
جلست مليكه مع ندى التى تندب حظها:اااه. اشوفو بس مازن المعفن ده.. الا مافتكرنى بأى حاجة.. ماشوفتيش المعلم رجب إلى هدومه غرقانه دم وزفاره.. جايب لامى بوكس الشتا.. شرابات دفايه.. مج حرارى على شكل كاميرا… هوت شوكلت وسحلب.. شوكلاته انواع.. اربع كوفيات من الجداد الشيك دول.. وايس كاب على شكل قطه… جوانتى تريكو بفرو… عينى عليا وعلى حظى يانا.
مليكه بزهول :يانهار اسود.. انتى عديتهيم.
ندى:من حسرتى.. من حسرتى ياختى.. المعلم رجب رومانسى اكتر من مازن.
مليكه :ندى هو انتى ليه لا مستغربه ولا معترضه الى بيحصل ده.
ندى :مين قالك.. فى الاول استغربت.. بس انا كشفته من اول ما جابلها اكلة السمين وكل يوم والتانى يعمل اى حاجة حجته.. باينه اوى يعني… بس امى ياعينى عشان ماجربتش ولا سمعت عن الحاجات دى لسه مش فاهمة ولا مستوعبه او ممكن كمان فكرة ان مستحيل حد فى سنه وسنها يعيش قصه حب زى اللى بتيجى فى التليفزيون دى.. الست اللي عدت الأربعين بس اصبى من الى فى العشرينات ده كلام تمثيل او مجتمع معين بس …لكن فى الحقيقة الست الى من سن امى كده خلاص زى ماتقولى اتحددت إقامتها وغصب عنها دى بتبقى زى عقيده… لعلمك أمى مبسوطه بالى هو بيعمله بس هى ياحبيبتى مش عارفة تستوعب انه ممكن يكون معجب او بيحبها من كتر ما اترسخ جواها انه هى حياتها لبنتها وان خلاص زمنها خلص وراحت عليها.
مليكة :طب وايه؟ مش معترضه؟
ندى:انا ولا ماما.
مليكه :لا انتى.
ندى:بصى بصراحة فى الاول اتضايقت الى هو نعم؟ انت بترسم على امى وبتصطاد فى الميه العكره وكده بس بصراحة مع الوقت وخصوصاً لما انا ومازن اتخطبنا غيرت تفكيرى فى كل حاجة.. يعنى بابا طول عمره بيعاملها وحش.. وحش جدا وهى استحملت وعاشت علشانى.. مافتكرش يوم شوفتها فيه فرحانه وبتضحك.. مافيش يوم جابلها فيه حتى كيلو فاكهة وهو راجع كل كلامه الفلوس معاكى هاتى الى عايزاه بلاش دلع هو انا هشتغل برا وجوا… مليكه انا عمرى ماشوفت ماما فرحانه ومبسوطه وحاسه بنفسها إلا اليومين دول ومن الى بيعمله عم رجب… قعدت وفكرت.. طب وبعدين.. مانا سنة ولا اتنين واتجوز.. طب وهى؟! ترجع لعيشتها مع بابا.. ولا احجزلها في دار مسنين بقا… هى كتر خيرها كده.. سبيها تعيش العيشه الى هى تختارها انا شايفه بصراحة انها كده عملت الى عليها ناحيتى.. واستحملت العيشه الذل دى علشانى.. لازم اسيبها تعيش بقا.
مليكه :طب وباباكى؟
ندى:بصى هو ممكن يكون زوج مش كويس بس انا الى يخصنى انه اب كويس فخلاص نتعامل على الأساس ده.. اه بزعل عشان ماما بس طب هو بابا هعمل ايه؟ لازم اتعامل.
تنهدت ملكيه:عندك حق.
ندى:بت.. فيكى ايه؟
صمتت قليلاً وإجابة :هحكيلك.
فى نهاية اليوم.
خرجت من الجامعه وجدته يجلس بسيارته ينتظرها.
ندى:ماتروحيش معاه؟ ده ماعندوش دم.
مليكه :لا ودى تيجى.. ده ابيه.. هروح معاه.
ندى:بت.. اعقلى كده وخدى موقف ماينفعش كده لازم يتعلم الادب.
مليكه :انا حافظة عامر كويس.. لو تجاهلته او اخدت موقف يبقى هو فارق وفارق اوى كمان… الى بعمله ده أقوى واحسن أدب ليه… اتفرجى واتعلمى.
تركتها وغادرت تسير نحو سيارته دون اى اعتراض او احتجاج.. تفتح باب السيارة تقول :مساء الخير يا ابيه.
ثم تغلق بابها وتجلس بهدوء… كأنه والدها… او اخيها.. اى شئ غير عامر الذى من المفترض انها تحترق بنيران حبه… تخفى اى الم بداخلها.. لن ترحمه منذ اليوم.
اما هو… فهو على حافة الجنون الان منها.. ماهذه المعاملة؟
لن يستطيع الصمت أكثر من ذلك.. خمسة عشر دقيقة للان وهو يقود ولا يوجد اى صوت غير صوت أنفاسه الغاضبة وصوت نقرها على الهاتف تراسل وتستقبل رسائل من أحدهم.
تحدث بغضب :انا عايز اعرف هو فى ايه؟
مليكه :ايه؟ مش فاهمة؟ هو حصل حاجة ؟
عامر :حصل حاجة؟! مالك بتتعاملى كده وكأن مافيش حاجة مابينا.
مليكه بهدوء : وهو احنا بينا حاجة؟!
فلتت أعصابه التى جاهد للتحكم بها أمام الجميع وهو من كثرة كبحها فقد سيطرته عليها الآن فصاح بحده وهو يقود :يعنى ايه مافيش بن… توقف عن الحديث وه تصيح بخوف :حااسب.
لم يشعر الا وهو ينحرف يسيارته قليلا يضرب بقوه مقدمة سياره كانت تسير بجانبه وتتقدم عنه قليلاً.
أوقف سيارته يقول بخوف وهو يتحسس وجهها يستكشف اى أثر به:انتى كويسه… انا اسف…. حصلك حاجة.
حاولت التنفس تقول بخوف :كويسه كويسه… بس انت فشفشت العربية الى جنبنا.
نظر بجانبه وجد صاحب السيارة يفتح بابها ويترجل منها ليرى ما اصاب سيارته.
اغمض عينيه يهدئ نفسه.. سيدفع له اى تعويض وينتهى الأمر.. حمدا لله لم تتأذى صغيرته.
ترجل هو الآخر من سيارته وذهب لذلك الشاب.
عامر وهو ينظر للسياره :انا اسف ياباشا جت بسيطة… واى تكاليف على حسابي.
رفع الشاب عيينيه بغضب نحوه ولكنه تفاجئ قائلاً :عامر باشا.
عامر بزهول :عدى المناويشى؟! مش معقول.
عدى :كده تخبطلى العربيه يا راجل.. ده انا لسه مستلمها من كام يوم.
عامر :لا حقك عليا.. تتصلح فورا ياباشا.
عدى :ياسيدي حصل خير… المهم انك بخير وال.. نظر ناحية سيارته نحو مليكه يقول :والانسه بخير.
كانت تجلس لا تفهم شئ مما يحدث قررت ان تهبط لترى مايحدث.
ابتسم عدى باتساع وهو يرى تلك الجميلة تتضح ملامحها له وتتجه نحوهم… كم هى جميله تلك الفتاه.
نظر لها بغضب وقال :ايه الى نزلك.
همت لتجيب عليه لكن قاطعها عدى بصوت به كل الوان الغزل:ياخى من من حظى الحلو عشان اشوف الشمس والقمر فى وقت واحد فى عز النهار
نظر له عامر بغضب وهو يراه يتغزل بها بل ويمد يده للسلام قائلا:انا عدى المناويشى… اعرف عيلة الخطيب من زمان.. وصاحب محمد بس اول مره اشوفك.
مد عامر يده يلتقطها قبل ان يلمس حبيبته وقال :فى حاجة يا عدى.. شايفك مش على بعضك كده… ماتظبط بدل ما تبقى انت والعربيه فى يوم واحد.
عدى بإعجاب وهيام :مش مهم… كله عشان القمر… الى لسه مش عارف اسمه.
ردت سريعا تقول :مليكه.
عدى :يالهوى واسم حلو كمان.. كده كتير.
عامر بوجه محمر غضبا :فعلاً كتير اوى.