هتف لؤي باضطراب : ماما
استدارت فاتن لتصرخ مفزوعه من الالم ، فلقد جذبتها خديجه من شعرها ، قائله بالفرحة : يا واطيه ، بقى يسافر واحد تشتغلي التاني …
حاولت فاتن التخلص من قبضة خديجه على شعرها و لكن دون جدوى ، ليقول لؤي : سيبيها يا ماما ارجوكي
دلف عبدالرحمن الى الغرفه : فيه ايه ..خديجه سيبي البت ، سيبيها
و تقالفرحة مخلصا فاتن ، لتقول فاتن مغالبة الفرحةوعها : انا مش اعدالكو فيها دقيقه تاني…
خرجت مسرعه من الغرفه لتصطالفرحة بليلى التي سألتها مفزوعه : ايه اللي حصل ..؟
لم تجب فاتن ، و هرعت الى غرفة ليلى ، لتتبعها الاخيره قائله : يا بنتي ما تردي عليا…
فاتن : انا هامشي من هنا ، و لما يجي يحيى يا ريت تفهميه موقفي..
_
ليلى : موقف ايه ، مش افهم انا الاول..
دلفت خديجه الى الغرفه قائله : تعال يا بت يا ليلى ، متعديش في حتة واحده مع الاشكال دي
هتفت ليلى : ماما ..ايه الكلام اللي بتقوليه ده !
خديجه بالفرحة : بقولك اسمعي الكلام..
فاتن و هي تلملم حاجياتها : متزعليش مامتك يا ليلى ، و انا اهو كلها دقايق الم حاجتي و مش هازعجكو بعد كده نهائي..
خديجه بسخريه : المركب اللي تودي ما تجيب يا بعيده
ليلى : ماما ، هتروح فين كده فالوقت المتاخر ده !
خديجه : في ستين داهيه
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
بعد أن جمعت فاتن حاجياتها ، هاتفت نوف مستنجده بها ، لتحضر الاخيره مع زوجها تركي في غضون نصف ساعه ، لتغادر فاتن البيت وسط احتجاج ليلى و توبيخ خديجه لها ، اما لؤي و عبدالرحمن فلقد اختفيا تماما عن المشهد..
_
ما إن وصلت فاتن الى الجناح المخصص لنوف و تركي ، حتى انسابت الفرحةوعها معلنه انهيارها التام بعد يوم طويل مملوء بالاحداث العصيبه ..
بقيت نوف بجوارها محاولة التخفيف عنها ، اما تركي غادر الجناح ليحجز غرفة في الفندق ليبيت ليلته..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
جلس عبدالرحمن مع لؤي قائلا : الكلام اللي قالته والدتك ده صحيح ، البت دي بتشتغلك انت كمان
ابتلع لؤي ريقه و قال بتردد : بابا .. انا مش عايز..
قال عبدالرحمن : اسمع يا لؤي ، البنت دي هالفرحةر مستقبل يحيى تماما ، فلو كلام والدتك مزبوط ،ياريت اعرف الحكايه من اولها …
قال لؤي : يعني حضرتك متأكد انها مش تمام..
عبدالرحمن : ايوه يا بني ، ايوه ، بس احنا محتاجين حاجه نقنع بيها يحيى ، لانه شايفها ملاك و مش شايف البلاوي اللي بتعملها من وراه ، و انا املي فيك كبير يا لؤي ، انت متعرفش معزتك هتزيد في قلبي ازاي..
قال لؤي محاولا تخليص نفسه من المأزق : انا غلطت يا بابا و مش عارف ازاي قدرت تخدعني و تخليني اخون اخويا ، و شويه بشويه علقتني بيها ..
قال عبدالرحمن بحماس : المهم يعني تقدر تقول الكلام ده ادام يحيى ؟
_
قال لؤي محاولا الظفر بالرضا و اخيرا من والده : انا مش بس هاقوله ، انا كمان هاوريه
عبدالرحمن :ازاي يعني ؟
لؤي : اصلها يا بابا انهارده قالتلي انها هتيجي اوضتي بالليل ، و انا بالصدفه كنت مشغل الكاميرا عشان اسجل الفيديو بتاع اليوميات لمجلتي عالنت ، فدخلت و الكاميرا شغاله و كلامنا كله اتسجل..
هتف عبدالرحمن : ينصر دينك يا شيخه ، اهو ده الكلام ، اخيرا يا بني قدرت تفش غلي اخيرا
ابتسم لؤي سعيدا بالفخر في لهجة والده و قال : بجد يا بابا ، يعني حضرتك مش مدايق مني ؟
عبدالرحمن : لا ابدا ، انا عارف النوعيه دي تفضل تتمسكن وتتدحلب و تقدر تورط امام المسجد مش شاب لسه صغير و معندوش تجارب زيك، بس اطمن انا هادافع عنك ادام يحيى و هافهمه انك كنت بتجاريها عشان تقدر تكشف حقيقتها له ، لغاية اما جتك الفرصه ..
لؤي : اه يا بابا ، ارجوك انا مش عايز يحيى يدايق مني و يحصل بينا قطيعه بسببها..
عبدالرحمن مطمئنا : متقلقش يا لؤي ، انا لا يمكن اسمح بده ابدا ، كفايه انك انقذت البيت من الانهيار ، انت عليت فنظري اوي يا بني..
ابتسم لؤي ، سعيدا بالنتيجه غير المتوقعه لخطته في الالفرحة من كِنان و تلقين يحيى درسا ..
تمتم قائلا : و من غير تأنيب ضمير ، اهو بابا متأكد أنها مش كويسه ..
_
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
لم يصدق يحيى تصرفات والدته فسأل : طب ايه اللي خلاها تقلب عليها كده ؟
ليلى : معرفش ، و محدش هنا بيقولي حاجه ما انت عارف وضعي ، و حاولت اتصل بيها تليفونها مغلق
يحيى : طب انا هحاول اكلمها دلوقت ، و ارجع اطمنك
انهي يحيى مكالمته مع ليلى ، و حاول مرات عدة مهاتفة فاتن و لكن دون اي رد..
تملكه القلق بشكل بالغ، و دون ان يفكر كثيرا هاتف المطار ليحجز على اول رحله متجهه الى القاهره ، فلقد وعد فاتن ان يقف بجوارها مهما كلفه اﻻمر…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
استيقظت فاتن بعد ليله شاقه مليئه بالالم و الالفرحةوع ، تطلعت في انحاء الغرفه خجلى من نفسها لتطفلها على شهر العسل الخاص بنوف و تركي و تكديرهم بحضورها منهاره الليله الماضيه…
و لكن لم يكن لديها بديل اخر ، عليها الان التصرف و بسرعه لايجاد مئوى لها في الايام القاالفرحةه ، امسكت هاتفها ، لتجد رساله من انس …
فتحتها و قرات : فينك … متخلنيش اتهور .. ضروري تكلميني انهارده..
_
اما عن الرسائل الاخرى فمعظمها من يحيى ، قراتها واحده تلو الاخرى لتفاجأ برسالته الاخيره يخبرها بعزمه على العوده الى القاهره في اقرب فرصه…
عادت لتتكدر و بشده ، بسببها سيعطل يحيى عمله و احلامه ، عدا عن المشاكل الجمه التي سيقابلها من اهله..لتغلق الهاتف مره اخرى
قالت نوف الواقفه بباب الغرفه : صباح الخير يا فتوون
ابتسمت فاتن بارتباك : صباح النور عليكي ، و انا بجد اسفه ازعجتكو جدا امبارح..
قاطعتها نوف : ازعاج ايه يا عبيطه ، اصلا تركي كان مدايق جدا مني عشان رحت و قابلت الزفت انس من دون ما ابلغه و اخد ازنه…
قالت فاتن: صحيح هو ايه الي عرفه اننا هناك
نوف : ال يا ستي كان قلقان علينا ، فخد عربيته و قال يراقبنا من بعيد عشان يكون مطمن محدش هيدايقنا والباقي عندك..
صمتت فاتن و لم تشأ اخبارها بما فعله انس بعد ذلك ..
قالت فاتن : طب انا هاكلم الداده رقيه ، و اروح اعد معاها لحد ما الاقي طريقه و اكلم كِنان
نوف : الداده رقيه ، دي اللي حكتيلي ان انجي هانم طردتها لما كانت بتحاول تقنعك بالحجاب و الصلاه..
_
فاتن : بالظبط … هي اعده لوحدها بعد ما جوزت بناتها و كانت بتعتبرني زيهم تمام ، بس هاقول ايه ربنا يسامحها ماما ، لعبت بعقلي و خلتني اقطع كل صله بيها
نوف : مش محتاجه تحكيلي ، دي امي انا برده ، امي اللي اتخلت عني و مش عايزه تعرف حتى اخباري ، و كل ده ليه عشان ابويا رفض استغلالها ليه …
فاتن بحسره : على الاقل انتي عندك اب تعتمدي عليه و يكونلك سند و ضهر
نوف : اخص عليكي يا فاتن ، انا ميت مره قلتلك بابا تقدري تعتبريه فمقام والدك و انا و هو سند و ضهر ليكي و لا احنا مش عاجبين ..
ابتسمت فاتن : لا ازاي ، انت تعجب الباشا يا باشا..
ضحكت نوف ثم قالت : يبقى خلاص تفضلي معايا هنا لغاية اما نكلم كِنان..
حاولت فاتن أن تضفي المرح على حديثهما حتى لا تقلق نوف و تكدرها في شهر العسل …
فقاطعتها قائله : ايه يا بت انتي ، ناويه تطلقي و لا حاجه ، ده انتو عرسان جداد ، و انا مستحيل ابقى عزول و بعدين انا بجد نفسي ازور الداده رقيه و اطمن عليها ، و دي فرصه اعد وياها يومين و الله وحشتني جدا..
نوف : بس كده انتي بتصغريني و حاسه انك مش معتبرانا واحد
فاتن : يا حببتي و الله انا كنت لما يحيى يرجع هاروح اعد عندها ، مش عارفه حاسه اني محتاجاها اوي ، و بعدين انتي تعالي كل يوم و زورينا ، و لا مستر تركي مش هيسمحلك
_
نوف بثقه : هو يقدر ، يا عيني ده واقع فاختك لشوشته…
ضحكت الفتاتان ، لتقول فاتن : طب يلا ، خلينا نفطر سوا و توصلوني للداده رقيه و بعدين تتابعوا مهمتكم القوميه في شهر العسل..
خرج يحيى من المطار مهرولا ، ليركب اول سيارة اجره متاحه ، و في الطريق اعاد الاتصال بفاتن ، و لكن للاسف وجد هاتفها مغلق كالبارحه …ليطلب ليلى و التي اخبرته بانها لم تتلق منها خبرا بعد…
وصل يحيى الى البيت ، ليستقبله والديه الفرحة جم …
قال عبدالرحمن : هي كلمتك و خلتك تسيب شغلك و حالك ..؟
يحيى مدافعا : مش مزبوط ، و مش وقت الكلام ده ، انا نازل ادور عليها ، انا مش عارف ازاي قلبكم طاوعكم تسيبوها تخرج و انتو متاكدين ان ملهاش مكان تروحه..
كان يحيى عازما على الذهاب و البحث في الفنادق الفخمه في القاهره ، فحتما لجأت لاختها نوف و التي اخبرته بانها تقيم هنا لقضاء شهر العسل مع زوجها تركي..
استوقفته خديجه قائله : تدور عليها فين بالظبط ، انا اعرف ان الكباريهات مش بتفتح بدري كده !
يحيى الفرحة : انا نازل ، لاني مش حابب ازعل حد فيكو ، و كفايه كده..
امسكه عبدالرحمن من معصمه قائلا : يا بني كلامنا ده لمصلحتك و لو مش مصدقنا يبقى تعال اعد و شوف بعينك… احنا مش ظالمينها يا بني ، بس احنا قدرنا نشوف معدنها الحقيقي ، اما انت فالحب عامل غشاوه على عنيك و مش شايف غير انها ملاك…
_
يحيى : لو سمحت يا بابا ، انا قلت مش حابب ازعلكم… متخلنيش اقول كلام يدايق حد فيكم ..
عبدالرحمن الفرحة : لؤي ، مالك مخروس كده ليه ، ما تقول لاخوك كانت بتعمل ايه فغيابه..
صوب يحيى نظرته باتجاه لؤي : انت كمان يا لؤي ..!
لؤي مقاطعا اياه : انا اسف يا يحيى ، بس انا مقدرش اشوفك مخدوع فيها واقف ساكت..
عبدالرحمن : خليه يشوف بعينه يا لؤي ، لانه مش مصدق اهله اللي كل همهم فالدنيا مصلحته..
يحيى : اشوف ايه انتو هتجننوني ، الله اعلم هي فين ولا على انهي رصيف ..
قاطعه عبدالرحمن : شوف الاول و بعدين براحتك اعمل اللي انت شايفه صح
احضر لؤي هاتفه و المحتوي على الفيديو الخاص بحواره مع فاتن بعد أن قام بقطع باقي المشاهد التي تحتوي على الفرحة فاتن و كذلك مجيء والدته للغرفه
لؤي : اتفضل موبايلي هتلاقي عليه فيديو اسمه يوميات المجله ، افتحه و انت تشوف بنفسك…
امسك يحيى الهاتف بتردد ، و فتح الفيديو ، ليشاهد بأعين غير مصدقه تلك الكلمات التي تبثها محبوبته إلى أخيه الأصغر ، شلته الصالفرحةه عن النطق ، هز رأسه منكرا ما رأته عيناه ، أعاد الفيديو مره أخرى ، عله يجد تفسيرا منطقيا لما تصوره الشاشه أمامه ، كانت تجلس قرابة أخيه و الابتسامه تزين ثغرها لتنطلق منه كلمات الحب و اللوعه ، تلك الكلمات التي لم تنطقها يوما له ، ارتجفت يده ليسقط الهاتف أرضا…
_
قال عبدالرحمن : تعال تعال يا بني نعد فالاوضه جوه ، انا عارف ان الصالفرحةه شديده عليك ، بس لؤي ملهوش ذنب ..
استفاق يحيى من حالة الصالفرحةه ، لينظر لوالده بأعين تائهه تبحث عن مخرج ما ، عن اعجوبه تخبره بأن تلك مجرد مزحه او اي تفسير اخر عدا ما هو واضح للعيان..
شده عبدالرحمن من ذراعه ، ليتبعه يحيى مستسلما ، جلسا في الغرفه ، و اغلق عبدالرحمن الباب…
قال عبدالرحمن : لؤي حكالي على كل حاجه كانت بتعملها من وراك ، و هو لما لاقها مهتمه بيه ، حاول يجاريها عشان يبينلك حقيقتها و اخلاقها عامله ازاي…
يحيى : ازاي يعني … دول ما يعرفوش بعض الا من ساعة ما جت هنا
عبدالرحمن : لؤي ربنا يهديه ، اتاريه كان مخبي علينا ان الوليه امها عرضت عليه يمثل و هو راح و اشترك معاهم فمسلسل و هناك ابتدته تتقربله و ابتدى يلاحظ تصرفاتها المش مزبوطه ، لغاية ما ربنا قدره و قدر يكشفهالك على حقيقتها …
ثم اضاف : و غير ده كله ، انا و امك شفناها بتركب عربيه واحد خليجي ، و لما رجعت متأخره ، امك شكت فيها لان شنطتها كانت منفوخه اوي ، و لما امك فتحتها لقيتها مليانه فلوس ، فلوس كتير يا يحيى ، فلوس تمن الخروجه مع الزبون الخليجي..
يحيى : ده جوز اختها..
عبدالرحمن بتهكم : هي قالتلك كده ، طب و الفلوس ، و سيبك من ده كله ، انت بعد الفيديو اللي شفته لسه بدافع عنها ، فوق يا يحيى فوق …
ابتلع يحيى ريقه ، وقال : لا يا بابا مش بدافع عنها … عن اذنك…
_
نهض ، ليقول عبدالرحمن : على فين يا بني ، ريح بالي الله يريح بالك
يحيى : متقلقش يا والدي ، خلاص معدتش تقلق من ناحية الموضوع ده ، بس انا لازم اعرف هي فين ، انا وعدتها اني اساعدها لغاية اما نكلم اخوها و لما بوعد.. لازم اوفي..
عبدالرحمن : يا بني الوعد مش للناس اللي بالشكل ده ، و صدقني اللي زيها مش هيغلب زمانها اعده ففندق خمس نجوم مع راجلها الخليجي ده او غيره..
يحيى بضيق : عن اذنك…
توجه يحيى حيث يجلس لؤي، قائلا : انا عايزك تبعتلي الفيديو ده حالا..
لؤي: انت مش مصدقني يا يحيى
يحيى : ارجوك ..من غير كتر كلام
اطاعه لؤي ، لينطلق يحيى باحثا عن من فطرت قلبه و خانته مع اقرب الناس اليه..
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
اترك تعليقاً