
– مبتشبعيش كدب؟!!!
قالها بحدةٍ فـ صمتت تبتلع باقي الكلمات بجوفها من إتهامه لها، وجدته يقربها منه ممسكًا بذراعها يرفع تلك الكنزة عن خصرها فـ توسعت عيناه عندما وجد تلك الكدمة التي لم تكُن بالصغيرة، رفع عيناه اامصدومة لها ليقول و هو يعود ينظر لخصرها المكدوم:
– من إيه دي؟
قالت بخفوت:
– يومها لما زقتني .. إتخبطت في كُرسي التسريحة!
تنهد بضيق من ذلك ذلك اليوم، هل دفعها بتلك القسوة؟ كيف لم ينتبه لها و لا لألمها؟ أنبه ضميرُه قليلًا على فعلتُه معها، ليقول بأمرٍ حاد:
– روحي أقعدي على السرير!!
– ليه؟
قالت بدهشة فـ هتف بنفس النبرة:
– من غير ليه!!
ذهبت تجرُّ قدميها لتجلس على الفراش، بحث في درج الكومود عن أكثر من مرهم و أخذهم، جلس خلفها و برفق دفعها لتنام على معدتها، فعلت بتوجسٍ تتمتم:
– هتعمل إيه!!
رفع كنزتها فـ إنتفض و همت بالنهوض صارخة بفزعٍ:
– لاء لاء متحطش عليها حاجه أنا .. أنا مش قادرة أحط صباعي حتى عليها!!!
وضع كفه فوق كتفها يقول بهدوء:
– متخافيش
نفت برأسها ترجوه بدمعاتٍ:
– لاء بالله عليك .. والله هتوجعني أوي!!!
لان قلبُه لها فـ قال برفق:
– هحطُه بالراحة .. متخافيش!!
تنهدت بيأسٍ من أن يتركها فـ صمتت، أفرغ هو القليل من چلٍ لزج فوق إنمليه، و من ثم برفقٍ شديد فرد طبقة الچل فـ تآوهت بخفوتٍ تآوهات أذهبت بالباقي من عقله، أبعد أناملُه، ثم عاد يفعل المثل، عندما إمتص جلدها الچل أخذ الكريم و وضعه مباشرةً على الكدمة و فعل نفس الشيء، إرتخت قليلًا من تشنج جسدها أثر لمساتُه التي و للغرابة لا تؤلمها، لا تعلم لمَ أرادت أن تغمض عيناها لترى ماذا سيفعل، فعلت بالفعل و أغمضت عيناها تدّعي النوم، فـ لم يتغير شيء بالبداية، لكن عندما أنهى ما يفعل مسّد على خصلاتها بحنان أذاب قلبها، و مال يُقبل الكدمة قبلة تلي الأخرى، يسند جبينُه فوق ظهرها يوزع قبلات على كل ما ظهر منها، حتى مسح بإبهامه فوق كدمتها يهمس:
– كانت تتقطع إيدي قبل ما أزُقك!!!
أنزل الكنزة بالقوة يبتعد عنها، يتركها نائمة و يغلق الأنوار لينام جوارها، مدركًا أنها الليلة الأخيرة .. التي سينام بها .. جوارها، و التي سينام بها عامةً!! كانت هي لازالت مُستفيقة، و بالكاد تُسيطر على دمعاتها و إرتجاف جسدها، حتى نام .. نام دون أن يأخذها بين ذراعيه، نظرت له بعدما لفّت وجهها إليه فـ لم تجدُه سوى قد نام بعمقٍ، نامت هي الأخرى عاجزة أن تنام بأحضانه فيستيقظ فتُهزم بضعفها أمامه مجددًا، حتى كان آخر ما رأته .. وجهه!!
• • • • • •
– المأذون جاي في الطريق!!
قالها بجمودٍ و هو يجلس على المقعد ينفث دخان لُفافة تبغ كانت في يدُه، تجلس هي أمامه على الفراش شاردة في اللاشيء، حتى إلتفتت له .. و سألته و شحوب وجهها يزداد:
– بتعمل فينا كدا ليه؟
قال بسُخرية مريرة:
– إنتِ اللي عملتي فينا كدا!
نهضت واقفة أمامه تُطالع ذلك الجمود المرتسم على وجهه، تقول بألمٍ:
– و إنت ما صدّقت صح؟ .. بذمتك إنت حبِتني؟!!
نهض واقفًا أمامها صارخًا بوجهها:
– أنا مش بس حبيتك!!! ده أنا كنت بحب التراب اللي رجلك بتمشي عليه يا ست هانم!!
إرتعشت شفتيها تدمدم بخفوتٍ:
– و دلوقتي؟
زاغت عيناه من سؤالٍ لا يود الإجابة عليه، فإن صدَق قولُه سيظهر أمامها ضعيفًا لا قيمة له، و إن كذب سيخسرها للأبد و يفوز بكرامته، أغمض عيناه يتهرب من الإجابة فـ وجدها تقترب منه، أنفاسها الحارة تضرب بوجهه فـ يتنفس أنفاسها، تتمسك بـ تلابيب قميصُه هامسة بحُزنٍ:
– بُصلي .. قولّي إنك مبقتش تحبني!!!
فتح عيناه و نظر لها بنفس النظرات الجامدة دون أن يجيبها، فـ لم تستسلم لنظراته التي رغم برودها .. تحرقها، رفعت كفيها لوجهه تتلمس وجنتيه المغطاه بذقن غير حليقة، تقف على أطراف أصابعهت و تهمس أمام شفتيه بصوتٍ أفلت من يدُه زمام الأمور:
– يلا .. قول إنك مبتحبش نور .. و مبتعشقش .. نور!
– إبعدي!
قالها في محاولةٍ منه ألا يستسلم لـ سحر إغوائها، لكن دعست هي على كرامتها بعد كلمةٍ لو كانت في موقف عادٍ لأبتعدت عنه كيلومترات، و لكنها على شفا أن تتركه و يتركها إلى الأبد و هذا الذي لا توَّده أبدًا!، تجرأت فـ إقتربت أكثر، وطبعت شفتيها فوق شفتيه بقلة خبرة منها جعلته أكثر جنونًا، إنتظرت لحظاتٍ حتى بادلها بل و سار بشفتيه على كامل وجهها و كأنه يشبع منها و لكنه لا يشبع، حتى إبتعد بعد دقائق و قد هُزم منها، يوليها ظهرها و يضرب بكفيه باب الشرفة فـ إبتسمت هي على نيرانه المُشتعلة بفِعلتها، إبتسمت بإنتشاءٍ غمر روحها عندما تيقنت أنه لازال و سيظل عاشقًا .. متيمًا بها!! فـ قالت والثقة إرتفعت لعنان السماء بـ تأثيرها عليه:
– أنا بس بثبتلك إنك بتعشقني .. و إني هفضل محفورة في قلبك و عقلك للأبد، و حتى لو إطلّقنا .. هتفضل تحبني لآخر نفس فيك!!!
لم يقُل شيء، فـ تحركت تقف أمامه بلهفةٍ تقول بعشقٍ:
– و أنا كمان يا فريد .. أنا مش بعاند فيك .. أنا بمو*ت فيك!!!
أغمض عيناه يزمجر بحدةٍ فـ إبتسمت تقول بحُب:
– بلاش تعند إنت كمان .. لا إنت تقدرتعيش من غيري و لا أنا أقدر أعيش في حياة إنت مش فيها!!!
لم يتحمل و إنقض على كتفيها يحاوطهمها يهزُزها بقوةٍ هادرًا:
– كل اللي عملتيه ده ميثبتش إني لسه بحبك .. اللي حصل ده طبيعي من راجل لـ ست حلوة بتعرض نفسها عليه مش أكتر!!!
إنطفئت لمعة عيناها أثر كلماته، ليتابع بقسوةٍ:
– بلاش الجلالة تاخدك و تفتكري إنك لسه حاجه كبيرة في حياتي .. حقوقك خسرتيها لما فكرتي إنك تتصرفي في قرار مصيري لوحدك .. و حُبي إنتهى من أول ما عرفت إنك أنانية مبتفكريش غير في نفسك بس!!!
لمعت عيناها و لكن بالدمعات تلك المرة، فـ همت بالنطق لولا كلمته التي أخرستها و جعلتها تبتلع باقي الكلمات بجوفها:
– إنتِ طالق يا نور!!!!
يُتبع♥