
اما قرطى أذنها فكانت على شكل نفس الارجوحة ، و سوار اليد كان عبارة عن جديلة ذهبية تدلى منها عدة ارجوحات بنفس التصميم
فكان لرنيم ارجوحة جميلة صنعها لها جدها بحديقة المنزل و كانت دائما تلهو عليها تحت رعاية داوود قبل ان يسقط فرع شجرة ضخم فوقها فيهشمها بشدة ، و حمد المنشاوى ربه ان احفاده لم يكونا عند الارجوحة فى تلك اللحظة ، ليرفض بعدها صنع اخرى ، و بدلا منها جلب لرنيم ارجوحة معلقة وصعها لها بشرفة غرفتها ، و لكنها كانت دائما تشتاق لارجوحتها
كان داوود يتابع ملامح رنيم و هي تتذكر ارجوحتها بحنين فقال بصوت اجش جعلها تتيه مع احرف كلماته : ان شاء الله هعمل لك غيرها .. بس برضة ماقدرش اخاطر و احطها تحت الشجر
رنيم : اومال هتحطها فين
داوود بابتسامة واسعة : هعمل لك برجولة جنب فسقية السمك و هحطهالك فى قلبها .. ايه رايك
رنيم : و هو ينفع
داوود : ااه طبعا
رنيم : طب ليه جدو ماعملش كده من ساعتها
داوود : عشان انا اللى اعملهالك بنفسى
ليفترب منها بخبث.. لتوجل و تقول : انا سايبة رغدة بقالى كتير اوى ، لازم ارجع لها
داوود بتسليم : ماشى ، بس ماتنسيش اللى قلتلك عليه
و قبل ان تذهب رنيم وجدا هاجر تدق الباب و تخبر داوود ان هناك ضبفان بانتظاره بالخارج
ليخرج مع رنيم لاستطلاع الزائرين و يقول بذهول : مش معقول .. انتو جيتوا امتى
ليندفع باتجاه الشابين بحب و يتبادلان الاحضان التى تنم عن اشتياق كبير من كل الاطراف ، و عندما انفصلوا اخيرا .. اشار داوود لرنيم طالبا منها الاقتراب ، ثم قال و هو يشير الى الشابين : دول يا ستى رأفت و حبيب
لتقول رنيم دون تفكير : فاكراهم طبعا .. بتوع سندوتشات الكبدة
حبيب بامتعاض : الله يخيبك .. هو انت دايما كده مابتسترش
داوود : و هى دى حاجة تستخبى
رأفت و هو ينظر بتمعن الى رنيم حتى وصل الى عصاتها : ماتقوليش انك رنيم
رنيم بابتسامة خفيفة : هى بعينها
رأفت : لاا .. ده احنا كبرنا و ….
داوود و هو يقاطعه بتحذير حازم : و اتجوزنا
حبيب و على وجهه علامات الذهول : مين اللى اتجوز
داوود و هو يقرب منه رنيم تحت جناحه و تحت خجلها ايضا : انا و رنيم كتبنا كتابنا قبل وفاة جدى بكام يوم
حبيب : مبروك يا حبيبى ، احنا الحقيقة كنا جايين نعزيك بعد ما قالولنا فى بيت والدك انكم كلكم موجودين هنا من وقت الوفاة .. البقاء لله
داوود : و نعم بالله ، ثم نظر لرنيم و قال : روحى انتى لصاحبتك يا حبيبتى.. مش هأخرك عنها اكتر من كده
لتومئ رنيم برأسها و تتجه الى الاعلى بعد ان قالت بهدوء : نورتوا مصر .. بعد اذنكم
و بعد انصرافها يشير اليهما داوود بالجلوس ليشير رأفت بعينيه تجاه الخارج و يقول : اومال مين الموزتين اللى قاعدين برة فى الجنينة دول
حبيب بتحذير : و بعدين معاك .. احنا قلنا ايه
رأفت : ماتآخذنيش يا داوود اوعى تزعل منى ، انت عارفنى .. دايما بضعف قدام الحلويات
داوود بسخرية : عمرك ماهتعقل ابدا .. انت و اخوك نازلين فى نفس الدقيقة و ماحدش يصدق ابدا انكم اخوات .. لأ و كمان توأم
حبيب بامتعاض : فاضحنى فى كل حتة
داوود : بس انتو رجعتوا امتى و اجازة و اللا نزول نهائى
رأفت : لسه جايين امبارح و قاعدين على قلبك
داوود : على قلبى زى العسل يا اخويا .. اهو على الاقل تونسونى
ليقطع حديثهم يقين و هى تقفز درجات الدرج بحيوية و تصل اليهم و هى تركز ببصرها على داوود و تقول : داوود .. بابا كلمنى و بيقول انه عمال يتصل بيك و مش بترد
داوود و هو يتحسس ملابسه : الظاهر نسيت تليفونى فى المكتب .. بعد اذنكم ثوانى بس اجيب تليفونى ، و قبل ان تنصرف يقين ايضا مرة اخرى سمعت من يناديها و كأنه مازال يتعلم حروف اسمها ، لتجد حبيب قد نهض واقفا و هو ينظر لها بابتسامة حالمة ، فنظرت اليه بتركيز و كأنها تحاول تذكر ذلك الوجه ولكن بعد ترددها نظرت لداوود و هى تطلب المساعدة ، ليقول لها و هو فى طريقه الى المكتب : ليكى حق ماتفتكريهومش .. دول حبيب و رأفت ابو بكر .. اصحابى اللى كانوا فى النرويج
يقين بتذكر خجل : ايوة صح .. انا اسفة ، بس برضة الوقت خلى شكلكم اتغير اوى
حبيب : بس انتى ما اتغيرتيش
اللهم أعطني من الدّنيا ما تقيني به فتنتها ، وتغنيني به عن أهلها ، ويكون بلاغًا لي إلى ما هو خير منها ، فإنّه لا حول ولا قوّة إلّا بك .
8
#وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل الثامن
يقين بتذكر و هى تتحدث الى رأفت و حبيب : ايوة صح .. انا اسفة ، بس برضة الوقت خلى شكلكم اتغير اوى
حبيب بصوت أجش : بس انتى ما اتغيرتيش
يقين بنفى : لا طبعا اكيد انا كمان اتغيرت .. دول خمس سنين بحالهم
حبيب : اومال انا ليه شايفك زى ما انتى
و عندما ارتسمت الخجل على ملامح يقين قال رأفت بمرح : اومال مين المزتين اللى قاعدين برة دول
حبيب ببعض الضيق : و بعدهالك
يقين بضحكة صغيرة : دول اخوات رنيم
حبيب : و هى رنيم عندها اخوات
يقين : ايوة .. اخواتها من باباها .. بعد اذنكم عشان سايبة ضيوف فوق
لتغادرهم مهرولة الى الاعلى مرة اخرى بخفة ابنة العشرة اعوام تحت مراقبة حبيب الذى اعاده لواقعه رافت و هو يقول بسخرية : ياخى امسك روحك شوية مش كده .. هتفضحنا
رأفت باعتراض : بقى انا برضة اللى هفضحنا ، و اللا كلامك عن اخوات رنيم
رافت : ياعم فكك منى .. انا بس حبيت اغلوش عليك ، كنت مفقوس اوى الصراحة
حبيب و هو يعيد عينيه للاعلى : طب يا ريت ابقى مفقوس و تعرف انى بحبها الحب ده كله
ليعود إليهما داوود معتذرا عن غيابه عنهما و هو يقول : سامحونى .. بس بابا كان بيسالنى على شوية حاجات كده
رأفت : هو فين صحيح .. كنا عاوزبن نعزيه
داوود و هو يحاول اخفاء بعض القلق الذى اطل من بين عينيه : للاسف .. خرج مشوار مع والد رنيم
اما سليم .. فعندما فقد الامل فى وضع قدمه فى المصنع و خرج غاضبا من المكتب ، بعد مرور بعض الوقت .. سمع عابد و هو يحدث شخص ما على هاتفه قائلا : انا حاليا هحتاج ممول عشان اقدر ابنى الارض ، شوف لو تقدر تساعدنى فى الحكاية دى .. ياريت تبلغنى
و بعد ان اغلق الهاتف اتجه اليه سليم كالذئب الذى يترصد بفريسته و قال و كأنه يتجاذب مع عابد اطراف الحديث : الا يا عابد .. ماتعرفش حد هنا فى مصر يكون ثقة
عابد دون اهتمام : ثقة ازاى يعنى .. من ناحية ايه
سليم : ما انت عارف انى خلاص قربت اسيب الشغل
عابد : مش بتقول فاضل لك سنة على المعاش
ليعلم سليم على الفور ان عابد بعيدا تماما عن تهد.يد المنشاوى و داوود من بعده ، فقال : مانا مش عاوز افضل قاعد من غير ما اعمل اى حاجة كده ، عاوز ابتدى من دلوقتى بحيث انى لما أتفرغ فعلا .. يبقى فى شغل جدى ببجيبلى عائد محترم ، و ماتقوليش ودايع بقى و الكلام ده .. انا عاوز استثمار فعلى
عابد و قد بدأ الاهتمام يظهر جليا على محياه : طب و انت عاوز استثمار من انهى نوع يعنى
سليم و كأنه يقدم بعض الاقتراحات : الاول كنت بفكر فى التجارة ، بس لقيت انى مش بفهم فى الكلام ده ، ففى حد صديق ليا برة كان اقترح عليا موضوع التمويل العقارى
عابد : بس التمويل العقارى ده ان حد يبقى عنده الارض و انت اللى تمولها و تبنيها ، لكن انت اصلا عندك بدل قطعة الارض اتناشر
سليم بابتسامة خبيثة : مانا ممكن ابيع حاجة و ابنى حاجة .. كده يعنى
عابد : يعنى هتببع حتة ارض مثلا و تبنى بيها حتة تانية من ارضك برصة
سليم : مش بالظبط كده .. لانى مش متواجد عشان اتابع الكلام ده بنفسى
عابد : اومال ازاى
سليم : حد يبقى عنده ارض مثلا و عاوز تمويل ، و انا امولهاله
ليرتسم بريق الطمع بعينا عابد الذى قال على الفور : خلاص .. مولنى انا
سليم و هو يتصنع الدهشة : و هو انت محتاج تمويل
عابد : الارض اللى سابهالى المنشاوى الله يرحمه كبيرة جدا و اعتقد انى ما املكش تكاليف تمويل البنا عليها زى ما انا عاوز
سليم : و انت عاوز تعمل ايه
عابد : منتجع سياحى ، الارض على البحر مباشرة و ممكن يتعمل عليها منتجع على احدث طراز .. بس محتاجة تمويل جبار
سليم و كأنه يعيد حساباته : هو لو امكن تورينى الارض و تسيبنى يومين اتين اشوف حساباتى و ارد عليك ، تكون انت شفتلنا حد يعمل لنا مقايسة مبدأية للتكاليف عشان انا كمان اشوف امكانياتى .. ماتنساش ان دى فلوس البنات
عابد بحماس : ااه طبعا حقك ، و لو تحب تشوف الارض دلوقتى احنا معانا وقتنا ، راس البر مش بعيدة يعنى .. ياللا بينا
و عندما هاتف عابد ابنه .. كان ليبلغه بانه بصحبة سليم و بطريقهما الى راس البر لمعاينة الارض التى تركها له المنشاوى
اما بالحديقة .. فكانت نانسى تجلس بصحبة ابنتيها امام حوض السباحة .. لتقول سيلا بامتعاض : هو احنا هنرجع اليونان امتى بقى ، انا زهقت
نانسى : هو احنا لحقنا ، و بعدين اصبروا لما نشوف بابا هيعمل ايه
سالى بنبرة حقد : هو بابا هيستقيل فعلا من الخارجية
نانسى بقلق : انتى جيبتى الكلام ده منين
سالى بتأفف : نفسى تبطلوا تتعاملوا معانا على اننا اطفال ، احنا عارفين كل حاجة
نانسى : عارفين ايه انطقى
سالى بامتعاض : عارفين اللى بيبقى فى الحقيبة الدبلوماسية بتاعة بابا يا ماما ، و عارفين ان جد اختنا العزيزة كان بينخرب وراه و هد.ده بانه لازم يقدم استقالته ، انتو بس اللى مفكرين ان الساوند فرى دايما حاجبة كلامكم عننا
نانسى بفضول : طب ايه يعنى .. مش شايفة حد منكم مهتم
سيلا : انا اللى يهمنى اننا نمشى من هنا
سالى : ده بعد ما بابا ياخد أرضه كلها من الست رنيم ، مش هم شايفين ان دى فلوس حرام .. يسيبوها بقى ، نفسى اعرف بابا بيفكر فى ايه و عاوز يتمحك فيهم ليه
سيلا بسخرية : عاوز يعمل هوية لفلوسه طبعا ، هيبقى عاوز ايه يعنى
سالى : فى مليون طريقة يعمل بيها كده بعيد عنهم كلهم
نانسى باهتمام : زى ايه بقى
سالى : غسيل الاموال بقى لها طرق كتير اوى
نانسى و قد شعرت ان تلك الصغيرة التى امامها ليست بالبراءة التى كانت تظنها فقالت : و ايه بقى الطرق دى
سالى : يعمل شركة او اكتر على الأوراق و يبقى ليها ربح مغسول
او مثلا يدور على شركة او اكتر خسرانة و اكنه قومها من تانى و ابتدت تكسب من اول و جديد
او يشترى كازينو قمار مثلا