منوعات

غرام فى المترو بقلم ولاء رفعت من الاول للرابع

“حلو من غير ما تبص؟!”

“كاميليا، أنتي كدة كدة إشتريتي كل اللي عمالة تقسيهم دول، يعني حلو أو وحش رأيي مش هيفرق بالنسبة لك”

ألتفت إليه بحنق

“و أنا اللي كنت عملالك مفاجأة، أوك زعلانة منك”

ترك الهاتف ونهض ليذهب إليها

“إيه يا كوكي، بهزر معاكي، يا ستي أنتي أي حاجة بتبقي تحفة عليكي عشان أنتي اللي بتحليها”

تعلقت بذراعيها حول عنقه

“بجد يا نور؟”

“بجد يا قلب نور”

قامت بتقبيل خده ثم ابتعدت لتأتي بحقيبة

“أنا بقي جيبتلك معايا هدية صغننة يارب تعجبك”

أخرجت قميص قطني أبيض بنصف أكمام

“أتفضل يا بيبي، تيشرت هتليق عليك جداً”

أخذه ويشعر بالسعادة، فأخيراً بدأت بالاهتمام به

“الله حلو أوي يا حبيبتي”

“دي القطعة الرجالي لكن الـ  منها نفس اللون، عاجبني و لاقيت البنت بتقولي عليه عرض لأنه معمول للـ  و التيشرت بتاعك هدية”

خابت آماله إنها قد تذكرته و لو بهدية بسيطة، لكن هي لن تتذكره إلا عندما تريد البطاقة الائتمانية فقط!

أصوات شجار بالخارج، جعلته يخرج ليرى ما يحدث…

“عايزة مني إيه يامنيرة، أنا تعبان و مش فايقلك”

“هو أنا لما بسألك كنت فين عشان أطمن عليك، تقوم قالب عليا؟!”

“كان عندي شغل كتير في الشركة كنت بخلصه، ها إرتاحتي؟”

نظر نور إلي والده الذي شعر بالحرج أمام ابنه الذي يعلم أن والده غادر مبكراً من الشركة

“فيه إيه صوتكم عالي أوي كدة ليه؟”

كان صوت يوسف الثمل و يسنده أحد الحراس الذي أخبر والديه

“أستاذ رامي وصلو لحد البوابة”

كان علي رأفت استغلال موقف نجله إلي صالحه، فأشار لزوجته نحو ابنهما موبخاً إياها

“أتفضلي يا هانم تربيتك، جاية أنصاص الليالي عمال يطوح ويا عالم لو مكنش معاه رامي كان ممكن حصله إيه”

نظرت منيرة إلي يوسف بغضب فقال وهو يترنح

“ما تبصليش كدة أنا حر أعمل اللي أنا عايزه، خليكي فيه رأفت جوزك”

لم يشعر بحاله وهو يهوي علي الأريكة يستسلم للنوم

“ياريت يا منيرة تركزي مع ابنك قبل ما يضيع و يضيعنا”

كظمت الغيظ لديها، كما شعرت بالحنق، تركتهم وصعدت إلي غرفتها التي تفضل النوم بها بمفردها تاركة زوجها أيضاً في غرفة بمفرده.

عاد نور و زوجته إلي الغرفة، عقبت كاميليا

“أنا واثقة أن أونكل رأفت بيعمل حاجة من ورا طنط موني”

تمدد الأخر علي ظهره وأمسك هاتفه

“هايكون مخبي إيه مثلاً؟”

رمقته بثقة تحسد عليها

“أنا متأكدة أونكل أتجوز أو مرافق واحدة، what ever، هو sure في حياته واحدة تانية”

“الله أعلم، و لو كلامك صح ملناش دعوة”

أكتفي بتلك الإجابة المريبة بالنسبة إليها، يعني إنه ليس لديه مانع أن والده يتزوج بأخرى، و ما أثار القلق والشك في قلبها أن نور دائماً يتخذ والده قدوة ومثال يسير علي خطاه.

“بيبي أنت ممكن تتجوز عليا أو تخوني؟”

ولي إليها ظهره، و جذب الغطاء عليه

“هو أنا عندي وقت أصلاً أقعد معاكم عشان أعرف أتجوز و لا أرافق؟!، أطمني يا كاميليا أنا أكتفيت بيكي”

ابتسمت بسعادة و احتضنته من ظهره

“i love you so much, baby”

و قامت بطبع قبلة علي خده ثم تمددت بجواره، لم تنتبه إلي ضوء شاشة هاتفه، يتأمل الصور علي صفحة

«sozy salh»!!

الصفحة المفضلة لديه قبل أن ينام لا تفارق مخيلته أو أحلامه منذ أن عملت لديهم في الشركة!

يتبع….

ـــــــــــــــــــ
* الفصل الرابع *

أشرق نور الصباح ليبدأ يوم جديد، مازالت تلتزم غرفتها منذ أن عادت بالأمس، يهرب النوم من عينيها كلما تتذكر ما سيقع به من شر علي يد هذا اللعين رجب.

“أنتي لسه نايمة؟”

كان صوت عزيزة التي ينهش القلق فؤادها علي ابنتها

جلست بجوارها والأخرى تغطي جسدها كاملاً بالغطاء لا تريد رؤية أحد

“قومي يا بنتي كولي لك لقمة، ده من إمبارح الضهر و أنتي علي لحم بطنك و نايمة”

“معلش يا أمي ممكن تسيبني لوحدي، تعبانة ومش قادرة أتكلم”

“لو تعبانة قومي أخدك علي المجمع الطبي نكشف هناك”

صاحت بالرفض وصوتها وشيك علي البكاء

“أنا تعبانة نفسياً ومحتاجة أقعد لوحدي، حرام يعني تسبوني في حالي؟!”

نهضت عزيزة وتردد بحزن

“لا حول ولاقوة إلا بالله، يارب أبعد عنها الهم والحزن وريح قلبها”

استيقظت ابتسام وخرجت علي صوت والدتها فسألتها

“في إيه يا ماما مالها غرام؟”

جلست عزيزة علي الأريكة تخبرها والشجن يغزو ملامحها

“والله ما عارفة يا بنتي إيه اللي صابها، خايفة لتكون الولية اللي اسمها رشا جرحتها بكلمة ولا عملت معاها موقف، أصل أنا عارفة أختك نفسها عزيزة أوي”

صدح جرس المنزل فقالت ابتسام

“أهي هند جت، سيبينا إحنا هنفرفشها و نقومها تخلصلك علي التلاجة”

فتحت الباب و ولجت هند تلقي عليهم تحية الصباح، و سردت لها عزيزة حال ابنتها منذ أن جاءت من الخارج بالأمس حتي الآن، فأخبرتها هند

“ما تقلقيش عليها يا خالتي، أنا وابتسام عارفين هي بتفك إزاي”

ولجت كلا من ابتسام وهند بخطوات غير مسموعة إلي غرام التي تغمض عينيها وتمنع دموعها، يكفيها بكاءً منذ البارحة

لمست هند مشغل الموسيقي علي هاتفها

وبدأت الفتاتان في الغناء بشكل كوميدي، جذبت ابتسام الغطاء من فوق شقيقتها، نهضت و ظلت تنظر إليهما بغضب لن يكتمل فتحول إلي ابتسامة ثم ضحك من أفعال صديقتها وشقيقتها وطريقة غنائهم الفكاهية

“يعني الواحد ما ينفعش يقعد مع نفسه؟!”

جلست بجوارها صديقتها و عقبت بمزاح

“أومال لازمتي كصديقة ولازمة أختك إيه لما نسيبك حزينة مع نفسك؟!، ده يبقي حتي عيبه في حقنا، ما تقولي حاجة يا بوسي”

ضحكت ابتسام بمكر

“أنا ممكن أروح لخالتي عدلات وأقولها يرضيكي نسيب غرام زعلانة، و هي مش هيرضيها، هتيجي تعمل الواجب مع غرام”

ضحكت غرام رغماً عنها

“ده هيبقي عذاب مش اكتئاب”

ضحك ثلاثتهم فقالت هند

“بقولكم إيه، أنا النهاردة واخده إجازة من الشغل و جاية أخد غرام هننزل نشتري شوية حاجات و أهي منها نتفسح”

“و أنا معاكم”

كانت ابتسام فسألتها هند

“مش المـ,ـفروض عندك مـ,ـدرسة دلوقت؟”

“مش هتفرق من يوم إجازة أخده، ده بعد أذن غرام طبعاً”

و نظرت إلي شقيقـ,ـتها تخشي أن ترفض، أومأت إليها الأخرى

“موافقة، بس قومـ,ـي اعملي فطار لهند الأول”

ولجت عزيزة وتشـ,ـعر بالفرح عندما رأت ابتسامة ابنتها

“أنتم خليكم قاعدين مع بعض و هعملكم أنا أحلي فطار هتاكلوه من ايدين خالتك عزيزة يا هند”

صاحت ابتسام بمرح

“الله عليكي يا ماما ياللي مدلعانا”

نظرت إليها غـ,ـرام و ألقت عليها أمراً

“روحي ساعدي ماما”

ذهبت دون مجادلة أو رفض، فهي تدرك إنها تريد التحدث مع صديقاتها كاتمة أسرارها، و بالفعل بعد مغادرة ابتسام نهضت غرام وأغلقت الباب، سألتها هند بقلق

“إيه اللي حصل معاكي إمبارح؟”

بدأت تسرد غرام إليها كل ما حدث معها بالأمس، كلما تستمع صديقتها كلما تشهق من الصدمة

“يا ابن الـ… رجب، و إزاي سكتي ما روحتيش بلغتي البوليس ليه؟”

“أقولهم إيه؟!، لو راجعوا الكاميرات هايشوفوني أنا اللي داخله بإرادتي جوة المحل، و هو كلب وخسيس ممكن يأجر اتنين يشهدوا زور ضدي، و مش بعيد يلبسني سرقة حاجة من عندهم”

هزت هند رأسها بسأم

“غلطانة يا غرام، معني أنك ما تبلغيش عشان خايفة من فضيحة أو تهمة ده هيخليه يكررها تاني و تالت سواء معاكي أو مع غيرك”

“أنا مش هكمل شغل معاهم تاني، و هكلم مدام رشا هاقولها أي أعذار”

“و أنا بقولك قومي ألبسي وتعالي نروح القسم نعمل محضر عشان قلبي بيقولي إن الزفت اللي اسمه رجب مش هايسكتلك و زمانه بيدبر لك مصيبة عشان ينتقم منك”

“مش عايزة فضايح و لا بهدلة يا هند”

“و أنتي صاحبة حق، يعني هو اللي يخاف من الفضيحة مش أنتي، قومي بابا و جمال يعرفوا أمين شرطة هناك ممكن يخدمنا ويعلم رجب الأدب كمان”

ترددت غرام في الموافقة حتي رضخت في النهاية

“خلاص اللي أنتي شايفاه صح نعمله”

※ ※ ※

رائحة دخان الأرجلة يملأ المكان، صوت فقاقيع الماء داخل الوعاء الزجاجي يصاحبه صوت سعال شديد يتبعه نداء بصوته المزعج

“بت يا سماح، أنتي يا بت يا سماح”

خرجت من المطبخ تطلق زفرة بغضب تكبته داخلها خشية من الاحتكاك بوالدها وينتهي الأمر بتوبيخها بأفظع السباب والشتائم يصاحبها ضرباً مبرحاً ليصل صوتها إلي أهل الحارة.

“نعم يابا عايز إيه؟”

“مش أخوكي بعتلك فلوس إمبارح؟”

“أيوه، بس عشان تنكيس البيت اللي قرب يتهد في فوق دماغنا”

“ما عنه ما أتجدد و لا أتهبب، هاتي الفلوس”

أخبرته برفض تام

“ما ينفعش يابا، دي أمانة و ابنك لو لقاك أخدت الفلوس و معملتش حاجة في البيت مش هايبعت حاجة تاني”

نفث دخان الأرجلة من أنفه وفمه

“خلاص هاتي 500 جنيه”

“مش أنا لسه مديالك 200 إمبارح؟!، راحوا فين؟، طبعاً بتصرفهم علي الهباب اللي بتشتريه من سمير جوز أحلام الله يحرقه”

“أنتي مالك، أشتري بيهم هباب، أرميهم أتبرع بيهم ملكيش دعوة، هتجبيهم بالذوق و لا أهزقك و أبعتر بكرامتك الأرض و في الآخر برضو هاخدهم منك”

ذهبت إلي غرفتها وغابت قليلاً ثم عادت إليه

“خد”

أخذهم والدها موبخاً إياها

“ما اسمهاش خد، اسمها اتفضل يا بنت الـ… ”

ترك عصا الأرجلة علي المنضدة ونهض

“أنا نازل رايح مشوار، أرجع ألاقي الأكل جاهز، و ياريت تعمليه بنفس، جاتك البلاء”

ذهب وتركها تنفث غضباً، فتذكرت أمراً هاماً عليها أن تفعله و المنزل لا يوجد به أحداً سواها الآن!

※ ※ ※

“يعني يا عم حمدي لو عملنا له محضر دلوقت هايتقبض عليه و لا لاء؟”

سألت هند أمين الشرطة صاحب والدها و خطيبها، أخبرها الآخر

“هايتقبض عليه لو في حالة إنه دخلها المحل غصب عنها و متسجل في الكاميرات كدة و كمان فيه شهود، ده غير إن محصلش اعتداء يعني لمسها، يعني مجرد محاولة و هاتكون تحت بند التحرش”

عقبت غرام بحزن

“مش قولتلك يا هند، مكنش ليه لازمة إننا نيجي هنا”

“أستني بس يا غرام، إحنا عايزين نعمل محضر عشان ما يحاولش يقرب منك تاني”

ألتفت إلي الأمين وسألته

“ينفع نعمله محضر حتي لو مش هايتقبض عليه”

“ماشي هنعملكم بلاغ و لو صدر منه أي حاجة تتصلوا بيا فوراً و أنا اللي هاتصرف معاه”

انت في الصفحة 6 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل