منوعات

بقلم سارة حسن الثانى

8/9
الفصل الثامن
بعد آخر مشاده بينهما، تجنبته كارما و لم يعد يراها سوي علي مائدة الطعام فقد، لا ينكر انزعاجه من تجنبها الذي طال ، و لكنه ايضا تجنب تواجده بالمنزل و اصبح اغلب الوقت في الخارج، و بما ان الغداء موعد هام بالنسبة للجد، لا يستطيع اي من البيت مخالفته .
انتهي الغداء و تحرك للخارج و قف و التفت بصبر فارغ الي ايناس التي وقفت تأخذ انفاسها اثر ركضها خلفه.
بابتسامه واسعه تطلعت اليه ايناس و هي تمد يدها بالشال الخاص به الذي نسيه علي مقعده: نسيت ده يا صقر
جذبه منها صقر و لكنها ابعدت يدها عنه، و في خطوة جريئة منها، اقتربت منه ايناس و ارتفعت بأصابع قدميها و لفت الشال حول رقبته، مما جعله يرتد خطوة للخلف
قالت له بخفوت: عشان الطل باليل
وقبل ان ينطق بحرف استمعت لصوت والدتها فا ودعته و عادت للداخل.
نفخ بضيق و لم يعجبه ابدا تصرف ايناس و تماديها الحديث معه.
ضرب بعينيه لاعلي ووجدها، تنظر اليه و تبتسم تلك الابتسامه الساخرة و عادت للداخل.
تحرك لخارج البيت الكبير متمتآ بعدة كلمات تعبر عن ضيقه و غضبه، متجهآ لمكان االاسطبل لچواده المحبب اليه.. سلطان، مد يده له بقطع من السكر فالتهما الآخر بشراهة ابتسم له صقر مربتآ علي رأسه و الاخر يتمسح به يعبر عن حبه لصديقه بطريقته.
،،،،،،،،، ،،،، ،،
دقت علي باب الجد و دخلت اليه، رحب بها و مد لها يده فأمسكتها و جذبها بجانبه مربتآ علي حجابها قائلا: مداريه ليه يا كارما
اجابته قائله: ابدا يا جدو عادي
ابتسم لها في وقار قائلا: اول مرة هاتكدبي عليا و لا ايه
تنهدت و قالت : حاسه اني غريبه ، كأني جيت مكان مش مكاني
هتف بصوتآ هادئآ رغم صلابته: ده مكانك يا كارما، جذورك هنا و هاتفضلي مرتبطه بهنا طول ما دمك دمنا يابت عادل
استقامت واقفه و اتجهت للنافذة و عينيه تنظر للمدي المظلم امامها: انت عارف ان حضرتك الحاجه الوحيده اللي مطمناني هنا، كل حاجه هنا مخوفاني
_ ماعاش و لا كان اللي يخوفك و لا يهزك ، ده انتي حفيدتي

التفت اليه قائله بأعتراف: حتي ده مطمني، تعرف لما توهت و حسيت بالخوف، قصدت اقول اني حفيدتك عشان احس ان مافيش حاجه ممكن تحصلي بعد ارداة ربنا طبعآ.

ابتسم لها بحنان لا تغفله و قال: تعالي جمبي يا كارما
استجابت له و لكنها فجاءه تمددت و وضعت راسها علي فخذيه قائله بشجن: كنت بحب اوي انام علي رجل بابا كده
لمعت عينيه متأثرآ و فرد عباءته و دثرها به ، و مسح علي رأسها بحنان، غريب الفقد، الاثنان يكملان فقدانهم للغائب، هي بجدها و هو بابنت ابنه الذي غاب للأبد، و كأنهم و جدو ما يعوض الاخر عن فقدان الغالي.
،،،، ،،،،،،،،،
قبل ان يتجه لغرفته، سار اتجاه غرفة جدة، وجد الباب مواربآ فتحه و توقف اثر ذلك المشهد الغريب.
كارما متدثرة بعباءة جدها و راسها علي قدمه و هو فاتح المصحف الشريف يتلو اياته بهدوء و صوتآ خافتآ.
توقفت قدماه دون ان يتقدم و يدخل او حتي ليعود، انتبه له الجد فأشار له بالدخول بعد ان صدق علي مصحفه.
تقدم صقر متحاشيآ النظر اليها و جلس قبالته قال عتمان بهدوء: كنا بنتحدت ويا بعض لاقيتها غفت كده، صعبت عليا اصحيها

اومأ له الصقر دون ان يجد الرد المناسب ، فقال عتمان مجددا : في كلام عايز تقولو

تحنح صقر قائلا و هو يمد يده للملف للجد: ده جرد السنه بالارباح و الصفقات ال
قاطعه الجد و هو يضعه بجانبه : مش مهم دلوقتي، بعدين ابقي اشوفو
لم ينتبه له صقر و لكن عينيه سقطت علي وجه تلك النائمه، الجميله النائمه هكذا القي عليها بينه و بين نفسه ، تخطف النظر حتي و هي نائمة، ملامحها هادئه و مستكينه، كاطفله غلبها النوم بعد اارهاق يوم طويل.
صقر يا صقر
انتبه لشروده و نظر للجد ثم اخفض عينيه للارض قائلا: اؤمر يا جدي

قال عتمان : هو حصل حاجه انا ماعنديش علم بيها
_ حاجه زي ايه و مع مين؟
تنهد عتمان و قال بقلق: لكارما

قضب حاجبيه و سقطت عينيه تلقائيآ عليها : هي اشتكت من حاجه

_ لا، بس حاسس انها مش مبسوطه علي طول لحالها و لو اتجمعنا بتكون ساكته ، و اخده جمب كده

اخفض عينيه مع شعورة انه ربما يكون سبب في ابتعادها هكذا ، خصوصا انه كان يري مدي تفاعلها في بدايه عودتها لهنا.
اكمل الجد و قد غلف علي صوته القلق: مش عايزها تحس انها لوحدها او تندم علي قرار مجيها عندنا

اوما له صقر براسه و قال: ما تقلقش يا جدي ، مش سهل علي الواحد حياته تتغير كده، بكرة تتأقلم و تتعود علي الحياه هنا
اوما له الجد متمنيآ ان يكون الامر هكذا.
،،،،،،،،،،،،،،،،،،، ،،،
اقتحمت غرفتها دون سابق انذار و فتحت شرفتها علي مصراعيها حتي سقطت اشعه الشمس علي وجهها، تململت كارما و وضعت يدها علي عينيها قائله بصوتآ متحشرجآ: ايه يا زهرة في حد يصحي حد كده
قفزت زهرة على الفراش و ازاحت الغطاء عنها قائله بسعادة: يالا اصحي بسرعه، افراج يالا قومي
اعتدلت و قالت متسائله : افراج ايه، مش فاهمه
اجابتها بحماس : يعني ها نخرج النهارده هاوديكي السوق الكبير و هايكون معانا السواق، يالا بقي عشان ناخد اليوم من اوله

تحمست كارما قائله و هي تقفز واقفه: جدي اللي قالك مش كده، هو حس اني مضايقه و
قاطعتها زهرة موضحه: لا، ده صقر صحاني في عز نومي امبارح باليل و هو اللي قالي، و انا طبعا ما صدقت النهار طلع و جيت جري اقولك

رمشت بعينيها عدة مرات بأستغراب مرددة من خلفها : صقر
اكدت بسعاده و هي تفتح خزانتها : ايوة و يالا بقي البسي بسرعه
لم تستغرق الكثير من الوقت حتي انتهت و تحركت مع زهرة حتي وصلوا للسيارة مع صوت ضحكاتهم المتحمسه.
توقفوا في مدخل السوق، و لم تترك زهرة مكان به الا و دخلته مع كارما، التي ابدت اعجابها و حماسها، اعجبت كارما بتلك العباءة المطرزة من الصدر و الاكمام بالاحجار الملونه و حجابها الملائم لها،
و كادت تقفز فرحآ عندما رأت الخلاخيل المختلفة الاشكال ، لم تنسي ايضا زهرة شراء بعض المستلزمات الخاصه بها و توقفت عينيها علي تلك العباءة التي تشبه الزي البدوي بلونها الزاهي.
لم يخلوا سيرهم من التسوق او مشاهدة ما هو موجود بالسوق، كان يوما مختلفآ و مبهجآ …
انتهي اليوم سريعآ و عادوا للمنزل، تجمعت العائله علي المائده ، و لم تخلوا الجلسه من نظرات ايناس المليئه بالحقد لكارما، كارما التي و لاول مرة تنتظر قدوم صقر و الذي اعتذر لانشغاله في عدة اعمال، عبرت زهرة عن سعادتها و لم تتوقف عن سرد تفاصيل اليوم علي مسمع الجميع.
قالت ايناس و هي تلوك الطعام ببطئ: مش كنتي تقوليلي يا زهرة، كنت عايزة اشتري شوية حاجات
اجابتها زهرة : ما انا كنت بقولك كتير تيجي معايا و انتي اللي كنتي مش بترضي، علي العموم المرة الجايه ان شاء الله
رفعت احدي حاجبيها و قالت: هو هايبقي في مرة تانيه
لم تجيب عليها زهرة و اكتفت بتناول الطعام
قالت سعاد لكارما: كلي يا حبيبتي، من ساعة ما قعدتي و ما كلتيش لقمتين علي البعض
ابتسمت لها كارما و قالت: اصلي اكلت في السوق ساندوتشات و مش حاسه اني جعانه
ضحكت زهرة و قالت: طبعا ، بعد سندوتشات الفول و الطعميه هاتاكلي فين
هتفت امل:لا يا كارما بلاش اكل الشارع ، بيتعب المعده
قالت ايناس باستفزاز : عادي يا خالتي مافي ناس كده بتحب الرمرمه
ابدي الجميع انزعاجهم من كلماتها السامه فقالت كارما و هي تنهض من علي كرسيها: مش كل الناس زيك يا ايناس
و ابتسمت بتكلف : انا شبعت، هاشوف جدي و اروح اوضتي، تصبحوا علي خير
و تحركت غافله عن نيران ايناس من اهتمام الجميع بها.
،،،،،،،،،،،،

في سواد الليل تحركت تلتفت من حولها بترقب، متشحه بالسواد و لم يظهر سوي عينيها .
اقتربت من ذلك المنزل الصغير المنزوي بأحدي الاراضي، طرقت علي الباب و ما زالت تتلفت حولها خوفا من ان يراها احد.
انفتح الباب و دخلت علي الفور
هتف الرجل من خلفها : اتاخرتي كده ليه
خلعت عبائتها و وشاحها قائله بانفاس لاهثه و ابتسامه متلهفه: يدوبك اتأكدت انهم راحوا في النوم، و جيتلك جري ..
اقترب منها بعينين خبيثتين و قال : مش مهم، المهم انك جيتي و ليلتنا هاتصهلل يا سعاد

يتبع،،،،،

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
4

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل