
نظر حسن لعمر واردف
– عمر انا كلمت دينا زي ما اتفقت معاك، وهي وافقت، بس انا كان ليا طلب.
توقفت دينا عن تناول الطعام وهي تشعر بألم داخل معدتها وهي تسمع لحديثهم، بينما أكمل حسن
– نكتب الكتاب يا عمر مع الخطوبة، وتاخد وقتها براحتها على الفرح، بس تكون مراتي.
نظر عمر لـ دينا واردف بجدية
– قولتي ايه يا دينا ؟
– اللي انت تشوفه يا عمر.
قالتها بنبرة خافتة ونهضت من مكانها واتجهت لغرفتها، لتبتسم زينب
– تلاقيها اتكسفت من الموضوع، البنات وكسوفهم بقى!
ابتسم لها حسن بمُجاملة، وهو يفهم حقيقة الامر٥ ومدى ثقل طلبها للزواج على قلبها، ولكن هل على القلب سلطان مثلما أخبرته ياسمين ؟ بكل آسف يحمله بداخله لا .
انتهى الجميع من تناول الطعام، ورحل حسن لشقته ،ودلفت زينب لغرفتها ليبقى عمر وياسمين مكانهم..
نظرت ياسمين لـ عمر بحماس
– ها عملت ايه ف المكتب ؟ بدأت شغل ؟ بقى كويس ؟ والشركة هتروح امتى ؟
– حيلك حيلك كل دي أسئلة! هجاوبك حاضر.
اقترب عمر وجلس بجانبها وبدأ يقص عليها ما حدث معه باليوم، وياسمين تستمع لهُ بانتباه وتركيز شديد، مما دفع عمر لإكمال حديثه بشغف اكبر
أسعد ما يمكن أن يمر به الإنسان هو أن يجد شخصًا يستمع لتفاصيل يومه بشغف وانصات، ليدفعه ذلك بحماس على إكمال الحديث واخراج ما جمعه بداخله طوال اليوم، لينتهي اليوم براحة داخله بعدما أفرغ جميع الشحنات الإيجابية والسلبية معها، مع شخصًا يحبه ويهتم بكل تفاصيل يومه وكأنها أهم شيء يستمع إليه..
لـ فرح طارق
قلب يأبى العشق.
انتهى عمر من حديثه، ثم اردفت ياسمين
– طب كل ده حلو اوي، هتبدأ ف التصميم امتى ؟ انا ممكن أساعدك على فكرة، اتعلمت من بابا الله يرحمه حاجات ف التصاميم كتير، وأوقات كنت بعمله تصاميم آه صغيرة وعلى قد خبرتي بس كانت حلوة، ومع مساعدتك هتطلع أحلى أكيد.
نهض عمر بسعادة وهو يأتي بملف التصميم وبـ اللاب الخاص به ليضعه على الطاولة ويبدأ الإثنان بعملهم معًا.
ياسمين وهي تنظر للشاشة أمامها بتركيز
– انا شايفة إن الأرض لسة فيه فراغ ورا السور، وكل ما وسعنا ف المكان كل ما هنقدر نرسمه بشكل أفضل، يعني لو وسعت السور شوية هنقدر نرسم مواقع الڤلل اللي جوة بطريقة أفضل، وأجمل.
عمر بتفكير بحديثها
– عندك حق.
بدأ بتنفيذ ما قالته، وكلاهما يعطي إقتراح للآخر، ليمر الوقت بينهم، حتى قاطعته ياسمين وهي تتثأب
– لأ مش قادر أقعد وقت اكبر من كدة، احنا ننام وبكرة نكمل سهرتنا تاني..
ثم نظرت لعمر واردفت وهي ترفع اصبعها أمام وجهه بتحذير
– بس تعرف لو كملته لوحدك يا عمر ؟
رفع عمر حاجبيه بتسلية واردف بتساؤل
– هتعملي ايه ؟
– هزعل وانت مش قد زعلي.
قرص عمر انفها بخفة واردف
– هستناكِ، بس مش علشان مش قد زعلك، علشان مش هقدر إنك تزعلي.
حركت ياسمين عينيها بتوتر من حديثه، ونهضت من جانبه واردفت
– تصبح على خير يا عمر.
استوقفها صوت عمر
– الحجاب حلو أوي فيكي، بس انا قولتلك تلبسيه قدام حسن مش قدامي! انا بس ركزت ف التصميم ومقولتش ليكِ على أنك لبساه قدامي.
حركت ياسمين كتفيها واردفت ببراءة
– انا لحد دلوقت مش مقتنعة بفكرة اننا بقينا متجوزين اصلا..
ضحك عمر عليها، بينما تركته ياسمين ودلفت لغرفتها وهي تبدل ثيابها وتستعد للنوم.
الفصل السابع.
قلب يأبى العشق
جلس حسن وأمامه عمر، الذي كانت زينب تجلس بجانبه واردف
– عمر انت عارف أنا جيت ليه النهاردة، ف انا عايز اتجوز دينا.
دلفت دينا بتلك اللحظة وهي تحمل صينية بها أكواب من البيبسي، وياسمين معها، وجلست بجانب أخيها، ثم اردف عمر
– وانا موافق طالما دينا موافقة يا حسن، وقولتلك انا مش هلاقي اجدع منك عريس لاختي.
– طيب اذا كان كدة ف انا ليا طلب، نعمل شبكة وكتب كتاب والفرح وقت ما العروسة تحب، بس مش كتير يعني، يادوب نجهز الشقة وهي تشوف هتجيب ايه ونتجوز.
طالعه عمر بتردد من الأمر بينما هتفت دينا بجدية وحزم
– موافقة بس ليا شروط.
رفع حسن حاجبيه وابتسامة ترتسم على شفتيه قائلًا
– وايه شروطك يا ست دينا ؟
رفعت دينا أنفها بشموخ وتعالي بينما ياسمين كانت تربط على ظهرها تحُسها على تكملة الأمر، واردفت
– الشبكة هتبقى بعد شهر من دلوقت، انت عارف انا بنت وليا حاجات لازم تتعمل وده هيكون معاه كتب كتاب يعني يوم ف العمر، ثانيًا مش عايزاهم ف الحارة، عايزة الفرح يكون ف قاعة وحلوة واختارها بنفسي.
حرك عمر رأسه بإعجاب لحديث شقيقته الجاد، وهو يجزم داخله أن تلك الكلمات خرجت من فم ياسمين وليست شقيقته، بينما أكملت دينا
– تاني شرط ليا..
مش هسكن ف شقتك اللي هنا، ولا أي شقة قريبة من المكان ده، انا كان نفسي اتجوز وابعد عن الحارة وكل ده خالص، ف هنسكن ف مكان تاني وانا اللي..
قاطعها حسن بجدية
– محترم كل شروطك، وحاضر يا دينا كلها هتتنفذ، والشقة مكان ما هناخدها اكيد هشوف هتعجبك ولا لأ، بس فكرة المكان دي انا هدور ف كذا مكان، والشقة المناسبة هعرضها عليكِ وتشوفي.
– ماشي.
نظر عمر لشقيقته واردف بهدوء
– فيه حاجة تاني عايزة تطلبيها يا دينا ؟
– لأ دول شروطي، عن اذنكم.
أنهت حديثها ونهضت من مكانها و ولجت لغرفتها بينما نظر عمر لـ حسن
– دينا قالتلك طلباتها يا حسن، واللي هي عاوزاه هي قالته وانا مش هعوز غير راحة أختي وبس.
ابتسم حسن واردف
– وكل اللي هي طلبته هيتنفذ يا عمر.
بعد وقت دلف عمر لغرفة ياسمين، و وجدها تجلس على الفراش وتمسك بالمصحف بين يديها وهي ترتدي إسدال الصلاة، بينما أغلقت ياسمين المصحف وهي تصدق داخلها، وجلس عمر بجانبها..
طالعته ياسمين وجدته ينظر للفراغ بشرود لتقرر قطع الصمت قائلة
– اوضتك وحشتك ولا ايه ؟
ابتسم عمر وهو يستلقي على الفراش و وضع رأسه على قدميها واردف وهو ينظر لها
– لأ، ياسمين اللي فضلت صاحبتي ف الغربة ٣ سنين، اللي لما كانت بتكُح بس تيجي وتقولي هي اللي وحشتني.
نهض من مكانه واكمل حديثه
– ايه أتغير ؟ اتجوزنا مثلًا ! طب ده انتِ متغيرة معايا من وقت ما كمال بيه اتوفى.
– متغيرتش بس هو كنت متأثرة بمـ,ـوت بابا، بعدها نزلنا مصر وحصل حاجات بسرعة كبيرة لينا، واننا اتجوزنا بالسرعة دي! كل ده مخليني متلغبطة.
ابتسم عمر ومد يديه وهو يزيل غطاء رأسها واردف
– طلبات دينا برة عن إنها بنت وده يوم عمرها والكلام اللي قالته ده بتاعك صح ؟
– وهي دينا مش بنت عشان تفكر كدة ؟