منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الثانى

حتى كان يوما من ايام تواجد نانسى بمصر ، و كانت سيلا تنحدث مع سامر على الفيديو كول و كان يقول لها : بس كلام باباكى مش معناه انى ما احاولش معاه مرة و مليون يا سيلا ، انتى ليه فاقدة الامل بالشكل ده
سيلا : انا مش فاقدة الامل و لا حاجة ، انا بس عارفة بابا و ماما و تفكيرهم ، زى ما أنا متأكدة ان سالى هى اللى ورا كل اللى حصل ده
سامر : انا مش عاوزك تزعلى كده ، انا فى اقرب فرصة ان شاء الله هحدد معاد مع باباكى و اقابله ، و ان شاء الله اقدر اقنعه و يوافق
سيلا : طب لو ماوافقش .. هنعمل ايه ، هتسيبنى
سامر : ده لا يمكن ابدا
سيلا : ايه رايك لو جيتلك مصر و نتجوز و نحطهم قدام الامر الواقع
سامر : ماينفعش
سيلا : ليه
سامر: اولا لانك بكر .. يعنى لازم اتجوزك بولى ، ماينفعش تجوزينى نفسك
سيلا : و ثانيا
سامر : ثانيا اننا لسه ما عملناش اى محاولة ، خلينا نبدا بالطرق السلمية فى الاول ، و لو انتهت كلها بالفشل .. وقتها نبقى نفكر فى طريقة تانية
ليقابل سليم طلب سامر فى كل مرة بالرفض المتعنت ، حتى تخطت محاولاته المستميتة عشر مرات ، حتى حاولت رنيم التدخل لمساعدة اختها و لكن سليم رفض حتى السماح لها بالحديث ، لتنقل فشلها الذريع الى سيلا بأسف فى مكالمة فيديو ، و لكن سيلا قالت باصرار : انا خلاص فاضل لى حاجة بسيطة اوى و اخلص دراستى بالكامل ، و وقتها هبقى حرة فى التصرف اللى هتصرفه
رنيم : بلاش تعملى تصرف ترجعى تندمى عليه بعدين يا سيلا
سيلا : انا هتجوز سامر يا رنيم مهما كان راى بابا و ماما ، دى حياتى انا مش حياتهم هم
رنيم : ما فكرتيش انك لو عملتى كده .. ان بابا و مامتك ممكن يقطعوا علاقتهم بيكى تماما
سيلا بسخرية : و من امتى كان فى علاقة من الاساس ، ده انا حتى بحس ان اصلا علاقتهم ببعض كلها قايمة على المصلحة و بس ، انا عايشة فى بيئة موبؤة يا رنيم ، يوم ماجينا مصر عشان نعزيكى فى جدك .. كنت جاية غصب عنى لمجرد انهم كانوا عاوزبن يفهموكى انهم مهتمين بيكى و جانبك ، لكن الحقيقة ان بابا كان عاوز يعرف جدك هيسيبلك ايه و هو كل تفكيره ازاى يحط رجله فى المصنع بتاعكم عشان يغسل فلوسه
رنيم بصدمة : انتى بتقولى ايه يا سيلا .. غسيل فلوس ايه ده اللى بتتكلمى عنه
سيلا : بقول لك الحقيقة اللى لازم تفهميها يا رنيم ، كل الاراضى اللى بابا كان شاريهالك باسمك مصدرها مشبوه من استغلال حصانته و حقيبته الدبلو.ماسية فى التهر.يب ، و عشان كده كان بيستغل اسم جدك و ثروته و ان الارض ماحدش هيربطها بيه طالما باسمك انتى مش باسمه هو ، و كمان لازم تعرفى ان جدك عرف الحقيقة دى قبل ما يمو*ت و هد.ده انه لو ما قدمش استقالته هيبلغ عنه ، و بعد ما اتطمن شوية بمو*ت جدك اتفاجئ ان جوزك بيكمل اللى جدك عمله ، و كمان هد.ده انه لو مانفذش اللى جدك طلبه منه
مش هيسلمه الارض بتاعته اللى باسمك ، و عشان كده قرر فى الاخر انه فعلا يقدم استقالته عشان يقدر يسترد الارض منك من تانى و يعمل مشروعه مع بابا داوود
رنيم بصدمة : عشان كده جدو و داوود كانوا دايما بيحذرونى منه

اللهم اكرمني بكرمك ، و افتح لي من أبواب رحمتك و سعتك ، و اغفر لي ما قدمت و ما اخرت .
13
#وتكالبت عليهما الذئاب
الفصل الثالث عشر
رنيم بصدمة : عشان كده جدو و داوود كانوا دايما بيحذرونى منه
سيلا بضيق عندما رأت دموع رنيم : ما تخلينيش اندم انى قلتلك حاجة زى دى ، انا من يوم ما قربت منك و حبيتك و عرفت يعنى ايه اخوات بجد و انا عاوزة اقول لك .. بس كنت خايفة عليكي من صدمتك دى ، بس الحقيقة و انا حتى من قبل ما اقرب منك و انا شايفة انك اكتر واحدة لازم تعرفى الكلام ده ، لانك اكتر واحدة تم استغلالك منه
رنيم و دموعها ما زالت تتساقط على وجنتيها : يعنى كلكم كنتم عارفين الا انا
سيلا بامتعاض : ايه اللى فى ايدك يا رنيم عشان تعمليه
رنيم : لو كنت عرفت من زمان .. كنت على الاقل واجهته من وقتها
سيلا : و بعد ما تواجهيه
رنيم : اكيد كان هيتحرج من انى اعرف حاجة زى دى ، اكيد كان هيبعد عن الحاجات دى خالص
سيلا بسخرية : يا رنيم .. يمكن بابا يكون ظاهريا قلق من تهديد داوود الاخرانى ليه ، لكن انا متأكدة انه لولا لقى نفسه مش هيعرف يسترد الارض بتاعته منك بسهوله بعد تهد.يد داوود ، و كمان لقى انه هيستفيد اكتر من شغله مع عمو عابد .. ماكانش اتنازل بسهولة ابدا عن شغله ده
رنيم : انتى مامتك عارفة الكلام ده
سيلا و هى تدير نظرها بعيدا : و كانت بتشجعه كمان ، و ساعات كانت بتجيبله بنفسها بعض العمليات اللى عملها و كانت بتاخد نسبتها منها
رنيم بذهول : ازاى كده .. ازاى
سيلا : و قبل ما تسألى .. سالى كمان عارفة و موافقة و مش فارق معاها
رنيم بفضول : طب و انتى
سيلا : انا ايه
رنيم : ليه ما اعترضتيش
سيلا بشرود : لحد كام شهر فاتوا ماكانوش يعرفوا اصلا ان انا و سالى نعرف حاجة ، كانوا دايما بيتكلموا براحتهم لما بيشوفوا السماعات على وداننا ، لحد ما فى مرة كنا بناكل و كنت بسمع شرح محاضرة عندى و الفون فصل شحن ، فسيبت السماعة على ودنى و قلت اما اخلص اكل ابقى اشيلها ، و لما سمعت بابا و ماما و هم بيتكلموا عملت نفسى مش معاهم و الصراحة الصدمة كمان كانت مخليانى مش عارفة حتى ابصلهم
يومها اما دخلت اوضتى كنت هتجنن ، و كنت حاسة انى هنهار ، فقررت اقول لسالى ، و اللى ردها عليا صدمنى بزيادة
رنيم : ردت عليكى قالت لك ايه
فلاش باك
كانت سالى تستمع الى سيلا بجمود حتى انتهت من كل ما بجعبتها فقالت ببرود : طب ما انا عارفة ، بس انتى مالك مخضوصة كده
سيلا بصدمة : عارفة .. و كمان مش عاوزانى اتخض لما اسمع كل الكلام ده ، عاوزانى اعمل ايه لما اعرف ان شغل بابا كله مشبوه ، و كمان ممكن فى اى لحظة جد رنيم يبلغ عنه و تتهد سمعته و سمعتنا كلنا
سالى : فى مثل بيقولوه فى مصر كنت سمعته من بابا قبل كده .. المثل ده بيقول .. اللى بيقول ما بيعملش و اللى بيعمل مابيقولش
سيلا بعدم فهم : يعنى ايه .. مش فاهمة
سالى : يعنى لو جد رنيم فعلا كان ناوى يعمل حاجة كان عملها من زمان ، لكن واضح انه خايف على مشاعر رنيم و مش عاوزها تعرف ، و بيحاول يخوف بابا بس عشان ما يعملش كده تانى
سيلا : بس انا بجد مش عاوزاه يعمل كده تانى
سالى باستنكار : انتى عبيطة .. انتى مفكرة لو بابا ماكانش بيعمل الشغل ده كنا عيشنا فى المستوى ده
سيلا : ما كل زمايله عايشين فى مستوى كويس ، ااه مش زينا بس برضة مش وحش
سالى : بابا معظم فلوسه من شغله ده بيحولها فورا لاراضى باسم رنيم ، و عشان كده بيصرف دخله من الخارجية بالكامل علينا من غير ما يحوش منهم حاجة ، و عشان كده احنا عايشين فى المستوى ده .. فهمتى
سيلا : يعني انتي موافقة على اللى بيعمله ده
سالى : انا مايفرقش معايا يعمل ايه ، انا كل اللى يهمنى انى اعيش فى المستوى اللى انا عاوزاه و بس
عودة من الفلاش باك
رنيم بجمود : طالما تفكيرها بالشكل ده .. يبقى مش المفروض استغرب اللى بتعمله معايا و بتقولهولى
سيلا بفصول : بتعمل معاكى ايه
رنيم : دايما بتحاول تحرجنى و تجرحنى قدام داوود ، دايما بحسها عاوزة توضحله انى اقل منها ، او انى ماكنتش اليق بيه و مستكتراه عليا
سيلا : اوعى تاخدى على كلامها ده يا رنيم ، هى فعلا مستكتراه عليكى ، بس ده لانها بتغير منك كل ما بتشوف حب داوود ليكى و اد ايه حريص على مشاعرك
رنيم بابتسامة و هى تنظر لسيلا عبر شاشة هاتفها المحمول : عمرى ما تصورت فى يوم ان انا و انتى تبقى علاقتنا بالشكل ده
سيلا : انا بالذات و اللا تقصدى انا و سالى عموما
رنيم : فهمتيها لوحدك اهو
سيلا : الصراحة انا كمان كان عندى نفس الفكرة ، و خصوصا وقت ماجينا لما جدك مات
رنيم : اشمعنى بقى
سيلا بتنهيدة : مش عارفة هتفهمينى و اللا لا
رنيم : اتكلمى على راحتك و انا هحاول افهم
سيلا ببعض الشجن : اول ما وصلنا عندكم .. حسيت اننا ضيوف غير مرغوب فيهم ، و بعدين لما شفتك مع بقين و داوود و كمان رغدة صاحبتك .. حسيت انك مش محتاجلنا ، حسيت انك مش زينا و لا احنا زيك ، لقيت كل حاجة فيكى من غير رتوش ، حسيت جواكم دفا لبعض عمرى ماشفته و لا حسيته حتى مع بابا و ماما ، لقيت اننا ….
رنيم : انتو ايه .. ليه سكتتى ماتكملى
سيلا : كنا عاملين زى الممثلين اللى على المسرح و الملقن عمال يقول لهم يقولوا ايه و يعملوا ايه ، ما بنتصرفش بطبيعتنا اللى لو كنا اتصرفنا بيها ماكانش حد ابدا قدر انه يكمل معانا خمس دقايق على بعض
و عشان كده كنت على طول بهرب بالنوم او حتى التمثيل انى نايمة عشان ما احتكش بحد كتير ، و كنت عمالة ازن انى ارجع اليونان فى اقرب فرصة
لحد اليوم اللى شفت فيه سامر.. كانت اول مرة تقريبا اتكلم فيها مع حد من وقت مانزلت مصر ، لقيتنى مبسوطة بجد انى لقيت حد بيكلمنى ببساطة من غير ما يتجنبنى
رنيم باعتذار: انا اسفة انى كنت متجنباكم ، بس معاملة سالى خلتنى اخاف احتك بيكم
سيلا : عذراكى .. بس انتى ناوية تعملى حاجة فى موضوع بابا
رنيم : اكيد .. بس لازم افكر الاول كويس و ادرس خطواتى الجاية .. عشان ابقى على الاقل متوقعة رد الفعل ، بس انا عاوزاكى ماتتسرعيش فى موضوع سامر يا سيلا
سيلا : كده كده مش هاخد اى خطوة قبل ما اخلص دراستى على الاقل
رنيم : و انا معاكى فى اى وقت
بعد ان انهت رنيم محادثتها مع سيلا .. اتجهت لغرفة المكتب و التى كان داوود بداخلها يدرس بعض المناقصات التى يريد المشاركة بها لينتبه على صوت عصاة رنيم و هى تدلف اليه ، فيرفع رأسه اليها بابتسامة قائلا : انا فكرتك نمتى
رنيم : كنت بتكلم مع سيلا
داوود بأسى : كنت عارف من زمان ان باباكى لا يمكن يوافق على سامر
رنيم : ليه
داوود : تقصدى ايه بليه دى
رنيم : اقصد ليه كنت متوقع رفضه ده و كنت متاكد منه كمان
داوود : عشان عارف ان المادة بتفرق مع باباكى ، و عارف ان سامر رغم انه مستواه المادى مش بطال ابدا .. بس لا يقارن ابدا بثروة باباكى
رنيم : حتى برغم ان ثروته مشبوهه
داوود بصدمة : انتى بتقولى ايه يا رنيم .. و جيبتى الكلام ده منين
رنيم بحزن : انا عرفت كل حاجة يا داوود ، عرفت ليه جدو الله يرحمه قاللى فى مرة انه خايف عليا من قرب بابا منى اكتر من بعده عنى
عرفت ليه صمم ما ابلغش بابا بكتب كتابنا وقتها ، و كمان عرفت ليه بابا كان بيكتب كل الاراضى دى باسمى
لينهض داوود من خلف المكتب و يلتف ليجلس قبالتها و يتناول كف يدها قائلا بتعاطف : مين اللى قال لك
رنيم و هى تمسح عبرة فرت من عينيها : سيلا ، و اللى كانت عارفة من فترة زيها زى سالى زى طنط نانسى .. كلهم عارفين و مبسوطين و موافقين ، ماعدا سيلا
داوود : انا اول مرة اسمع الكلام ده
رنيم : ليه ماقلتليش
داوود : ماقلتلكيش لانى ماكنتش هقدر اشوفك و انتى بالوجع ده زى مانا شايفك دلوقتى
جدى اول ما عرف .. كنتى اول حاجة جت على باله و بالى .. قاللى رنيم لو عرفت هتتوجع و مش هقدر اشوفها ابدا و هى موجوعة
و انا كمان يا رنيم .. دموعك اللى شايفها فى عيونك دى حاسسها نازلة على قلبى بتكويه
رنيم : ليه يا داوود .. كان ناقصه ايه عشان يعمل كده ، ليه يعمل فيا كده ، ليه يقبل الحرام على نفسه و عليا انا و اخواتى .. ليه
داوود : ارجوكى تهدى

رنيم باصرار : انا عاوزة المحامى بكرة الصبح يبقى محضر لى عقود بيع و شرا بباقى ارضه اللى لسه باسمى و بكل الحاجات كمان اللى كان جايبهالى ،
الحاجات دى كلها .. لازم مايبقاليش بيها اى علاقة من النهاردة و من اللحظة اللى احنا فيها دى
داوود : حاضر .. بس اهدى
رنيم : كلم المحامى دلوقتى ، و قول له ان العقود لازم تبقى فى ايدى فى اسرع وقت
داوود : حاضر بس فهمينى ناوية على ايه
رنيم : هتعرف كل حاجة فى وقتها
بمنزل يقين .. كان حبيب يجلس فوق الفراش ، و يعمل على حاسوبه النقال ، و بجواره يقين و هى تتصفح مواقع التواصل الاجتماعى .. حتى قربت شاشة هاتفها من حبيب و هى تقول : بص يا حب البنوتة القمر دى
لينظر حبيب الى ما تشير اليه ليجد فتاة صغيرة لا بتجاوز عمرها العام و نصف بضحكة براءة تخلب الالباب .. فقال بابتسامة واسعة و هو يشير بعينيه الى بطنها : زى القمر يا قلبى بس بنتنا هتبقى احلى
يقين و هى تربت على بطنها المسطحة و تقول : و انت بقى جيبت الثقة دى منين ان البيبى هيبقى بنت
حبيب : عشان من ساعة ما عرفتى انك حامل و انتى ما بتتفرجيش غير على هدوم البنات و صور البنات يا حبيبتى
يقين : هو الصراحة الصراحة .. انا فعلا نفسى فى بنت ، بس طبعا هفرح باللى ربنا هيرزقنى بيه
حبيب : ان شاء الله تقومى بالسلامة و ربنا يرزقنا بالخلف الصالح
يقين : يارب يا حب ، و يرزق داوود و رنيم يارب
حبيب : ان شاء الله يحصلونا قريب

انت في الصفحة 11 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل