
هناء بإبتسامة : مكرونة بشاميل وجلاش انتِ عارفه اخوكي بيعشقهم
ثم اضافت ب امل : يمكن ياكل المرة دي
دينا وهي تحتضن والدتها : هياكل وهيرجع أحسن من الاول هو بس عاوز فترة يفوق من صدمته وهيرجع تاني، يلا بينا بقي قبل ما حسن يجي ويفضحنا علي الاكل
زينب بضحك
– اه والله يا بنتي يلا بينا
في المساء تحديدًا في غرفة عمر..
جلس حسن أمام صديقه، الجالس على الفراش وأمامه كم من السجائر الهائلة التي تناولها، وذقنه النامية، وشعره المشعث، والارهاق بادٍ على ملامحه
– هتفضل لحد امتى كدة يا صاحبي ؟
نظر له عمر ثم نظر لسقف الغرفة مرة أخرى وصمت
– عارف إن الصدمة كانت شديدة عليك، بس انت لازم تفوق، هتفضل لحد امتى المجني عليه ؟
– مش عارف يا حسن مش قادر أفكر ف أي حاجه منظرها قدامي ف كل مكان شايفها بنفس شكلها يوم ما شوفتها آخر مرة والكلام اللي قالته ليا ! مش قادر يا حسن صدقني! حاسس إني ف كابوس! اربع سنين بتغفل ؟
– لا هتقدر يا عمر، هتقدر وهتقوم وهتقف وهترجع اقوى من الأول، هتبقى الباشمهندس عمر السويدي
نظر له عمر وضحك ضحكة ساخرة ونظر للسقف مرة أخريى
حسن بيأس علي حال صديقه
– مش هينفع كدة يا صاحبي، مش هتفضل مستخبي بين الأربع حيطان دول وسايب أمك واختك هما الي يواجهوا العالم لوحدهم.
ثم أكمل حديثه وهو يعلم كم سيجرح صديقه بكلامه ولكن لم يتبقى أمامه حل أخر
– امال انت سيبت ايه للواحدة الست اما انت هتقعد كده مستخبي بين اربع حيطان، الستات بقى تعمل ايه ؟
نظر عمر لصديقه وشرد بتفكيره لكلام صديقه ف هو يعرف حق المعرفة انه على حق
عمر وهو ينهض من مجلسه
– عندك حق
نظر له حسن قائلًا بدهشة
– رايح فين ؟
– هحافظ على إلي باقيلي يا حسن.
نظر لهُ حسن بفخر : يلا يا صاحبي انت قدها وهترجع اقوى من الأول انا واثق.
ثم أضاف بمرح : تعالي ناكل بس الأول لأحسن عصافير بطني بتصوصو بعدين نروح نكافح سوى
– نكافح سوى هو انت مش بتشتغل ؟
حسن بضحك وهو يغادر الغرفة : لا ما أنا بعيد عنك اتطردت.
عاد عمر من شروده بالماضي، وهو يفكر بداخله على بدء عمله من الغد، ف هو اليوم رأى المكتب وسيبدأ بتنفيذ مهمته من الغد .
في صباح يوم جديد..
دلف عمر للشركة المنشودة، وبلغ السكرتيرة بالمعاد الذي أخذه، و بعد وقت ولج عمر لمكتب رئيس الشركة..
مد عمر يده قائلًا
– الباشمهندس عمر السويدي.
ابتسم الآخر وهو يبادله تحيته
– اهلًا بيك يا عمر، اتفضل أقعد.
فتح عمر الاوراق بين يديه وهو يفردها على المكتب، وهتف
– مظنش محتاجين نضيع وقت، أنا جاي اعرض عليك البرنامج ده من تصميمي..
بدأ عمر بشرح كل شيء لهُ، وطبيعة العمل على البرنامج بأكمله، وانتهى عمر قائلًا
– ده البرنامج وفكرته وايه اللي يقدر ينفذه.
ابتسم ناجي بإعجاب لفكرة عمر
– عظيم يا عمر، الفكرة والتصميم والبرنامج متصمم بطريقة كويسة جدًا، بس..
بهتت ابتسامة عمر ليتوتر وهو يستمع لباقي الحديث
– بس محتاج أشوف عمل من تصميم البرنامج..
فتح ناجي أحد الادراج واخرج منه ملفًا واعطاه لعمر
– ده ملف خاص بموقع هيتصمم كومباوند، انت هتصممه على البرنامج ويكون واخد ختم البرنامج بتاعك، وعلى أساس التصميم ده هيتم تحديد البرنامج بشكل اكبر، هو كـ فكرة وتصميم كويس، لكني محتاج أشوف شغله وجودته ف خروج التصاميم بنفس جودة تصميم البرنامج نفسه ؟ وعايز تصميم جديد زي اللي هتعمله دلوقت، ومعاك أسبوعين وتسلمني التصميم.
أخذ عمر الملف بسعادة وهو يعزم داخله أن يخرجه بأفضل ما يكون، بينما أكمل ناجي وهو يضع أمامه ملف اخر
– هتمضي هنا بإستلامك للملف، وتديه للسكرتيرة برة وهي عارفة هتعمل ايه.
أخذ عمر الملف ومضى عليه وألقى التحية وغادر المكتب وهو يشعر بأن أولى خطوات النجاح قد صعدها للتو..
غادر عمر الشركة وأمسك هاتفه ليحادث صديقه حسن
– حسن، البرنامج اتقبل بنسبة كبيرة، بس هما عايزين تصميم جديد يكون عليه ختوم البرنامج، واداني ملف التصميم وقالي ف خلال اسبوعين هسلمه.
– مبروك يا صاحبي، وانا ف المكتب والعمال شاغلين تنضيف وتظبيط فيه، وقرب يخلص لأنه مفهوش شغل كتير، احنا خدناه متشطب بس بياخد وش نضافة.
– هانت يا حسن، هانت ونظهر لو الشركة دي قبلت البرنامج بشكل كامل، أعرف أن اسمنا بقى ف السوق خلاص، وصاحب الشركة طلع إنسان زوق جدًا، ورحب بيا بشكل متخيلتهوش.
– لأنك إبن حلال يا عمر، إبن حلال وتستاهل.
بينما على الجانب الآخر داخل الشركة..
امسك ناجي بهاتفه ليجري مكالمة
– الو..ياسمين، لأ متقلقيش، محسش بحاجة خالص، بس اديتوا تصميم يعملوا على البرنامج عشان يبان أنه اتقبل ف الشركة على طول بصورة حلوة ومباشرة، ونتيجة لجهده.
– هو فعلًا نتيجة جهده، ولولا أني عارفة عمر ايه مكنتش كلمت حضرتك يا اونكل ناجي، وعمر كان من أفضل الموظفين عند بابا الله يرحمه، بس لولا وفاته وإني صفيت شركته ف دبي وجيت مصر كان زمان عمر ناجح بشكل كبير هناك، وانت اللي كسبت عمر صدقني.
– أدام تبع كمال بيه الله يرحمه، يبقى كسبته يا ياسمينء كمال بيه من اعز أصدقائي ولو أقدر أعمل حاجة اكبر من دي كنت عملتها.
ابتسمت ياسمين وهي تتنهد براحة لإتمام الأمر بنجاح دون أن يشعر عمر بأي خطب ما، ف شركة ناجي من أكبر الشركات بالشرق الأوسط، وتعلم إن لم تتدخل بصورة والدها لكان عمر لازال لم يلتقي بعد بـ ناجي!
– تسلملي يا اونكل ناجي، وإن شاء الله أشوف حضرتك قريب، بس صدفة ها..
ضحك ناجي على كلماتها واردف
– صدفة طبعًا، يلا مع السلامة يا بنتي، وخلي بالك من نفسك.
– مع السلامة يا اونكل.
أغلقت ياسمين معهُ، وتنهدت براحة من إتمام الأمر، وخرجت من غرفتها واتجهت نحو غرفة دينا لتجلس معها بعض الوقت..
جلست ياسمين بجانبها بملل
– هتفضلي محبـ,ـوسة كدة زي اللي جوزها طاردها بعيالها !
لوت دينا فمها بسخرية
– بذمتك دي منظر واحدة جاية من دبي ؟
فردت ياسمين جسدها قائلة بغرور
– جاية من دبي بس أصولي مصرية طبعًا.
ثم أكملت بمرح
– وكلامي اللي مبقاش طريقة كلام بنت من طبقة مخملية خالص ده، ف ده كان اجتهاد شخصي الصراحة.
– شخصي بردوا ولا ماما اللي علمتك ده ؟
ضحكت الفتاتان بمرح، لتتحدث ياسمين بجدية
– مقولتيش، هتعملي ايه مع حسن ؟
تنهدت دينا وهي لا تعلم بما ستفعله، اتوافق وترضى بالأمر الواقع، أم تتمرد بحريتها ؟
– مش عارفة.
– حسن مش هيستنى، ولو كلم عمر هيعرفه إنه كلمك و وافقتي يا دينا !
– لو عمل كدة يبقى ده نصيبي يا ياسمين، وبعدين انتِ عارفة انا مليش ف خروج و دخول! الجامعة كنت بروحها للضرورة لأني اصلا مبحبش الخروج والدخول، الشاب ده اتعرفت عليه بسبب اللعبة والحمدلله أخدت الدرس واتعلمت كويس اوي، أما حسن ف هو كويس مش وحش، كل السنين اللي فاتت مشوفناش منه حاجة وحشة بالعكس شوفنا من حسن كل خير يا ياسمين.
– وآخر موقف بينكم ؟ فكري كويس يا دينا !
نهضت دينا من مكانها وهي تتجه لخزانتها تبحث بها عن شيء ما
– فكرت يا ياسمين، فكرت وموافقة على حسن خلاص.
– اللي يريحك، طالما شايفة ده المناسب ليكِ ف انا مش هقدر اتكلم، بس لو موافقة عشان حاجة تانية زي خوف أو حاجة ف صدقيني انا أقدر أوقفه عند حده.
استدارت لها دينا واردفت بإبتسامة
– ربنا يديمك ليا يا ياسمين، مش عارفة من غيرك كنت هواجه كل ده ازاي ! والله ده كان زمان عمر عرف !
– وانا هنا عشانك، اعتبرتك أختي وربنا يعلم الكلمة دي طالعة من قلبي ازاي يا دينا.
ابتسمت ياسمين لها، وذهبت نحوها لتضمها بين أحضانها وتربط عليها بحنو..
مر اليوم على الجميع، واجتمع الجميع حول مائدة الطعام بشقة زينب..