ما استطاعت : و اتفقتوا
داوود : الحمدلله .. المهم انتى بس خلصى العصير عشان اوديكى للدكتور
رنيم و كأنها لم تستمع اليه : و ياترى سهام هتيجى تانى
داوود بسخرية : اهى سهام دى اللى بقت حدوتة بجد ، مش عارف قدرت امتى تتعلم و تتغير كده
رنيم : تتغير ازاى يعنى
داوود : يعنى نضفت دماغها من الهيافة اللى كانت عايشة فيها زمان و ابتدت فعلا تتعلم ، لا و جايبة العميل و هى حاطة عينها على الكوميشن بتاعها
رنيم : يعنى هتيجى تانى عشان تاخد الكوميشن
داوود : هى الحقيقة تستاهلة ، احنا خدنا فى العملية دى فرش الاوتيل بالكامل .. من بابه ، يعنى بجد صفقة هتفرق معانا جامد
رنيم : مبروك
داوود : ميرووك علينا كلنا ، ياللا قومى اقفى بقى كده خلينى اتطمن عليكى و ننزل للدكتور
رنيم برفض : انا خلاص بقيت كويسة
داوود : كويسة ازاى و انتى كان مغمى عليكى
رنيم : انا بس شربت قهوة بزيادة ، ماتقلقش ، بعد كده هاخد بالى
اما بالمنتجع .. فكان عابد يجلس بصحبة ليلى بسكنهم الخاص ، بينما كان يقول : لو ابنك بس يلين دماغه و يوافق على جوازه من سهام
ليلى : ماظنيش انها سهلة يا عابد ، ده عامل زى المسحور ، لا و زعق معايا و بهدلنى و اتحمق اوى عشان كلمنها عن الخلفة قدام رافت و حبيب
عابد : لازم نشوف طريقة ضرورى نخلى الجوازة دى تتم .. انا فعلا محتاج تمويل من مصطفى و الا سليم هيلهف المنتجع كله فى كرشه

انت في الصفحة 20 من 20 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل