
رنيم بابتسامة حزينة و هى تسحب معصمها من بين قبضته : يا ريت المشكلة كانت فيك لوحدك يا داوود .. صدقنى .. يمكن ماكنتش اقلق .. تصبح على خير لتمضى رنيم تاركة اياه يفكر بحيرة فى حديثها .. فان كانت لا تخشى شيئا من جانبه ، فمن تخشى ، اتظن ان سهام لها سلطان على قلبه ، اتخشى ان تحتال عليه و تسلب لبه و تشغل باله .. كيف ذلك و هى تعلم تمام العلم انها تسيطر بقوة على شغاف قلبه و عقله ايضا
ليظل جالسا مشغول البال لفترة ، قبل ان يقرر الذهاب الى النوم ، و ما ان دخل الى الغرفة حتى وجدها نائمة بالفراش مغمضة العين ، ليعلم من الوهلة الاولى انها تدعى النوم و هى توليه ظهرها ، ليندس بالفراش هو الاخر و هو يهمس لها قائلا : مش عايزك تقلقى و لا تخافى .. لا منى و لا من غيرى ، مهما حصل عمرى ماهحب غيرك ، بس انتى سيبى الشغل للشغل و ماتدخليهوش ابدا فى اللى بين قلوبنا
و بعد مضى عدة ايام .. كان سامر عائدا من عمله عندما تلقى مكالمة هاتفية من رقم غير مسجل لديه ، و عندما تلقى المكالمة سمع صوت سيلا و هى تقول : سامر .. انا فى مصر
سامر بسعادة : انتى بتتكلمى جد يا سيلا .. انتى فين
سيلا : انا هربت من ماما فى المطار ، و ركبت ليموزين و مش عارفة اقول له يودينى فين ، كل اللى عرفت اقولهوله انى عاوزة اروح كفر الشيخ
سامر : لا يا سيلا .. اوعى ، ده اول مكان هيدوروا عليكى فيه هو عندى
سيلا بتردد : طب اروح فين
سامر : ادينى السواق و انا هفهمه كل حاجة
و بعد مضى بعض الوقت .. كانت سيلا و سامر يجلسان بمنزل فاتن التى وبختهما على ما فعلاه و قالت بعتاب لاذع : بقى دى عملة تعملها برضة يا سامر .. بقى تشجعها انها تهرب من اهلها و تتجوزك غصب عنهم .. اخص عليك
سامر بدفاع : يا خالتى فى حاجات كتير جدا حصلت انتى ما تعرفيهاش
فاتن : و لو يا ابنى ، انتى كنت ترضى ان رغدة تعمل كده و تتجوز فى السر
سامر : و مين بس قال لك انى هتجوزها فى السر
فاتن بسخرية : اومال هتتجوزها فى العلن
سامر : طبعا و هعملها فرح ماتعملش قبل كده
فاتن لسيلا : سيلا يا حبيبتى ، انا بحبك و الله من زمان و عارفة انك بتحبيه ، بس يابنتى مهما حبيتيه لازم تفهمى ان مافيش راجل ابدا فى الدنيا دى يستاهل انه يخليكى تعادى اهلك عشان خاطره
سامر بامتعاض : تكرمى يا خالتى
سيلا بهدوء : انا عارفة انك بتتكلمى عشان مصلحتى ، و عارفة ان كلامك كله صح
فاتن : و لما انتى عارفة انى صح ، ليه ماشية برضة فى الطريق الغلط
سيلا : ماهو كلامك صح .. بس عيلتى هى اللى غلط ، و لو ما اتجوزتش سامر .. انا متأكدة ان بابا هيجوزنى لاى عريس غنى بزيادة حتى لو غصب عنى
سامر اتقدم لبابا بدل المرة اكتر من عشر مرات .. مافيس مرة فيهم حاول يتكلم معاه و لا يفهمه ، ما سألهوش غير على حسابه فى البنك و ممتلكاته و بس
تفتكرى هى دى نوعية الاهل اللى اخاف اعاديهم عشان خاطر الراجل اللى بحبه
فاتن بتسليم : و الله يا بنتى انا خلصت ضميرى من ناحيتكم و نصحتكم و انتم حرين
سامر : انا بس عاوز اتطمن عليها يا خالتى على ما نكتب الكتاب ، فمالقيتش مكان غير هنا اللى ممكن اتطمن عليها فيه
فاتن : طب و انتم هتتجوزوا امتى على كده
ليهب سامر واقفا و هو يقول : هنكتب الكتاب بكرة
فاتن : اوام كده
سامر : لو كان ينفع النهاردة ما كنتش استنيت لحظة
ثم نظر الى سيلا و قال : ادينى الباسبور بتاعك
لتناوله سيلا جواز سفرها ، و تقول : هتكلم داوود و رنيم و اللا اكلمهم انا
سامر : لأ .. انا مش عاوزك تكلمى حد خالص ، و كمان ادينى الشريحة اللى اشتريتيها ، و لو احتاجتينى فى اى حاجة خلى خالتى تكلمنى
سيلا : هتعمل بيها ايه
سامر : هكسرها و ارميها ، مش عاوز حد يعرف يتتبع اثرك لحد ما نكتب الكتاب ، ممكن كاميرات المطار تجيبك و انتى بتجيبى الشريحة و يعرفوا بياناتها و يتتبعوكى من خلالها
ليخرج سامر من منزل فاتن و يتجه الى فيلا المنشاوى .. حيث وجد داوود و رنيم بانتظاره ، لتقول رنيم من فورها : ليه ما جيبتهاش على هنا يا سامر
سامر : انا قلت انهم اول ما هيدوروا عليها هيبقى عندى و عندكم
رنيم : يا سامر انت ناسى بابا كان بيشتغل ايه .. بابا فى ظرف ساعة زمن هيبقى عارف تحركات سيلا بالميللى من المطار لحد طنط فاتن
سامر : ماتقلقيش .. انا ظبطت السواق و فهمته يقول ايه لو حد سأله
رنيم : برضة ماتضمنش .. بابا بعلاقاته ممكن يسبقنا كلنا
سامر : انا عارف و فاهم ده كويس ، بس انا اديت السواق مبلغ محترم ، و خليته ياخد بنته اللى عرفت انها تقريبا فى عمر سيلا و يطلع بيها على اسكندرية ، من ناحية يثبت انه عدى من البوابات ، و من ناحية اكون بعدته عن ايدين والد سيلا شوية
داوود : و انت تضمنه ، اقصد تضمن ان بابا سيلا ما يكلموش و مايظبطهوش هو كمان
سامر : ان شاء الله مايحصلش ، و على كل ادينا بناخد احتياطاتنا اهو و عاوزبن ننجز
داوود : طب ما هو ممكن يكون زمانهم بيدوروا عليها عندكم دلوقتى .. مامتك هتعرف تصد معاهم
سامر : ماما اصلا هى كمان فى طريقها على خالتى .. يعنى لو حد راح سال علينا مش هيلاقينا
رنيم بتحذير : بابا ممكن ييجى فى باله انها عند طنط فاتن على فكرة
سامر : انا عاوز اكتب الكتاب فى اسرع وقت عشان حتى لو وصل لنا مايبقاش فى ايده اى حاجة يعمللها
داوود بتفكير : ماشى .. روح هاتها دلوقتى ، و خلينا نكتب الكتاب
رنيم بدهشة : الساعة داخلة على عشرة
داوود : مش مشكلة .. هنلحق
رنيم : طب و كل الاجراءات اللى بتتعمل قبل كتب الكتاب .. هنعمل فيها ايه
داوود : ماتقلقوش .. انا هكلم المحامى افهمه كل حاجة و هو اكيد هيعرف يتصرف
و عندما قام داوود بمهاتفة المحامى و شرح له الامر .. طلب منه التمهل حتى ظهيرة اليوم التالى ليقوم بتحضير جميع الاوراق المطلوبة كى لا يكون هناك اى ثغرة تعرقل الزواج
و بعد ان اقتنع داوود بوجهة نظر محاميه قال لسامر : انا شايف انك تأجر شقة مفروشة تبات فيها انت و والدتك
سامر : طب و سيلا
داوود : انا هاخد سيلا بنفسى و اوديها مكان امين ماحدش يقدر يوصل لها فيه على ما كل حاجة تخلص
رنيم بفضول : هتوديها فين يا داوود
دلوود بابتسامة مرحة : انتى بالذات مش لازم تعرفى ، عشان لو حد سألك مش هتعرفى تكذبى .. هتفضحينا
ليتركها و يذهب بصحبة سامر دون ان تعلم وجهتهما
اما سليم فقد وصل الى الميناء الجوى و استطاع باتصالاته و علاقاته السابقة ان يرى سيلا على شاشات المراقبة و هى تغادر الميناء برغبتها الكاملة .. و استطاع ايضا ان يصل الى ارقام السيارة التى اصطحبتها
بل انه استطاع الوصول الى السائق أيضا و لكن على الهاتف حيث انه لم يعد الى الميناء الجوى مرة اخرى ، و عندما سأله سليم عن سيلا
اجاب السائق قائلا .. ان سيلا قد طلبت منه ان يصطحبها الى كفر الشيخ ، و لكنها تراجعت فى قرارها بعد ان هاتفت شخص ما امره ان يصطحبها الى الاسكندرية عند كوبرى استانلى
فقام بايصالها الى كوبرى استانلى من نصف ساعة فقط .. حيث هبطت من السيارة و قامت بمحاسبته و صرفته
سليم : يعنى ماحدش قابلها فى اسكندرية
السائق : لا يا بية