منوعات

وتكابلت الذئاب عليها بقلم ميمي عوالى الثالث

لترفع سالي عينيها وتنظر اليه بفضول لكي يكمل حديثه .. فوجدته يقول : يوم ما كنا مع بعض على الشط حسيت باحساس عمري ما حسيته قبل كده
سالى : حسيت بايه
عابد : حسيت ان الدنيا كلها فضيت عليا انا وانتى وبس ، كنت حاسس اني عايز افضل كده طول الليل ، لأ .. مش طول الليل بس ، طول عمري اللي باقي كله
سالى : بس انت اللي طلبت مني اننا نبطل رقص
عابد : ده لانى حسيت ان الناس كلها ابتدت تبص علينا ، احنا بس اللي كنا فاضلين بنرقص وكل اللي بيرقصوا يا اما مشيوا يا اما قعدوا يتفرجوا عليا انا وانتى .. وكمان ..
وعندما صمت عابد قالت سالي : كمان ايه
عابد : الصراحه خفت حد يبلغ سليم ويجي يضايقك باي حاجه او باي كلمه او يعمل لك مشكله
سالى : قلت لك قبل كده ان انا ما يهمنيش اي حد
طالما معاك
بس يا ترى ايه السبب اللي خلاك تيجي النهارده لحد المكتب عندي
عابد : السبب انك وحشتيني ، وحشتيني قوي ومش لاقيكى حواليا في اي مكان بعد ما كنتى عودتيني انك دايما بتيجى كل يوم و بتقعدي معايا شويه .. نتكلم في الشغل وبره الشغل ، حسيت ان في حاجه كبيرة اوى ناقصاني
سالى بلهفة : افهم من كده ان في مشاعر ليا جواك
عابد ضاحكا بقوة : انتى كلك على بعضك بقيتي جوايا يا سالى .. و الحقيقة مش عارف المفروض نعمل ايه دلوقتي
سالى بلهفة : نتجوز يا عابد ، اتجوزني ، وصدقني هخليك اسعد راجل في الدنيا
عابد : من يوم ما كنا مع بعض وانا ما بفكرش ابدا في اي حاجه ثانيه غير الحكاية دى و بس ، بس ازاي هكلم ابوكي .. اقول له ايه ، اقول له جوزني بنتك اللي تبقى اخت مرات ابني واللي اصغر كمان من مرات ابني فكري معايا ايه اللي ممكن يخلي ابوكى يوافق على طلب جوازي منك
سالى : خلاص انا هتصرف مع بابا
عابد : هتعملي ايه
سالى : هقول له اني بحبك واني ما اقدرش اعيش من غيرك وان احنا هنتجوز
عابد : بالبساطة دى
سالى : و ليه لا .. طالما حياتى انا و سعادتى انا
عابد : اخاف عليكى منه
سالى : ما تخافش عليا ، انا عارفه كويس قوي انا هعمل ايه ، المهم ان انا عاوزاك تستعد انك تطلبني منه بعد ما اخليه يوافق ، بس اللي اهم من بابا دلوقتى .. انت هتعمل ايه مع طنط ليلى
عابد بحيرة : الحقيقه مش عارف ، ليلى برضه ليها علاقات مع ناس ليا مصالح كثير وياها ولو عملت معايا اي مشكله حاليا هتخليني اخسر كثير قوي
سالى : خلاص مش لازم ابدا تعرف
عابد بدهشة : ازاي بقى الكلام ده
سالى : مؤقتا بس .. على ما مصالحك تخلص
عابد : مش عارف يا سالي حتى الموضوع اللي كان المفروض انها تخلصهولي حاسس ان هو كمان خلاص ، ما بقاش ينفع انها تقدر تعمل فيه اي حاجه بعد كده
سالى : طب ما تقول لي موضوع ايه مش يمكن اقدر اساعدك
عابد : بس الكلام ده مني انا ليكي اوعي يطلع برانا احنا الاتنين
سالى بابتسامة واسعة : ما ينفعش اي واحده في الدنيا تطلع سر جوزها برة ولا ايه
عابد ضاحكا : عندك حق ، بصي يا ستي الحكايه وما فيها ان انا كنت عايز تمويل من مصطفى درويش عشان اقدر اني اكمل بيه بقيه الانشاءات اللي موجوده في المنتجع ، في حاجات كتير اوى لسه نفسي اعملها بس لسه ما اتعملتش
سالى : طب ليه ما قلتش لبابا وتعملوها سوا
عابد : باباكى يا ستي قال لي ان الفلوس اللي صرفها تساوي قيمه الارض وعشان كده خلاص وبيني وبينك انا قلت كمان انه كفايه عليه كده ، فقلت ممكن مصطفى يمولني
سالى : طب والتمويل بتاع مصطفى ايه علاقته بطنط ليلى
عابد بتنهيدة طويلة : دي حكايه طويله قوي ليها علاقه بداوود ابني و برنيم اختك وكمان سهام بنت مصطفى درويش
سالى بخبث : انا اخدت بالي ان سهام معجبه بداوود
عابد : ولو كان داوود وافق يتجوز سهام كان زمان فلوس مصطفى درويش كلها في جيبي دلوقتي
سالى و كأنها تستوعب ما يحدث : امممم فهمت ، بس يا ترى موضوع سهام وداوود ده له علاقه باختفاء رنيم
عابد : مش علاقة بس ، ده السبب الرئيسى
سالى : دلوقتي بس فهمت معنى الكلام اللي داوود قاله يوم ما كنا عنده وطردنا كلنا ، بس معنى كده ان داوود رافض سهام
داوود : ايوه رافضها بالثلث وطردها كمان من المصنع
سالى و كأنها تفاجئت من حديثه : يا خبر ابيض معنى كده ان علاقتك هتتوتر بباباها جامد
عابد : فعلا
سالى : طب هتعمل ايه
عابد : هسيب ليلى تحاول تصلح الدنيا شويه يمكن تعرف تعمل حاجه
سالى : ولو ما عرفتش
عابد : هنتجوز وهخيرها ان كانت تفضل على ذمتي ولا تحب ان احنا ننفصل
سالى بتعاطف : يا خبر يا عابد ده كده يا عيني ممكن يحصل لها حاجه من الزعل مش سهله عليها ابدا انها تبعد عنك او انها تعرف ان ممكن واحده غيرها تشاركها فيك
ليضحك عابد بشدة و يقول : تبقي ما تعرفيش ليلى ليلى على طول ماشيه والكالكوليتر في دماغها كل حاجه بتحسبها بالارقام ، وارقامها في الاخر هي اللي بتبقى الحكم على ايه اللي هتعمله وايه اللي ما تعملوش
ليمر ثلاثة اعوام على الجميع ما بين شد وجذب لتتغير بعض الاحوال عند بعضهم وتنقلب بعض احوال البعض الاخر ، بينما كانت احوال داوود تسير على وتيره واحده ما بين العمل والنوم وقليل من الطعام فكان كانه ماكينه لا تتوقف عن العمل الا عندما يصيبها عطب ما ، وكانت ملامحه قد تبدلت كثيرا عن ما مضى فقد اهمل الاهتمام بمظهره الخارجي كما اهمل صحته وقوته بوجه عام وطعامه بوجه خاص
وكان قد عاد من المصنع ليجلس وحيدا بمكتبه شاردا وهو يحاول مراجعه بعض العقود ليدخل عليه حبيب بصحبه يقين التي قالت له : كده برضه يا داوود ، عم علي بيقول لي ان انت ما بتاكلش خالص ، انت عاوز تمو.ت ، انت ليه بتعمل في نفسك كده .
داوود ببرود : اهلا يا يقين .. ازيك
لتجلس يقين بامتعاض قائلة : مش كويسه خالص على فكره ، تفتكر ان انت هتبقى بالشكل ده وانا كويسه ازاي يعنى ، مخليني على طول قلقانه عليك
داوود باهمال : كذا مره قلت لك ما تقلقيش عليا ووفري قلقك ده على ولادك ، ليه سايباهم وجايه فى توقيت زي ده ، الوقت بقى متاخر اوي ، ايه يا حبيب الدنيا مش برد على مراتك في الوقت ده ، وكمان سايبين الولاد لوحدهم ليه
حبيب : مش سايبينهم لوحدهم ولا حاجه ما تقلقش احنا سايبينهم مع ولاد رغدة و رأفت و الدادة بتاعتهم
داوود برجاء : برضه مش عاوزه تقول رنيم فين
يقين : صدقني يا داوود رغده ما تعرفش مكان رنيم والا كانت على الاقل قالت لي
كل اللي تعرفه المكالمه بتاعه كل شهر و اللى بتبقى اقل من نص دقيقه ومن رقم برايفت مجرد انها بتطمن عليها وعلينا وبتقفل معاها حتى من غير ما بتقول لها اي حاجه نقدر نعرف فيها اي حاجه عنها
داوود بحزن : نفسي اعرف هم فين و اتطمن عليهم
حبيب : ان شاء الله ربنا هيهدي الحال يا دود ما تقلقش ، اكيد مش هتقدر تعيش عمرها كله وهي بعيد عننا كلنا بالشكل ده ولو انت تعبان من غيرها بالشكل ده ، فاكيد هي تعبانه من غيرك ومن غيرنا كلنا الف مره ، و اكيد اكثر مننا كلنا

انت في الصفحة 15 من 21 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
6

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل