منوعات

ملاذ الاول

قالها أمير وهو يحاول إبعاده عنه ليتفاجئ بمجموعة شباب يقتربون منهما وهم يهتفون :
” فيه حاجة يا حسن … ؟”
رد حسن عليهم:
” فيه فضيحة بتحصل هنا ولازم نلمها …”
خرجت على أثر صوته سيدة وفتاتان من المنزل لتهتف السيدة وهي تلطم على صدرها :
” حصل ايه يا حسن …؟! ”
ثم جذبت تالا من شعرها وهي تهتف بكره :
” عملتي ايه يا بنت الكلب … انطقي …”
هطلت دموع تالا وهي تجيبها :
” والله ما عملت حاجة يا مرات عمي …”
دفع أمير حسن بقوة بعيدا عنه ثم قال بلهجة محذرة :
” ايدك دي متتمدش عليا .. انت مش عارف أنا مين ولا إيه ….؟!”
عاد حسن واقترب منه قائلا :
” ميهمنيش انت مين … اللي يهمني سمعتي وشرفي ..”
” وهو مين جه جمبهم…؟!”
” أمال تسمي ايه اللي عملته ايه … توصلها لحد البيت وتديها فلوس ….”
قالها حسن بصوت عالي ثم جذب تالا من شعرها وقال بغضب كبير :
” هو ده الشغل اللي قلتي عليه ؟! بتضحكي عليا وانت بتشتغلي شغلانة تانية يا حقيرة …”
حاولت تالا أن تبرر له وسط دموعها وشهقاتها بينما هتف احد الرجال الذين يتابعون ما يحدث :
” البت دي وطت راسنا كلنا واحنا لازم نخلص عليها… ونخلص على الرجل اللي معاها …”
” بس متقولش رجل ….”
قالها حسن بإحتقار ليفقد أمير أعصابه وينقض عليه بعدما حرر تالا من قبضته لتتلقاها زوجة عمها وبناتها ويبدئن بضـ,ـربها بينما هجم بقية الشباب على أمير وبدئوا بضـ,ـربه وهو يحاول مقاومتهم …
في هذه الأثناء اقترب رجل كبير في السن منهم وهتف بهم بصوت عالي بينما رجاله يلتفون حولهم :
” الكل يوقف مكانه … ”
” المعلم وصل …”
هتف بها بعض الموجودين ليتوقف الجميع عما يفعلونه فتسقط تالا أرضا بينما يقول المعلم :
” واحد بس يحكيلي ايه اللي حصل …؟؟”
قال حسن بسرعة :
” تالا بنت عمي وطت راسنا وطلعت بتشتغل وتبيع شرفها … واللي قدامك ده واحد من زباينها…”
” كدب … الكلام ده كدب …”
قالها أمير بصوت عالي ليهتف المعلم به بحدة :
” انت تخرس خالص … ”
ثم التفت نحو حسن وقال :
” عرفت ده ازاي ….؟! وعندك شهود …؟!”
أجابه حسن وهو يومأ برأسه :
” المنطقة كلها شافته وهو بيوصلها لحد باب بيتنا وبينزل وراها عشان يديها الفلوس … وبيقولها ده حق شغلك …”
تدخلت زوجة عمها في الحوار قائلة :
” انا ياما كنت بحذر ابني منها …. البت دي ماشية فسكة مش كويسة … وكل يوم بتتأخر فشغلها لحد الليل …. واستغفر الله العظيم بترجع وباين عليها أثار اللي بتعمله …”
” كدب …. هي بتشتغل خدامة مش أكتر …”
قالها أمير محاولا الدفاع عنها لتنقل تالا بصرها بين الجميع بنظرات تائهة بينما تكمل زوجة عمها :
” من الأخر كدة انا مش عايزة البت دي عندي …. دي بت مش شريفة وانا اخاف على بناتي منها…”
عاد الجميع يثرثر بين مؤيد ومعارض لكلام زوجة العم ليهتف المعلم اخيرا بحسم :
” انا لا يمكن أطردها إلا لما أتأكد الأُول من كلامكم ….”
تنهد أمير براحة فيبدو أن هذا الرجل عادلا بينما لوت زوجة العم فمها بإعتراض وقال حسن بسرعة محاولا انهاء الحوار :
” ملوش لزمة يا معلم …. تالا بنت عمي وانا هربيها….”
إلا أن المعلم كان مصرا على كلامه :
” انا هتأكد يعني هتأكد … ولا انا عايز الناس يفتكروا انوا المنطقة هنا سايبة ….”
ابتلع حسن باقي كلماته داخل فمه بينما أشار المعلم لتالا قائلا :
” انتوا تجيبوا الست هيام تكشف عليها ونشوف اذا كانت شريفة وبنت بنوت ولا لأ …”
نظرت تالا إليهم بفزع وقالت بترجي :
” لا انا مش عايزة حد يكشف عليا …. ارجوكم متعملوش كده …”
إلا أن زوجة عمها جذبتها وقالت :
” ايوه اكشفوا عليها … عشان تعرفوا انوا كلامنا حق ….”
………………………………………………………….

جلست تالا أمام الست هيام التي أخذت تنظر إليها بقرف ثم قالت بلهجة حادة :
” نامي يلا عشان نخلص من الليلة دي …”
” ارجوكِ بلاش … انا والله العظيم معملتش حاجة …”
قالتها تالا بصوت مبحوح باكي لتهتف هيام بملل :
” الناس كلها واقفة برة ومستنيه النتيجة …. وانا لازم اعرفهم الحقيقة … وطالما انتِ معملتيش حاجة يبقى متخافيش … الحق هيبان والكل هيعرف انك شريفة …”
ثم أكملت :
” يلا نامي عشان اكشف عليكِ ….”
بالكاد استطاعت تالا أن توقف شهقاتها وتتمدد على الكنبة لتبدأ هيام بالكشف عليها …
شهقت تالا بقوة وهي تشعر بالذل الكبير والمهانة …
لقد تعرضت لأقسى أنواع الإهانة …
صرخت بقوة حينما شعرت بلطمة كبيرة تنزل على وجهها بينما جذبتها هيام من ذراعها واخرجتها من منزلها وهي تهتف :
” طلعت مش بنت يا معلم … ”
بينما علا صراخ الجميع …
نهاية الفصل

الفصل الثاني
نظر أمير الى تالا المرمية على أرضية الشارع بصدمة .. حاول أن يستوعب ما قالته تلك السيدة المدعوة هيام ، كيف تقول أنها ليست عذراء ..؟!
لقد رأى بعينيه برائتها حينما حاول أخوه إغوائها ..
فمن أين جاءت تلك الهيام بهذا الكلام ..؟!
أفاق من أفكاره على صوت صراخها بينما زوجة عمها وبناتها يضـ,ـربن إياها بقسوة ..
حاول أن يتدخل لكن ابن عمها سبقه وهو يبعد والدته وأختيه عنها قبل أن يقبض على شعرها ويجرها خلفه ليقف المعلم في وجهه وهو يهتف به :
” على فين ..؟!”
أجابه وهو يشدد من قبضته على شعرها لتصرخ ألما :
”  وأغسل  ..”
تدخل أمير في الحوار قائلا :
”  ايه ..؟! انت مجنون ..؟!”
منحه ابن عمها نظرة مستهينة وقال :
” امال عايزني اعملها ايه بعد موطت راسني وطلعت مش بنت ..؟!”
” سيبها وبلاش جنان ..”
قالها أمير بنظرات ما زالت مصدومة مما يحدث أمامه ليقول ابن عمها بضيق :
” ملكش دعوة انت .. دي بنت عمي وأنا حر فيها ..”
تقدم أمير نحوه وقال بلهجة عصبية :
” مليش دعوة يعني ايه ..؟! انتوا فاكرين نفسكوا فين ..؟! عايز  بسهولة كده ..؟!”
وقف زعيم المكان في وجهه مانعا إياه من التقدم أكثر ، قال المعلم بنبرة محذرة :
” لحد هنا وتوقف مكانك ، ابن عمها ولازم يغسل عاره ..”
ثم أردف بنبرة ماكرة :
” ولا انت خايف عليها عشان هي عشيقتك وكده ..؟!”
اتسعت عينا أمير بعدم تصديق قبل أن ينظر إلى تالا الباكية ، عاد بنظراته نحو المعلم وقال بسرعة وإنفعال :
” انا مليش دعوة بيها .. انا ملمستهاش ولا قربت منها ..”
ثم هم بالتحرك بعيدا عنهم لكن صوتها الباكي ونبرتها التي ترجوه أن ينقذها جعلتاه يتوقف في مكانه ..
” أرجوك متسيبنيش ليهم ،  ..”
التفت أمير الى الخلف لينظر إلى عينيها اللتان تتوسلانه بصمت فتذكرانه بعينين أخرتين يعرفهما جيدا ..
ضغط أمير على أعصابه بقوة وهو يجد نفسه تائها حائرا ، هل يساعدها وينقذها من أيديهم أم يتركها فريسة لهم ..؟!
وفي نفس اللحظة اتخذ قراره ، هو لن يسمح لهم  فتاة لأي ذنب كان ..
لن يتحمل ذنبها ابدا .. سيفعل المستحيل حتى ينقذها من براثن هؤلاء الأوغاد حتى لو اضطر لدفع المال لهم ..
اقترب أمير من ابن عمها وجذب شعرها بعيدا محررا إياه من قبضته ثم قال بلهجة قوية :
” قولي ، عايز ايه مقابل انك تسيبها ..؟!”
نظر ابن عمها إليها للحظات قبل أن يهتف بسرعة:
” مية الف جنيه ..”
” بسيطة ..”
قالها أمير ببساطه لتتسع عينا الجميع وهم يتسائلون عن مدى ثراء هذا الرجل ..
” ثانية أجيب الشيك وأجي ..”
قالها أمير وهو يقبض على ذراع تالا ويجرها خلفه متجها بها نحو سيارته ..
وقف أمير أمام السيارة وفتح الباب لها ثم قال بهمس :
” ادخلي جوه ومتخرجيش لحد مدفعلهم الفلوس واخلص منهم ..”
أومأت برأسها بوهن ليعود أمير إليهم بعدما أخذ دفتر الشيكات خاصتها من السيارة .. وقف أمام إبن عمها وكتب المبلغ المطلوب في الشيك ثم أعطاه له ليأخذه إبن العم بسرعة ثم يقول :
” ربنا يخليك يا باشا .. بالنسبة لتالا فأنا مش  خلاص .. خليها تنزل من عربيتك لأحسن توسخها ..”
ابتسم أمير بهدوء وقال :
” لا تالا سيبها ليا ، هي مش هترجع عندكم تاني ..”
نظر إبن عمها إليه بعدم تصديق للحظات قبل أن يقول :
” انت بتقول ايه حضرتك ..؟! دي بنت عمي ازاي اسيبها ليك ..؟!”
نقل المعلم أنظاره بين الإثنين قبل أن يهتف بأمير :
” انت فاكر اننا هنسيبلك بنتنا بالسهولة دي ..؟!”
” امال عايزين ايه كمان ..؟!”

انت في الصفحة 3 من 7 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
12

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل