خرجت للحديقه تقطف بعض من وريقات النعناع، فجاءه سقطت تلك الكرة بجانبها و تعالا صريخ الاطفال علي الجهه الاخري من السور لفقداهم الكرة.
ضحكت كارما و جذبتها و توجهت لهما من البوابه و التي كانت مفتوحه، هلل الصغار بفرح لعدوة كرتهم مرة اخري،
القتها كارما اليهم فاندفعوا مرة اخري باللهو بها كا مباراة بينهم.
التفت الداخل و لكن توقف لذلك الذي وجدته قبالتها قائلا: حظي حلو اني شوفتك
عادت بخطوتها للخلف و قالت بضيق: عايز ايه
قال مجد متعمدا اسلوبآ مهذب: كان نفسي اشوفك تاني عشان اعتذرلك ، انا فعلا كان اسلوبي وحش جدا
قالت كارما بأختصار : حصل خير
هتف مجد مجددا: مش حابب يكون في بينا اي عداوة او سوء تفاهم
ردت كارما بإيجاز : خلاص مافيش حاجه
_مجد
انتفضت كارما مكانها من ذلك الصوت القوي الغاضب من خلفها، التفتت لصقر الذي آتي بخطوات واسعه هاتفآ: ايه اللي بيحصل هنا
ابتسم مجد و قال ببرود : كنت بعتذر للانسه كارما علي اللي حصل المرة اللي فاتت
تعال صوت صقر جهوريآ مناديآ علي احدي الغفر معنفآ: انا قولت اكتر من مرة البوابه ما تتسبش مفتوحه و ماحدش يسيب مكانه علي البوابه
تلجلج الغفير امام غضب سيده ، التفت صقر لكارما آمرآ: ادخلي جوا
لم تستخدم كارما عنادها الآن، دخلت دون جدال من غضبه
قال مجد ببرود متعمد: ايه اللي بتعمله ده يا صقر، دي مش اصول
احتدت عينيه و هتف به غاضبا: و الاصول انك تقف علي باب الدار تكلم الحريم، لو انت يا مجد ما تعرفش الاصول انا اعلمهالك
اجابه مجد قائلا: انا عشان عارف الاصول جيت استاذن صحاب الدار و ابلغهم اني جاي مع ابويا و عمامي الليله
قضب صقر جبينه و قال : خير
ابتسم مجد بأستفزاز: ايه مابتستقبلوش ضيوف
هتف صقر بعينين كادت تحرقه: دار الجارحي مفتوحه لأي حد
اوما له مجد و اشار بأصبعيه تحية و تحرك من امامه.
نظر صقر من خلفه بغضب و اندفع للداخل، قابلته كارما التي مازالت واقفه علي درج باب البيت، وقف قبالتها هاتفآ بها بحده : ايه طلعك من الدار
رفعت سبابتها وقالت بحذر: ممكن تهدي شويه
احتد صوته اكثر قائلا: ايه طلعك برة، و ايه وقفك معاه
رمشت بعينيها عدة مرات من اندفاع كلماته و قالت : ايه بينك و بينه بتكره كده
كاد يجن منها و من اسألتها في ذلك التوقيت الغير مناسب كليآ.
انفعل صقر اكثر قائلا: اكره و لا احبه يخصك في إيه، كنتي واقفه معاه ليه
اجابته كارما و قالت : ماكنتش واقفه، كنت بطلع الكورة بتاعت الولاد اللي بيلعبوا برة و لاقيته في وشي، كان بيعتذر عن طريقته اخر مرة
قال صقر من بين اسنانه : و لما شوفتيه ما دخلتيش ليه، و تطلعي ليه من اساسه
هتفت قبالته قائله : صقر انا مش محبوسه علي فكرة ، ايه يعني لما اخرج برة البوابه انا ما اتحركتش من قدامها
صمت قليلا ، فا ظنت ان نوبة عصبيته لم تنتهي ، و سيطولها بعض من غضبه او كلماته اللاذعة ، لكن اندهشت عند همسه الخافت لها : انا خايف عليكي
رفعت عينيها اليه و تسائلت بقلب مضطرب: من ايه
كانت إجابته الصادقه: من كل حاجه، من اي حد ممكن يفكر انه يمسك، من اي أذي ممكن يطولك، من نظرة خبيثه تشوف طرفك
اضطربت و تبعثرت الكلمات هنا و هناك، لم تنتظر اكثر و ركضت امام عينيه لداخل الدار، و عينيه تبصرها يتمني لو اتخذت بين جفونه مسكنآ
يتبع
السابع عشر
عشق الصقر
بتردد اجابت زهرة علي هاتفها، هتف كريم علي الجانب الاخر بمرح: يا صباح الزهور يا زهرة حياتي
ضحكت و تلبستها تلك الحاله من الصمت عند كل مكالمه هاتفيه تدور بينهما.
قال كريم مجددا بغزل: امو*ت انا في الخدود اللي زي التفاح دي
وبخته و قالت بخجل : اتحشم كده
اجابها و قال : اتحشم؟ هاتحشم اكتر من كده ايه، و بعدين يا زهرتي يعني ينفع كل ما اكلمك تبقي علي وضع الصامت كده، خدي ودي معايا، عايزك تفكي واحده واحده كده
تحدتث زهرة : انا عارفه اني مش بتكلم معاك كتير، بس انت بتقول كلام حلو اوي و انا مش ببقي عارفه ارد اقول ايه
استمعت لضحكته الخافته و اجاب:مش عايزك تردي بكلام حلو، مع اني بحلم باليوم اللي اسمع منك كل اللي نفسي تقوليه ليا، بس كمان مش هاقدر اوعدك اني ابطل اقول اللي جوايا، غصب عني بلاقي نفسي بقول اللي ببيمليني عليه قلبي
ابتسمت علي الجانب الاخر و قالت : افرض كل الكلام الحلو خلص، هاتعمل ايه بعد الجواز
كان رده عليها بصدق : ابدا يا زهرة، عمر الكلام الحلو ما يخلص، طول ما نا لسه قلبي بيدق بحُبك، هافضل اقولك اللي نفسي اقوله من زمان
عضت علي شفتيها و ارتسمت ابتسامه واسعه علي ثغرها بحالميه و قالت : من زمان؟
اجابها مؤكدا : من زمان يا زهرة، كنت عايز ابني نفسي و احدد طريقي عشان استحقك، ماكنتش عايز احس إني قليل و
قاطعته و قالت :ما عاش و لا كان اللي يحسسك انك قليل، انت راجل و الراجل ما يعيبوش اي حاجه مادام عارف الاصول، و دخل من بابه
_ خوفت اخسرك و تروحي من ايدي
اجابته و قالت : انت في عيني سيد الرجاله ، و راضيه طول ما انا معاك
ابتسم علي الجهه الاخري قائلا: ده انا امي دعيالي بقي
ضحكت و استندت علي نافذتها، اتخذت معه في الحديث، و تجاوبت معه في رسم مستقبلهم و ترتيباتهم لحياتهم الزوجيه القادمه، و لم يخلو حديثهم ايضا من إلقاء بعض كلمات الغزل و تخفي هي خجلها الذي يعشقه…
،،،،،،،،،،،،، ، ،،،، ،،
عادت في الظلام متخفيه كعادتها، تتلفت من حولها بخوف، بعدما انتهت من مجونها الخفي ، دخلت من الباب الخلفي للمطبخ و اغلقته من خلفها بهدوء، لم تكمل اخذ انفاسها اللاهثه و شهقت و هي تري كارما واقفه امامها ، تنظر اليها بريبه و أستغراب
هتفت بها سعاد بأرتباك: واقفه كده ليه
اجابتها كارما بريبه: انتي كنتي فين، و ليه جايه من باب ده
لوحت سعاد بيدها تخفي خوفها من انكشاف امرها : كنت بشم شويه هوا، ايه انتي هاتحققي معايا و لا ايه
ثم اشارت لها بيدها : اوعي كده من قدامي
ابتعدت كارما عن طريقها، تشعر ان هناك شئ مريب وراءها.
عادت كارما مرة اخري لذلك التجمع العائلي و قد غابت سعاد عنه متعلله بتعب مفاجئ اصابها
تمتمت زهرة و استمعتها كارما : ماهي سايبه ردار هنا، بيسجل كل حاجه
ابتسمت كارما ثم نهرتها بعينها ان تصمت.
دخل صقر بهو الدار ، دارت عينيه بحثآ عنها و عندما تلاقت عينيهما اخفضتهما هي علي استحياء.
قال عتمان و هو مستندآ علي عكازة: اتاخرت ليه يا صقر
جلس مقابلته و قال : كنت في فرح و بعمل الواجب يا جدي
هتف عتمان له داعيآ: عقبالك.. ربنا يفرحني بيك يا بني
القي نظرة سريعه عليها ثم اخفض عينيها مرددا: كله بأمرة يا جدي
تحدثت زهرة بابتسامه هادئه: صقر، عايزة اخرج مع كارما السوق، ناقصني شويه حاجات للجهاز
القي علي كارما نظرة سريعه ثم وجه اهتمامه لشقيقته و وقال : عرفيني اليوم عشان ابعت معاكم حد من الغفر
قالت كارما بأعتراض: ليه الغفر، شكلنا كأننا في فيلم ابيض و اسود و هو ماشي ورانا كده
ضحكت زهرة بينما اخفي صقر ابتسامته قائلا : مافيش خروج لوحدكم
ذمت شفتيها غير قادرة علي الاعتراض، خصوصآ و ان الجميع نفس الرآي، كادت تخرج تلك الضحكه الخافته منه علي ضيقها و استسلامها دون جدل كعادتها معه.
رسمت علي وجهها تلك الابتسامه الوديعه و قالت ايناس : كده يا ابن عمي تدخل من غير سلام و لا كلام
فقال صقر بهدوء : عامله ايه يا ايناس
اجابته مبتسمه بتودد : بخير يا صقر طول ما حسك في الدنيا
اخفض وجهه الجهه الاخري، غير راضيآ عن حديثها معه و تلك الكلمات المتواريه، و هو الذي اصبح يتجنبها من اخر حديث بينهما .
قضبت كارما جبينها و وزعت نظراتها بين صقر و ايناس ، شاعرة ان هناك ما خفي يينهما.
اتت ام محروس قائله : لامؤخذه يا بيه.. بس الغفير بيقولي ان في جماعه برة عايزين يقابلوا الحاج عتمان و رحيم بيه وصقر بيه
تسائل عتمان و قال : مين دول
كانت اجابت صقر الذي قال بضيق: مجد و ابوة يا جدي، قابلني النهارده و وقال جاي في موضوع
ضرب عتمان بعكازة بالارض بخفه قائلا: و ده هايجي من وراه خير
هتف رحيم و هو يهم بالوقوف : يا خير بفلوس يابا
ثم قال لام محروس: خليهم يدخلوا المضيفة يا ام محروس
اومات براسها في طاعه قائله : حاضر يا بيه
كانت كارما المنتبه للحديث بفضول، مستشعرة تلك العدواة بينهما، التي رآتها في المرتين التي قابلت بهما مجد و صادف تواجد صقر بهما.
وقف صقر يعدل من عباءته فقال له عتمان مؤكدا: اي كان جايين في ايه ، هما في دارنا، ياخدوا واجبهم و يمشوا
اوما له صقر دون ان يجيب، تتبعتهم عينين ايناس تُمني نفسها بأنتصار قريب.