
سليم بامتعاض : اتابع الشغل ازاى و انا كتبتلها نصيبى على اساس انى عاوز استريح و ما اشغلش دماغى
نانسى : ياسيدى اكنك بتتسلى
سليم : تؤ .. اعتبرينى واخد اجازة استجمام على ما اشوف هيعملوا ايه مع الغبية التانية اللى سايبة فلوسها لاخت المحتال اللى متجوز بنتك الصغيرة
نانسى : نفسى اسالك سؤال و مش عارفة هتجاوبنى عليه و اللا لا
سليم : سؤال ايه ده
نانسى : انت ليه لما عرفت من سالى ان عابد و مراته بيحاولوا يبعدوا بنتك من طريق داوود ما حاولتش حتى تتدخل و لا تدافع عنها
سليم بحقد : لتلت اسباب مش لسبب واحد
نانسى : و ايه هم بقى
سليم : السبب الاول انى لو كنت اتكلمت وقتها كنت هعمل مشكلة بين عابد و سالى اللى ماكانتش لسه عرفت تتمكن منه و تجيبه على بوزه
نانسى : طب و السبب التانى
سليم بشماتة : هى مش جت هنا و رميتلى عقود باقى الارض و قعدت تأنبنى و تقوللى ان فلوسى مشبوهة ، و عملت داوود حاميها و سندها و هو بس اللى كويس و انا اللى وحش .. قلت اخليها بقى تعرف انها حما.رة و غبية كمان
نانسى : طب و السبب التالت
سليم بامتعاض : كنت فاكرها هتراجع اوراقها من تانى و تقوللى انت مكانى فى المصنع ، لقيتها على نفس غبائها و سايباه برضة للمحتالة اخت المحتال
اما بالمصنع بدمياط .. فكان رأفت يجلس امام الحاسوب المحمول الخاص بداوود بمكتبه و هو يقوم بعمل شئ ما عندما قال داوود : عرفت المشكلة جاية منين
رأفت و هو مازل يضر.ب على بعض ازرار الحاسوب : لسه .. بس ما تقلقش ، هى شكلها ايكونة اتمسحت او اندمجت بالغلط مع ايكونة تانية
داوود : لو اتأخرت على مراتك قوم روحلها و نبقى نكمل بكرة
رافت : رغدة بايتة عند مامتها بقالها يومين
داوود : ليه كده .. فى حاجة و اللا ايه .. اوعوا تكونوا زعلانين سوا
رافت : لا يا عم .. الحمدلله مافيش زعل و لا حاجة ، بس طنط فاتن تعبانة شوية ، حتى يقين واخدة الولاد عندها عشان رغدة ماتتشغلش بيهم و تقدر تاخد بالها من مامتها
داوود : هى تعبانة اوى كده
رافت : ايوة .. موضوع التعب بتاع الورم بتاعها بقى يتكرر كتير ، و الحقيقة الدكتور كمان مش مطمننا خالص
داوود : طب و ليه مانقلتوهاش المستشفى
رافت : الحقيقة هى رافضة بشدة و كمان الدكتور قال ان رعايتها فى البيت هتبقى افضل لها عشان نفسيتها
بس الحالة من سئ لاسوأ ، و اخر مرة وقعت من طولها و اغمى عليها ، و فضلت مرمية على الارض لولا رغدة كانت معدية عليها بالصدقة و لحقتها فى اخر لحظة ، و رافضة تماما تيجى تقعد معانا
داوود : و ليه ماقلتليش
رافت : يا عم هو انت ناقصنا
داوود : بس مايصحش .. على الاقل كنت زورتها و اتطمنت عليها
رافت : اعتبر نفسك زرتها ياعم ، ماتشغلش بالك
داوود ببعض التردد : هى برضة لسه ماتعرفش مكانها
ليتوقف رأفت عن ما يفعله فور ان سمع سؤال داوود و نظر اليه ببعض العتاب قائلا : تفتكر ان انا لو عرفت مكانها .. ممكن اخبى عنك لحظة واحدة
داوود ببعض الحدة : انا ما بسالش عنك انت يا رافت ، انا بسال عن مراتك
رافت بتنهيدة صغيرة : رغدة رغم انها الوحيدة اللى يمكن بتطمن على رنيم من وقت للتانى .. الا انى متاكد انها لو عرفت مكانها كانت لازم هتروحلها و تشوفها
ليومئ داوود برأسه بيأس قائلا : تفتكر ممكن اشوفها تانى
رأفت : ان شاء الله تشوفها و تشوف بنتك و تربيها بنفسك
داوود : نفسى يا رأفت .. نفسى
اما بمنزل فاتن .. فكانت رغدة تحاول اطعام امها بعض اللقيمات الصغيرة و هى تقول : عشان خاطرى يا ماما خلصى السندوتش .. عاوزة اديكى الدوا
فاتن باعياء : يا بنتى مش قادرة حتى امضغ اللقمة
رغدة : طب مانتى مارضيتيش تخلينى اجيبلك شوية شوربة
فاتن : زهقت من الشوربة .. كفاية اللقمة اللى كلتها ، هاتى الدوا بقى .. محتاجة المسكن
رغدة بعدم رضا : الدكتور منبه انك لازم تتغذى و الا هنضطر نعلقلك محاليل يا ماما ، و لو ده حصل لازم نروح المستشفى
فاتن باستجداء : لأ .. عشان خاطرى بلاش المستشفى ، خلينى هنا فى بيتى و فى سريرى
رغدة : يبقى تساعدينى يا ماما ، كملى السندوتش معلش عشان مايجلكيش هبوط و تتعبى منى بزيادة
فاتن باستسلام : حاضر .. بس بلاش المستشفى
رغدة : حاضر .. بس انتى خفى و ابقى كويسة و انا هعمل لك كل اللى انتى عاوزاه
كانت رغدة تتابع وضع امها و هى ترى تدهور حالتها يوما بعد الاخر ، و كان القلق يملؤها بشدة بعدما أخبرها الطبيب بانها قد تكون بايامها الاخيرة ، و عندما استفسرت عن امكانية لجوئها الى المشفى اخبرها الطبيب بانه قد لا يكون هناك اى فارق ، و ان الافضل ان تراعيها و تلبى رغباتها و تحافظ على ارتفاع معنوياتها
و اثناء انتظار رغدة ان تكمل فاتن طعامها سمعت رنين هاتفها لتجد الرقم الخاص لتعلم ان رنيم هى المتصلة فاجابت قائلا : الو
رنيم : ازيك يا رغدة .. وحشانى
رغدة : انتى اكتر ، عاملة ايه ، طمنينى عليكى ، انتى وحشتينى اوى
رنيم : مال صوتك
لتنهض رغدة و تتجه الى الخارج و هى تقول لامها : هروح الحمام على ما تخلصى اكلك يا ماما
و تبتعد بهاتفها قدر الامكان عن امها لتقول باختناق : انا محتاجالك اوى يا رنيم
رنيم بقلق : فيكى ايه رعبتينى
رغدة ببكاء خافت : ماما بتم*وت يا رنيم
رنيم بلهفة : ليه بتقولى كده .. مالها طنط الف سلامه غليها
لتقص عليها رغدة باختصار ما قاله الطبيب ، ثم تقول : مش عارفة اعمل ايه .. لوحدى و مش عارفة اتصرف .. و حاسة انى بمو.ت من الخوف و القلق
رنيم : و ليه لوحدك ، فين رافت و فين يقين و سامر
رغدة : رافت بييجى من الشغل عليا و بيبات معايا و يقين كتر خيرها واخدة الولاد عندها عشان اقدر اركز مع ماما ، و سامر بييجى يبص علينا كل كام يوم هو و خالتى ، بس مش ده قصدى يا رنيم
انا اقصد انى محتاجة اتكلم مع حد .. حد يقوللى الصح من الغلط .. حد يدعمنى يا رنيم .. انتى فاهمانى
رنيم بسخرية متوارية : الا فاهماكى .. انا فى نفس موقفك ده من يوم ما سيبت دمياط
رغدة : بس انتى مشيتى بمزاجك و برغبتك و من غير ماتشورى حد و لا تسمعى لحد ، لكن انا اتحطيت فى اللى انا فيه ده غصب عنى و رغم ارادتى
رنيم : عندك حق
رغدة : مش ناوية ترجعى بقى .. مش كفاية عقاب لحد كده
رنيم : خليكى فى طنط فاتن و ماتشغليش بالك بحاجة غيرها دلوقتى
رغدة : دى اول مرة من يوم ما سيبتينا بتسمحيلي انى حتى اتكلم معاكى يا رنيم ، من يوم ما مشيتى و انتى مابتدينيش حتى فرصة اتطمن عليكى عدل
ارجعى بقى .. كلنا محتاجينلك .. داوود بيمو*ت كل يوم من غيرك .. عقابك كان قاسى اوى يا رنيم ، و ان الاوان انك تقولى كفاية كده
رنيم باستنكار : عقاب ايه اللى كان قاسى يا رغدة .. انتى اصلك ماتعرفيش حاجة
رغدة : انتى اللى ماتعرفيش جوزك بقى عامل ازاى من يوم ما اختفيتى
رنيم بتحذير : رغدة .. لو فضلتى تتكلمى فى الحكاية دى هنهى المكالمة
رغدة : هتنهى المكالمة عشان بقول لك انى محتاجالك جنبى
رنيم : لأ .. اوعى تزعلى منى ، انا اقصد كلامك عن داوود
و قبل ان ترد عليها رغدة سمعت صوت سقطة مكتومة لتقول برهبة .. ماما