
عن إذنكم .
ومشى فعلا محمد ، وفجأة لقت رقية اللى بيصرخ فى وشها : عايز أفهم الإنسان ده كان بيقولك إيه عشان حضرتك توقفى تضحكى بصوت عالى بالشكل ده ؟
ومش حاسه انك يا هانم بقيتى على إسمى ، يعنى مفروض كل كلمة وضحكة تكون بحساب .
بس للأسف انا شكلى غلطت لما قولت أتجوزك .
_
أتلون وش رقية وحست إن الأرض بتدور بيها ومش مصدقة أن شريف بيكلمها بالأسلوب ده ، وكمان بيعايرها بجوازه منها .
وليه كل ده ، هى عملت ايه غلط ، ده محمد كان بيشكرها على أكلها وان الناس قربت تاكل صوابعهم مع الأكل من كتر حلاوته فضحكت ضحكة بسيطة مش اكتر .
فليه ده كله يا شريف ؟
فمحستش بنفسها غير وهى بتقوله وهى بتبكى بقهر …فعلا انت كنت غلطان لما ربطت نفسك بيه ، بس لغاية كده فعلا وكفاية يا ابن الناس كتر خيرك وكل واحد منا يروح لحاله وتشوف نفسك .
فطلقنى يا شريف خلاص وارتاح من الهم اللى جبته لنفسك ده .
وانا آسفة بجد انى دخلت حياتك بالشكل ده .
قالت الكلمة رقية ودخلت جوه تبكى وسابته لأنها عارفة نفسها مش هتتحمل كلمة انتِ طالق ، وعارفة أن اكيد هيحصلها حاجة خصوصا بعد ما قلبها اتعلق بيه ، بس هى عارفة أنه حقه وان مهما طالت المدة فى الاخر ده الطبيعى أنه يحصل .
لكن شريف وقف متجمد فى مكانه وهو مش مستوعب اللى قاله وحس أنه نسائل أحمر عليه وكمان مش مستوعب أن فعلا لحظة الفراق قربت وأنه خلاص لازم يطلقها وسئل نفسه :ايه مالك ومال الكلمة زعلتك كده ؟
مش المفروض ده اللى يحصل ومن زمان كمان ، بعد ما خلاص بقه ليها دخل وكمان مفروض تروح تعيش مع البنت اللى قال عليها مدحت وانت اللى عمال تأجل .
طيب ليه ما تخلص بقا وتشوف حالك وهى تشوف حالها ، ليه عايز تربطها بيك رغم إنك عمرك ما بصيت ليها كزوجة ، وشايفها أخت ليك.
_
فدخلت وراها وشوفتها بتبكى على مكان الراحة وصوت بكاؤها عالى اوى وحسيته زى السكينة بيقطع فى صدرى انا .
واتمنيت فى اللحظة دى أخدها فى احتواءى وأطبطب عليها واقولها انا آسف ومش قصدى ، بس للأسف مقدرتش أعمل كده عشان قلقت تفهمني غلط انى عايز أقرب ليها لحاجة فى نفسى وانا اللى وعدتها أحافظ عليها زى أختى .
بس كل اللى عملته انى وقفت جنبها وقولت …رقية أرجوكى تسامحينى ، انا بس أضيقت شوية من ضحتك العالية ومعرفش ليه بس ده اللى حصل .
وعشان كده قولت الكملتين دول لكن مش قصدهم والله وعايزك تسامحينى .
قامت رقية وهى بتمسح سائل أحمروعها لكن نظرة عينيها ليه إيذاءتنى فيها عتاب ولوم لكن مكلمتش وكل اللى قالته …ولا يهمك يا شريف ، اللى حصل بس فعلا خلاص كفاية كده .
وانت عملت اللى عليك وزيادة ، وانا بقيت فى وضع أحسن .
فحدد معاد للطلاق بعد ما تشوف ليه سكن مع بنت كويسة .
سمعت كلمة طلاق للمرة التانية ومعرفش ليه قلبى وجعنى مع أنه متوقع ده ومحستش بنفسى غير وانا بسئلها بصوت عالى ….انتى عايزة تتطلقى يا رقية ، يكونش عجبك الأستاذ محمد ولا حاجة ؟
بس خلى بالك ده بتاع بنات ومش مبطل صدقات مع بنات من كل حتة تتوقعيها .
بصتلى ساعتها رقية بصة عمرى ما هنساها ابدا بعد ما وجعتها كلمتى اوى واللى معرفش انسحبت من لسانى وقولتها إزاى ؟
_
ولقتها وقفت قصادى وقالت بقوة مش واخد عليها منها لإنى مشوفتش منها غير كل حنية وقالت …انت ايه اللى بتقوله ده يا شريف ، عيب اوى .
انا عمرى ما عينى بصت لراجل نظرة مش تمام ، حتى اللى كان مفروض أتجوزه كنت بكسف لما أسمع منه كلمة حب ومكنتش برد عليه ، ده غير إنى عارفة حدودى كويس مع اى حد بتعامل معاه
وبعدين لقيتها بتبكى تانى وبتكمل : انا كمان عارفة نفسى مش حلوة يعنى عشان أعجب بحد ولا هو يعجب بيه .
فكفاية أرجوك ، إرحمنى .
فوقفت وانا مش عارف أرد عليها أقول ايه تانى بعد اللى قولته ده ليها ، بس اللى مستغربله ليه مش شايفة نفسها حلوة ، لا هى حلوة بجد وملامحها رقيقة ومحدش شافها وقال غير كده ،ده حتى زمايلى فى شغل باليل اللى شافوها بيشكروا فيها وأن حلاوة روحها محلياها اكتر لدرجة انى بقيت أغير لما حد يسئلنى عليها .
حولت أجمع اى كلام واقولها لكن للأسف مبقتش عارف اقول ايه فسكت وحولت أنام ساعة عشان أقدر أروح شغل بالليل لكن معرفتش أنام ولقيت نفسى بقوم وقولتلها انا نازل يمكن عشان أهرب من عينيها اللى بتعاتبنى ويمكن كمان بهرب من نفسى اللى مش عايزة تعترف انى خلاص فعلا أرتبطت بيها ويستحيل أفارقها .
فطلعت وقفلت الباب ورايا بس لقيت نفسى وقفت لما سمعت صوتها وهى بتبكى بحسرة وبتقول …يارب أهون عليك أطلق لتانى مرة من غير ذنب ،طيب الأول وراح وخلاص نسيته عشان طلع مش راجل وميستهلش ولو سائل أحمرعة وحدة من عيونى .
لكن شريف لاااااا ، لو عشت العمر كله مش هلاقى راجل زيه ابدا عشان كده حبيبته ، اه حبيبته من قلبى بس يا ترى هو حبنى ؟
فسمعت صوت بكاؤها زاد وهى بتقول …لااا محبنيش لو حبنى مكنش قال كده ، ده مستنى بفارغ الصبر اليوم اللى أمشى فيه ويطلقنى عشان يشوف حاله .
سمعت كلامها وبقيت ألف حوالين نفسى ومش عارف أعمل ايه ، أدخل اقولها انا كمان حاسس انى عايز أكمل معاكى عمرى كله وانى شوفت فيكى كل مواصفات الزوجة اللى كنت بحلم بيها .
_
بس انا لسه متردد وخايف برده يكون ده مجرد إعجاب وهيروح لحاله .
ولو كملت معاها هكون بظلم نفسى وأظلمها معايا أنها تلاقى فرصة أحسن منى ، وحد يكون بيحبها بجد .
فمشيت وروحت شغلى بس مكنتش مركز خالص واشتغلت كإنى آلة من غير روح .
وأتعمدت اتأخر عشان لما أروح تكون نايمة ومتتقابلش عينى معاها لإنى لسه مش عارف أخد قرار بجد .
بس كل اللى حاسه انى مش قادر فعلا أخسرها .
لغاية ما جه تانى يوم وروحت شغلى فى الشركة الهندسية و قابلت مدحت ولقيته بيبتسم ليه وقال …يا باشمهندس ، أما عندى ليك خير بمليون جنيه ، هيخليك تخلص من المصيبة اللى عندك دى وترتاح .
شريف بقلب مقبوض …مصيبة وارتاح ، ليه فيه إيه حصل ؟
مدحت ….يا سيدى متخفش كده انا بهزر معاك .
القصد انا عندى واحد صاحبى ، بيدور على عروسة وهو طيب وعلى نياته ومش مهم عنده الشكل أوى ، المهم تكون بنت حلال وتواسيه فى غربته .
فوصفت ليه رقية ، وصراحة انا قولت أنها اختك ، عشان صعب يجى يطلبها منك وانت جوزها هههههههههههه يعنى .
_
فقولتله أن عندى واحد صاحبى وحبيبى اسمه شريف ، وعنده أخت معاه مفيش بعد كده فى الأخلاق والادب .
واتفقت معاه يجى يشوفها عندك بعد العشا.
فانت بعد الشغل كده ، روح وأديها فكرة وخليها تظبط حالها كده ، يمكن تعجب الراجل ويشيل بقا الشيلة وترتاح انت .
محسش شريف بنفسه الا وهو ماسك مدحت من قميصه وبيقول …انت اتجننت جايب عريس لمراتى !!
يا بجحتك يا شيخ .
ده انا هإيذاءك وأشرب من سائل أحمرك .
فضحك مدحت رغم تهديد شريف وانفعاله ، وده خلى شريف يتهور فعلا وكان عايز يخنقه من غيظه .
بس مدحت لحق نفسه وقال ببهجة …وعرفت أوقعك يا ريس لانى حسيت إنك فعلا حبيت رقية بجد ومش مجرد حالة إنسانية زى ما بتقول .
وعلى فكرة مفيش عريس ولا حاجة دى تمثلية عشان أتاكد من مشاعرك ونكلم بجدية شوية .
عشان أنا حاسس من كلامك أنها كمان بتحبك وانت بتحبها وانتم الأتنين بتعذبوا نفسكم على الفاضى وبتضيعوا أحلى أيام من بين ايديكم .
_
مسح شريف وشه بإيديه وأتنفس بعمق وابتسم بحرج لمدحت واتأسف …انا أسف يا مدحت معلش سامحنى مكنتش فى وعيى بجد .
فابتسم مدحت وطبطب عليه بحنية وقال …عارف يا صاحبى وعندك حق فعلا أن تغير على الملاك اللى معاك دى .
شريف كشر تانى عشان غار عليها وقال …بتقول ملاك !
ضحك مدحت وقال ..يارب صبرنى ، اعمل ايه فى الراجل ده ، هيموت عليها وبيغير حتى منى وبيقول قال ايه عليها أختى .
وايوه ملاك وانت اللى قولت عليها كده وانا بكرر كلامك مش أكتر ، مش هى دى اللى بتقول بتأكلك بإيديها وتسهر على راحتك وشوفت منها حنية زى حنية الست الوالدة .
فابتسم شريف وأكد كلامه .
مدحت ..خلاص فين المشكلة انك تتم جوازك منها ، وتعيش حياتك وتخلف حتة عيل تفرح بيه .
شريف …انا فعلا بعترف انى حبيتها يا مدحت ، بس مسألة الجواز مكنتش فى بالى دلوقتى خالص غير لما أستقر وأحقق حلمى .
عشان كده كنت بعاند نفسى ومش عايز أعترف بده .
مدحت …وفيها ايه لما تجاوزها بجد وحلمك يكون حلمها وتتحققوه مع بعض ، هيكون أجمل وأحلى طول ما هى جمبك بتساعدك وبتشجعك حد يطول يا سيدى وحدة كده تشجع مش كل همها هات وهات وبس وكأنك عندك مال قارون هنا .
_
إبتسم شريف ..عندك حق يا مدحت ، انا مش عارف أشكرك إزاي انك نورت بصيرتى كده ؟
مدحت …لا شكر على واجب يا صاحبى ، يلا قوم روح وخد مراتك فى احتواءك واسعدها وأسعد نفسك بيها وقول يارب هيكرمك بكل اللى تتمناه .
ومش بس كده ، فرحها ووديها كوافير وخليها تلبس الفستان إياه تانى فاكره بس المرة دى هتجوز راجل بجد ،مش زى أخينا الأولانى ( كريم ) اللى بيلطم دلوقتى لما شاف وحدة هنا مصرية زينا بس اتولدت هنا عشان أبوها وأمها هنا بيشتغلوا هنا من زمان اوى بتاع ٢٥ سنة كده .
والبت ايه تقول سنيورة حلوة حلاوة ودلوعة وفلوس وهو شافها من هنا وأدلق على طول وراح يخطبها ومفيش شهر كان مجوزها ، بس تعال شوفه دلوقتى بيلعن اليوم اللى أتجوزها فيه .
إستغرب شريف وقال …ليه كده بدال لقى فيها كل المواصفات الحلوة دى.
مدحت …يا صاحبى الجواز مش بحلاوة الست بس ، المهم الروح اللى هتعاشرها هى اللى هتدوم.
وهو عجبه اه أنها حلوة وسمبتيك لكن البت مدلعة أوى وشايفة نفسها عليه وعايزة الأكل جاهز ديما وبتسيب البيت يتعدي يقلب وتروح تقعد عند أمها طول النهار وترجع للنوم ولما يعاتبها تقوله طلقنى ، عشان عارفة مش هيقدر ، عشان كاتبين عليها مؤخر ٥٠٠ الف ، فخليه يشرب بقه مش هو اللى أختار .
ده حتى المثل بيقول ( قبل ما تناسب حاسب ) .
حرك شريف رأسه وغمض عينيه وسرح فى رقية وجمالها وروحها وحنيتها ونضافتها وقال ..ده انا كده معايا كنز ومش حاسس بيه .
فوقف شريف وقال لمدحت …طيب بعد اذنك هروح بقه لمراتى لامؤاخذة .
_
فضحك مدحت …كده ، بس بقولك ايه ، هسمحلك احتواء بس مراضية ، مفيش أكتر من كده غير لما تعمل اللى قولتلك عليه .
وتلبس عروسة وانا هجمع الشباب ونعملك فرح على ما قسم كده عشان نفرحها وتفرح معانا إنك اتجوزت صح .
وبعدين يا ريس تعيش بقا وتدعيلى .
ابتسم مدحت وبص لشريف بإمتنان وقال …والله انت يا صاحبى اللى عايز احتواء كبير ، وانا عمرى ما ننسى جميلك ده ابدا ، انت مش صاحب بس ، انت أخويا والله .
واحتواء شريف مدحت بحب واستأذنه ورجع لرقية وهو مشتاق ومش عارف يقولها إزاى إنه بيحبها وعايز يكمل معاها حياته .
فلما وصل ودخل لقاها برده على سريرها والسائل أحمروع عملت خطين فى خدودها .
وهى لما حست بيه قام ووقفت ومسحت سائل أحمروعها بسرعة ، وقالت ..حالا هحضر لك الغدا عقبال ما تاخد دش كده يا شريف .
وابتسمت ابتسامة جميلة رغم سائل أحمروعها حركت قلبه وقالت …انا النهاردة عملتلك كشرى مصرى اللى بتحبه وكان نفسك فيه من زمان صح .
وجت تمشى عشان تحضر الأكل لكن شريف وقفها بصوته …رقية استنى عندك .
فلفت رقية وبصتله بتعجب وقالت …ايه يا شريف فيه حاجة ؟
_
شريف بمكر …هو فيه برده عريس ياكل كشرى ليلة دخلته ، مش المفروض حمام ولا انا انضحك عليه .
بصتله رقية وهى مش مستوعبة بيقول ايه وكل اللى جه فى سائل أحمراغها أنه عايز يجوز ، ويعنى كده خلاص اللى بينهم انتهى وهيطلقها عشان عروسته تيجى مكانها .
فقعدت تبص حواليها لكل جزء فى المكان وقد ايه هيوحشها مع إنها مجرد أوضة بس هى خلتها كأنها قصر بلمساتها وترتيبها .
فحست أن الدنيا بتدور بيها ومحستش بنفسها غير وهى بتصرخ وتقوله …هتجوز وتطلقنى يا شريف خلاص .
وبعد كده اغمى عليها .
فجرى شريف عليها وهو بيقول …يا متهورة ، هتفطسى قبل ما تغرفيلى الكشرى ، طيب إستنى لما ناكل الأول .
قومى يا حبيبتى ، أطلق مين بس ، ده انتى حبيبتى يا رقية .
انا هتجوزك انتى يا حبيبى ، وكفاية كده على الورق بس ، لا الليلة هنلعب عريس وعروسة بحق وحقيقى .
قامت رقية وهى مش مصدقة نفسها وعينيها بتبكى وبتقول ..انت مش هطلقنى ؟
وشريف يحرك رأسه يعنى لااااا .