
#الفصل_الثالث
شدّ ياسين على خصلاته غاضبًا وهو يدور أمامهم حول نفسه بإهتياج..
وتوقف فجأةً يصرخ بـعنف
– يعني ايه تطلع بنتي؟ ازاي!!
ردد ثروت ساخرًا
– معلش، هنقول لربنا هو مش عايزها تبقى بنته، رجعها تاني!
رمقه ياسين بـحنق وصـاح في زجهه
– انت السبب، انت اللي خبيت الموضوع دا عني رغم انك عارف.
هـدر ثروت غاضبًا من صياح ولده عليه بعد هذا العُمر
– اخرس يالا، مترفعش حِسك عليا تاني..
وقف ياسين أمامه وزمجـر بـإنفعال
– لما تكون انت سبب في دماري يبقى لازم ازعق يا ثروت بيه.
صاح ثروت معنفًا
– قولتلك وطي حِسك..
وعندما فتح ياسين فمه ليكمل الشجار، انطلقت صرخة وداد من الداخل وهي تأتي ركضًا قائلة
– رحاب اغم عليها!
انطلق الجميع راكضًا نحو المطبخ!
❀❀❀
موصول جسدها بأكمله بأجهزة المشفى الحديثة والمتعددة، وجهها شاحب تمامًا…
تحدثت الطبيبة
– لازم تفضل تحت العناية وتكمل جلسات الكيماوي اللي تقريبًا وقفتها بقالها كتيـر.
تساءل ياسين بوجه مقتضب
– وحالتها هتبقى عاملة ازاي؟
اجـابت الطبيبة بجدية
– حاليًـا انا شايفة حالة متدهورة ولازمها رعاية، مقدرش احدد بعدين هتكون عاملة ازاي، الأقدار كلها في ايد ربنا.
أومأ ثروت مؤيدًا
– ونعم بالله.
تنفس ياسين بـإضطراب، ونكس رأسه عاقدًا حاجبيه بـإنزعاج، لا بُد من التخلص من الكارثة التي ابتلته رحاب بها!
❀❀❀
– انت اتهفيت في مخك يا ولا ولا ايه؟ عايز تسييها في ملجأ!!
هـدر ثروت بتلك الكلمات وقد استطاع ياسين إثارة حنقه…
رفع ياسين منكبيه بـبرود وتحدث
– محدش فاضيلها، مين هيراعيها؟
تدخلت أماني وقالت
– انت تراعيها!
ابتسم متهكمًا واردف
– آه..أصلي فاضي للهانم!
زفـر ثروت بـإحباط وتحدث
– يا ابني دي بنتك! دي حتة منك..المفروض تكون أحن عليها من كدا!
انكمشت ملامحه بـملل وقـال
– دا اللي عندي، عاجبكم اهلًا وسهلًا، مش عاجبكم يبقى ودوها الملجأ..
هـزت أماني رأسها في قلة حيلة
– يا خسارة تربيتي فيك يا ابن بطني.
لم يعيرها اي اهتمام وانطلق صاعدًا لغرفته في الأعلى، بينما جلست أماني بجانب ثروت الذي يضع رأسه بين يديه ويهزها بـخيبة أمل، فـ هونت عليه بأن ربتت على كتفه قائلة
– ربنا هيحلها زي كل مرة يا حَج..
رفع رأسه للسماء داعيًا
– يـا رب.
❀❀❀
تضمها وداد إلى صدرها وتُربت على خصلاتها البنية المنسدلة على ظهرها في إنسيابية ونعومة..
تتعجب كثيرًا من حـال تلك الصغيـرة..
لم تبكِ ولم تصرخ ولم تنادي على والدتها..
وحيـن سألتها أجـابت بـ
«ماما بتكافح، وانا لازم أشجعها مش اعيط عليها!»
تفكيـر هذه الصغيرة يسبب عُقم في تفكيرها هي..
كيـف يمكن لصغيرة لم تتخطى السبع سنوات أن تُفكر بـطريقة مَن يبلغ الأربعين!
انفرج الباب بـعنف وطلّ منه ياسين الذي صـاح في الصغيرة منذ دخل
– اسمعي يا بت انتي، انتي لا بنتي ولا اعرفك اصلًا، هيلمولك هدومك ويرموكي في دار الأيتام.
هـدرت وداد بـشراسة وهي تضم الصغيرة المُرتجفة لـصدرها
– ايه الكلام اللي بتقوله دا يا ياسين..انت مُدرك انت بتقول ايه؟ دي بنتك!
صـاح بإنفعال جلي
– لا بنتي ولا اعرفها، دي واحدة بنت حـرام اتولدت بسبب علاقات أمها القـذرة.
دخل نـاصر عند تلك الجملة، وتحدث بـهدوءٍ محاولًا إيقاف أخاه عن إنفعاله
– اهدى يا ياسين واعقِل كلامك، البنت صغيرة ومش فاهمة.
نـظر له ياسين بـغضب وصـاح بـصرامة
– صغيـرة كبيرة مش هتفضل في البيت دا ثانية واحدة.
انتفضت فـجاةً من بين احضان وداد، وقفت على الفراش وصـاحت بصوتها الذي سمعه لأول مرة
– جرا ايه يا عم الحاج، ما تصلي ع النبي كدا وخد وأدي معايا متحسسنيش انك توم كروز وكل البنات تحت رجلك!
توسعت عينيه مصدومًا، حقيقةً لم يكن وحده المصدوم، بل كان نـاصر يطالعها بـفاه فاغر و وداد ترمقها بـعدم تصديق
– آآ..انتي متأكدة انك طفلة ست سنين؟
نـظرت لـناصر وتخصرت قائلة بـسخرية
– مشبهش ولا مشبهش؟
ابتلع لعابه متوجسًا، بينما صـدح صوت ياسين صـارخًا وهو يشير عليها
– شوفتوا..عشان اقولكم..دي مش بنتي، شايف بتتكلم ازاي، طب شايف حاطة ايدها في وسطها زي الرقصات ازاي؟
قـالت وداد ساخرة
– متستهبلش يا ياسين..البت شبهك خالص!
تنحنح بـحرج، ومن ثم عاد لغضبه يـقول بـسخط
– مش موضوعنا، خرجوا البت دي من البيت فورًا.
– چويرية مش هتخرج من هنا يا ياسين.
كان هذا كلام والده الذي دخل الغرفة يستند على عُكازِه…
فـ ازداد غضب ياسين الذي تحدث بنبرتهُ المخيفة
– يعني ايه؟
هتف ثروت بـحزم
– يعني محدش هيقدر يهوبلها، والبنت دي من الوقتي مسؤليتك انت يا ياسين، ومحدش فينا هيتدخل في تربيتها..واي حركة وحشة هتعملها معاها..اعتبر نفسك برا العيلة تمامًا..والمرادي هتكون انت اللي ولا ابني..ولا اعرفك!
كور ياسين قبضته، وصك على أسنانه بـعنف حتى شعر نـاصر الذي يجاوره انها تكاد أن تتهشم من قوة ضغطه عليها…
والآن من الموجب أن يقبَّل ياسين بـالوضع الحالي..إجباريًّـا!