منوعات

بقلم يارا الحلو الثالث

قام عبدالرحمن بتعب و اخذ حبل ملقي علي الارض..
طوق رقبة منصور بقوة كـبقرة..
ليفر آسر و يدخل الغرفة تملائها التراب و الغبار غرفة فارغة وجد جسد سيف الصغير الملقي علي الارض..
حمله مسرعاً كان خفيفاً ليس بهِ اي ثقل خرج و رأي عبدالرحمن يبتعد عن منصور..
آسر مسرعاً :
– يلا يا عبدالرحمن اخلص .
ركض كلاهما خارج المخزن و دخلا السيارة..
ليتفجئ عبدالرحمن بجثة مصطفي في الخلف ممتلئة بالدماء نظر إليه بأشمئزاز و اخذ سيف من يدين آسر و اخذ يقبله بقوة و يحتضنه خفق قلبه عندما رأي وجهه ازرق و جسده بارد..
عبدالرحمن بخوف :
– اطلع علي مستشفي ***** بسرعة .
سمع آسر هاتفهُ يرن ليكون المتصل حور :
– آسر .
– حور روحي انتي و مي علي مستشفي ***** احنا رايحين خلاص سيف بقي معانا .
صرخت حور من السعادة :
– بجد طب انا جاية دلوقتي .
اسرع آسر بسيارته و انا عبدالرحمن فكان قلقاً من شكل سيف..
***
سما بضيق :
– انتي مش بتسلحي ثعرك خالث .
نادية بتكبر :
– بس يا هبلة ديه الموضة ..
– موضة يععع ثكلها وحث .
– ملكيش دعوة انتي .
– بس يا تنت رنجة .
– بت هضربك .
وضعت يدها علي خصرها :
– متقدريش يا معفنة .
– لمي نفسك عشان متجننش عليكي يا سما .
– اتكنني..و انا هخلي مامي تكنن عليكي .
– هقـ,ـتلك امك .
امسكت سما شعرها و ظلت تضربها علي وجهها بقوة..
نادية بصياح :
– بس يا مجنونة .
– انا هقتـ,ـلك .
ركضت سما و اخذت سكين صرخت نادية عندما وجدتها بيدها..
سعدت سما عندما وجدت الخوف علي ملامحها..
– تنت ناتية ادخلها في بطنك .
– بس يا هبلة و ارمي الي في ايدك .
اقربتها سما لتنكمش نادية و تصرخ فضحكت سما و ظلت تداعبها تقربها و تبعدها و تظل نادية تصيح صيحات متتالية…
***
تقابل الاربعة في المشفي و اخذت مي تقبل رأسه قبل اعطاءه لاطباء…
قبلت بقوة و ظلت دموعها لتسيل من عينيها بسرعة…
حور بتأثر :
– اهدي يا مي خلاص .
اعطاه عبدالرحمن لممرضة..
ما ان دخل الطبيب ليخرج بعد عشرة دقائق و ملامح الضيق مرتسمة علي ملامحه هم الكل مقترباً منه ليقول الطبيب بعصبية :
– انتو جايبين الواد ميت
❤❤❤❤❤❤❤❤❤❤
الحلقة 22

(22)

ما ان دخل الطبيب ليخرج بعد عشرة دقائق و ملامح الضيق مرتسمة علي ملامحه هم الكل مقترباً منه ليقول الطبيب بعصبية :
– انتو جايبين الواد ميت .
مي بتعجب و بصوت مصدوم قلوق مع ابتسامة متوترة :
– هو مين ده الي جايبنه ميت يا عبدو .
ثم استكملت بتعجب :
– واد مين .
تسمر جسد عبدالرحمن فقد كان يشك بأنه ميت فلم يسمع انفاسه او حتي ضربات قلبه..
صوت ضحكته تتعالي في اذنه..سمع صوته يتردد في اذنه “تعالي اللعب معايا كورة” سمع صوته صياح زوجته بأنفعال :
– بسألكم مين الي مات .
زفرت دموع حور بصمت لتدخل مي مسرعة الغرفة فتجد الممرضة تضع الملائة البيضاء علي وجهه نظرت لـعبدالرحمن الذي مذال يقف مصدوماً ثم لجثة ابنها..
لتصيح بقوة و تصرخ بهيستيرية حاول اخراجها الممرضين..
ظلت تصفع نفسها بقوة بكلتا يديها و هي تصرخ بقوة و تبكي بأنهيار امسكها ممرضين من ذراعيها لتصيح باكية :
– ابعدووووو عني ابني مماتش ابني عايش ابني مش هيسبني .
ظلت تبكي بقي لم تستطع قدميها الوقوف لتجلس علي ركبتيها و تصفع نفسها بهيسترية…
اقتربت منها حور الباكية و حاولت احتضنها و لكن قالت بنجدة :
– ونبي يا حور قوليلي ابني مماتش ابوس ايدك ابني مماتش انا مليش غيره ده انا عايشة عشانه .
حاولت مساعدتها علي القيام و لكنها وقعت حينما حاولت الوقوف..
وقعت جثة هامدة متمنية الذهاب مع طفلها الوحيد سيف..
اغمضت عينيها بضعف عندما وجدت جثة ولدها متغطية معلناً وفاته و ذهابة لرحمة الله اغلقت عينيها لتركض دمعة هاربة منة عينيها..
***
الطبيب بروتينية :
– جالها انهيار عصبي ياريت ابعدو عنها اي حاجة تزعلها لان مـ,ـوت ابنها مآثر معاها جداً .
تنهد آسر و قال بحزن :
– الله يعنها .
كان مذال عبدالرحمن صامت لم يخرج اي رد فعل فقط نظره الكسر و الحزن تملئ عينيه..
وضعت حور يدها علي فمها و بكت بقوة ليقترب منها آسر و يحاوطها بين ذراعيه افلتت نفسها سريعاً و ذهبت لصديقتها لينظر لها آسر بحرج..
مي بدموع :
– انا السبب .
حور بتعجب :
– سبب؟ ازاي .
رددت مي بصياح :
– انا السبب في مـ,ـوته…انا السبب انا الي خنت عبدالرحمن عشان واخد قذر..انا الي وافقت ينزل…انا السبب انا السبب في كل حاجة…انا عاوزة ابني..رجعوولي ابني .
ظلت تصرخ بجنون ليهدئها بحقنة بنج..
كان مذال عبدالرحمن صامت ينظر لها ببرود مشاعر متجلطة لا يستطع التفوة او التكلم..
تهدئت اجسادهم ليشتعل قلبهم..
مر ثلاثة شهور..
مذالت مي بنفس حالتها او اسؤء فـكانت في بيتها ما الا آلة متحركة..
اما عبدالرحمن فاصبح اغلب وقته في العمل او جالساً في البيت صامت..
توترت علاقتهما بقوة فأصبحت احاديثما في وقت الحاجة..
تم الحكم علي مصطفي بالسجن و الحبس في الزنزانة مع العمل الشاق..
اما آسر و حور فأصبحت حور اقوي بقليل عما قبل تركت قلبها حتي كاد يكون ملمسه ترابٍ او اثراً لرماد الحب الذي احترق..
شعرت حور بكثير من الاحيان بأنها تكرهه و بقوة اصبحت وحيدة جالسة في ظلمتها بعيدة عنه…
و آسر تجاهلها فكلما حاول الاقتراب تهجم عليها بكلامتها الحادة ليذهب لنادية لتجعلها كمذاق العسل علي قلبه..

آسر بضيق :
– حوووور…حووووور..
ليصيح بأقوي ما عنده :
– انتي يا بني ادمة يلي اسمك حور .
اقتربت منه و التعب و الهاك يملئان جسدها و ملامح وجهها عقدت ذراعيها امام صدرها و قالت بحزم :
– عاوز ايه .
آسر بأنفعال :
– انا جعان و سيادتك مبتعمليش حاجة .
حور بحدة :
– لا لا بص بقولك ايه انا مش هعمل اكل و اخبط راسك في اقرب حيطة تقبلك انا تعبانة و لو عايز تطفح روح لاي مطعم و انا اكلت سما .
اقترب منها و قال بغضب :
– ما تتكلمي عدل .
حور بقوة :
– انا اكلم بالطريقة الي ان عاوزها .
ثم دفعته بأصباعها بحركة ساخرة :
– مش علي اخرة الزمن واحد زيك عديم الاخلاق و الشرف كلب ستات الي هيقولي انا اتكلم ازاي .
اغاظته بكلامها الحاد ليصفعها بقوة لم يلبث ليجد صفعة تنزل علي وجهه…
وضع يده علي وجهه بصدمة لتشير بسبباتها بحدة :
– لو الحركة انك تمد ايدك عليا تاني اتكررت مش هتشوف خلقتي انا و سما يا آسر بيه فاهم يا بابا لم ايدك و اتشطر بعضلاتك بعيد عني .
اظهرت القوة رغم الشعور بأشعلال وجهها من ألم و رغبة جامحة في البكاء..
ادرات ظهرها و تجاهلته ليعض علي شفتيه السفلي بغضب..
***
عبدالرحمن ببسمة خفيفة :
– مي .
نظرت إليه ليتكلم فقال باسماً :
– انا اترقيت و المرتب زاد ..
ابتسمت بسعادة :
– مبروك يا عبدو .
عبدالرحمن بهدوء :
– تحبي نخرج نحتفل برة .
مي بحزن :
– نحتفل..نحتفل و ابني لسة ميت .
زفر بحزن :
– مي البكاء و الحزن مش هيفيد ادعيله..ادعيله علطول و ديماً متخليش العياط يآثر عليكي والله انا بمـ,ـوت كل يوم بس ده قدره .
تنفست لتحصل علي رشفة من الهواء ترعش قلبها و تقول بأسي :
– يارب .
قام و طبع قبلة حانية علي رأسها لتبتسم ابتسامة صغيرة..
عبدالرحمن بحنو :
– يلا اللبسي .
قامت بهدوء و سكينة و دخلت لترتدي..
كانت ستخلع ملابسها و لكن فتح الباب مسرعاً لتشهق بخوف و فزع..
عبدالرحمن بضحكة هادئة :
– معلش بس كنت عايز اقولك حاجة .
– اتفضل .
دلف وقفاً بجانبها امام الخزانة الممتلئة بالفساتين و الملابس الخاصة بها..
اخرج فستان ازرق اللون طويل و بأكمام..
ضيق من الخصرين و الذراعين،شكله انيق و مثير..
عبدالرحمن مبتسماً :
– كفاية اسود بقي و اللبسي ده شكله حلو .
هزت رأسها بلا مبالة فقال :
– مستنيكي متتأخريش .
اماءت رأسها بابتسامة مجاملة لتأخذه و ترتديه وضعت عطرها الجذاب و كحلت عينيها العسلية..
نظرت الي نفسها في المراءه لتتذكر طفلها و هو يضم قدميها بدلال لتحمله..
اخرجت ضحكة من اعماقها لتبادلهم بدموع حاولت تحدي نفسها و لكن لم تستطع السيطرة و اكملت بكاء..
تماسكت و اخرجت منديلاً تمسح بهِ الكُحل الذي ذبل علي خديها بخطوط مستقيمة..
خرجت لـعبدالرحمن الذي يخرج انفاسه بسيجارة..
اصبح يدخن مؤخراً مخرجاً اكتئابه في سيجارة مسممة..
اطفاءها حينما رائها و دهسها اسفل قدمه لتقف بجانبه و يسيران سوياً..
كان يلامس يدهُ بيدها و هي ايضاً تصادمت كثيراً و لكن لم يقوي احدهما علي امسكها..
***
شعرت بدوار يحاصر عقلها لتترك ما بيدها و تذهب لتتحمم لعله يفقيها قليلاً..
كان يشاهد هو و صغيرته التلفاز حتي سمع صوت هدب علي الارض انفزع كلاهما و هم آسر مسرعاً بدفعة صارخة من قلبه..
ذهب لدورة المياة بسرعة و فتح الباب ليحدها واقعة تحت صنبور مياة “البانيو”..
اقترب منها مسرعاً ليجدها فاقدة الوعي كالعادة صرخ بسما :
– سماااا هاتي فوطة لماما بسرعة .
اخذت منشفة معلقة و اعطتها لهُ ليسترها مسرعاً و يضربها بصفعات خفيفة علي وجهها فتحت عينيها بهذيان..
و ابعدته بيدها الصغيرة فتجاهلها و ساعدها علي الوقوف استطاع جرها لفراش ليتركها مستلقية عليه..
كانت تتنفس بصعوبة يظهر ان ضغط الدماء انخفض علي غير العادة..
آسر لسما :
– سما اطلعي انتي خلاص .
سما بتذمر :
– يوووة حاتر .
خرجت و اغلقت الباب..
ليأخذ ملابسها فتقول بضيق :
– اوعي و اطلع برة .
تجاهلها ليأتي الدوار ثانياً فترحع برأسها لخلف..امسك بملابسها و ساعدها في الارتداء بينما انتهي اشاحت بوجهها بغضب و هي تشعر ببعض الحرج..
– اتفضل اطلع برة انا عايز انام .
آسر بعناد :
– انا قاعد معاكي لغايط ما تنامي ..
– اوووف .
جلس بجانبها لتحاول النوم فتفشل قاطعهم رنين جرس متواصل من هاتفهُ ليغلقه بحرج :
– رد عليها..متخفش عادي مبقتش تفرق معايا .
آسر بحزن :
– طيب .
اخذ هاتفه و اجاب :
– ايوة يا حبيبتـ…ايوة يا نادية .
– اية يا حبيبي وحشتني يا بيبي .
اجاب بحرج و حزم :
– و انتي كمان .
– انت مش جي يا بيبي .
– لا .
كانت تجلس بجانبه و شراين قلبها ترتعش و تتمزق..كان صدرها يعلو و يهبط..سالت دموعها علي خدها كانت تحاول محيها قبل ان يراها..
نعود اليهم
– امواه ماشي يا حبيبي مستنياك بكرة متتأخرش .
– طيب يا نودي سلام .
اغلق معها ليجد حور تجلس بجانبه وجهها تحول لون الاحمر..نظرا اليها متعجباً..
– في ايه يا حور .
– انا تعبانة و عايزة انام اطلع برة .

انت في الصفحة 3 من 15 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
14

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل