
(١٤)
صباح يوم جديد
مليء بالفرح والغناء الزغاريد تملاء المكان يستعد الجميع لخطبة العاشقين العمال يعملون علي قدم وساق يتابعهم عماد وشادي والأغرب حازم ملازم لوالده كأنه يريد أن يثبت له أن وتين لا تعني له غير انها أخته مثل شهد ولكن يأبي قلب أبيه أن يصدق ذلك جاء المساء وبدأت الضيوف تتوافد عليهم لتهنأت العروس التي لم تخرج من غرفتها بعد ومعها شهد تحمل زين وسلمي زميلتها بالعمل كما جاءت هنا وبعض الزميلات وبنات العيله لتقديم المساعده لعروستنا الخلوق المحبوبه من الجميع أما رقية تتابع تحضيرات الضيافة التي ستقدم للمعازيم مع الطباخين المختصين وبعد الانتهاء ذهبت
لتقف بجانب زوجها تستقبل الأهل والأصدقاء إلي أن جاءت ثريا وخالد يحمل ابنته مي التي ترتدي فستان أشبه بالفراشة كم كانت رقيقة وجميله فقد تمنت هذه الصغيره أن تكون وتين أماً لها فقد حُرمت من أمها منذ ولادتها وشعرت بحنان الأم من وتين صاحبة القلب الحنون
رحب بهم عماد رقية التي قبلت الصغيرة : أهلاً أهلا ً أمُال فين فهد مجاش معاكم
خالد فهد في الطريق جلس الجميع
حازم كانت نظراته حائرة بين غرفة وتين والباب
لاحظه عماد فأيقن أنه يدمُر شيء في نفسه ولكن ماهو لا يعلمه إلا الله
دخل فهد من الباب في نفس خروج وتين من حجرتها تلاقت الأعين وتحدثت بكل الشوق الذي يملأ قلبيهما وعلت الزغاريد حولهم من الأهل والاصدقاء السعداء لسعادتهم تقدم فهد نحوها في لهفه ولكن قاطعه حازم قبل أن يصل لها ،
حازم : إيه ياعريس اتفضل أنا هجيب العروسه ولكن أسرع عماد بمد يده ليأخذ يد وتين ويذهب بها لمكان جلوسها مما أضحك الجميع ظناً منهم أنهم يتسابقون على رعايتها كأب وأخ لها
جلس الجميع ودوي صوت الأغاني مصاحب الزغاريد
جلس فهد بجانب وتين يُمطرها بكلمات الغزل والحب يهمس لها بحبك يا اجمل حوريه تعرفي جمالك غطي علي كل الموجودين عيون مبتشوفش غيرك يا وتين قلبي وروحي وحياتي
وتين : فهد بس بقي أنت بتكسفني وأنا … أنت وقح
فهد ضاحكاً : وقح بس ودا من كلمتين أُمال لما نيجي للفعل هتعملي إيه يا طمطميتي
وتين بتوتر : فعل … فعل إيه
فهد بخبث : يعني لما اخدك فى حضني وا..
قاطعته وتين: فهد بطل بقي الله أنا حسه أن هيغم عليا
فهد : من عنيا ياقلب فهد هسيبك دلوقت بس أه لوتعرفي نفسي اعمل إيه في خدودك الحُمر دول ياختااااي
وتين : يوووه بقي بالله عليك تبطل هزعل منك
فهد : مقدرش على زعل حبيبي
لاحظت ثريا خجل وتين وتودد فهد لها فاسرعت لانقاذ تلك المسكينه من براثن ابنها الوقح
ثريا : مش هنلبس الشبكه الوقت هيسرقنا
نظر فهد لعماد الذي هز رأسه وقف فهد لأ مش هنلبس الشبكة
نظر له الجميع في ترقب
فأكمل قبل مانكتب الكتاب هنا صعق الجميع من الفرحة ولجمت المفاجأه لسان حازم المزهول ينظر لوالده الذي يهز رأسه بالموافقة وقبل أن يفيق شرع المأذون في اجراءات كتب الكتاب وأخذ موافقة العروس التي نظرة لعمها قبل الرد فأشار لها بالموافقة تمت الإجراءات اللازمة آفاق حازم عند سماعه لقول” بارك الله لكما وجميع بينكما في خير” علم حازم أن خطته ومخاطرته باتت أصعب مما زاد من تصميمه على تنفيذها وهو يحدث نفسه بقي كدا يابابا فاكر كدا هتقدر تبعدها عني دا بُعدك حتي لو كانت مراته هي ليا أنا وبس وهنشوف هوريكم كلكم اتفقتوا عليا علشان تحرموني منها
بارك الجميع للعروسين بسعاده وأسرع فهد يحتضن وتين التي استبغ وجهها باللون الاحمر من الخجل عندما أنزلها فهد ورأي وجهها قبلها علي جبينها وامطرها بكلمات الغرام يعزف بها علي كيثار قلبها يعصف بوجدانها لتزوب بين يديه وتحلق في سماء عالم آخر لا يوجد به سواهما
ولكن حازم لم يستطع أن يتمالك نفسه أكثر من ذلك وأسرع لسحبها من بين أحضانه
حازم وهو يسحبها بعيداً عن فهد : ما خلاص يا عم أنت ماصدقت مش ملين عينك أحنا تدخلت رقية : معلش يا فهد أصل وتين خجلت ووشها يعني أحمر جامد وهو أخوها وخايف عليها
تفهم فهد وهز رأسه بينما في نفسه(الله يخربيتك ياحازم الكل…ب ياهادم اللذان دانتا بنأدم فصيل دهيه تخدك) أنتبه على صوت أمه
ثريا : طيب يلا ياعريس لبسها الشبكه بقي وقدمت الشبكة التي انتقتها وتين ( الخاتم والدبله ) ألبسها فهد إياها وهي البسته دبلته ولكن أخرج فهد علبه أخري
فهد : دي هديتي لجوهرتي الثمين يارب تعجبك وكان كوليه من الالماس كامل أخذ يلبسها اجزاءه في تمهل مهلك لها وهو يتلمسها بيده ويقترب من أذنها يُسمعُها كلمات وهمسات العشق التي يلتاع قلبه بها وعندما انتها قبل يدها يشعر بحرارت جسدها الذي كاد أن ينصهر من الخجل والفرحه معاً أبتسم لها غامزاً لها فرأفت أمه بتلك المسكينه فهي تعلم كم يعشقها ابنها وتعلم جيداً أبنها عندما يعشق كيف تكون حالته
ثريا : الألماس ميلبسوش إلا الألماس ألف مبروك ياقلبي ثم احتضنتها مقبله لها بحب حقيقي تدعو الله أن يجعلها عوضاً لابنها عما فات
رقية : مبارك ياوتين قلبي وعمري احتضنتها بحب اموي تقبلها وتسمعها أطيب كلمات الحُب النابع من القلب وتدعو لهما بالسعاده الدائمه تقدم منها عمها يُقبل جبينها ويحتضنها هو الأخر مبروك يابنتي يا بنت الغالي ربنا يديم عليكم السعاده ويريح قلبك دمعت عيناه فكم تمني أن يكون أخاه موجود هذا اليوم ليسعد بابنته ويسلمه بيده لزوجها
وتين من بين دموعها: الله يبارك فيك ياعمي ويحفظك لينا أنت أحسن اب في الدنيا كلها
تقدمت شهد منهما نعم يعني كله يبوس ويحضن وأحسن اب وأحسن أم إيه مفيش أحسن أخت ولا علشان الواد اللي لخمني دا خد يعم عماد حفيدك خليني ابارك لأختي بذمه وأخذت تحتضنها وتلف بها وهي تزعرد فرحه بأختها كما اقبلت تلك الفراشة الصغيرة مع أبيها لتبارك لعمها وزوجته التي احبتها من أول ما رأتها وتمنت أن تكون أماً لها لفقدها امها التي لم تراها وتنعم بحبها وحنانها
بينما كان حازم يقف بعيداً بوجه بارد : احتفلوا وافرحو برحتكم بكرة تبركولي أنا وهي واحنا بنتجوز رسمي مش علي الورق وعد مني ياوتين عمري جوازك منه هيكون علي الورق بس الصبر طيب مش هو فجأني بالمأذون وأنا لازم اردله المفاجأه مش هضيعك من أيدي ابداً
لاحظ شادي ابتعاد حازم فذهب له
شادي: أه يازومه مش هتبارك لأختك وجوزها تعرف فهد دا جدع عمل أحلي مفاجاه للكل أشار له والده أن يقترب ليبارك لفهد ووتين وهو ينظر في عينيه يحاول أن يستشف ما يدور بعقله
ومر اليوم بسلام وبمباركات الاهل والأصدقاء وتوصياتهم لفهد بالحفاظ علي وتين والدعاء لهم بالحياه الزوجيه السعيده
عماد : مش هوصيك علي بنتي يافهد دي حته من قلبي وروحي يوم متزعلها بس أو تنزل دمعه من عنيها بسببك مش هتعرفني لانك مش هتشوف قدامك الأب الحنين دا لأ هتشوف أسد مجروح بينزف ممكن بعمل أي حاجة علشان يرتاح
فهد : من غير ما تقول يا عمي وتين في قلبي وروحي قبل عيوني ربنا يعلم بحبها أد إيه
عماد : ودا إللي خلاني أوافق على كتب الكتاب قبل الفرح
رقية : بنتي أمانه في رقبتك ليوم الدين حافظ عليها أنا مش هوصيها عليك لأني عارفه بنتي كويس بتراعي ربنا في كل كبيره وصغيره وهترعي ربنا فيك وهتشيلك في عنيها
ثريا : من غير متقولي ولا توصي يارقية فهد بيحب وتين وهي بقت بنتي منزلتها في قلبي غاليه
خالد : دي في عنينا كلنا ياجماعه حتي ميوش بتحبها
مي : انا بحب العلوسه علسان هي بتحبني هي هتبقي مامتي وهنلعب سوا صح
ضحك الجميع على تلك الطفلة وتين لم تنبث بكلمه لانها كانت تتدرع لله شكراً على هذه السعاده التي وهبها الله لها وهذه العائلة التي تُحبها وعوضتها عن والديها
خرج الجميع ولكن ظل فهد واستأذن من عماد أن يخرج هو وواتين غداً ولا داعي لذهابها للعمل فهو سيمُر عليها بعد العمل لاصتحابها في نزهه ليرتبا امور حياتهم حيث لم تتح الفرصة لهم للجلوس معاً علي انفراض وافق عماد رغم قلقه من حازم وبروده الظاهر علي أن يعيدها فهد قبل حلول الليل ليجتمعو معاً لتناول الغداء كعائلة ليزيد التعارف والتواصل بينهم علي أن تكون هناك عزومه لأهله عندهم في وقت لاحق …. سلم فهد عليهم وودع معشوقته بقبله علي جبينها وهمس في اذنها مداعباً لها كان نفسي أفضل وابات في حضنك وابوسك ياقمر وغمز 😉 لها مداعباً وجنتها ثم خرج وتركها في عالم أخر لحقت بها شهد تسألها في خبث
شهد : تونا هو كان بيوشوشك يقولك ايه هه قولي يارخمه مالك يابت متخشبه كدا ليه
وتين بتوهان : دو قليل الأدب ووقح
كان حازم يتابعها في ترقب يزفر أنفاسه بعنف يريد ان يحرق من حوله
ذهب الجميع إلي غرفهم لينالوا قسط من الراحه بعد عناء هذا اليوم الطويل السعيد علي الجميع ماعدا من وسوس له الشيطان وملاء عقله وقلبه بالاوهام اللهم احفظنا واحبتنا من وسوست الشياطين
يتبع …