
انصرف الرجل.. ونظر هو ناحية نهى وجدها تنظر له باعين وفم مفتوحين من الصدمه.
جلس لجوارها قائلا يعود لشخصيته الأولى :اقفلى بؤك الدبان هيدخل.
نهى بزهول :انت عندك انفصام في الشخصية؟؟؟
كارم :لا بس انا فى الشغل حاجه تانيه.
لكزها فى كتفها بمرح يقول : فكى كده وخليكى فريش.. منورة الليلة يا ست الكل.
نظر امامه بفرحه كبيره… يعشق تلك الصارمه وهى لازالت تنظر له بزهول لا تصدق ذلك التغير الجذرى.
يعود بها فى نهاية اليوم يقتله الشوق للحديث معها لكنها تغلق اى سبيل للحديث امامه.
مرت ايام أخرى وهو ينفطر يوميا من ابتعادها عنه لا يعلم من اين جاءت بكل تلك القسوة.
يعلم هو المخطئ الأول والأخير ابسط حقوقها لم يعطيها لها… لكن الوضع صعب جدا.. فارق العمر كبير.. ودرجة قرابته منها أيضا.
لكن تواجد ذلك العدى الشبه يومى عندهم بحجة زياره محمد تغضبه خصوصا وهو يراه أحياناً يغازلها بوضوح.. فى كل مرة يفصل محمد الاشتباك بينهم بسبب غزله لها.
مستغرب أيضاً موقف محمد الأكثر من مرحب بزيارات عدى… وكأنه يخطط لشئ ما.
اليوم عيد ميلادها ال19.
مر وقت طويل على كل ماحدث ابتعدت فيه كارما عن محمد نهائيا.. ونجلاء انهت عدتها لكن توقف زواجها من رجب بسبب وفاة شقيقتها التى كانت تعيش مع زوجها بالخارج.
سيد مازال موضوع زواجه من حكمت عالقاً بسبب موقف رجب الذى لم يتغير للان وانقطاع العلاقه بينه وبين صديقه.
فى ذلك الحفل الكبير.
وقف هو اليوم بعيدا يراقبها تقف فى حلقة من اصدقائها.
وهو عينه عليها هى فقط.. ايام وأشهر مضت لا يعلم كيف مرت ولا يعلم من اين لصغيرته كل تلك القسوة والقوه فى الابتعاد عنه كل تلك المدة.. هو ألاكبر منها بكثير لم يستطع فعلها.
لقد كبرت عاما ولكنه أيضاً كبر معها.. فارق العمر هو هو.
لكنه أصبح يموت فى اليوم مئة مرة وهى بعيده هكذا.
يشعر ان محمد يخطط لزواجها من عدى المناويشى ابن وزير الداخلية فكما ذكر مسبقاً سيفيده كثيراً في العملية الانتخابية.
محمد الشخص الخطأ الذى لجئ له بالوقت الخطأ… يفضل المصلحة حتى على نفسه وعلى اى شئ.
لكنه لن ينتظر كثيرا.. لن يجلس حتى اليوم الذى يأتى عدى يخطبها منه.
قتله الشوق الف مره.. كل ما به يريدها حتى لو قيل عنه مختل او متصابى… حتى لو فقد الكثير.
وقفت وسط الجميع تتطفئ شموعها التاسعة عشر وهذه المرة تعبت من التمنى.. اغمضت عينها تدعو الله ان يختر لها الأفضل.
ثم بدأ الجميع في تقديم هداياهم.. عدى جلب لها اسوار ماسى غالى الثمن جدا أبهر الجميع… الجميع اعطاها هداياهم الا هو.. تعلم لابد وأن جلب هديه باهظة قيمتها من قيمته ككل مره.. ربما عقد ماسى من الزمرد والأحجار الكريمه او خاتم من الألماس الحر.
لكنها وجدته يقترب ثم ياخذها بعيدا عن الجميع قائلاً :كل سنه وانتى طيبه… هديتك اهى.
مد يده لجيب بذلته يخرج منها علبه صغيره زرقاء.
فتحها ليخرج منها سلسال رقيق وصغير.. يتدلى منه قلب احمر صغير ولامع… اقترب يلف يده حول عنقها يلبسه اياها يقول عند اذنها:ده قلبى… حافظى عليه.
اتسعت عينيها ولم تدع له الفرصة للحديث أكثر فلو تحدث أكثر ستضعف بالتأكيد.
ركضت تحتمى بالوقوف والاندماج مع الآخرين.
وهو يراقبها من بعيد إلى أن وجدها تقف مع ذلك العدى.
اقترب منها قائلاً :مليكه تعالى عايزك.
مليكه :فى حاجة يا ابيه.