
اخذهم الحديث ليأتي عبدالرحمن و يحمل سما :
– حور انا هاخد سما نجيب حاجة و جاين .
حور باسمة :
– ماشي .
نظرت مي عندما ذهب و اغلق الباب لتوجه نظرها لحور :
– مشي الحمدلله انا عاوزاكي في موضوع .
– ايه .
اقتربت منها مي و رفعت حاجبها قائلة بخبث :
– مالك..انتي و آسر في حاجة كبيرة صح ؟
صمتت للحظات و قالت :
– عرفتي منين .
– يبقي في..في ايه يا حور انت و آسر بتحبو بعض اوي و الايام ديه انا لما جيتلك كنتي بتتكلمو مع بعض بطريقة وحشة .
تنهدت و قالت بحزن :
– مي سيبك من الموضوع ده .
– لا في ايه .
صمتت كانت ستقول و لكن تذكرت انه سيخيب من نظرها و تذكرت عندما اخبرها “ياريت محدش يعرف الموضوع ده الا انا و انتي” نظرت لها بضعف و قالت :
– مشاكل عادية متقلقيش .
– شاكة فيكي يا حور .
حور بتماسك و بسمة :
– هو عنده مشاكل في الشغل و ساعات بيتعصب عليا .
ثم هزت كتفيها بلا مباله :
– بس لكن دلوقتي الحمدلله اتصالحنا عادي عادي .
تفحصت ملامحها لترسم حور ابتسامة واسعة كاذبة..
بعد قليل عاد عبدالرحمن محملاً بكعكة شوكولاتة و كريمة لذيذة و بعض البلاين..
وضعها علي الطاولة و نادي حور و مي..
تفاجئت مي و سعدت بشدة ظل مع بعضهم طوال النهار لتعود حور الي المنزل الساعة الخامسة عصراً ركضت طفلتها قبلها بخطواط..
اما حور فذهبت ببطئ لشعور بألم في الركبتين ما ان اخطت خواطها نحو المنزل لتجد يد من يجذبها..
***
دلفت البيت مهرولة لغرفتها تعجب و نادي طفلته..
– سمـا سـمــا .
– خلاث ثمعتك اهدي بقي .
جذبها من يدها و همس في اذنها :
– هي مال ماما .
امسك اذنه و قالت بهمهمة :
– عمو الي تحت خالث تعلفو .
– اه البواب .
– لا مث دة يا عبيط التاني .
ضربها علي الرأسها علي سّبها له فقالت بضيق :
– خلاث مث هقولك هة .
– اقولي يا بنتي انتي هتذلي اهلي .
نظرت حولها متأكدة ان لن احد سيسمعهم :
– عمو التحت حضنها .
صدم و قال بضيق :
– نعم ياختي .
– اه بث تعلف ماما عملت ايه .
– هببت ايه .
صفعت والدها بقوة بيدها الصغيرة و قالت :
– كتة .
دفعها بضيق و هم واقفاً ليذهب متجهاً نحو غرفتها..
فتح الباب ليجدها تبكي علي الفراش،جذبها من يدها و قال بعصبية :
– مين ده الي عملك كدة .
صمتت و اكملت بكاء زجرها بقوة :
– مين بقولك عشان مقـ,ـتلش كل الي من هنا ..
قالت بتهته خائفة :
– ابراهيم .
تركها و ركض للاسفل ليرن الباب بقوة فيفتح ابراهيم و هو مرتدي “فانلة” داخليه و بنطال امسكه آسر و اخذ يضربه بعنف حاول ابعادهم “البواب” ليتعانف اكثر آسر و يضربه حتي تنزف انفه..
سمعت حور بعض الصيحات لتركض مسرعة للاسفل امسك ذراع آسر و قالت بقلق :
– بس بس يا آسر خلاص .
دفعه آسر بقوة ليقع علي الارض…
و يقول بغضب :
– لو شوفت حور من 5 متر غير الطريق عشان اقسم بالله هقتـ,ـلك انتي تلم هدومك و تمشي حالاً عشان مطردكش زي الكلاب يا كلب .
ثم امسك حور من ذراعها و جذبها لمنزل..
ما ان دخلت لتنفجر حور في البكاء مجدداً اقترب منها و حاوطها بذراعيه دفعته كراراً و تكراراً و لكنه ظل علي موقفه ربت علي ظهرها..
صمتت كلاهما و لم يتفوه احد حتي ابتعدت عندما شعرت بلين ذراعيه..
—
في المساء ذهبت لفراشها و اغمضت عينيها استعدادًا لنوم..
فجأة فتح الباب و اقترب منها قائلاً بهمس خوفًا من ايقاظ صغيرته :
– حور انتي لسة صاحيه .
حور باقتضاب :
– اممم .
– طب تعالي نص ساعة عاوزك في حاجة .
ارتبكت و قامت له..
ذهب لتجد الورق مبعثر علي الطاولة و بعضهم علي الارض..
جلست علي الكرسي ليقول باستسلام :
– في مشاكل في الحسابات و العروض تعالي ساعديني .
حور بتفكير :
– طب وريني كدة .
سهرا طول الليل يعملان حتي شعرت بعينين آسر تغلق..
فجأة نام آسر و هو جالس ليضع رأسه علي الطاولة و ينام نظرت له حور بتعجب و ضحكت بخفة انهت بقية الاعمال…
و قامت لتهمس بأذنه :
– آسر آسر قوم .
لم يرد فرددت ليقول بين نومه :
– بحبك يا حور .
(24)