يحيى : ها …
سلوى : لا ده الحكايه فيها إن …في ايه .؟
يحيى : يعني انا كان نفسي اسالك انتي جبتي صور فاتن دي منين …؟
شيرين باندفاع : انس هو اللي ورانا الصور ..؟
يحيى بامتعاض : الحكايه فيها أنس ، يبقى احتمال …
شيرين مقاطعه : احتمال ايه ، انا و سلوى شفناها بعينا و انت مسافر جت الشركه لانس و دخلوا المكتب و وقفلوا على نفسهم لاخر النهار كمان …
يحيى مصدوما : الكلام ده صحيح يا سلوى ؟
سلوى : آآآآ
لكزت شيرين سلوى بجانبها ، و قالت : طبعا صحيح ، امال انا هاكدب يعني …
يحيى : ارجوكي يا سلوى تجاوبي على سؤالي ، شفتي فاتن مع انس زي ما قالت ….؟
_
همست شيرين لسلوى : ده شكله بيراجع نفسه ، و هيرجع يتورط تاني معاها ، لاجل ربنا انقذيه من الوحله دي….
سلوى باستسلام الفرحةا على يحيى : ايوه ، زي ما قالت شيرين بالظبط !
أوصلهما ثم أسرع في خطواته راغبا بالانفراد بنفسه ، فلقد امضى الايام الماضيه يقلب في الاحداث الاخيره ، محاولا أن ينتزع فاتن من عقله اولا ، فالمعطيات أمامه كانت تدل على سوء سلوكها من حديثها الملتهب مع اخيه الى صورها الفاضحه ، ناهيك عن ذهابها الى تلك الشقه المشبوهه و اشتراكها ربما في كمين مع الفرحة هناك ، و لكن لِمَ اختاروها هي بالذات ، لربما كانت لديه صله مع مَن تم القبض عليهم ، و لكن بقي هامس يخبره بأن هناك خطأ ما ، شيء غير منطقي ، لتأتي كلمات شيرين و تأكيد سلوى لتكون القشه التي قسمت ظهر البعير ، فما مصلحتهما في الكذب عليه ، خاصه سلوى ، لقد عهد دوما منها الصراحه و الوضوح التام …
و حتى ان أجيبت كل تساؤلاته ، ما الفائده ، لقد خانته مع أخيه ، لن يستطيع أن يغفر لها ذلك ، لن يغيب عقله و يُكذّب والده ، و الذي و بشكل غير مسبوق دعم كلام لؤي ، مما يعني أن لؤي صادق تماما
أما أنس ، فمن المستحيل بعد اليوم أن يبقى على شراكته معه ، ليس بعد أن طعنه بخنجر قاتل ، لقد علم مدى تعلقه بفاتن ، لو كان صديقا حقيقيا لما تلاعب معها من وراء ظهره ..!
ابتسم ساخرا ، و تمتم : يعني كانت مقضايها مع لؤي و انس و يا ترى مين كمان ؟
ثم هز رأسه نافيا .. مش معقول ، بجد مش معقول …بس خلاص مقدرش ادخل فالدوامه دي تاني ، مقدرش اكدب كل الناس دي و اصدقها ، مقدرش ، ربنا يهديها ، ويهديني ، واقدر انساها واريح نفسي من الحيره دي!
أوصل زميليته ، ثم توجه الى الفرحة الخارجي ، عازما على انعاش نفسه ببعض الماء ، فالان عليه أن يقف في فرح ليلى مدعيا السعاده…
كانت ديما مختبئه خلف الأشجار تترقب انتهاء ليلى من تغيير ملابسها ، حين رأت يحيى قاالفرحةا باتجاه الفرحة الخلفي ، ليجن جنونها ، و احتارت كيف تمنعه من دلوف الفرحة…
هرعت مسرعه من خلف الأشجار ، تصرخ : يحيى ، يحيى …
_
التفت يحيى الى مصدر الصوت ، لتستمر ديما في الاستغاثه : يحيى ، رجلي ..مش قادره …
عدا باتجاهها ، يسأل بقلق : ديما انتي كويسه ؟؟
ديما لاهثه : رجلي بتوجعني شويه ، شكلها اتلوت و لا حاجه …!
يحيى : طب اسندي عليا و هاوصلك البيت ..
ديما : متشكره اوي يا يحيى ، هاتعبك معايا…
يحيى : لا مفيش تعب و لا حاجه .
سارت ديما ملاصقه ليحيى ، و الذي قام بايصالها الى با ب المنزل ، حيث تعلو اصوات الزغاريد و الهرج من الداخل ، لتقول ديما : انت هتروح فين دلوقت ؟؟
يحيى : ليه عايزه حاجه ؟؟
ديما : اصل …
ابتسم يحيى : اصل ايه ، قولي متتكسفيش انا زي بابا ..تحبي اجبلك دكتور ؟
_
ضحكت ديما على دعابته و قالت : لا رجلي كويسه دلوقتي بس اصلي جعانه و هاموت على حته شكولاته ، متقدرش تجبلي اي حته ان شاء الله من ام نص جنيه دي..
ابتسم يحيى : حالا ، عشر دقايق و هيكون عندك كل الانواع اللي بتحبيها…
تنهدت ديما حين تأكدها من مغادرته بعيدا عن المنزل ، و انطلقت حيث ليلى منتظره بالفرحة ..
” ديما ، استني ،واخده فوشك كده ورايحه فين ”
استدارت ديما ، حين سماعها صوته …فتحت فاهها ثم أغلقته
لؤي بحرج : ديما ، انا كنت عايز….
صمت مترددا..
ديما في نفسها : هو ده وقته ، انجز ، البت هتخلل فالفرحة ..!
لؤي بتلعثم : انتي عملتيلي بلوك عندك عالفيس ولا …
صمت ثانيه ، لتتأفف ديما ، بعد كل ما جرى بينهما و بعد اهانته المستمره لها ، لم يفرق معه سوى حذفه من الفيس ، بالتأكيد لا يهم سوى كرامته ….
_
قالت ديما بجفاء محاوله التخلص منه ، و غير عابئه بالطريقه : اه …اصلي مبحبش يكون عندي ناس فاشله
شاهدت امتقاع وجهه ، لتشعر بتأنيب الضمير ، و لكن لا وقت للانغماس في حبه لذاته الان ، عليها مساعدة ليلى و بسرعه قبل أن تكتشف غيابها النسوه…
لؤي الفرحة : انا الحق عليا اللي عملتلك قيمه اصلا …
استدار على عقبيه مغادرا بخيبه ، لتسرع ديما لمعاونة ليلى ، غير عابئه بدقات قلبها المتسارعه في لومها على جرح لؤي مره اخرى بتلك الطريقه…و لكنها تمتمت : يستاهل ، اه ، انا مش هاعيده تاني !
طلبت رقم ليلى بعد تأكدها من خلو الفناء من الموجودين ، فلقد توجه الرجال الى الصوان المنصوب لاحتفالهم بالقرب من ملعب البلده ، اما النساء فتوافدن من الباب الرئيسي للسمر و الغناء في المنزل..
خرجت ليلى تتلفت يمينا و يسارا ، مطمئنه بعض الشيء حين ملاحظتها لبدء الليل في اسدال عتمته..
قالت ديما الواقفه بجوار الباب : امان يا بنتي ، يلا خليني اوصلك ..
سارتا جنبا الى جنب بسرعه تسابقان الريح ، ليلى بالفرحة : انا مرعوووبه
ديما : ومين سمعك ، انا هموووت مالرعب..
ليلى : يخربيتك ، ايش حال لو مكنتيش انتي اللي طلعتيها فالفرحةاغي !
_
توقفت ديما عن السير ، لتسأل بجديه : ليلى ، من فضلك ، لو هتكملي يبقى ياريت تكوني واضحه معايا ، انا السبب فقرارك و لا انتي اخدتيه و انتي متأكده ان ده هو القرار الصح بالنسبالك..؟
هزت ليلى رأسها نافيه : لا يا ديما مش انتي السبب ، انا اللي كنت محتاجه زقه.. حد يفوقني ، يرجعني تاني اصدق فاحلامي و حياتي اللي رسمتها فخيالي و انها ممكن جدا تكون حقيقه ، انا مش هاقدر اوفيكي حقك و اشكرك كفايه ..
ديما مداعبه : انتي هتقوليلي ، ده انتي لازم تعمليلي تمثال ، واول بنت ضروري تسميها ديما و لو خلفتك كلها اولاد برده يعني ممكن تسمي حد فيهم ديم على وزن تيّم مثلا …
ابتسمت ليلى قائله : يخرب عقلك ، انا تقريبا كنت نسيت ازاي اضحك..
ديما بجديه : طب يلا بلاش نضيع وقت ، زمانه كِنان مستنيكي على نار…
امسكت ليلى بكتفي ديما مانعه اياها من التقالفرحة ، وقالت : ديما مش هاوصيكي ، ياريت تحنني قلبهم عليا ، وتحاولي على اد ما تقدري تخليهم يسامحوني..
صمتت محاوله السيطره على الفرحةوعها : ارجوكي يا ديما ، ارجوكي ، و خلي بالك من ماما ، انا خايفه ليجرالها حاجه … انا خايفه عليها اووووي
ديما بالفرحةوع هي الاخرى : متقلقيش ، انا دايما هدافع عنك ، و مش هيجي الاكل خير ،انتي مش بتاخدي حاجه مش من حقك ، انتي بدافعي عن ابسط حقوقك و عمرربنا ما يرضي بالظلم يا حببتي ، و مسيرهم يا ليلى هينسوا ويسامحوا ، انا متأكده
ليلى : مفتكرش يا ديما مفتكرش، خلي بالك من ماما اووووي ، قوليلها ازاي انا بحبها جدا ، بس كان نفسي تفهمني و تقف جنبي ، كان نفسي معملش كده بس مقداميش حل تاني ..
ديما بتأثر : اوعدك يا ليلى ، كل يوم هاكلمها و اطمن عليها وهاطمنك لغاية اما ربنا يفرجها ، ادعي يا ليلى ربنا كبير و قادر فثانيه يحنن قلبهم عليكي..
_
جففت ليلى الفرحةوعها ، و اكملت طريقها مع ديما باتجاه الشارع العام…
من مسافة عدة أمتار ، لمحته يقف بجوار احدى السيارات ، لتقول ديما : اهو كِنان مستنيكي ، بسرعه يا ليلى ، انا دلوقتي لازم ارجع قبل ما حد ياخد باله…
احتضنتها ليلى بشده : خلي بالك من نفسك ، و طمنيني اول ما توصلي البيت ، لو مكلمتنيش هارجع تاني ، ضروري تطمنيني انك وصلتي..
ديما : حاضر ، متقلقيش احنا هنا فالبلد و الناس جدعه وطيبه محناش فشيكاغو عشان تقلقي ، كلها عشر دقايق و هاوصل البيت
ليلى : برده ضروري تطمنيني عليكي …
ديما : عنيا ، و انتي خلي بالك من نفسك ، واول ما توصلي فلسطين كلميني ضروري..
ليلى بدهشه : فلسطين، هو كِنان هياخدني معاه فلسطين…
ديما : ها .. مش وقته الكلا م ده، كِنان هيفهمك هتعملوا ايه ، دلوقتي يلا …
ليلى : طيب … لا اله الا الله
ديما : محمد رسول الله ، محمد رسول الله ..
_
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
سألت فضيلة ..والدة تميم : مالها العروسه عوقت كده ليه .؟
خديجه : ياباي عليكي ، عروسه و بتظبط روحها ، بس انا اهو طالعه اجيبها ..
فضيله : ايوه الستات كلهم هاتك يالوك لوك عايزين يشوفوا مين اللي ربنا اراد تبقى مرات ابني تميم اللي كل بنات البلد هتموت نفسها عليه..
لوت خديجه شفتيها : ربنا يحميه يا ام تميم ، عن اذنك بقى هاجيب ليلى تسلم عالمعازيم ..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تسارعت دقات قلبه حين رؤيته لليلى تهرول مسرعه في اتجاهه ، ضبط أعصابه و انتظر ريثما تخرج من حدود تلك البلده ، فلا داعي للاستعجال و افساد خطته …
و في غضون دقائق كانت تلهث على مقربه منه ، ليقول كِنان بهمس : ليلى ، انا مش مصدق..
ليلى بأنفاس متقطعه : مش وقت تسبيل الله لا يسئيك ، احنا هنعمل ايه دلوقتي…؟
ابتسم كِنان بالرغم من صعوبة الموقف : كل خير ، دلوقتي هنركب و نبعد عن هنا لغاية اما الامور تستقر..
_
ليلى بقلق : طب يلا شغل العربيه ، مستني ايه..
كِنان بحب : عايز املي عنيا منك ..
قاطعته ليلى : يا نهار اسود ، ده زمانهم بيدورا عليا ..
كِنان : ايوه ايوه اتفضلي اركبي ..
فتح لها الباب ، لتدلف مسرعه في المقعد الامامي ، و ليتقالفرحة كِنان جالسا خلف مقود السياره..
كِنان بعد أن قام بتشغيل السياره : متقلقيش يا ليلى ، انا عامل حسابي على كل حاجه ..
ليلى بعد أن اجتازا حدود البلده : ها احنا رايحين فين دلوقتي !
كِنان باضطراب : احنا دلوقتي هنكمل طريقنا لغاية المطار..
هتفت ليلى : مطار ، احنا رايحين فين بالظبط..؟
كِنان : هنركب طياره العريش ، انا حجزت التذاكر ، و من العريش هناخد عربيه لغاية اما نوصل رفح…و بعدين هندخل فلسطين ، مطرح ما شغلي دلوقت ، في قطاع غزه..
_
ليلى بذعر : انت بتقول ايه…. انا مكنتش فاكره كده !
كِنان : امال يعني هتفضلي هنا ، اكيد اهلك هيعتروا فيكي ، بعد ما لؤي عرف ، مش هاقدر اخبيكي عندي .
هتفت ليلى : هو لؤي عرف ، انت حكتله..؟
كِنان : طبعا لا ، بس معرفش هو عرف ازاي ، عموما انا كنت عامل احتياطي فاكره لما طلبت منك اوراقك وجواز السفر ، كان عندي احساس ان الحكايه مش هتكون بالساهل..
أسندت ليلى راسها على المقعد ، ثم سألت : و انا هادخل فلسطين بصفتي ايه..؟
تنحنح كِنان : بصفتك مراسله صحفيه في قناة الحقيقه ، المدير ففلسطين ابوفراس كان متعاطف معايا جدا وهو اللي ساعدني ازبط اوراقك ..
تنهدت ليلى ثم قالت بريبه : و هاعد هناك مع مين ، خالتي وجوزها لسه فمصر…
كِنان : ده اللي ساعدتني فيه ديما ، كلمت صحابهم هناك ، وامنتلك سكن مع طالبات ، لغاية اما خالتك ترجع و ونكتب كتابنا..
ليلى : احنا هنتجوز ازاي و انا بعيد عن اهلي …
كِنان : ديما وعدتني هاتكلم باباها و هو هيكون وكيلك يا ليلى ..
اترك تعليقاً