منوعات

قلب يأبي العشق بقلم فرح طارق 1

صوبت عينيها على ياسمين الجالسة على الأريكة
– أمال زينب فين ؟

– نايمة.

أشارت السيدة لياسمين قائلة بتساؤل
– ومين دي يا ابني ؟

نظر عمر لياسمين بتوتر من الأمر ف هو يعلم جارتهم تلك كثيرة الأقاويل..
– دي ياسمين، قريبة بابا الله يرحمه.

نظرت لها بشك من هيئتها، ف كانت ياسمين تجلس على الأريكة وهي ترتدي بنطلون قماش فضفاض، وتيشرت واسع فضفاض ايضًا وتلملم خصلات شعرها الطويل بالأعلى بربطة شعر صغيرة..

اردفت السيدة وهي تتفحص ياسمين بعينيها.
– طيب لما زينب تصحى عرفها إني جيت وسألت عليها، عن اذنك يا ابني.

أغلق عمر الباب، لتنهض ياسمين قائلة بدهشة
– هي كانت بتبصلي كدة ليه ؟

عمر بمرح
– يمكن عشان حلوة مثلًا ! جمالك لفتها ولا حاجة.

صمتت ياسمين بخجل، بينما اردف عمر وهو يحمحم بجدية
– أنا رايح شقة حسن، لأن مينفعش نقعد لوحدنا اكتر من كدة، والمرة الجاية الله أعلم مين يجي!

ابتسمت لهُ ياسمين، وغادر عمر الشقة بينما وضعت هي يدها على دقات قلبها لعلها تحاول أن تهديء من نبضاته.

دلف لغرفتها أو غرفة عمر بمعنى أصح وذهبت للخزانة لتحرج الصندوق الصغير الموضوع بها بفضول وهي غير قادرة على إرضاءه..

فتحت الصندوق بتردد، لتغلقه مرة أخرى وهي تظفر بضيق من حالها، قائلة بخفوت
– ايه يا ياسمين ؟ دي حاجة شخصية مينفعش اتعداها ! هو أمن على حاجته ف الاوضة و واثق إني هحترم ده، مينفعش أخون ثقة الشخص .

وضعت الصندوق مكانه، لتبتسم وهي تتذكر المرة الأولى التي رأته بها..

عودة للماضي قبل ثلاث سنوات..

هرولت مسرعة وهي تصرخ بأعلى صوتها لعلهت تجد من يناجيها من بين يد هؤلاء الوحوش الذين يلاحقوها دون رحمة، ويرغبون بالاعتداء عليها .

سقطت أثر اصطدامها بإحدى الصخور الصغيرة، ف المكان مظلم بشكل مخيف و وجدت الرجلان يدرورن حولها وهم ينظرون لها بنظرات غير نامية على شيء سوى أن ما سيحدث ليس بجيد !

زحفت ياسمين للخلف وجسدها يرتجف من كثرة الخوف لتغمض عينيها وهي تتآوة بألم أثر دخول الزجاج بـ باطن يدها التي تزحف بها..

أغمضت عينيها باستسلام للأمر، ف هي بمكانٍ مهجور ليس به أحد، أمامها رجلان كالاسود التي تستعد لأخذها عُنوة، كيف ستفر منهما ؟

صرخت أثر إمساك أحدهم لشعرها بقوة وهو يجذبها للخلف، والآخر ينظر لها برغبة وشماتة مما يحدث لها.

بينما على الجانب الآخر، نظر لساعته ليجد الوقت قد تخطى التاسعة مساءًا، ظفر باستياء ف هو منذ الصباح يبحث عن عمل له ولم يجد بعد! وها انتهى به المطاف وهو يسير دون وجهة أمامه، ليقف بإحدى الطرقات المظلمة..

نظر حوله ليعرف أي طريقًا سيسلُك للعودة، ولكن استوقفه صوت ضحكات بعض الرجال، وتتلوها صوت أنين فتاة خافت..

تعقب عمر الصوت وهو يسير بحذر و وجد إحدى جذوع الشجر ملقاة ارضًا ليمسك بها ويكمل سيره، ليجد رجلين يحاولان الاعتداء على فتاة ملقاة ارضًا لا حول ولا قوة لها..

اقترب ببطيء وهو يضرـ,ـب الرجل على رأسه، ليستدير الآخر فـ يضرـ,ـبه ايضًا ويسقط الإثنان ارضًا، ويمسك عمر بـ ياسمين يساعدها على النهوض وهو ينظر حوله
– يلا حاولي تقفي عشان نخرج من هنا، كلها دقايق وهيقوموا تاني.

امأت لهُ ياسمين بخوف، ليمسك عمر بيدها ويجري بها من المكان ويدلف لبعض الطرق لعله يجد الطريق الرئيسي.

دفع عمر ياسمين بـ إحدى الزوايا بعدما شعر بصوت أقدام تقترب منهم، واستدار بحذر ليجد الرجل يهاجمه من الخلفؤ لينخفض عمر بـ لحظتها ويرفع جسده مرة أخرى وهو يضـ,ـرب الرجل برُكبته أسفل حِزامه..

صرخ الرجل وهو يهوى ارضًا أثر ضرـ,ـبة عمر لهُ، ليتاولى عمر اللكمات للرجل الآخر، وتدور حـ،ـرب اللكمات بينهم، لينتهي الأمر بعمر الذي يفعل نفس الشيء وهو يرفع ركبته ويضـ,ـرب الآخر تحت حزامه، ف يسقط بجانب الآخر، ثم يمسك بإحدى الجذور الملقاة ارضًا أثر وقوعها من الأشجار ويضـ,ـرب الإثنان على رأسهم ليفقدوا الوعيّ.

نظر عمر لياسمين وهو يلهث بشدة، ليقترب منها ويحاوط كتفها بتملك، شعر بانتفاضة جسدها أثر لمسته لها، ليهمس لها بمرح لعله يخفف عنها وهو يلهث أثر المجهود الذي بذله
– بذمتك ممكن أقدر اعملك حاجة بمنظري ده ؟ انتِ لو زقتيني زقة واحدة هقع جمبهم!

ضحكت ياسمين على مزاحه معها، ويسير الإثنان ليجدوا نفسهم وصلوا للطريق الرئيسي، ويقفوا سيارة أجرة ويصعدون بها، وبعد وقت وصلوا لـ منزل ياسمين التي وجدت والدها يقف أمام بوابة الفيلا وهو يمسك هاتفه يحاول الإتصال بها بقلق..

نظر والد ياسمين للسيارة، و وجد ياسمين تهبط منها وملابسها بالكاد سليمة على جسدها وترتدي جاكيت رجالي، وهبط عمر الذي كان وجهه مختفي أثر اللكمات التي تبادلها مع الرجال..

أشار كمال والد ياسمين للحرس ليساندوا عمر ويدخلوه للفيلا، بينما اتجه هو نحو ابنته وقلبه ينتفض قلقًا وخوفًا مما قد يسمعه للتو..

بعد وقت ظل كمال يمرر يده على شعر ابنته التي أخذت شاورًا للتو، واستلقت على الفراش وجسدها ينتفض من كثرة الخوف..
– ششش اهدي يا ياسمين، انتِ دلوقت ف الفيلا، معايا..

جلس بجانبها ليأخذها بين أحضانه
– وف حـ,ـضني كمان، ف حضـ,ـن بابا يا حبيبتي، اهدي ومتخافيش أنا معاكِ.

ياسمين بنبرة مرتعشة
– كانوا خلاص هيـ..

مسد كمال على وجهها قائلًا بحنو
– ومحصلش، الحمدلله الشاب لحقك وجابك لحد البيت هناؤ صح ؟ و ربنا بعته ليكِ ف الوقت الصح، وفضل للآخر لحد ما انقذك منهم وجابك هنا.

ابعدت ياسمين رأسها عن أحضان والدها
– بابا، الشاب ده فيه واحد ضـ,ـربوا بالسكينة ف دراعوا، وهو موقعش وفضل يضـ,ـرب فيهم بردوا..

ابتسم كمال وهو يرجع خصلات شعرها للخلف
– شوفتي، كتر خيره كان ممكن السكينة تخونه ولقدر الله يحصل حاجة اكبر وكان يخسر حياته، صح ؟ ف الحمدلله انتِ معايا وبخير وهو لحقك قبل ما حد من الكلاب دول يعملك حاجة، وهو دلوقت جبت دكتور وبيشوفه ورجالتي واقفين معاه لحد ما يفوق.

– هو اغم عليه ؟

– آه أول ما طلعتي هو وقع على الأرض تحت.

نهضت ياسمين قائلة بقلق
– عايزة اطمن عليه، هو ف أنهي أوضة ؟

– حبيبتي طب ارتاحي وانا هروح أقف معاه.

– لأ، هو دلوقت فوق بسببي، بابا عشاني خاطري عايزة اطمن عليه، انا كويسة محصليش حاجة لأنه جه و وقف معايا، ف عشان خاطري عايزة أفضل جمبه لحد ما اطمن عليه.

تنهد كمال بقلة حيلة وأخذ ابنته نحو غرفة عمر، و وقف الإثنان خارجها بانتظار خروج الطبيب..

خرج الطبيب بعد وقت من الغرفة، واتجه كمال نحوه بقلق
– هو كويس ؟

– للأسف لأ، السكينة كانت مصدية وعملت التهابات ف دراعه لأنها كانت مصدية جدًا، ولما دمه اتكتم الصدأ اتاكل ف وسط الدم، وحرارته عليت جدًا ف لازم مستشفى وضروري قبل ما التلوث ينتشر ف جسمه كلوا.

كمال بخوف مما قاله الطبيب
– أيوة هتصل بالاسعاف دلوقت أهو متقلقش.

هاتف كمال الإسعاف بقلق على عمر، بينما هوت ياسمين ارضًا وهي تبكي وتردد
– بسببي، حصله ده بسببي انا.

هوى كمال بجانبها، وهو يضمها لاحضانه
– ياسمين، انتِ مش قولتي إنك بتأمني بكل حاجة بتحصلنا إن أكيد ربنا عملها عشان سبب ؟ فين إيمانك دلوقت ؟

نظرت ياسمين لـ كمال
– تفتكر متجوز ؟ عنده أطفال ؟ هو شاب ممكن يكون لسة متجوز وعنده أطفال مثلًا، أو مامته، لو حصله حاجة هي ممكن تعمل ايه ؟ أو افرض هو زينا، ملهوش غير أب بس أو أم بس، لو حصله حاجة ؟ هيسيبهم ؟ مش هسامح نفسي يا بابا صدقني.

انت في الصفحة 5 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل