
داوود بانكسار : مش باين يا حبيب ، رنيم اخذت قرارها من قبل ما تمشي من هنا وواضح انها مش هترجع تاني
يقين بالم من اجل اخيها : خلاص يا داوود انساها طالما هي قدرت تنسانا كلنا بالشكل ده ، انت كمان لازم تنساها ، انت متخيل انها ممكن تبقى عامله في نفسها اللي انت عامله في نفسك ده ، انا عاوزاك تفوق لروحك ، انا ما بقاليش غيرك ، واديك شايف بابا من وقت ما اتجوز اللي اسمها سالي دى وهو بقى في حته ثانيه خالص غير اللي كان فيها ، احنا ما بقيناش نشوفه ولا نعرف عنه حاجه وماما هي كمان ما صدقت خدت الفلوس اللي اخذتها منه وسابت البلد كلها وسابتنا كلنا ومشيت
داوود بسخرية : كانت بتسعى انها تخليني اتجوز سهام على رنيم وفي الاخر ابويا هو اللي اتجوز عليها ، الدنيا دي غريبه اوي ، بس فعلا .. من حفر حفرة لاخيه وقع فيها ، ودي ما كانتش بتحفر حفره وبس ، دي كانت بتتفنن ازاي تقط/عها حتت حتت و تس/م بدنها بكلامها كل ما كانت تيجى مناسبه وتشوفها
حبيب بتردد : اللهم لا شماته .. في ايه يا داوود دي مامتك مهما كان
داوود ضاحكا باستنكار : وهو انا ما كنتش ابنها وهي بتحاول تخر.ب حياتي كلها يا حبيب ، و عشان ايه .. عشان مصلحتها هى و جوزها ، و ياريتهم كانوا محتاجين و اللا ناقصين فلوس ، انما جشعهم و طمعهم خلاهم ينسوا انهم بيه/دوا حياتى كلها
يقين : انسى بقى كل ده و فوق لروحك ، و ارجع داوود اللى كلنا عارفينه
داوود بشرود : و هى
يقين : لو حبت ترجع ماحدش هيمنعها
داوود : انا اللى هيجننى انها ما حاولتش ولا مرة تسحب جنية واحد من فلوسها .. طب عايشة ازاى و منين و بتعمل ايه
ثم قال بتوجس : تفتكروا ممكن يكون حصل لها حاجة و احنا مانعرفش
حبيب : ايه يا عم انت .. تف من بقك اومال ، لا قدر الله كنا هنبقى اول حد يعرف ، ثم ماهى بتكلم رغدة باستمرار اهى كل شهر
يقين : انا متاكدة ان رنيم كانت مرتبة كل حاجة قبل ما تتحرك من هنا
داوود باحباط : طب راحوا فين بس
اما بمدينة المنصورة و بمنزل يطل على النيل .. كانت هاجر تجلس بالشرفة و هى تحاول اطعام صبية صغيرة رائعة الجمال .. شارف عمرها على الثلاث أعوام ، و كانت تشاغب هاجر و تفر منها كلما حاولت الامساك بها لتناول طعامها و لكنها تنجح كل مرة فى الافلات من بين يديها و الاختباء منها
حتى جلست هاجر ارضا بقلة حيلة بعد ان اصابها الاجهاد و هى تقول بتعب : انا زعلانة منك يا خوخة و هقول لماما لما تيجى عشان تخاصمك
لتقول الصبية بمشاغبة لطيفة : ماما مش تخاصم خوخة
هاجر باصرار : ماما هتخاصم خوخة عشان خوخة ما خلصتش اكلها ، و ماما بتزعل من خوخة لما مش بتخلص اكلها
لتخرج الصبية من وراء احد المقاعد و هى تقول باستسلام : خلاص خوخة تاكل اكلها كله
هاجر بتشجيع : شاطرة يا خوخة يا جميلة .. ياللا بقى بسرعة نخلص اكلنا قبل ما ماما تيجى .. عشان نقول لها خوخة اشطر شطورة
لتقترب الصبية من هاجر و تجلس فوق قدميها حتى تنتهى من طعامها بالكامل .. لتشجعها هاجر و تمرح معها و هى تغير ملابسها قائلة : ايوة كده بقينا قمر و ريحتنا سكر ، و كمان لما نسرح شعرنا هنبقى كنافة بالمانجة
الصبية : و ماما تاخد خوخة توديها الملاهى .. صح
لتقبلها هاجر بمرح قائلة : ياختى كميلة .. خدينى معاكى بقى الملاهى
لتسمع هاجر رنين جرس الباب لتقول : خلينا نشوف مين .. تعالى معايا ياللا
و ما ان قامت هاجر بفتح الباب .. حتى قالت الصبية بفرحة : جدو جه
لينحتى الجد حاملا اياها و قبل وجنتها بمرح قائلا : حبيبة جدو وحشتينى ، اومال ماما فين
هاجر : زمانها على وصول يا عابد بية .. اتفضل استريح
وتكالبت عليها الذئاب 22
أَسْأَلُكَ اللهم بِأَنِّي أَشُهَدُ أَنَّكَ أَنْتَ اللهُ لا إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ ، الأَحَدُ الصَّمَدُ ، الَّذِي لَمْ يَلِدْ ، وَلَمْ يَولَدْ ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ ؛ أَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي ، إِنَّكَ أَنْتَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ .
22
#وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل الثانى و العشرون
ما ان قامت هاجر بفتح الباب .. حتى قالت الصبية بفرحة : جدو جه
لينحتى الجد حاملا اياها و قبل وجنتها بمرح قائلا : حبيبة جدو وحشتينى ، اومال ماما فين
هاجر : زمانها على وصول يا عابد بية .. اتفضل استريح
عابد و هو يتجه للجلوس على احد المقاعد و الصغيرة بين احضانه : هى متأخرة ليه كده النهاردة
هاجر : كلمتنى من ساعة كده و قالت لى انها هتعدى تشترى حاجات للبيت و هى جاية من السوير ماركيت ، و تلاقيها خلاص على وصول
عابد : طب اعمليلى فنجان قهوة
ثم نظر الى الصغيرة قائلا : و انتى يا ست خديجة .. اكلتى و اللا لسه مستنية ماما
خديجة : خوخة اكلت اكلها كله كله عشان ماما توديها باى .. هاجر قالتلى كده
عابد ضاحكا : كلتى مصلحة يعنى .. ماشى يا ستى
ليسمع صوت المفتاح و هو يدار بالباب لتجرى الصغيرة تجاه الصوت و تقابل امها بفرحة عارمة و هى تقول : ماما .. جدو جه
لتضع رنيم بعض المشتروات ارضا و هى تتقدم من عابد قائلة بترحاب : اهلا يا خالو .. حمدالله على السلامة
عابد : الله يسلمك .. ليه بتنزلى بنفسك تشترى الحاجة و تشيلى على قلبك .. مابتخليش هاجر ليه تنزل هي و تجيب اللى انتو محتاجينه
رنيم : الماركيت كده كده فى طريقى و كمان العربية معايا و بتسهل عليا ، انما حضرتك ماقلتليش انك جاى
عابد : الحقيقة ما كانش فى خطتى انى اجى النهاردة ، بس كان عندى مشوار شغل كده قريب من المنصورة و خلصت بدرى .. فقلت اعدى اشوفكم بالمرة
رنيم : خلاص نتغدى سوا
عابد : خليها مرة تانية عشان ما اتأخرش ، مابقيتش احب اسوق بالليل ، طمنينى عليكم
رنيم : احنا تمام الحمدلله .. مافيش جديد ، حضرتك عامل ايه
عابد : هلكان .. كنت فاكر انى هستريح شوية لما المنتجع يبتدى يكبر .. لكن كل ما دا و الشيلة بتتقل
رنيم : معلش .. ربنا يقويك
لتصمت برهة صغيرة قبل ان تقول : طمننى على الناس كلها عاملين ايه ، بتشوفهم
عابد : ابدا .. و لا حتى حد فيهم بيرفع سماعة التليفون يسال عليا
رنيم : ما بتحاولش تتطمن عليهم
عابد باهمال : يعنى .. لما بيجيلى كيف
لتصمت رنيم و هى تراقب الصغيرة اثناء لهوها بالقرب منها ، لتسمع عابد يقول : هو انتى مرتبك اللى بتاخديه مكفيكى فعلا
رنيم باستغراب : يعنى .. الحمدلله
عابد : انا عرفت انك ماسحبتيش و لا مليم من حسابك
رنيم : ما حضرتك قلتلى انى لو فكرت اعمل كده هيعرفوا مكانى فماهوبتش ناحيته
عابد : طب و هتسيبى فلوسك راكدة بالشكل ده على طول كده
رنيم : مش راكدة و لا حاجة ، رغدة بتنشطها كل فترة
عابد : مهما تنشطها هتعمل ايه يعنى
رنيم : يعنى .. سحب و ايداع و مراجعة ، بحيث ان الحساب يبقى فيه حركة و مايتقفلش
عابد : بس برضة .. الفلوس راكدة مابتتحركش و لا بتزيد
رنيم بقلة حيلة : ماعنديش حل
عابد : انا عندى
رنيم بفضول : سمعاك
عابد بخبث : ممكن تخلى رغدة تحوللى الفلوس و استثمرهالك عندنا فى المنتجع
رنيم بحزم : لأ
عابد بدهشة : لأ ليه
رنيم : مش عاوزة اى علاقة مابين فلوسى و فلوس بابا
عابد : ليه يعنى ، ثم هى فلوس بابا لوحده .. ماهى فلوسى انا كمان
رنيم : معلش يا خالو.. مش عاوزة
عابد : طب ما الفلوس دلوقتى مابقيتش بتاعة بابا خلاص
رنيم : مش فاهمة
عابد : سليم كتب نصيبه فى المنتجع باسم سالى
رنيم بذهول : بالسهولة دى .. ده امتى حصل الكلام ده
عابد : من حوالى سنتين و شوية .. قبل جواز سالى على طول
رنيم بدهشة : مقلتليش يعنى الحكاية دى قبل كده ، ثم هى سالى اتجوزت امتى و اتجوزت مين .. و ليه ماقلتليش
عابد و هو يربت على شعره ببعض الحرج : الصراحة اتكسفت منك
رنيم : اتكسفت منى انا .. طب ليه
عابد : اصلى انا العريس
رنيم بذهول : سالى اتجوزتك انت .. مش معقول
عابد : ايه .. شايفاها كتير عليا