
سيارة الاسعاف وقاموا بنقل عمر وسها إلى المستشفى كانت حالة سها خطيرة تكاد تكون بتلفظ أنفاسها الاخيرة
ادخل الاطباء كلا من عمر وسها الى غرفة العمليات فورا… في هذه الاثناء عرف الجميع بما حدث واتجهوا الى المستشفى
حمل ريان نغم إلى غرفة الكشف ويكاد قلبه يتوقف من الخوف عندما وجدها تنزف اتجه سريعا يستغيث بطبيبة
وصلت الطبيبة وقامت بالكشف عليها
دي حامل في الشهر التاني إيه اللي حصل خلاها تنزف بالشكل دا
اتجه ريان إليها وتحدث غاضبا متألما على ماوصلت إليه: اتصرفي ياتوقفي النزيف دا يااما تخلصيها من الجنين أهم حاجة هي عندي سمعاني حاولي تفوقيها أو بمعنى اصح تنقذيها أنا الجنين مايهمنيش
نظرت الطبيبة إليه وتحدثت متحفزة: أنت اكيد جوزها أبو اللي في بطنها
صرخ بوجهها: ايه اسئلتك الغريبة دي سايباها تموت وبتسأليني جوزها ايوة جوزها شوفي شغلك لو سمحتي
وصلت نبيلة وجميلة إلى الغرفة بعد مادلهما يوسف عليها.. دخلت نبيلة سريعا كي تطمئن على ابنتها
وجدت ريان يجلس بخارج الغرفة يضع رأسه بين يديه اتجهت إليه سريعا:
ريان فين نغم وهي عاملة ايه
ادخليلها جوا شوفي الدكتورة دي مش خرجت ليه تطمني عليها أثناء حديثهما خرجت الطبيبة وتحدثت:
انا أدتلها حقنه عشان النزيف والحمد لله الجنين لسة فيه نبض بس هو في خطر احنا هنحاول نوقف النزيف
جلست نبيلة تبكي على حال فلذة كبدها: ياحبيبتي يابنتي ليه مالها ونزيف ايه يعني هي كويسة والجنين عايش
رفعت الطبيبة نظارتها الطبية وتحدثت: أنا لسة قايلة لحضرتك أنها كويسة والجنين كمان بس مرحلة الخطر لسة موجودة
وصلت جميلة ومحمود إليهما… نظر ريان إليهما: خليكوا هنا أنا هروح أشوف عمر وسها ثم نظر الى الطبيبة واردف ساخر _بدل ماأعصابي افقدها على ناس تانية ثم غادر سريعا
أوقفه محمود_ريان ايه اللي حصل أنا عرفت من علي سها انضربت بالنار وكمان عمر
_للأسف يابابا سها حالتها خطر جدا وعمر الرصاصة قريبة من القلب أدعلهم انا هروح اشوفهم
استنى أنا جاي معاك ثم توجهوا الى غرفة العمليات
وصل علي والد عمر وزوجته مديحة… اتجه حيث وقوف ريان الذي يقف على اعصابه أمام غرفة العمليات وبجواره والده ويوسف ومالك
وقف علي أمام محمود: ولادي فين يامحمود سها وعمر فين
حضنه محمود وربت على أكتافه _ادعيلهم ياعلي
مديحة: يعني إيه!! حصلهم ايه
نظرت إلى ريان بغل عملت ايه في ولاد خالك ارتحت دلوقتى الإتنين جوا بيصارعوا الموت علشانك
في هذه الاثناء خرج الطبيب الذي يتولى عملية سها وأردف حزينا:
احنا عملنا اللي علينا والباقي على ربنا أدعولها وخليكم جاهزين لأي حاجة
هي دلوقتى في العناية
طيب وعمر هذا ماأردف بيه ريان
: لسة في العمليات ومحتاجين دم عنده سيولة وللأسف فقد دم كتير
_أنا نفس الفصيلة خدوا اللي عايزينه
: خلاص روح مع الممرضة عشان التحليل للإطمئنان
امسكته مديحة: أنت رايح فين مش عايزين منك حاجة مش أنت اللي وصلتهم لكدا
وصلت مرام وفريدة وهمس
مرام: فين عمر ياريان ايه اللي حصل قالولي أنه اتصاب جوزي فين يااخويا عملوا فيه إيه
حضنها محمود: اهدي حبيبتي هو كويس في العمليات ادعيله يامرام وخليكي مؤمنة بقضاء ربنا
ثم نظر إلى ريان روح يابني اتبرع عشان تنقذ اخوك
دا مش أخوه يامحمود بلاش تجمع هذا مااردفت بيه مديحة
صرخ علي بوجهها: مش عايز اسمع صوتك وبدل ماانتي عمال تشيلي كل واحد ذنب ولادك نسيتي إنك اكتر واحدة أذتيهم كلمة كمان وهطردك من المستشفى… بنتك كانت هربانة مع واحد شمال شغال مع المافيا وبدل ماإنتي عمال تقولي لريان ضيعت ولاد خالك إسالي أمهم كنتي فين وبنتك وصلت للإجرام كلمة كمان وهتكوني برة المستشفى دي
بعد حوالي ساعتين انتهت عملية عمر ولكن الحالة حرجة جدا… جاءت ممرضة ووقفت أمام الجميع ثم اردفت:
مين ريان ياجماعة ونغم المريضة عيزاهم ضروري
وقف ريان سريعا:
أنا بس نغم مش موجودة
نظرت إليه _تعالى شوفها ضروري لأنها طالبك بالأسم وكمان شكلها مش هتعيش كتير
صرخت مرام وبدأت تبكي بإنهيار _يارب رحمتك بيها يارب بينما مديحة التي هربت أنظارها بجميع الاتجهات كانها فقدت النطق والحركة
إتجه ريان لغرفة العناية ودخل وجد جميع جسدها موصل بالاجهزة
أمسك يديها وجلس بجوارها عندما فتحت عيونها
تحدثت بثقل اللسان وبدأت تتقطع بالكلمات
ررري.. ان س.. ا محني… ريان سامحني
عمري مافكرت أذيك أنا كنت بدافع عن حبي فيك.. سامحني حبيبي لو سمحت وخلي نغم تسامحني
أنا مش زعلان منك ومسامحك ياسها بطلي كلام وإن شاءلله هتكوني كويسة وتقومي بالسلامة
نظرت إليه ودمعة سقطت من عيونها
طول عمرك وأنت حنين يابن عمتي ربنا يسعدك يارب ياريان وتعيش حياة حلوة أنت ونغم لأنك تستاهل… قالتها بتقطع الانفاس
دخلت الممرضة لو سمحت كفاية كدا
قبل رأسها ودمعة شريدة سقطت من عيونه:
حاولي تتماسكي بالحياة ياسها سمعاني كلنا مستنينك برة
خرج ريان من العناية وشريط ذكرياته معها أمام عينيه وصل حيث انتظار الجميع بالخارج
في هذه الاثناء خرج عمر من غرفة العمليات أمام عينيه متجه الى غرفة العناية
أسرع اليه ريان عندما وجد المسعفين يسرعون به الى العناية أوقفهم ونظر إليه وملس علي رأسه
عمر أنا مستنيك هنا متغبش جوا شوف ينفع كدا صفت دمي ثم همس له.. هيبقى دمك خفيف بعد كدا يالا… سحبه المسعفين وادخلوه وريان يتابعهم بعينيه إلى ان اختفى… شعر بانقباض في قلبه عندما اختفى أمامه
وقف في الممر وتحجرت عيونه بالدموع شعر بالفقدان والوحدة.. نظر الى خاله الذي يتابعه بعينيه
في هذه الاثناء خرج الطبيب
آسف كان نفسي أفرحكم بس فقدنا المريضة الى هنا صدمة حلت على الرؤوس
صدمة شلت كل من بالخارج
وقفت العيون عن الدموع وعجز اللسان عن النطق ووقف النبض عن القلب هنا ذهب ابن ادم بما فعل وسيجازى عليه
هنا انقطعت الأعمال وبقيت الدعوات هنا صوت أهات الأحباب هنا الحزن والدمع على الفراق
رغم مافعلته إلا أنها كانت بمثابة الأخت… كانت بمثابة حبيبة في وقت من الأوقات.. كانت بمثابة ابنة الخال.. كانة شابة مرحة تحب الحياة ولكن ماذا أخذت من الحياة
وقف وكأن حياة الطفولة والمرح أمام عينيه لم يكن يعلم أنه سيحزن عليها كل هذا الحزن… لا يعلم انها ستشق قلبه من الحزن.. ولكن كيف وابن ادم خلقه ربه رحيما عطوفا… ماذا سنأخذ إلا الحب والعطف والدعوات من بعض الأشخاص… كل ماسمعه البقاء لله شيدو حيلكم
صرخة دوت بالمكان أطلقتها والدتها وبعدها سقط الاب مغشيا عليها
نظرت مرام نظرات تائهة حزينة… ماذا يقول هذا الطبيب كيف يعني هل لم أراها مرة آخري؟
هل ماتت سها ماتت الحيوية؟
نظرت إلى إخيها مرة والى والدها الذي اسرع الى خالها عندما أخذوه المسعفين إلى أحد الغرف
وقفت وكأن الدنيا تدور بها ولكن كيف ستصمد بعد كل هذا وخاصة عندما وقف نبض عمر كأنه شعر بما حدث لأحته.. وقام جهاز النبض بالتوقف عن الحياة!!
كيف ينبض القلب وهناك نصفه الاخر سقط عن الدنيا!!
هل بالفعل يشعر الأخوة ببعضهما البعض!!
هل تكون علاقة الدم بعلاقة الروح حتى لو اتضح للبعض غير ذلك!!
أسرع ريان إلى غرفة العناية عندما وجد الطبيب يسرع إلى عمر
الممرضة: النبض توقف يادكتور والضغط مفيش
أسرع الطبيب بإحضار جهاز الصدمات لإحياء قلبه حاول مرة ومرة نظر الى الممرضة أن تزيد السرعة ولكن كيف وقد أعلن القلب عن العصيان
اسرعت مرام إليه وبدات تصرخ وتهتف بصوت متألما: قوم ياعمر أوعى تسبني والله هزعل منك دا مش وعدك ليا قوم ياحبيبي وأنا موافقة على كل اللي هتقوله… إياك تموتني بالحياة!! مرام حبيبتك هتموت ياعمر أنت وعدتني ووعد الحر دين عليه
وقف النبض نهائيا نظرت إلى الجهاز ثم إلى ريان الذي وقف كفاقد للحياة
نظر اليها ودموعه أعلنت العصيان وشعر بالعجز أمام أخته وفجاة سقطت أمامه
وقف ينظر عاجز لم يقو على الحركة حتى لم يشعر بشئ إلا عندما توجه الأطباء اليها وحملوها المسعفين أخيرا أفاق وأسرع إليها وتم الكشف عليها وهاهي تفقد الحركة والكلام فقط دموعها تتساقط ترك اخته وذهب سريعا
وقف أمام العناية المركزة ينظر من خلف الزجاج ويضع يديه على زجاجها والأطباء بالداخل يحاولون انعاش قلبه… دموعه سقطت رغما عندما تذكر جميع مواقفهم وهزارهم بدأ يتحدث كأنه يتحدث معه
ياله ياعمر متسبنيش إياك قوم ياصاحبي عشان خاطري طيب بلاش أنا عشان مرام
نظر إلى الأطباء عندما يأسوا من انعاشه دفع الباب ودخل وبدأ يثور هو هيعيش.. مستحيل يسبني
وصل لعنده وبدأ يصرخ فيه: أنا بقولك قوم يالا والله لأحاسبك ياعمر على وجع قلبي قوم بس لو راجل وشوف هعمل فيك ايه… اتجه بنظره للطبيب ودموعه لم يتحكم بها
حاول مرة تانية أنا بقولك هيعيش سامعني لازم يعيش… دخل والده وبعض الأطباء لكي يخرجوه دفعهم جميعا واتجه الى عمر وهمس بإذنه كأنه
يسمعه_مرام هتموت مراتك فقدت الحركة والكلام ولو أنت راجل يابن المصري اعملها وموت
جذبه والده بشدة _أنت اتجننت ياريان ايه اللي بتعمله دا
إقترب من جهاز الإنعاش ووضعه في يد الطبيب ثم نظر اليه وأردف غاضبا متألما:
_حاول أنا بقولك حاول مرة ومليون سامعني
الطبيب: انا هحاول مرة تانية بس مش عشان خاطرك عشان اعرفك إن المريض خلاص مات
صدمة وبرودة اقتحمت روحه لا يعرف كيف في لحظات شعر باليتم!!
لا يعرف لماذا اصبح وحيدا غريقا في هذه الدنيا…. نظر إلى الطبيب بأمل ثم اردف مترجيا بهدوء عندما شعر برجفة شديدة باعماق روحه :
سم الله وقول يارب