منوعات

قلب يأبي العشق بقلم فرح طارق 1

فغر فاه ياسمين بصدمة وعمر نفس الشيء، لينتبه لحديث الشيخ
– حقك عليا يا أم عمر، والله انا جيت بنفسي لحد هنا لأنها بنت وانا ميرضنيش حد يتكلم عليها بنص كلمة، وخصوصًا إنها من طرفك! انتِ عارفة انا عندي احفاد قدها يا بنتي!

تنهد عمر قائلًا بهدوء
– عارف يا شيخ سلطان، وزي ما أمي قالتلك ياسمين تبقى مراتي، وأم هشام انا هتصرف معاها لأن الكلام مش من حقها تطلعه نهائي ولا تتكلم فيه.

ربت الشيخ على كتف عمر قائلاً
– متشغلش بالك بيها يا عمر، انت هتقدر تسكتها بأنك تعلن جوازك وبس، ومبارك يا ابني فرحتلك من كل قلبي يا عمر، ربنا يوفقكم ويرزقكم الذرية الصالحة.

قبل عمر يده قائلًا بإبتسامة، لطالما كان الشيخ سلطان قدوته دائمًا، تعلم منه الصبر عن ابتلاءاته، تعلم منه الصلاة منذ الصغر وحفظ القرآن، ويكِن لهُ بـ معزة خاصة
– ويخليك لينا يا شيخ سلطان.

ربط الشيخ على رأسه، واردف
– يلا سلام عليكم ومباارك مرة تانية يا ابني وحقك على راسي انا.

تبادل الشيخ السلام بينهم وغادر المنزل، لتلتفت ياسمين لـ زينب
– هنعمل ايه ف المصيبة دي! ليه حضرتك قولتي كدة ؟

لوى عمر فمه ساخرًا
– إنك تكوني مراتي بقيت مصيبة؟

ياسمين بتوتر بعدما انتبهت لما قالته
– مش قصدي، بس قصدي اننا مش متجوزين! هنعمل ايه ؟

زينب بجدية
– تتجوزوا، ولا ايه يا عمر ؟ ترضاها على دينا اختك حد يجيب سيرتها بسوء ؟

– أكيد لأ بس..

– يبقى تتجوزوا، ولازم النهاردة قبل بكرة المأذون يكتب الكتاب وخدوا وقتكوا لحد ما تعلنوا جوازكم مش مهم، بس المهم تكون ياسمين النهاردة مكتوبة على اسمك.

أنهت زينب كلماتها، وغادرت من أمامهم وهي تتجه نحو غرفتها وبقى عمر وياسمين واقفين مكانهم..

نظرت ياسمين لعمر لتخبره
– عمر، انت مش محتاج تعمل كدة، انا ممكن امشي واشوف شقة واقعد فيها، هو أكيد أصلا مكنتش هقعد معاكوا العمر كلوا ومسيري ف يوم إني أمشي ف الأفضل امشي دلوقت، وكفاية الكارثة اللي انت اتحطيت فيها بسببي لتاني مرة.

– مش قولتلك تنسي أول مرة دي خالص ؟ امحيها من حياتك ممكن ؟ ثانيًا مستحيل تقعدي ف مكان لوحدك، احنا لحد دلوقت منعرفش مين اللي ابوكِ! لازم أخد حذري معاكِ يا ياسمين.

ابتلعت ياسمين ريقها قائلة بتوجس
– يعني قصدك ايه ؟

حرك عمر كتفيه بلا مبالاة
– ابوكِ كدة كدة موصيني عليكِ، مظنش فيه أفضل من تنفيذ الوصية غير أني اتجوزك، ولا ايه ؟

– بس انا مش عايزة!

نظر بعينيها مطولًا قبل أن يخرج تنهيدة من داخله، ثم اردف وهو يقترب منها بضع خطوات
– عندك حل تاني يا ياسمين ؟

حركت ياسمين رأسها بمعنى لا وهي ترجع خطواته للخلف، ليقف عمر مكانه ويضع يديه بجيوب بنطاله
– جهزي نفسك بليل كتب كتابنا، يا..

ابتسم لها بحنو وأكمل
– يا عروسة.

قال كلماته وتركها واقفة مكانها ليفتح باب الشقة ويغادر المكان بأكمله متجهًا لوجهته، بينما هرولت ياسمين نحو غرفتها مسرعة وأغلقت الباب خلفها و وضعت يدها على صدرها لعلها تهدأ من نبضاته، وهي تردد بعدم تصديق
– هكون مراته النهاردة ! يالهوي..هيكون جوزي ؟

وضعت يدها على وجهها لعلها تهديء من ارتفاع درجة حرارته، وكلماته تتردد داخل أذنيها..

في مكان آخر..

توقفت سيارة الأجرة بالمكان المنشود، ونزلت دينا منها بعدما دفعت للسائق أجرته..

وظلت تنظر حولها لتجد شاب فاره الطول بجسد نحيل، يتقدم نحوها وعلى وجهه ابتسامة تعرفت إليه فور رؤيته.

ذهبت نحوه قائلة بسعادة
– حليم! مش مصدقة إني شوفتك.

ابتسم لها وهو يمد يدهُ قائلًا
– وحشتيني يا دينا، مش متخيل إني شوفتك.

مدت يدها هي الأخرى لتبادله السلام وظل رحيم ممسكًا بيدها لبعض الوقت وهم يتحدثون فيما بينهم، لينهي حليم الحديث قائلًا وهو يشير نحو سيارته
– تعالي نركب ونروح أي مطعم نقعد نتكلم فيه.

– فيه مطعم قريب من هنا تعالى نروحه.

-ابتسم لها حليم قائلًا
– عشان محدش يشوفك يا روحي، اركبي معايا أفضل وننزل عند المطعم بالظبط.

صعدت بجانبه داخل السيارة، وجسدها بات يرتجف لشعورها بشيءٍ ما سيحدث، حاولت نفض الشعور من داخلها وهي تنظر لحليم
– مش مصدقة اننا اتقابلنا خالص يا حليم! ومش مصدقة السبب اللي جيت علشانه، معقول خلاص هتكلم عمر ونتخطب.

امسك يدها وكاد أن يقبلها لتسحب دينا يدها من بين يديه بتوتر
– آ..معلش لما نتخطب أفضل يا حليم.

ترك حليم يدها وهو يباشر السير بطريقه
– اللي يريحك يا روحي، مع إنه ف النهاية هنتخطب! ولا انتِ عندك شك بأني حقير مثلًا ؟

دينا بتسرع
– لأ طبعًا مش قصدي كدة، بس خلينا كدة أفضل يا حليم، وكمان مكنش ينفع أركب معاك العربية بس لولا أني خوفت حد يشوفنا.

أنهت حديثها وهي تنظر حولها ثم اردفت بتساؤل
– هو احنا رايحين فين ؟

– لمطعم جديد لسة فاتح قريب من هنا.
نظر لها واكمل بمرح
– مش واثقة فيا ولا ايه يا دودو ؟

ابتسمت له دينا، وقلبها بات ينتفض بشدة وجسدها ترتفع حرارته من كثرة الخوف والقلق، لتوقِن بداخلها أن ياسمين كان معها الحق بحديثها.

مر وقت قليل لتنظر دينا حولها
– حليم المكان شبه مقطوع !

– توقفت السيارة واستدار حليم لها
– ما ده الأفضل! عشان محدش يشوفك يا دينا، وانا ده شيء ميرضنيش!

فركت دينا يديها بتوتر وهي تنظر حولها
– طيب لو سمحت يلا نتكلم بسرعة عشان مينفعش نكون ف مكان زي ده يا حليم.

– مش واثقة إني اقدر احميكِ من أي حاجة يا دينا ولا ايه ؟

– حليم لو سمحت يلا نتكلم أفضل.

امسك حليم يدها ليقبض عليها حتى لا تستطيع سحبها مرة أخرى
– ماشي يا روحي، هنتكلم بس لازم تكوني فري شوية عشان الكلام يخرج مننا ولا ايه ؟

حاولت دينا سحب يدها و وجدته يحاول أن يعانقها ويقبلها رغمًا عنها، لتفتح باب السيارة وتحاول الهبوط منها لتسقط ارضًا وتنهض مسرعة، ويهبط حليم خلفها ويحاول اللحاق بها..

اصطدمت دينا بجسد صلب أمامها لتجده حسن الذي امسك يدها و اوقفها خلف ظهره، واتجه نحو حليم لبتدأ المعركة بينهم ويكون الفوز لنصيب حسن نظرًا لقوة بنيان جسده..ف حسن وعمر منذ صغرهم يعشقون العضلات والجسد العريض وكانوا يمارسون الرياضة معًا وبعض الأحيان يذهبون للچيم باشتراك يومي..

بصق حسن على حليم المستلقي ارضًا بتعب وانهاك من آثار الضـ,ـرب، ليستدير ويمسك بيد دينا الباكية ويسير بها في صمت تام..

امسك حسن رأسه وهو يتأوه بألم أثر الضـ,ـربة التي اوقعها حليم على رأسه بإحدى الصخور، وباللحظة ذاتها كان يمسك هو الآخر صخرة أخرى ويلقيها على رأسه ليسقط حليم فاقدًا للوعيّ.

نظرت دينا لـ حسن بقلق وهي تجد الدماء تسيل من رأسه
– حسن راسك بتنزف.

طالعها بنظرة حادة ارعبتها وكانت كفيلة بصمتها مرة أخرى وكتم قلقها عليه داخل قلبها الذي ينتفض خوفًا مما سيأتي..

بعد وقت كان يجلس حسن بمنزل عمر، وزينب تقوم بتضميد جرحه، قائلة بقلق
– ايه اللي حصل يا حسن ؟ قولتلي شوفي دماغي الأول بعدين هقولك!

نظر حسن لـ دينا التي استشعر خوفها من أخبارها بما حدث، لينظر لـ زينب قائلًا
– ولا حاجة، عديت بالصدفة من قصاد جامعة دينا وكان فيه شابين بيحاولوا يضايقوها ف حصل خناقة بينا ودي النتيجة يا مرات عمي.

نظر حسن لـ دينا وأكمل حديثه
– بس الحمدلله انها جت على كدة وإني وصلت لـ دينا لأن الله أعلم كان ايه ممكن يحصل لو مكنتش روحت ف الوقت المناسب.

فهمت دينا مغزى كلماته، ونهضت من مكانها وهرولت نحو غرفتها مسرعة، لتنظر زينب أثرها بقلق ليربت حسن على يدها
– متقلقيش يا مرات عمي، هي بس مخضوضة من الموقف اكيد، سبيها وانا هتكلم معاها شوية واصلا واخد الإذن من عمر لأني طلبت ايد دينا منه، واني أتكلم معاها شوية.

انت في الصفحة 7 من 14 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
8

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل