منوعات

رواية بقلم تقي حامد

صمت مطبق يحيط بكل فرد من افراد العائلة المجتمعين حول طاولة الطعام، فقط أصوات اصطدام المعالق بالأطباق..

قطع الصمت حمحمة ثـروت الذي هتف بعدها بخشونة

– التحاليل هتطلع انهاردا باين؟

أردف ناصـر مُجيبًا

– ايوه يا حَج، بليل هروح اجيبها.

أومأ ونظر لأماني قائلًا

– ابقي اتصلي بإبنك خليه يجي، اما نشوف أخرة دلعه.

اومأت أمـاني بـطاعة، وأكمل الجميع إفطاره زائدين طفلة لطيفة ادخلت البهجة على البعض!

❀❀❀

كـانت عشق تقف بـجوار ناصر الذي يشرح لها قواعد البناء واصول العمل، هي تدّعي التركيز..ولكن في الواقع هي مشتتة كليًا، فـ أشعة الشمس الحارقة تلذع وجهها لذعًا، لا تريد إخباره حتى لا يسخر منها كما اعتادت، اكتفت بالتمثيل أنها على ما يرام كلما نظر لها…

– هاتلنا اتنين لمون فريش يا صبحي معاكم.

قالها لأحد العمال الذي ذهب لجلب العصائر والطعام، وجلس الجميع للإستراحة، فـ اليوم شاقًا ويحتاجون للراحة كي يكملوا…
وفي حين ما هم جالسون تحدث نـاصر وهو يقضم لقمة من الشطيرة القابعة بين يديه

– بس مكنتش اعرف انك جامدة كدا.

نظرت له بحدة وهـدرت

– جامدة ازاي يعني؟

رفع كفيه بجانب رأسه بـإستسلام وقـال مبتسمًا

– مقصدش اللي فهمتيه والله، اقصد قوية يعني، محوقش فيكي الشمس ولا التعب!

أردفت بـجدية

– ما اصلي ما اتفحتش خمس سنين هندسة عشان في الآخر اقعد في بيتنا يا باشمهندس، الشغل محتاج تعب..وإلا ميبقاش شغل.

ارتفع حاجبيه مع إبتسامة مُعجبة بقوتها وإصرارها، بل ودفاعها عن حقوقها في مجتمعٍ لا يعترف بالمرأة من الأساس..
ضيّق عينيه يرمقها نظرات ثاقبة ثم قـال

– انتي عندك كام سنة يا عشق؟

نظرت للشطيرة وأخرجت نصفها من الغلاف الذي يحيط بها وقالت قبل أن تقضم لقمتها

– مع ان ملاكش الحق تسأل، بس هجاوب..انا 24 سنة.

تساءل

– عندك اخوات؟

هزت رأسها بإيماء وأجابت

– أخت واحدة

– وأبوكي؟

ألقت الشطيرة على الطاولة الصغيرة أمامهم وهدرت مستنكرة

– مش شايف ان أسئلتك كترت يا باشمهندش؟؟

تنحنح مُحرجًا وهتف بـ

– مقصدش..يا باشمهـ…

زفرت بملل تقاطعه بفظاظة

– ولّا تُقصد خلاص

تآكله الغيظ وتابعها بـحنق، وأكمل كلاهما طعامه…

❀❀❀

«في المساء»

كانت وداد تقرض أظافرها بتوتر قائلة

– هنقول لياسين ايه..نتيجة التحاليل طلعت وهو ممكن يتعصب!

تحدث ثروت بحسم

– اخلصي يا وداد كلميه..مش هنفضل بنخبي عليه كتير

ابتلعت لعابها، وأخرجت هاتفها تتصل بياسين، بينما الجميع يجلس أمامها مترقبًا ردة فعل ياسين الجحيمية!

التقط هاتفه وفتح الخط قائلًا بلهفة أخفاها ببراعة تحت قناع البرود

– النتيجة طلعت؟

هتفت بتوتر

– آ..ايوه..يعني..بـ..بص يا ياسـ…ين…هو

لم تتحمل أعصابه وهدر فيها بحنق

-اخلصي التحليل طلع ايه؟

ازدردت ريقها وألقت قنبلتها

– چويرية بنتك يا ياسين

انهت الجملة وأغلقت الخط بوجهه خوفًا من قنبلة الصراخ التي ستنفتح في وجهها إن فعلت…

أما ياسين…فـ توقف به الزمن عن الدوران….وتجمد جسده مطرحه!

انت في الصفحة 9 من 23 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل