
ضغطت ابريل على شفتها السفلى ، ثم سألت بنبرة تحمل غموضًا ، فأجاب بإبتسامة كسولة : وانتي بتقيسي بروفا الفستان يا حبيبتي…
_عجبني لونه … حلو قوي يا باسم .. ميرسي ذوقك حلو
_يشبه عيونك الحلوة
قال باسم بصوت مبحوح مفعم بلهيب الهيام ، بينما أخذت تحدق في القميص لفترة ، ثم وضعته داخل الكيس مرة أخرى لتناولته إياه برقة أسرت لبه : ممكن تمسك كدا .. هاخد شنطة من الكرسي اللي ورا عشان أحطه فيه
ضغطت ابريل على حقيبة يدها بقبضة متوترة ، ثم انقضت عليه فجأة كالعاصفة ، تضربه بها بقوة ، وهي تهتف بصوت يختلط فيه الغضب بعدم التصديق : بقى جبتلي بيبي دول يا سافل يا متحر*ش!
صاح باسم بإنشداه ، وهو يرفع ذراعه أمام وجهه ، محاولًا صدّ ضرباتها الثائرة : اتحولتي كدا ليه؟ ماكنتي حلوة!!
تكلمت بإزدراء من بين أنفاسها المتقطعة : والله انت مشوفتش تربية في عمرك ثانيتين على بعض
أحاط باسم جسدها بذراعه ، بينما جذب حقيبتها من يدها بقوة ورماها بعيدًا بلا مبالاة ، فدفعت صدره بقبضتيها محاولة الابتعاد عنه ، لكن ذراعيه كانت كالسلاسل ، محاولاً الحد من حركاتها الخرقاء ، بينما انفجر في ضحكة خفيفة تعكس مرحه واستمتاعه باللحظة التى إستغلها لصالحه : أخيرًا جيتي في حـ,ـضني بكيفك! ومتحر*ش إيه يا ملسوعة؟ أنا جوزك!!
ازداد غيظها من وقاحته ، فرفعت يدها لتجذب شعره بغل ، فصاح بألم : لا لا، كدا هتعوريني يا مجنونة
هدرت ابريل بسخط : أنت لسه شوفت جنان؟ تتجرأ تعمل كدا إزاي؟
باسم بصرامة طفيفة : عملت إيه يعني؟ هي جـ,ـريمة انتي مراتي .. واعقلي بقى إحنا في العربية
ابريل بنبرة خفيضة لا تخلو من الحدة : المسخرة دي تروح تديها لواحدة من اللمامة اللي بتعرفهم
ربت باسم على ظهرها برفق ، متمتماً بهدوء نسبى : خلاص اهدي وخدي نفسك .. انت مش عارفة تجمعي كلمتين على بعض
_خلاص ابعد عني .. انت ماسكني كدا ليه؟ أوعي كدا!!
نطقت ابريل بها بنبرة مرتجفة ، بينما قلبها يقرع بسرعة كأنما يحاول النجاة من أسر احتضانه الدافئ ، لكنه همس لها بنبرة غارقة في الإغواء : خلينا شوية .. أنا كدا مرتاح أوي
_اوعي .. سيبني بقولك!
_مستحيل
همس باسم بكلمة واحدة تهاوت لها روحها كسيول عارمة ، غمرت مقاومتها الضعيفة ، وانسابت في عروقها كعطر مثير ، تنسج خيوط السحر حول قلبها ، اقترب منها تدريجيًا ، حتى اختلطت أنفاسهما في أنشودة من الهيام ، وبنعومة حارة لامس شفتيها ، ملتهمًا إياها بشوقٍ وعشقٍ يعصف بكيانها ، حيث نيرانه الملتهبة تصهر كل ما تبقى من تمردها الهش ، فتجعلها كفراشة تحوم حول لهب ، مأسورة بوهج شغفه.
back
تسرّبت ابتسامة خجولة إلى شفتيها رغماً عنها ، متمنيةً لو أن قلبها لا يخفق بهذه السرعة كلما تذكرت حنان ودفء مواقف هذا العابث معها.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في منزل فهمي الهادي
_مش قادر أصدق!! إزاي!! ازاي بنتي تطلع بالقذارة دي؟ ازاي عرفتي تقرطسينا كلنا واولهم جوزك النطع السنين دي كلها!! ويطلع عمر ابن راجل تاني غير جوزك؟ إزاي كنتي قادرة ترفعي عينك في وشنا وتكدبي علينا بالبجاحة دي .. انطقي؟!
صرخ والدها بصوت عالٍ اهتز له جدران المنزل، وكلمات غضبه تحولت إلى شظايا تنفجر حول ريهام، التي وقفت أمامه خائفة ومرتبكة، بينما دموعها تتساقط على وجنتيها في محاولة يائسة للدفاع عن نفسها بنبرة مبحوحة : يا بابا .. كان في ظروف .. أنا كنت لوحدي اسعد عمره ما فهمني ولا كان بيعاملني علي اني مراته وليا حقوق عليه .. للي حصل دا كان غصب عني!
تدخل يوسف الذي لم يكن ليبقى ساكنًا أمام ما يحدث ، اقترب منها ، ووجهه يحمل مزيجًا من الصدمة والاحتقار ، ورفع يده وهوى بها علي وجهها بقسوة : لسه ليكي عين تتكلمي
تجمدت ريهام في مكانها بمزيج من الألم والفزع ، ويدها تلمس خدها ، ليقوم بإمساك ذراعها بقوة ، فاهتزت من قوة قبضته العنيفة ، أضاف بنبرة حادة كخنجراً ، وعينيه تشتعلان بنيران الغضب : هي الخـ,ـيانة ليها عندك تبرير كمان يا***
حديثه جرح كرامتها ، نظرت إلى والدتها لعلها تنجدها ، لكن الأخيرة كانت مشغولة بمواجهة ثوران زوجها الذي جلس علي المقعد هادراً بإنفعال : طول عمرك طايشة ومش شايفة غير نفسك .. وامك بوظتك بتربيتها ليكي!
_ايه يا هانم مش سامعلك حس؟
قالها فهمي ساخراً ، وعيناه تغليان بالإستهجان ، وهو يحدق في زوجته ، فتفوهت بإضطراب : جرا ايه يا فهمي انت هتجيب اللوم عليا دلوقتي!! انا مربية بنتي احسن تربية و..
قاطعها فهمي بصرامة متهماً اياها : اسكتي مش عاوز اسمعك لا انتي ولا بنتك .. انتي اللي فسدتِها بدلع فيها!
_أرجوك يا بابا أنا محتاجة ابنِي! أنا مقدرش أعيش من غيره!
توسلت إليه بنبرة مليئة بالمرارة ، ودموعها تسيل على وجنتيها الملطختين بالكحل الأسود ، بينما هو فقد أعصابه تمامًا ، وهدر بها بقسوة لاذعة مرة أخرى : بأنهي عين هقف اقوله عاوزين الولد بعد ما انقذنا من افلاسنا وبقي شريكنا في كل حاجة .. هرفع عيني في عينه ازاي بعد انهاردة وهو كاسرنا وكله بسببك
اجتاحت قسمات وجه يوسف غضب جامح من هذا الحديث ، بينما قبضته يعتصرها بعنف لا إرادي ، وهدر بحدة ، بينما خطواته تقترب منها كإعصارٍ لا يعرف الرحمة ، مشعلاً داخلها فتيل الخوف : انا يا ريهام
اوقفه صوت أبيه الذي انفجر كصاعقة عنيفة : اخرس يا يوسف .. مش عاوزين جنان وفضايح .. كفاية المصيبة اللي وقعت فوق دماغنا يا بني
وجه حديثه إلى ريهام بحسم قاسي : اسمعي مفيش من انهاردة خروج ولا شغل ليكي .. ومن اللحظة دي هتتحبسي في اوضتك ومش هتخرجي إلا بإذني
يوسف تنبه علي كل اللي في البيت .. ماتعتبش برا باب اوضتها لما نشوف هنعمل ايه في الوحلة اللي غرقتنا فيها ؟!
قالها بنبرة قاسية ، نُزعت عنها تلك الألوان المشرقة ، وأصبح وجهها شاحبًا مع شعور بالندم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
نهاية الفصل الثاني
#رواية_جوازة_ابريل3
#روضتني_عشقاً
#سلسلة_حافية_علي_جمر_الهوس
#نورهان_محسن
الفصل الثالث (بين الشغف والخوف) جوازة ابريل ج3
أنتَ نجمٌ يتلألأ في سماء روحي ،
لكن الغيوم الداكنة تقترب ، تحمل معها رياحَ العاصفة.
كل خطوةٍ منك تُلهب عوالمى بنيرانًا شغوفة ،
ومعها يتردد صدى الخوف كنغمةٍ غامضة تثير حيرتي.
بين الشغف الذي يسكنني ، والخوف الذي يسيطر على ،
فأنتَ النار التي تُضيء لياليَّ ،
لكنني أخشى أن تُحرقني بلا رحمة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ