منوعات

قلب يأبي العشق بقلم فرح طارق 1

هللت اسارير زينب بسعادة
– بجد يا حسن ؟

قبل حسن يدها وهتف بإبتسامة
– بجد يا ست الكل، يلا عن إذنك هدخل أقولها كلمتين وادخل شقتي ارتاح شوية.

– ماشي يا ابني.

دلف حسن لغرفة دينا بعدما طرق الباب وسمحت لهُ بالدخول، بينما كانت ياسمين واقفة مكانها تتابع الموقف بعدم تصديق لكل ما اردفه حسن، وقلبها يتأكل قلقًا على دينا وما حدث..

نهضت دينا مسرعة وهي تضع الحجاب على رأسها ف هي ظنت أن ياسمين من تطرق الباب ولم تتوقع أنه حسن!

دلف حسن للغرفة وجلس على الفراش، قائلًا بتساؤل
– مين ده يا دينا ؟ وعرفتيه امتى ومنين ؟

فركت دينا يديها بتوتر ودموعها تسيل على وجنتيها
– ده حليم، عرفته من ٣ شهور عن طريقة لعبة، وكان قايلي إنه بحيبني و..

نظرت لحسن وأكملت
– و والله يا حسن أول مرة اشوفه صدقني، هو قالي لازم نتقابل علشان نحدد هيقول ايه لـ عمر، لكن دي والله أول مرة.

نهض حسن من مكانه و وقف أمامها قائلًا بألم داخلي
– ياه يا دينا ! انتِ ؟ دا انا صدقيني لو حد قالي اللي شوفته بعيني من شوية كنت خرمت عينيه ومصدقتش!

أدمعت عينيه وهو يكمل حديثه
– انا مربيكِ على ايدي يا دينا، عمر طول الوقت كان مشغول من شغل لـ شغل، مرات عمي انشغلت بتعب عمي لحد ما مات، بعدها عمر انشغل اكتر وانا كملت تربيتك! ربيتك علة إنك بنتي..بنتي اللي بحبها وخايف عليها حتى مني! أول ما عمر سافر بعدت عشان قولت لأ، هي انقى من أي كلمة ممكن تتقال عليها وبالأخص إن حارتنا ما بتصدق تمسك كلمة!

قبض على ذراعيها بحدة وهو يكمل بعدم تصديق لما رآه! فقد كان يرى رجل آخر غيره يحاول تقبيلها !
– انتِ يا دينا ؟ لحد دلوقت مش مصدق! انا..مش قادر اصدق اللي حصل واللي شوفته ؟ ولا عارف استوعب ده! دينا بنتي اللي ربيتها وحبيتها وكنت بحلم باليوم اللي اتجوزها فيه ف الآخر تثق ف راجل لا عمرها شافته ولا شافها ؟ راجل تسمح ليه إنه يدخل حياتها من ورا شاشة ؟

قبض على ذراعها بحدة أكبر
– كنتوا بتقولوا ايه ؟ كنتوا بتتكلموا صح ؟ كان بيقولك بحبك ؟ قولتيها ليه انتِ كمان ؟ كان كلامكم دايمًا عن ايه ؟

تركها واتجه لهاتفها و وضعه أمامها
– افتحي تليفونك يا دينا.

امسكت هاتفها ويديها ترتجف بشدة وفتحته ليأخذها حسن وكاد أن يتصفحه، ليغلق عينيه بألم
– مش قادر افتش وادور ! مش هتحمل أشوف حاجة تاني! مش قادر أتخيل إني أحب ف يوم وادور ف تليفونك اصلا ! متخيلة ؟

ألقى الهاتف على الفراش واستدار لها وهو يمسك ذراعيها مرة أخرى
– انتِ عارفة كان عايز يعمل ايه ؟ كان عايز ياخد حاجة مش بتاعته ! وياخدها غصب متخيلة ؟ كان عايز ياخد حاجة ف الأصل ملكي وبتاعتي !

توسعت عينيها بذهول من حديثها، ليزداد ذهولها وصدمتها وهي تجد حسن يطبق شفتيه على شفتيها، ويقبلها بقوة ….

ابتعد حسن عنها وهو يجدها تدفعه بعيدًا عنها، ليكمل حديثه
– كلك ليا يا دينا، بتاعتي فاهمة ؟ والكلب ده انا هتصرف معاه واعرفه ازاي يبص لحاجة ملك لغيره..

توسعت أعين حسن بصدمة أثر صفعة دينا لهُ، وطالعته بذهول ودموعها تهوى على وجنتيها
– انت زيه بالظبط، زيك زيه، متختلفش عنه، اطلع برة..

ظلت تردد كلماتها وتركها حسن وغادر الغرفة وهو لا يصدق ما فعله للتو، اتلك هي الأمانة التي تركها لهُ صديقه ؟ يتعدى حُرمة بيته في غيابه ؟ أتلك هي ثقته وهو يسمح لهُ بالجلوس معاه !

قلب يأبى العشق
الفصل الخامس.

غادر حسن ودلفت ياسمين خلفه بقلق، وأغلقت الباب لتندفع نحو دينا الباكية وتضمها بين أحضانها تحاول تهدئتها..

مر الوقت على الفتاتين، لتبتعد ياسمين وهي ترجع خصلات شعر دينا للخلف وتمسد على شعرها قائلة بحنو
– أحسن دلوقت ؟

امأت لها دينا بتضمها ياسمين مرة أخرى قائلة
– اهدي يا حبيبتي، مش لازم تحكي دلوقتي ارتاحي و وقت ما تحبي تحكي اتكلمي وهتلاقيني بسمعلك

ابتعدت عنها دينا قائلة ببكاء
– لأ يا ياسمين، انا محتاجة احكي، ياريتني كنت سمعت كلامك من الأول، ياريتني ما روحت فحتة.

اخذت دينا تقص عليها ما حدث معها، لتنهي حديثها ببكاء حاد
– ضيعت ثقة عمر خلاص، لو عرف هيبصلي ازاي ؟ وحسن..

نظرت لياسمين واكملت
– عارفة عمل ايه ؟

قصت عليها ما حدث بينها وبين حسن، لتخبرها ياسمين بغضب
– الحيوان! والله دا عايز يتربى الكلب! ازاي يعمل كدة ؟

وضعت دينا رأسها بين أحضان ياسمين قائلة
– هو عارف إني مستحيل أقول لـ عمر أخويا، ف اتصرف كدة، والله أعلم هيعمل ايه تاني ؟

ابعدتها ياسمين وهي تحتضن وجهها
– بس اهدي يا روحي، مش هيقدر يعمل حاجة، وانا ف ضهرك وسنداكِ، والحقير ده انا هتصرف معاه! بيخون ثقا صاحبه ويتعدى على حرمة بيته! هيعمل ايه تاني ؟ ده لو كان قال لعمر كان ارحم! ع الأقل كان اتصرف بشرف شوية.

ضمتها بين أحضانها وهي تهدئها، ليمر الوقت بهم وتجد دينا تغفو بين أحضانها، وساعدتها على الاستلقاء على الفراش، ونهضت من مكانها عازمة على فعل أمر ما..

خرجت ياسمين من الغرفة ولم تجد زينب بالخارج، ف حمدت ربها أنها بغرفتها، وخرجت من باب الشقة وطرقت الباب على شقة حسن لتجده يفتح لها الباب..

ياسمين بغضب وتقزز
– انت بجد إنسان حيوان! منعدم الشرف، علشان عارف إن دينا مش هتقول لعمر تقوم تعمل كدة ؟ فاكر إن محدش هيقف قصادك ؟ بدل ما تكلمها بهدوء وتعرفها غلطها ؟ بنت عايشة لوحدها ملهاش اخوات غير اخ واحد ومتغرب بعيد عنها، ملهاش صحاب ف المكان كلوا، مفيش إنسان مبيغلطش ف نقطة ضغف منه خاصةً لما بتدوس على حاجة قوية اوي وهي وحدتك، بدل ما تتكلم معاها بهدوء تعمل القرف اللي انت عملته ده وتخون ثقة صاحبك فيك وتتعدى على حرمة بيته ؟

واقفً مكانه بذهول لا يعرف ما يقوله حقًا، كلماتها تتصوب بمنتصف قلبه كـ طعنات متتالية تنهشه دون رحمة، هل تلك هي نظرة دينا لهُ الآن ؟

أخفى كل ما بقلبه داخله، ليخرج صوته بنبرة باردة
– خلصتي اللي عندك ؟

– ده ايه البرود اللي عندك ده يا أخي! معقول معندكش أي تأنيب ضمير لـ اللي عملته ؟ هتبص ف عين صاحبك ازاي لما يجي ويكلمك ؟ هتقدر ترفع راسك وتبص ف وشه أصلا ؟

عقد حسن ذراعيه واردف ببرود
– أتمنى يكون اللي عندك خلص، وتروحي تبلغي الهانم اللي بعتتك، بأنها تجهز نفسها عشان هحدد مع عمر معاد خطوبتنا بجانب كتب كتاب.

فرغ فاهها بصدمة من حديثه، كيف سيود استغلال ما حدث وكيف يريد الزواج بها ؟ تشعر بأن هناك خطبًا ما بالأمر ولكنها غير قادرة على تحديد شيء!
– مستحيل توافق، ولو هي وافقت هقولها ترفضك، واحد عديم شرف زيك خان صاحب عمره هتعمل ايه معاها ؟ عايز تتجوزها وتيجي تعايرها بحاجة ملهاش ذنب فيها غير انها حبيت من قلبها و وثقت ف شخص ؟ القلب معلهوش سلطان ولا ليك حكم عليه!

– وهي مكنتش هتحبه لو كانت حطت حدود من البداية ومنعت حتى يكون فيه سلام بينهم يا آنسة ياسمين ولا ايه ؟ ثانيًا مظنش إن الكلام ده ليه فايدة دلوقت، والي حصل حصل، وقصة إني اضغط عليها واعايرها وكل اللي بتقوليه ده، ف متنسيش إني طلبت ايديها قبل ما يحصل كل ده وكنت مستني موافقتها.

– وهي كانت هترفضك.

طالعها حسن واردف بتحدٍ
– ابقي خليها تبلغ عمر دلوقت إنها مش موافقة.

– انت بتهددنا ؟ عشان شايف انها بنت لوحدها ف تدوس عليها ؟ بدل ما تصون صاحبك وتقف جمبها تستغلها ؟

زفر حسن بضيق من حديثها الذي بات يخنقه بشدة وخاصةً أنه يعلم أن تلك نظرة دينا لهُ ايضًا.
– آنسة ياسمين الكلام خلص، وياريت توصلي ليها اللي قولته، واتفضلي على شقتك لأن وقفتك هنا مش لطيفة نهائي.

طالعته ياسمين بحقد واستدارت ودلفت للشقة وهبدت الباب خلفها بينما ظل حسن واقفًا مكانه ينظر لباب الشقة، وهو يحاول تخيل حالة دينا الآن..

مر الوقت على الجميع، ليأتي المساء ودينا نائمة بغرفتها لم تستيقظ بعد، بينما اتجهت ياسمين نحوها تحاول ايقاظها حتى تخبرها بأمر زواجها من عمر..

ياسمين بضحك على هيئة دينا
– مالك مصدومة كدة ليه ؟ بقولك كتب كتابي على اخوكِ النهاردة!

أمسكت دينا ذراعها بسعادة.
– بجد يا ياسمين ؟ بأمانة ؟

ياسمين وهي تحاول التحكم بضحكاتها
– بأمانة.

انتفضت دينا من فوق الفراش وهي تضم ياسمين لأحضانها بسعادة
– مبروك يا روحي، فرحانة اوي، هتفضلي معايا على طول يا ياسمين! مش مصدقة.

ضمتها الأخرى بحب وهي تحمد ربها على علاقتها بـ دينا التي تحولت لعلاقة إخوة، وعلاقتها بـ زينب كـ علاقة الأم وابنتها..

انت في الصفحة 8 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل