
علية بطيبة : ابدا يا بنتي مش زعلانه
ليدخل سامر من باب المنزل وهو يقول بصوت عالي مرح : انا جيت يا بشر
لتردا عليه السلام ، في حين جلس بالقرب منهما وقال : اممم شامم ريحه اكل مفحفح
علية ضاحكة : و ايه الجديد .. ما انت طول عمرك بتبقى طالع السلم وانت عمال تشمشم في الاكل
سامر : مش ببقى جعان
سيلا : طب يلا يا سامر قوم غير هدومك واغسل ايديك ووشك على ما احضر السفره
سامر وهو يتطلع الى سيلا باهتمام : مفيش اخبار برضه عن رنيم
سيلا بتنهيدة ثقيلة : ابدا .. ما فيش اي جديد ، انت يا ترى ما حاولتش تكلم داوود
سامر : كلمته طبعا
سيلا : و عامل ايه
سامر بأسى : تعبان .. حاسه ضايع و مش مركز فى حاجة
علية : طب و بعدين يا اولاد .. هو يعنى مافيش طريقة نعرف بيها مكانها
سامر : الطريقة الوحيدة اللى ممكن نعرف بيها مكانها انها تسحب فلوس من حسابها ، فنقدر نحدد هى في انهى منطقة على الاقل ، لكن غير كده .. هنعرف مكانها من وسط اكتر من مية مليون بنى ادم ازاى بس
علية : ياعينى على جوزها و اللى هو فيه .. الله يعينه على حاله
سامر : ايوة يا ماما ادعيله كتير .. احسن بجد حالته وحشه اوى
بعد مرور ثلاثة اشهر على اختفاء رنيم .. كان عابد يجلس بمكتبه و هو غير قادر على متابعة عمله ، فمنذ كانت سالى تتراقص باحضانه على الشاطئ لم يستطع رؤيتها الا دقائق معدودة ، و لم يستطع التحدث معها ابدا
فكان كلما يلقاها تنظر له نظرة يملؤها الخزى و الخجل لتنصرف مسرعة و هى تبتعد تماما عن طريقه ، حتى كاد ان يصاب بالجنون ، فاصبح عصبى المزاج لدرجة كبيرة
لتدخل عليه ليلى و هى تقول بامتعاض حاد : ابنك هد كل اللى اللى احنا عملناه ، و رافض يقابل سهام تماما ، حتى جابتله عملية جديدة و رفضها المتخل/ف ، و راحتله كمان لحد المصنع النهاردة و اتفاجئت بالامن بيمنعها من الدخول ، و قعدت اهديها و اتحايل عليها كتير اوى ، و فين و فين على ما رضيت انها ما تقولش لمصطفى على اللى ابنك عمله
و عندما لاحظت ليلى شرود عابد التام و انه قد لا يكون استمع اليها بالمرة قالت بحدة اكبر : هو انا بكلم نفسى يا عابد ، ماتركز معايا عشاان تشوف هنعمل ايه
عابد : يوووووووه يا ليلى ، هو انتى على طول مشاكل مشاكل .. انا زهقت بقى
ليلى بذهول : هو انا بعمل كل ده عشان مين .. مش عشانك ، سيبت بيتى و حياتى كلها و جيت هنا معاك ليه ، مش برضة عشانك
عابد بسخرية : عشانى انا و اللا عشان تقعدى على البيتش و البيسين و تتصورى سيلفى و تبعتى الصور لاصحابك ، و تاكلى و تشربى وقت مانتى عاوزة و زى مانتى عاوزة ، انتى جاية هنا عشانك انتى مش عشانى انا
ليلى : تنكر انى عملتلك دعاية خلت المنتجع سمع وسط الطبقة الراقية
عابد : انتى بتسمى اصحابك اللى جم قعدوا لهم تلت اربع ايام و معمول لهم خصم خمسين فى المية كمان طبقة راقية
ليلى بغضب : و مش ده كان اقتراحك انت وبنت سليم عشان يعملولنا دعاية
و عندما اتت سيرة سالى قال بانتباه : هو انتى بتشوفيها
ليلى بدهشة : هى مين دى
عابد بحدة : سالى يا ليلى .. بسالك على سالى .. بتشوفيها
ليلى : و ايه دخل سالى دلوقتى بسهام و مصطقى انا مش فاهمة .. انت فى ايه و اللا فى ايه
عابد و هو يسكتها بيده : هشششششش .. خلاص مش عاوز اسمع حاجة زيادة .. دماغى مش رايقة
ليلى : يعنى مش هتكلم البنت تطيب خاطرها بكلمتين بعد اللى حصل
عابد بعدم تركيز : نفسى .. بس مش لما اعتر عليها الاول ، بتتهرب منى كل ما بتشوفنى
ليلى بصدمة : هو انت شفتها اصلا امتى ، سهام ما جاتش هنا من وقت الافتتاح
عابد بتركيز : خلاص بقى يا ليلى .. سيبينى دلوقتى .. ورايا شغل كتير
ليلى بامتعاض و هى تغادر مكتبه : انا مابقيتش فاهمالك حاجة ابدا
ليقرر عابد الذهاب و البحث عن سالى ، فبدأ بالمرور على جميع الاماكن التى اعتادت ان تكون فيها او تمر عليها و لكنه لم يساعده الحظ برؤيتها .. و اخيرا قرر ان يتسم ببعض الجراءة و يذهب الى مكتبها
و عندما دق الباب سمع صوتها يسمح بالدخول فأطل عليها بابتسامة واسعة ، و ما ان رأته بالباب حتى هبت واقفة و قالت بتردد و هى تنظر أرضا : اهلا بحضرتك .. فى حاجة اقدر اقدمهالك
ليدخل عابد مغلقا الباب وراءه و يتقدم نحوها و يجلس و يقول : الحقيقة ايوة .. عاوزك تقدميلى حاجة مهمة اوى
لتظل واقفة وراء مكتبها و تقول : تحت امرك
ليقول عابد : هتفضلى واقفة كده .. ايه ، مستعجلة انك تخلينى امشى بسرعة
لتنظر له بلهفة قائلة : ابدا
عابد : طب اقعدى
لتجلس و اصابعها تعبث باقلامها الموضوعة امامها و تقول : سامعة حضرتك .. ياترى محتاجنى اعمل ايه
عابد : محتاجلك تبصيلى يا سالى .. انا عاوز اعرف انتى بتهربى منى ليه
سالى بخفوت : مش عاوزة اخليك تحس بالحرج
عابد باستنكار : و ده يخليكى كل ماتشوفينى تهربى من قدامى
سالى : ولولا خوفي على بابا كنت رجعت اليونان لكن للاسف بعد اللي حصل من سيلا ومن رنيم لو انا كمان مشيت ممكن بابا يحصل له حاجه
عابد : ليه كل ده
سالى بدموع التماسيح : لانى ما كانش المفروض اضعف و اقول لك اللى قلته ، كان لازم السر اللي احتفظت بيه طول السنين اللي فاتت يفضل جوايا وما يطلعش ابدا مهما كان ، ما اعرفش ايه اللي خلاني قلت لك اللي قلته ولا ايه اللي خلاني اعمل اللي عملته بس حضنك خلاني نسيت الدنيا واللي فيها وده شيء كنت بتمناه من زمان بس ما كنتش ابدا اتصور اني هصحى من الحلم اللي كنت فيه بالشكل ده
عابد : انهي شكل بقى اللي تقصديه
سالى : الرفض
عابد باستنكار : ومين اللي رفضك
سالى : اومال تفسر كلامك اللي انت قلتهولي ده بايه لو ما كانش رفض وتحذ.ير كمان .. اني ابعد عنك
عابد باندفاع : ما حصلش ابدا انا كنت بتكلم عادي و انتى اللي فجاه اخذتي الكلام بمعنى تاني ولقيتك اختفيتي من قدامي قبل حتى ما اقدر انى اكمل كلامي معاكي
سالى و هى تزيل عبراتها بيدها : ما خلاص انا عرفت وفهمت اللي كنت عايز تقولهولى
عابد : انتى ما تعرفيش حاجه
سالى : طب عرفني انت اللى انا ما اعرفوش
عابد : انتى يومها يا سالي برجلتيني .. دخلتيني في حاله حاسس ان عمري ما دخلتها قبل كده ، مش عشان انتى قاعده قدامي .. لكن عاوز اقول لك اني عمري ما حبيت قبل كده
سالى : اومال اتجوزت طنط ليلى ازاي
عابد : لااا .. جوازي من طنط ليلى ده ما كانش اكتر من جواز مصلحه وصفقه بيزنس يعني ، لكن حب .. تؤ .. ما حصلش
سالى : و لا حتى بعد الجواز
عابد : ولا حتى بعد الجواز