الفصل الثالث
بعد نوم مضطرب و غير منتظم
استيقظ صقر و اغتسل وادى فرضه، وارتدى ملابسه ، و لكن ليس بالجلباب الصعيدي، و انما قميص من اللون الابيض اظهر عُرض كتفيه و بنطلون اسود ، يرتدي تلك الملابس عند ذهابه للمدينه حتي لا يشعر با الاختلاف بينهم ، او يكون غير ملائمًا .
نثر عطره الجذاب و نزل لجده
اقترب منه صقر مقبلا يده كعادته قائلا : صباح الخير يا جدي
اجابه عتمان متسائلا بلهفة لا يشعر بها احد سواه : صباح الخير يا صقر ، رايح تجيب بنت عمك مش كده
اومأ له صقر بالإيجاب : ايوه يا جدي
تسائل رحيم مستفسرًا:. و انت هاتعرفها ازاي ياصقر انت ماشوفتهاش ابدا
اكدت عليه امل و قالت : و لا يكون المحامي بعتلك صوره ليها و لا حاجه
كانت إجابة صقر علي اسألتهم : هاكتب اسمها علي يافطه و اشوف، انا هامشي لان معاد الطياره قرب اصلا
قال له عتمان : خلي بالك منها يا صقر
ابتسم له صقر مقدرًا لهفته : حاضر، ما تقلقلش ياجدي مسافه الطريق
قالت له امل : ترجع بالسلامه يابني
– الله يسلمك يا امي
تتبعته ايناس بعينها منتظرة ان يلقي عليها التحيه او اي كلمه، حتي و لو كانت نظرة عابرة تروي ظمأ قلبها العطش .
تحركت للنافذة حتي رأت سيارته تتحرك و تغيب عن انظارها، تفكر كيف سيكون شكل تلك الدخيله عليهم، ملامحها ستكون اوروبيه ام مصريه كا ملامحها هي، محتشمه مثل الفتيات من حولها، ام علي الاقل ستكون ساترة لجسدها حتي لا تثير حديث البلده، عن قدوم بنت الجارحي الخوجايه.
،،،،،،،،،،،،
اما عند صقر وصل للمطار و انتظر كثيرا.
تململ بضيق من انتظارة الذي طال ، حتي انه اتصل بالمحامي و اكد انها صعدت للطائرة المتجه لمصر من عده ساعات.
التفت من حوله و قد قل عدد العائدين من حوله و لم تظهر بعد.
اخرج هاتفه المستمر برنينه و يعرف المتصل، بالتأكيد جده الذي يهاتفه كل عشر دقائق ليطمئن من وصول حفيدته الغائبه.
قاطع تفكير صقر ذلك الصوت الانثوي الصادر من الفتاه التي وقفت امامه
_السلام عليكم
رفع صقر عينيه لها و اجابه باستغراب.: و عليكم السلام و رحمه الله….افندم
ارتسمت علي شفتيها ابتسامه خفيفه مهتزة قائله بتردد: انا كارما
لم يستطع اخفاء دهشته من جمالها، و جهها الدائري الابيض بحمرته الطبيعيه، و عينين ذهبيتان يغطيهما رموش كثيفه، و المفاجأه الكبري بالنسبه له، ملابسها المحتشمه الملائمة لحجابها!!!!
قالت له كارما : انت معايا
لم يدرك صوته المسموع قائلا: .تبارك الخلاق فيما خلق
تخضب وجهها بحياء متسائله : انت مين؟
تنحنح قائلا بهدوء : انا صقر ابن عمك
اومأت براسها بابتسامه : . اهلا و سهلا هانفضل واقفين، انا خلصت الاجراءات، و بعتذر علي التأخير
_ ولا يهمك .. طيب يلا، العربيه واقفه بره
تحرك امامه و هي من خلفه، اخذت نفس عميق من ارتباكها للموقف، و خصوصًا عند رؤيته، ملامحه الحاده و عينيه…. عينيه تشبه اسمه.. صقر!
و الحال لا يختلف معه كثيرا، فقد توقع فتاة متحررة بملابس مكشوفه، و في الحقيقه ان صقر الجاد الطباع الذي لا تلفت نظرة اي فتاه ، لم يتوقع ان تكون بمثل هذا الجمال.
اما في البيت الكبير
جميع الخدم علي قدم و ساق للتحضيرات لعوده الحفيده المنتظره
قابلت زهره ايناس فتسائلت : وشك مقلوب ليه يا ايناس ، انتي مش فرحانه برجوع اختك
احتدت ملامحها و اجابت بحده : مش أختي يا زهره و لا عمرها هتكون، دي اللي خدت ابويا مني، بسببها هي و أمها اتحرمت منه عمري كله، بسببهم ابويا كمل عمرة معاهم و ما بصش وراه
اجابتها زهرة بأسلوبها الهادئ:. هي مالهاش ذنب في قرارت عمي ، و اللي حصل
هتفت ايناس مقاطعه : مالوش لازمه الكلام في الحصل، المهم هي لا اختي و لا نيله
و تحركت من امامها بخطوات غاضبة، تمتمت زهره و قد شعرت بأن القادم لا يبشر با الخير : الله يكون في عونها منك يا ايناس… ربنا يستر
،،،،،،،،،
اما في السياره
اخدت كارما تتامل الطريق بتركيز، و تسأل صقر عن هذا و ذاك، و هو يجاوب بصدر رحب، مر الوقت في صمت قطعه
صقر متسائلا:في استراحه قريبه لو حابه تاكلي حاجه
حركت كارما رأسها بالنفي : . لا شكرا اكلت في الطياره،
هو فاضل كتير لسه؟
اجابها صقر : بعني لسه شويه ، و تحدث للسائق قائلا: شهل شويه يا عوض
اوما له عوض بطاعه :حاضر يا بيه.
عادت براسها للنافذة مستنده عليها حتي
مر الوقت و غفت كارما .
التفت صقر اليها و جدها غفت تركها في غفوتها
الي ان اقتربوا من السرايا ، ايقظها صقر مناديآ : كارما..يا كارما
استعاده تركيزها سريعآ و التفت اليه فقال بهدوء: قربنا نوصل
ابتلعت ريقها و اومات براسها دون كلام.
،،،،،،،،،،
اما في الجانب الاخر تجمعوا جميعا امام البوابه الكبيرة لاستقبال كارما، حفيدة عتمان الجارحي.
عند اقترابهما شعرت كارما بالتوتر، تمنت من قلبها لو يوجد سبيل لهروبها الان.
بدءت في فرك كفيها ببعض في عادة تفعلها عند التوتر ، لاحظ صقر ارتباكها فاراد تخفيف التوتر عنها
فا تحدث صقر عن جده لعله يبث لها بعض الامان : جدي مبسوط اوي، كان نفسه يشوفك من زمان و دور عليكي كتير
اجابته كارما بابتسامه خفيفه : و انا كمان نفس اشوفه، بابا كان بيحكيلي عنه كتير و كان نفسه يجي اوي بس ظروف…
قاطعت حديثها فهي لاترغب التحدث عن الخلافات حاليا
اومأ لها صقر. متفهمآ و قال : . خلاص وصلنا
سبقها صقر ونزل، و بقيت هي بالداخل ، تشعر انها غير قادرة علي النزول من فرط قلقها من مقابلة عائلتها لاول مرة و من المفترض انها ستعيش هنا للابد.
التف صقر اليها وفتح باب السيارة في دعوة صريحه منه للنزول.
نزلت كارما من السياره، فابدئوا الغفر بضرب الاعيره الناريه كا نوع من انواع الترحيب المشهور بالصعيد
انتباها الخوف و لا اراديآ تشبثت بثياب صقر من الخلف هاتفه: في ايه ، ايه حصل
لم يسيطر صقر علي تلك الابتسامه و قال : .ده ترحيب بيكي، مافيش حاجه
هتفت كارما بأستغراب : ترحيب؟ انا قولت الحرب قامت
ثم تداركت كارما فعلتها و تمسكها بثياب صقر فتركتها علي الفور .
وقفت امام المنزل بطوابقه الثلاثة، و الحديقه المتنوعه بالورود، و نافورة الماء و من حولها احواض الورد بألوانه المختلفه.. توقفت عينيها بالمنتصف .، عائلتها متراصين لاستقبالها، تيبست قدميها و توقفت عن السير.
وقف صقر بجانبها قائلا بهدوء يحثها علي التقدم : ادخلي يا كارما
اقتربت من عتمان ووقفت قبالته ، تأثرت بلمعة عينيه و حنانها في نظرته اليها ثم بادر بأحتضانها
و صوت مهتز: حمدلله ع السلامه يابت الغالي
ثم حاوط و جهها بين كفيه، متمتعآ بالنظر اليها : اخيرا يا بنتي… مش مصدق انك واقفه قدامي
لم يكن في ابعد احلامها ان تشعر بتلك المشاعر المتأثرة ، خصوصا لذلك الرجل الماثل امامها، بنظرته اليها و ارتعاشة كفيه المحاوط لوجهها.
تركها عتمان و اقتربت منها رحيم، و احتضنها مقبلا رأسها : نورتي البلد والدنيا كلها يابت اخوي
قبلتها امل بعفويه عدة قبلات متتاليه هاتفه : اللهم صلي علي النبي، ايه الجمال ده، نورتي يا حبيبتي نورتي بيتك.
ابتسمت لها كارما و قد شعرت اتجاههم بالألفه، كانت خائفه من برودة اللقاء الاول، لكنه في الحقيقه كان دافئ اكثر مما كانت تتخيل.
رغمو سلام ايناس و سعاد الجاف نوعا ما، و شعرت به كارما عكس الالفه من الآخرين و لكن ترحيب الباقين لها جعلها لا تلتفت لهن.
حاوطها عتمان بذراعه و قال : يالا يابتي جوا تلاقيكي تعبانه من السفر والطريق
اومأت له ودخلت معه، غافله عن عينين تتبع خلجاتها و كل تعبير من وجهها، حتي احمرار وجهها من احتضان والده لها لاحظه و ضحكتها لعفوية و الدتها لها، حتي نظرت عينيها لجدة و كأنها تبحث عن الامان به.
قال عتمان معبرآ عن سعادته : . اناجهزت ليكي اوضه جديده، و كل اللي نفسك فبه ابعت اجيبهولك مخصوص من مصر
اجابته شاكرة : ربنا بخليك ياجدي
توجهت انظارة لصقر قائلا بفخر و اعتزاز : صدقت و وفيت، يا كبير عيله الجارحي
قبل صقر يده و قال : مافيش كبير غيرك يا جدي ، ربنا يخليك لينا
ربت عتمان علي يده بحنان، ثم جذبت زهره كارما لاعلي لتري غرفتها الجديده، بينما يبدء الخدم في إعداد اول مائده علي شرف كارما الجارحي.
يتبع.