منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الثانى

اما رأفت فكان يجلس بالشرفة و هو يحدث رغدة و يقول : يا بنت الناس مش كفاية كده بقى ، عاوزين نتلم فى بيتنا و نعيش حياتنا زى بقية الخلق
رغدة : ادى اللى كنت عاملة حسابه ، خطوبتنا يادوب عدى عليها كام شهر و انت عاوز تحمرق و ماتكملش السنة للاخر
رأفت : كام شهر يا مفترية .. احنا عدى على خطوبتنا دلوقتى سبع شهور
رغدة بتوعد : برضة السنة لسه قدامها خمس شهور على ما تخلص ، و لما تخلص ابقى اقرر وقتها نحدد معاد و اللا لا
رافت بصدمة : افندم
رغدة : ايوة طبعا اومال انت فاكر ايه .. انا قلتلك من الاول ان السنة دى عشان اقدر اعرف طباعك كويس و كمان احدد مشاعرى من ناحيتك ، و اشوف ان كنت هقدر استمر و اللا لا
رافت بجمود : تقصدى انك لحد دلوقتى .. حاسة انك لسه مش قادرة تحددى مشاعرك من ناحيتى
رغدة باندفاع : ايوة طبعا لسه
ليسود الصمت بينهما لوهلة حتى عضت رغدة على لسانها ببعض الندم بعد ان شعرت انها ربما تكون تهورت فى ردها ، و عندما طال الصمت نظرت بشاشة هاتفها ظنا منها إن رأفت قد قطع الاتصال ، الا انها وجدته لازال معها على الهاتف فقالت بتردد : هو انت نمت و انت بتكلمنى و اللا ايه
رافت ببرود لم تتوقعه : ابدا .. انا قلت اشوف بس لو حابة تقولى حاجة تانى عشان بس ابقى فاهمك
رغدة : لا خلاص .. انا خلصت كلامى
رافت : ماشى .. هسيبك بقى عشان عندى شغل بدرى .. تصبحى على خير
و قبل ان تتمكن رغدة من ان ترد سلامه سمعت صوت انقطاع الخط ، لتبعد الهاتف عن اذنها و هى تنظر اليه بصدمة و هى تقول بعدم تصديق : قفل السكة فى وشى .. بقى كده .. ماشى يا رأفت ، ابقى شوف مين اللى هتكلمك و اللا تعبرك
اما رنيم فبعد ان استلمت عقود البيع التي صنعتها لوالدها بالارض المتبقيه باسمها قررت ان تذهب اليه في المنتجع الذي يقوم بانشائه مع عابد
وعندما حاول داوود ان يصحبها في تلك السفريه ، رفضت بشده فى البداية ، ولكنها رضخت اليه مرة اخرى امام اصراره ، ولكنها اشترطت عليه ان لا يتدخل في اي حديث بينها وبين سليم بل واصرت ان لا يحضر حديثهما معا
وعند وصولهما الى المنتجع بحثت رنيم عن والدها بمساعده داوود حتى رأووه من بعد وهو يتقدم منهما وهو يرسم على ملامحه الدهشه من وجودهما في المنتجع وسط الانشاءات
و عندما اقترب منهما قال بفضول : انتم جايين زياره ولا في حاجه ضروريه خلتكم تيجوا لحد هنا
رنيم ودون ان تحيي والدها قالت بجمود : في موضوع مهم محتاجة انى اتكلم معاك فيه دلوقتي
سليم ببعض الدهشة : طب مش لما تستريحوا الاول من المشوار
رنيم : احنا مش جايين على رجلينا .. احنا جايين بالعربيه ، ولو سمحت احنا محتاجين اننا نرجع الليله دي دمياط وعشان كده يا ريت تشوف مكان نقعد نتكلم فيه انا وانت لوحدنا على انفراد
سليم : تعالوا فى المكتب .. ده حتى عابد جوة
لتستوقفه رنيم مره اخرى وهي تقول بجمود : عاوزه اقعد معاك لوحدنا على انفراد ثم التفتت الى داوود قائله لو تحب تدخل تسلم على خالو لحد ما اخلص كلام مع بابا وهبقى اكلمك تيجي لي عشان نمشي مع بعض
داوود بتفهم : ماشى يا حبيبتى .. انا هروح اسلم على بابا على ما تخلصى
وبعد انصراف داوود تاركا اياها بصحبه سليم نظر اليها سليم باستنكار قائلا : هو في ايه . ايه المهم قوي اللي مخليكي عامله بالشكل ده وعايزه كمان تتكلمي معايا فيه واحنا لوحدنا
رنيم : دي ثالث مره اطلب من حضرتك تشوف لنا مكان نقعد نتكلم فيه براحتنا من غير ما حد يسمعنا
لينظر اليها سليم ببعض الشك ثم يصطحبها الى منطقه شبه معزوله بعيده عن ضوضاء العمل وعن العمال واجلسها على بعض الصخور قائلا : متهيألى ما فيش مكان ممكن نتكلم فيه من غير ما حد يسمعنا احسن من هنا .. اتفضلى اتكلمي انا سامعك
لتمد رنيم يديها باتجاه سليم وهي تحمل ملفا مغلقا وتقدمه له قائله : اتفضل .. دي عقود بيع وشراء مني ليك ببقيه الارض اللي انت كنت كاتبها باسمي كلها ، و كمان الكام عقار اللى كنت مهادينى بيهم ، واظن كده ما يبقاش ليك اى حاجه تاني عندي
سليم بذهول : و اشمعنى
رنيم و هى تطحن ضروسها غضبا : اشمعنى .. الحقيقه ده السؤال اللي انا عايزه اسألهولك .. اشمعنى
سليم بحدة : هو انتى جايه تكلميني بالالغاز وعايزاني كمان ارد عليكى ، مش لما افهم الاول انتى بتسالي على ايه ابقى اقول لك على اللى انتى عايزاه و ارد عليكى
رنيم : اشمعنى انا اللي اخترتني علشان تعملني برافان وتخبي ورايا فلوسك المشبوهة ، اشمعنى انا اللي قررت انك ترميني وسط المشاكل والهموم دى من غير ماتفكر فى صدمتى و مشاعرى يوم ما اعرف الحقيقة ، ما كفكش انك كنت رامينى لجدو طول السنين اللي فاتت دي كلها ، ما كفكش انك ما كنتش بتعرف عني حاجه بالشهور
ده انت حتى ايام الحادثه بتاعه رجلى جيت بصيت عليا مره واحده زيك زي الغريب وما شفتكش بعدها من تانى
ويوم ما افتكرت اني ممكن اكون بحتل ولو جزء صغير في بؤره اهتمامك يوم ما كنت بتشتري الارض وتكتبها باسمي .. كنت اقول يمكن بيحاول انه يعوضني عن بعده و غيابه ، رغم ان جدو مش مخليينى محتاجه حاجه ولا عايزه حاجه ، لكن يمكن بيقوللى انا كمان اهو فاكرك ، وبعد كده رجعت قلت لي ان الارض دي مجرد امانه عندي قلت ماشي
ده بيستامني على ماله يعني بيثق فيا وواخدني على اني بنته الكبيره وفرحت ، اقوم اتفاجئ بعد كل ده اني مجرد كوبري مش اكثر او ستاره ، بمجرد برافان بتستخبى ورايا او بالاصح بتخبي فلوسك المشبوهه ورايا ، ورا اسمي و اسم جدو الله يرحمه
سليم بوجوم : انتى جبتى الكلام الفارغ اللي انتى بتقوليه ده منين ، جوزك هو اللي حط الكلام الفارغ ده في دماغك مش كده ، هو اللي فهمك ان فلوسي وحشه وملطوطه ومش حلال ومشبوهة .. مش كده
طب ما سالتيش نفسك الكلام ده لو كان حقيقي ازاي ابوه شاركني في المنتجع اللي احنا بنعمله مع بعض دلوقتي ، يعني هو جوزك بس هو اللي خايف لتكون فلوسي مشبوهه وابوه عادي مش فارق معاه ، مش تفكرى فى الكلام اللي انتى سمعتيه الاول قبل ما تيجي تبخي لي الكلمتين اللى جوزك حشاهم فى دماغك دول في وشي
انا ما اعرفش جوزك اساسا مش طايقني ليه ، شكله وارث الغل والحقد من جدك ، هو كمان ما كانش بيحبني ، وتلاقيه هو اللي زرع الحاجات دي كلها في دماغه
رنيم بسخرية : اسمح لي اصدمك واقول لك ان داوود اتفاجئ اني عرفت وحزن لانه كان مصمم انه يخبي عليا لاخر يوم في عمري ، كان خايف عليا من الصدمة ، واحب اقول لك كمان ان اللي قال لى الكلام ده اخر شخص ممكن ييجي في دماغك ان هو اللي قاللى
وعشان كده انا متاكده ان كل كلمه سمعتها مظبوطه مية فى المية ، ده انا حتى عاتبت داوود انه ما قالليش ، و اتاكدت اكتر من الكلام اللى عرفته وعشان كده انا جاية ارجع لك حاجتك كلها لاني ما ينفعش ابدا ان ابقى عارفه ان في حاجه مشبوهه مكتوبه باسمي واخليها معايا
و دلوقتي حاجتك عندك بالكامل ، واحب اقول لك اني اسفه جدا .. طول ما انت محتفظ بالفلوس المشبوهه دي .. مش عايزه يبقى لي اى علاقه بيك بعد كده .. و زى ما كنت شايلنى من حساباتك العمر ده كله ، انا اللى هشيلك من حساباتى بقية عمرى كله .. بعد اذنك
لتتركه رنيم في صدمته وتعود الى النقطه التي كانت تقف فيها مع داوود وهي تبحث بعينيها عن سيارتهما حتى وجدتها تصطف على بعد فذهبت اليها بعد ان وضعت هاتفها على اذنها وحادثت داوود طالبه منه لقياها عند السياره
وما ان وصلت الى السياره بخطواتها البطيئه الا ووجدت داود خلفها وبصحبته عابد الذي كان يقول لها بلكنه بها بعض العتاب : هو انت يا روني ما لكيش حد هنا غير باباكي و اللا ايه ، جيتى تسلمي على باباكى بس وما فكرتيش حتى انك تقولي اسلم على خالو كمان
لتلتفت رنيم الى عابد وهي تقول بمسحه حزن تملا عينيها : هو حضرتك عارف ان بابا فلوسه اللي شاركك بيها دي مشبوهه يا خالو
عابد بصدمة : ايه الكلام الفارغ اللي انتى بتقوليه ده يا رنيم حد يقول الكلام اللي انتى قلتيه ده
رنيم باصرار : حضرتك كنت عارف ولا ما كنتش عارف ، بس انا متاكده انك كنت عارف ورغم ذلك شاركته ، ازاي تقبل انك تشاركه بفلوسه وانت عارف مصدرها شكله عامل ازاي ، لو كان جدو عايش ما كانش هيسمح ابدا بالمهزله دي
و عشان تبقى عارف .. انا خلاص رجعت لبابا كل الحاجات اللي كان كاتبها باسمي و ما بقاش عندي ليه اي حاجه مشبوهة ، ولا بقى ليا وياه اي صله بعد كده ، يلا يا داوود بعد اذنك انا تعبانه ومحتاجه ارجع البيت
لتفتح باب السياره من جهتها وتجلس دون النظر الى عابد ، ليتجه داوود بدوره الى مقعده ويدير السياره ويتحرك بها دون ان يتحدث مره اخرى الى ابيه
لتخلف السياره وراءها الكثير من الغبار والعادم واثناء وقوف عابد وهو يشاهد اختفاء السياره من امامه وعلى ملامحه الصدمه يجد سليم من ورائه يقول : مشيوا خلاص
عابد بانتباه و ببعض الخبث : ايوة .. هم كانوا جايين ليه ، مالها رنيم .. شكلها في حاجة مزعلاها ، هى اشتكتلك من حاجة
سليم و هو ينظر الى عابد و كأنه يثبر اغواره : شكلها زعلانه ان انا ما بزورهاش كثير ، بتقول لي وجودك في اليونان زي وجودك فى مصر مش فارق ولقيتها جايبه لي بقيه الارض بتاعتي اللي كانت عندها عملت لي عقود بيع وشراء وجابتها لى لحد هنا وقالت لي علشان ما تبقاش تتعب نفسك مخصوص وتجيني بسببها
عابد بسخرية : معلش .. ابقى روح زورها عشان ما تزعلش
سليم و هو يتركه مبتعدا اتجاه مسكنه : انا ما عنديش وقت للانسانيات دي ، اما ابقى افضى و الاقى ان المنتجع وقف على رجليه ابقى ساعتها ابص لبقيه الحاجات التانيه ، انما انا دلوقتي ما يهمنيش غير المنتجع وبس
وعندما وصل سليم الى مسكنه .. وجد نانسي تجلس وهي تشاهد التلفاز وما ان رأته قالت باستغراب : ايه اللي جايبك دلوقتي ، ايه .. جعان و محتاج تاكل و اللا محتاج حاجه
سليم : في شويه اوراق مهمين عايز احطهم في الخزنه
نانسى : اوراق ايه دى
سليم : رنيم كانت هنا وجابت لي عقود بالبيع والشراء بباقي الارض بتاعتي اللي كانت لسه باسمها
نانسى بدهشة : واشمعنى .. انت اللي طلبت منها تعمل كده
سليم بعد وضع الاوراق بالخزينة و اغلاقها مرة اخرى : هو في حد تاني اللي قال لها مش انا
نانسى : مش فاهمة
سليم : في حد بلغ رنيم بالشغل بتاعي وعلشان كده لقيتها جايبه لي العقود ، و قالت انها مش عايزة يبقى لها صله باي حاجه مشبوهة تخصني
نانسى ببعض الدهشة : اخر حاجه كنا نتوقعها ان داوود يقول لها على اى حاجه بخصوص الموضوع ده
سليم : بتقول ان مش داوود اللي قال لها
نانسى : مش داوود ! و لما مش داوود .. اومال هيبقى مين يعني

انت في الصفحة 12 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل