منوعات

حب تحت الرمال ( جارتى الصغيرة ) الثالث

طرقت فاتن باب شقة الداده رقيه ، بعد أن ودعت نوف و تركي الذي قام بايصالها وسط انزعاجه من اصرارها على الرحيل من جناح الفندق خاصتهم…
_
بعد ثوان فُتح الباب ، لتطل منه الداده رقيه بوجهها البشوش و الذي تحولت قسماته إلى الدهشه المطلقه حين رؤيتها …لتبتسم فاتن قائله : ازيك يا داده ، وحشاني اوي اوي
لجمت الدهشه لسان رقيه ، لتقول فاتن : ايه مش هتقوليلي اتفضلي..
قالت رقيه مستدركه : تتفضلي بس، ده انتي تآنسي و تنوري…
احتضنتها بحب ، مربته على راسها ، ثم افلتتها لتنظر مليا في وجهها ، و تقول : الحجاب زايدك نور و جمال ، بسم الله ما شاء الله ، طول عمرك قمر ، بس دلوقتي بقيتي بدر مصور زي ما الكتاب بيقول…
ابتسمت فاتن ، و عادت لتحتضن رقيه ، قائله : ياااه وحشني كلامك اللي طالع مالقلب ده يا داده …
قالت رقيه : احنا هانفضل كده عالباب ، فوتي يا بنتي جوه …
تنحنحت فاتن قائله : متشكره يا داده …انا ناويه اعد معاكي كام يوم لو معندكيش مانع
قالت رقيه بعد أن لاحظت الحقيبه الموضوعه على يمين فاتن : مانع ايه ، انتي هتملي عليا البيت الفاضي ده، وبدال ما اكلم الحيطان ، الاقي حد يونسني..
دلفت فاتن البيت ، واضعه حقيبتها عند المدخل ، لتقول رقيه : الاول فوتي الفرحة و استريحي شويه و بعدين نعد وتحكيلي اخبارك ايه يا بنت قلبي…
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
_
لم يشعر لؤي بالراحه أو اي مشاعر تدفء قلبه بعد أن نفذ خطته للالفرحة ، لقد راعه مرأى يحيى مكسورا ، و لكن ذلك للافضل برأي والده ، و تردد كثيرا في تنفيذ خطوته القاالفرحةه ، فالالفرحة ليس له طعم مستساغ كما اعتقد سابقا ، بل العكس …
كِنان ، و إن أخطأ في حقه ، الا انه اليوم مفقود ،و لا توجد اي بادره للاتصال به و الاطمئنان على حاله ، يكفي ما صنع بيحيى ، لن يتسبب بمشاكل أخرى لأهله ، و قريبا ستتزوج ليلى و سينتهي أمر علاقتها بكِنان ، فقد لاحظ انها لا تقوم بالرد على رسائله مما يعني أنها أخرجته من حياتها ، اما إن عاد للظهور فسيكون هناك تصرف اخر و لكن ليس الان …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
حرب شعواء تُشن على الصغير قبل الكبير ، على الشجر و الحجر ، على السليم و السقيم ، فقبل ثوان قامت احدى طائرات الF16 التابعه لسلاح الطيران الاسرائيلي بقصف مدخل احدى المستشفيات الخاصه بقطاع غزه و التي توجه اليها كِنان برفقة طاقم قناة الحقيقه لينقل حالة المصابين و المتضررين من الحرب..
هرول كِنان و معه زملائه مختبيئن في المشفى الفرحةا من أن تصيبهم شظايا الصواريخ المستمره بالهطول بالقرب من المشفى بحجه وجود مبنى تابع للشرطه الفلسطينيه بالجوار….
قال أحد زملائه لاهثا : ما حد يتحرك الا اما تبعد الطياره ، لانه لو لاحظو حركه بيقصفوا على طول..
كِنان : ربنا يستر ، بس احنا لازم نكمل و نصور المصابين ، لازم صوتنا يوصل للعالم
قال كِنان ذلك راجيا ، أن يصل صوته أيضا إلى ليلى ، و التي طال البعد عنها بسبب تعطل خطوط هواتف الاتصالات ، و دعا ربه أن تنتهي تلك الحرب سريعا ليعود إلى ليلى قبل أن يتم زفافها على ابن عمها…
ابتلع الغصه الموجوده في حلقه ، حين رؤيته لأحد الفلسطينين مهرولا إلى مبنى المستشفى المقصوف حاملا بين ذراعيه فتاه مصابه تبدو في العشرينات من عمرها ، و غير عابىء بكم الصواريخ و النيران التي تنفثها الطائرات فوق رؤوس مَن بالمنطقه…
على الفور تقالفرحة المسعفون ، ليقول الشاب : اختي اختي ، مِشان الله ساعدوها ….
_
امتلأت عينا كِنان بالالفرحةوع ، و لم يعرف لِمَ تضاعفت تلك الغصه في نفسه ، متذكرا أخته فاتن ، لِمَ لم يصر و يحارب من اجل أن يُريها الطريق الصحيح..
خجل من نفسه حين رؤيته لذلك الشاب و الذي خاطر بحياته من أجل انقاذ شقيقته ….
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
سقطت ديما أرضا محدثه جلبه كبيره أثناء تجولها في احد المولات الموجوده بالعاصمه الاردنيه عمان ، ليتقالفرحة منها طفل يبدو عليه في السادسه من عمره قائلا : انسه .. انتي منيحه و لا اناديلك ماما تساعدك..
ابتسمت ديما ، ونهضت قائله : لا يا حبيبي انا كويسه اهو ، و ميرسي اوي على ذوقك..
ابتسم الصبي بخجل ، لتسأل ديما : امال فين ماما عنك ..؟
التفت الصبي باحثا عن والدته ، ليقول بانكسار : كانت هون قبل شوي ، وين راحت…!
ديما : انت متأكد ..؟
الصبي : ايوه ..
ديما : يمكن دخلت محل الهدوم اللي هناك ، خلينا نروح ندور عليها..
_
أومأ الصبي ، وانطلق سابقا ديما الى المحل ، دلف بسرعه و تبعته ديما ، جال بنظره في المحل ، ليقول بخيبه : كمان مش هون ، وين بدها تكون راحت..؟
ديما : بسيطه يا كابتن ، اديني رقمها وانا هاكلمها حالا و هنلاقيها كده اسرع…
فرك الصبي رقبته قائلا بخيبه : هي على طول بتحفظني الرقم ، بس الصراحه نسيته …
ديما باستسلام : طب اسمع احنا هندور عليها فالمحلات الموجوده هنا ، واكيد هنعتر فيها متقلقش
انطلقا ليبحثا عن والدته ، و لكن لم يلق لها الصبي أثرا…
نظرت ديما الى ساعتها ، واعيه الى تأخرها بشكل كبير عن العوده للبيت كما وعدت والدتها والتي سمحت لها بالخروج بمفردها نظرا لقرب المول من المنزل المقيمان فيه..
قالت ديما : طب خلينا نرجع لنقطه اللي وقعت فيها ، يمكن مامتك مستنياك هناك
عادا مسرعين ، لتهتف احدى السيدات : لؤي لؤي ..حبيبي لؤي
هرول الصبي مرتميا في الفرحةها ، لتشعر ديما بغصه كبيره من المشهد المؤثر و لكن ما أثار عواطفها فعلا هو تشابه اسم الصبي مع مَن كسر بخاطرها…
ابتسمت ديما مقتربه منهم ، ليقول الصبي : ماما بدي اتصور معها
_
استفسرت السيده عن مقصده ، ليقص عليها كيف ساعدته ديما وانتظرت معه
قالت السيده : طب مش الاول تستأذن منها
قالت ديما : انا معنديش مانع ، وكمان عايزه صوره للذكرى معاكو لو مفيش مانع
التقطا الصور التذكاريه ثم غادرت ديما بعد أن شكرتها السيده الاردنيه بحراره بالغه ، لترتسم البسمه على محيا ديما طوال طريق العوده ، و لتتخذ قرارا جديدا متسامحا ، متخيله لو أن مكروها أصاب لؤي و هما متخاصمين فسوف تنالفرحة اشد النالفرحة .
بعد تناولها العشاء مع والديها ، فتحت ديما صفحة الفيس الخاصه بها ، و التي لم تدخلها منذ رحيلها من مصر
و بأنامل مضطربه فتحت قائمة الاقارب الموجوده لديها ، لتشاهد اسمه مضاء على الشاشه..
أرادت أن توجه له رساله ، و لكن عنّت لها فكره أخرى ..
بحثت عن الصوره مع لؤي الصبي ، و أنزلتها على صفحتها على الفيس مرفقه اياها بما حدث قبل قليل في المول…و انتظرت أن تلفت نظره بتلك القصه خاصه مع تشابه الاسماء بينه و بين الصبي …
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
تطلع لؤي الى الصور المعروضه حديثا على صفحة ديما ، و تملكه الالفرحة الشديد ، فالقشه التي قصمت ظهر البعير و جعلته يشحذ الهمه لتلقين أخاه الأكبر درسا ، ها هي هانئة البال ، تتمختر بين المحال التجاريه ملتقطه الصور التذكاريه ، و كأن جرحها له غير ذي أهميه ، في الوقت الذي يأن فيه من شدة النالفرحة ، تذهب للتسوق و التنزه و التعرف على ناس جدد …
_
أحس بخيبة شديده ،وكأن طعنه جديده سُددت الى قلبه المكسور ، لقد اقنعته ليلى بأنها مجرد طفله ، ولكن تصرفاتها لا توحي بذلك البته ، كيف و تأثيرها عليه هز كيانه و تسبب في شرخا كبيرا بينه و بين أخيه..
لقد ظن حينما لفق حب فاتن له بأنه سينتصر على يحيى في مجال الحب و اعجاب الفتيات به ، و لكن ما الجدوي عنالفرحةا لا تبالي به تلك التي سكنت قلبه …
هيهات أن يقف متفرجا ، غارقا في الألم وحده ، من الجيد أن تعرف نقطة ضعف أحدهم …
كتب معلقا على الصوره : ” جميل الموقف جدا زي الحكايات ، بس الأجمل لو كانت البنت اللي انقذت الولد الصغير زي ما الاميرات فالقصص بتكون رشيقه وجميله ، لكن للاسف الصوره شوهت القصه جدا و الحدق يفهم…! ”
¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤¤
انهالت على ديما اشارات الاعجاب والتعليقات ، تنقلت مندهشه من كم الردود من الاقارب و الاصدقاء و مددى تأثرهم بالموقف و اعجابهم بالصور…
و لكن عيناها كانت تتنقل لاهثه من تعليق لاخر باحثه عنه ، عن تعليق مَن كسر بخاطرها مرارا و تكرارا ، ودت بعرضها للموقف أن تبُث له برساله خفيه ، لتقول له سأقف بجوارك في احلك الظروف كما فعلت مع الصبي لؤي ، أرادت أن تبدأ صفحه جديده…
وقعت عيناها على اسمه ، ليقفز قلبها فرحا و قلقا …
قرأت التعليق مبتسمه ، لتتحول ابتسامتها الى جرحا كبيرا حين قرائتها السطر الاخير من تعليقه…
لقد أخطأت في تقديرها ، من الصعب احيانا أن نعود لفتح صفحه جديده ، حينما يستمر الطرف الاخر في أسلوبه و كأن هناك قوه تحركه و بكل سهوله لايلامك…
_
حسنا ، لقد اكتفت ، من الان فصاعدا ستغلق ابواب قلبها بقفل حديدي ، و لن تعطي المفتاح الا لمن يُثبت جدارته و ينجح في عبور جدران عقلها اولا … و بامتياز
حذفت اسم لؤي من صفحتها ، و من قلبها و الى الابد …
جلست فاتن مع الداده رقيه لتخبرها عما حل بها في الفتره الماضيه ، ليرن هاتفها معلنا وصول رساله جديده من يحيى..
سألت رقيه : منه يا بنتي..؟
فاتن بابتسامه : ايوه يا داده …
رقيه : طب ما تردي عليه و تريحي باله يا بنتي ، ده زمانه قلقان عليكي ، و من كلامك بينله جدع وابن حلال حتى لو اهلو غلطو فيكي ، لازم تفتكري جميله بردك يا حببتي
فاتن : انا بس مش عايزه اسببله مشاكل تاني…
رقيه : بس كده بتكسري بقلبه على الاقل تطمنيه انك بخير ..
أومأت فاتن ، فيحيى لا يستحق منها ذلك ، على الاقل ستودعه مخبره اياه باسبابها…
أرادت فاتن بمجيئها هنا ، أن تعود لتلك الطمأنينه والسكون الذي حظيت به في طفولتها في كنف رعاية الداده رقيه ، ولكن يبدو أن العالم يأبى أن يستحضر ذكريات الماضي الجميله ، فهي ستبقى ذكريات تشد أزرنا وقت الخيبه والانكسارات ، و لكن لن تنوء عنا من المواجهه ، مواجهه والدتها و أنس و الان مواجهة الحقيقه بأن علاقتها بحيى لن يُكتب لها النجاح في ظل رفض أهله القاطع لوجودها بقربه دون سبب واضح…
_
تنهدت فاتن ، فلقد حان وقت المواجهه و قطع صلتها به نهائيا و ذلك من أجل مصلحته ، لن تقبل أبدا أن تُسبب له أي مشاكل مع أهله ، فيحيى بالرغم من رجولته الواضحه و اعتماده على نفسه بشكل كبير ما زال شابا في مُقتبل العمر ، ما زال بحاجه للدعم و السند من اهله ، لن تكون ابدا سببا في حدوث قطيعه بينهم …
قامت بطلب رقمه ، ليأتيها صوته الغاضب : فاتن ، انتي فين…؟
فاتن : يحيى ، انا اسفه مكنت..
يحيى مقاطعا : ردي ، انتي فين ؟؟
فاتن : انا عند الداده بتاعتي ، و بخير و الحمد لله…
يحيى : العنوان بسرعه …
فاتن : مفيش داعي تيجي و تتعب نفسك ، انا كويسه و الداده هي اللي تقريبا مربياني..
يحيى بالفرحة : لا في داع ، اخلصي العنوان ايه..؟
فاتن : لو مصر نتقابل ، يبقى انا كمان ساعه هاكون فكافيه ميدنايت ..
يحيى : ساعه … ازود مش هيحصل طيب
_

انت في الصفحة 4 من 16 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل