منوعات

وسقطت الاقنعة

………………………………………………………..
أعتلت السعاده علي وجه وهو يسمع من ساعده الأيمن مُسعد يخبره بأن الفتاه لم تكن بالصعوبه التي كان يُظنها فحين عرض عليها المال للزواج قد وافقت وهي لا تُصدق بأنها ستصبح زوجة “حاتم الريان”
لتلمع الرغبه في عين حاتم : وهي عارفه ان الجواز هيكون عرفي
فأبتسم مُسعد : لاء ياباشا طبعا .. هي فاهمه انه جواز في السر بس علي سنة الله ورسوله لسا متعرفش انه جواز عرفي .. تقع بس في المصيده وكله بمزاجها هيتم ومن غير أعتراض
ليضحك حاتم بخبث : لاء الصيده المرادي شكلها جعانه ومش بيهمها شرف
فحمل مُسعد فنجان قهوته ليرتشف منه القليل قائلا بمكر : ما انت دماغك دماغ ياباشا .. بتختار القري الفقيره اللي الناس محتاجه فيها معونه لتجهيز البنات اللي علي وش جواز.. وتابع حديثه :وكله بيجي تحت رجلك ياباشا
فتلمع عين حاتم وهو يضحك بأستمتاع : تجيب البنت بكره العصر ومعاك ورقة الجواز العرفي
………………………………………………………….
لم تتصور في يوم أنها ستكون عاجزه أمام جبروت من ظنت به خيراً ، لتصرخ بقهر وهي تمسح دموعها قائله بعجز : معرفتش أرد عليه ياخديجه ، اول مره أحس ان لساني عاجز انه يرد .. وجلست علي فراشها في الحجره التي تضمها هي وصديقتها خديجه في ذلك البيت المستأجر مع بعض الفتيات المغتربات بعد ان تركت شقتهم لصاحب البيت كي يزوج ابنه
قائله بألم : هاشم وزين وجهين لعمله واحده ياخديجه .. دول شياطين
لتقترب منها خديجه بأشفاق وهي تربت علي أحد أيديها : متلوميش نفسك علي ضعفك قدامه ياحنين ، ده مش ضعف ده خوف انتي ناسيه مين زين نصار
فنهضت هي كالملسوعه من فوق الفراش : تغور الوظيفه ، تغور كل حاجه .. هدور علي شغل تاني في أي مكان
وأخذ الصمت يحل بينهم للحظات حتي هتفت خديجه : وتفتكري هتلاقي شغل في البلد ديه ، ماانتي عارفه الحال اللي بقينا فيه ..
لتُطالعها تلك الواقفه بيأس : هنموت ونعيش عاجزين وسطهم ..
فيقطع حديثهم رنين الهاتف .. وحال الصمت لثواني بينهم
لتهتف خديجه : ماتردي مالك ساكته كده ليه
فتأملت أسم والدتها علي هاتفها… وعندما ضغطت علي زر الأجابه
سمعت صوت خالها وهو يُحادثها بحديث سريع قد طالت مُدته لدقيقتان .. لتهوي بجسدها علي الفراش ثانية بضعف : لأتجوز زين ، لسافر أعيش في الصعيد عند خالي واتجوز أبنه
………………………………………………………….
أقتربت منها حسنيه بأشفاق وهي تُفكر كيف لأخ أن يترك أخته تعمل بخدمة البيوت كي تعوله من بطالته .. وتذكرت حديثها مع أياد وهو يخبرها بالحقيقه التي عرفها عنها من الحج ناجي .. لتزداد شفقه حسنيه عليها وعقلها يدور في نقطه واحده وهي تتسأل
البنت ديه تلف علي ياسين ابن الحج ناجي أكيد الحكايه فيها حاجه غلط ..ديه شكلها ياحبة عيني غلبانه اوي ومتعرفش حاجه في الدنيا
وأخذت تتأملها حسنيه قليلا وهي تغسل الاطباق
فشعرت ليلي بتلك الاعين التي تُراقبها مُلتفه حولها .. لتري نظرات كانت تعرفها جيداً
فأبتسمت حسنيه بطيبه : مالك خوفتي كده ليه ياليلي ، وكمان ايه اللي بتعمليه ده .. مش قولنا شغلك هيبتدي هناك في القاهره
فهمست بخجل : أنا مش تعبانه والله ياداده ..غير أن شغلي المفروض كان يبدأ من أمبارح من ساعة ماأياد بيه أدي محمود مُرتبي
لتلمع عين حسنيه وهي تري عزة نفس تلك الفتاه الهشه .. وتذكرت رأي أياد بأن تجعلها دوما تحت أعينها
لتجلس حسنيه علي أحد المقاعد التي تلتف حول طاولة طعام متوسطه : تعالي ياليلي .. اقعدي معايا ندردش سوا ، من ساعة ماجيتي ليلتها وانا معرفتش أدردش معاكي
وتابعت حديثها بمزحه لطيفه : ولا قاعدتك مع ست عجوزه مش هتعجبك
لتمسح ليلي يديها سريعا بأحد الفوط قائله بحب : بالعكس ياداده ، ده حتي انتي حنينه وشبه ماما الله يرحمها
فطالعتها حسنيه بحنان ناطقه بأسف : ربنا يرحمها ياحبيبتى، تعالي ياليلي أحكيلي عنك شويه ..
لتجلس ليلي وتقص عليها حكايتها كما قصت عليه ..
لتنتهي الحكايه البائسه التي لمعت عين حسنيه فيها وهي تسمعها ..
فتأملتها حسنيه بعطف : يعني أشتغلتي في بيت الحاج ناجي بعد ماوالدتك تعبت ،خدمتي في البيوت لسنتين ياليلي
فأخذت هي تُحرك رأسها بالأيجاب
ثم بدأ سؤال يلح علي ذهن حسنيه وتابعت حديثها بأسف : قوليلي ياليلي .. أنتي فعلا كنتي بتلفي علي ياسين أبن الحج ناجي ولا مظلومه يابنتي زي ماقولتلنا
لتسقط دموعها وهي تري نظره الشك في أعين تلك السيده التي ظنتها عوض عن كل الناس .. فحتي أياد طالعها بتلك النظره فلمعت عيناها وقد ظهر الاحمرار علي جفونها قائله بألم :
هتصدقيني لو قولتلك لاء .. وتابعت حديثها
: انا معرفتش ان كان عينه مني غير لما ربطت الامور ببعضها وفهمت ليه ست زينب كانت بتكرهني .. بس والله ياداده انا مكنتش اعرف انه كان بيبصلي بصه مش تمام .. وفرت دمعة بائسه من عينيها وهي تهمس:
ومين هيبص لوحده فقيره زي وبتخدم في البيوت عشان تصرف علي أهلها
فطالعتها حسنيه بصدق ، وأبتسمت وهي تتأمل ملامحها البسيطه الهادئه : مصدقاكي يابنتي ،عارفه ليه .. لاني عشت نفس مأساتك
وكادت أن تسرد حُسنيه بقصتها عليها حتي وجدوا سليم يركض نحوهم قائلا بطفوله وهو مُمسك بلعبته الألكترونيه : اللعبه بتاعتي باظت
فمسحت ليلي دموعها سريعا وأتجهت نحوه وهي تتأمل ملامحه الطفوليه : أنا ممكن أساعدك ياسليم .. واصلحالك
فطالعها سليم بنظرات غاضبه .. ولكن سريعاً ماتلاشت عندما وجدها بالفعل أخذت اللعبه وبدأت تُصلحها له
ونطقت بسعاده ونظرات حسنيه تُتابعهم بأبتسامه حنونه : واللعبه أشتغلت اهي .. أيه رأيك طلعت شاطره صح
فأخذ يُطالعها الصغيره ببتسامه حتي أقترب منها قائلا بطفوله : شاطره ياليلي
………………………………………………………
لمعت عيناه بخبث وهو ينظر الي فريسته الجديده ..وأبتسم بسعاده وأقترب منها وهو يتأمل تفاصيل جسدها بذلك القميص المكشوف .. ومدّ يده ليشعر بأرتجاف جسدها الذي قد شعر به بخبرته .. وأخذ يهمس بأذنها : قولتيلي اسمك ايه ؟
فنطقت الفتاه بخوف وهي تهمس : أميمه يابيه
وكادت أن تخفض رأسها أرضا .. فرفع أصبعه نحوها : لا مش عايز النهارده كسوف
فأخذت تُطالعه بترقب : هو الجواز العرفي ده حلال صح ياحاتم بيه
فأطلق حاتم ضحكه عاليه علي سذاجة تلك الفتاه التي حياتها كانت عباره عن غرفه فوق السطوح مع والديها ولم تحصل سوي علي شهادتها الابتدائيه ..وأخذ يتأمل خجلات وجهها قائلا بخبث : حلال طبعا طبعا
وظهرت أبتسامه علي شفتيها وأخذت تُتمتم دون تصديق : يعني أنا هكون مراتك
ليعود لضحكاته الخبيثه وهو يُمسك بأحد أيديها نحو غرفة النوم .. وأبتسامته الواسعه تُزين شفتيه

…………………………………………….

وقفت لثالث مره أمامه ، ليُطالعها هو بنظراته الجامده التي قد أعتادت عليها .. ويقترب منها بتحدي : مش معقول هفضل وافق مستنيكي تبدأي كلامك.. ونظر في ساعته ذات الماركه الباهظه وهو يهتف بحنق : ورايا أجتماع مهم
لتُطالعه بصمت.. وكل ما مرت به اليومين الماضيين يسيروا كشريط سنمائى أمام عينيها ، فمنذ مُهاتفة خالها لها ثم والدتها التي اخذت تتوسل اليها أن توافق وترحمها من خوفها عليها .. فهمست بصعوبه وهي تنطق الكلمات : انا موافقه
ليبتسم زين وهو يُصفق بجمود : طلعتي بتفكري كويس يا أنسة حنين .. علي العموم تقدري تستنيني هنا في المكتب لساعه واحده وبعدين نتفق علي كل حاجه
ودون ان ينظر اليها او يسمع أي حديث منها .. ذهب خارج غرفة مكتبه ليلحق بأجتماعه
فأخذت تُطالع الفراغ الذي تركه بقهر وحقد..

يتبع..

انت في الصفحة 21 من 21 صفحاتالتالي

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل