منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الثانى

فاتن : انا قلت اعرفك ان انا و رغدة مش هنبقى موجودين فى البيت الكام يوم الجايين دول
رأفت بانتباه : ليه يا ماما .. خير .. مسافرين و اللا ايه
فاتن : ااه .. علية اختى تعبانة شوية و هنروح نبص عليها و نشوفهم لو محتاجين حاجة و نرجع ان شاء الله
رأفت و قد بدت الكآبة تحتل صوته : هتسافروا امتى
فاتن : هننزل بعد العصر كده ان شاء الله نشوف اوبر و اللا عربية اجرة و نتوكل على الله
رافت : مش هتساقروا بالعربية
فاتن بنفى : لأ .. بقلق على رغدة تسوق فى طريق السفر ، الاجرة احسن
رأفت بتردد : طب ماتخلينى اوصلكم
فاتن بابتسامة تنير وجهها و هى تدعى الاعتراض : لا يا حبيبى مش عاوزة اعطلك ، و كمان هتبقى راجع من شغلك تعبان و اكيد هتبقى محتاج تستريح
رأفت بلهفة : خالص و الله .. و بعدين كمان عشان سامر ما ياخدش على خاطره انى ما سألتش على طنط علية
فاتن و هى تدعى الاحراج : يعنى مش هيبقى عطلة و لا تعب عليك
رأفت : لا يا حبيبتى ماتقلقيش .. انا هخلص كام حاجة فى ايدى كده و هعدى عليكم على طول ، و هكلمك قبل ما اطلع من المكتب عشان تجهزوا .. ماشى
فاتن بصدق : الهى ما انحرم منك و لا من ذوقك ابدا يا حبيبى .. ياللا مش هعطلك اكتر من كده عشان تلحق تخلص اللى وراك ، سلام
و بعد ان اغلقت الخط نظرت لرغدة بكيد قائلة : شاب زى الورد و محترم و كله ذوق.. خسارة فيكى
رغدة و هى تحاول اخفاء سعادتها : متشكرة ، ده عشمى فيكى برضة
فاتن : اتفضلى على المطبخ شوفى هتعمليله ايه ياكله فى السكة
رغدة : ايه .. هعمل ايه يعنى طيب ، ما تقوليلى
فاتن : انا متبلة شاورما من امبارح .. روحى سويها و اعمليها سندوتشات و حطيها فى الحافظة
و حضرى عصير و نسكافيه
رغدة بامتعاض : هو احنا طالعين رحلة
فاتن : لا ياختى ، طالعين نصالح الغلبان اللى ك/سرتى قلبه و نفسه
رغدة : اوعى تكون خالتى مش تعبانة بصحيح
فاتن بمرح : بعد الشر على خالتك .. انتى هتبشرى عليها ليه
رغدة باستنكار : يعنى كل ده كان فيلم منك عشان تصالحيه يا فاتن
فاتن بكيد : و ما اصالحهوش ليه ان شاء الله ، اخسره انا بسبب دماغك اللى عاوزة ظبط زوايا بتاع ايه انا مش فاهمة ، ذنبى ايه انا اتحرم من الجدع اللى زى البلسم ده بسبب طولة لسانك و مخك التخين
روحى اجرى اعملى اللى قلتلك عليه على ما اكلم خالتك و ااكد عليها انى عملت بنصيحتها و كله تمام
رغدة بصدمة : و كمان الخطة من الاساس خطة علية مش خطتك يا فاتن
اما رنيم فمنذ ان واجهت ابيها بمعرفتها بماضيه المشين ، كانت قلما تتحدث الا للضرورة ، فقد لاحظ داوود دخولها فى حالة اكتئاب شديدة
فكانت تذهب الى العمل و تؤدى عملها على الوجه الامثل و بكل دقة ، و لكنها لا تتفاعل مع من حولها الا للضرورة القصوى ، و كلما يسألها احد عن سر صمتها تنظر اليه دون اى تعبير او رد
حتى ان يقين عندما لاحظت ما يحدث ظنت بان هناك خطب ما فى علاقة رنيم و داوود ، فذهبت الى اخيها بمكنبه و قالت بفضول : هو انت مزعل رنيم يا داوود ، او حصل بينكم اى حاجة
لكن داوود و رغم علمه بما وراء سؤالها قال : ليه بتقولى كده
يقين : مش انا بس اللى بقول على فكرة ، المصنع كله ملاحظ اللى هى فيه و الكل بيقول ان فيها حاجة مش طبيعية
ثم همست بتردد : هى رنيم زعلانة عشان انا حملت و هى لسه
داوود باستنكار : ايه الكلام الفارغ اللى انتى بتقوليه ده
بقين : طب ايه .. ايه اللى عامل فيها كده
داوود : هى بس واخدة على خاطرها من باباها شوية
يقين: عمو سليم .. ليه
داوود : يعنى .. لما حاولت تتدخل عشان حكاية سيلا و سامر.. شبه احرجها و ما عملهاش خاطر ، و انتى عارفة رنيم حساسة اد ايه
يقين : معقول يعنى زعلها للدرجة دى
داوود بتبرير : ما انتى عارفة بقى .. تلاقيها افتكرت إهماله ليها طول السنين اللى فاتت ، و حطت فوقها انه ما عمللهاش خاطر ، فاتأثرت بزيادة
بقين : و انت بقى دورك ايه فى كل ده ان شاء الله ، مش المفروض تخفف عنها
داوود: ده انا عامل لها اراجوز .. بس هى قالتلى سيبنى براحتى و شوية و هفوق ، فقلت اديها مساحتها
يقين بامتعاض : ياعينى عليكى يا رنيم ، جوزك طلع اهبل
داوود بتحذير: اوعى تفكرى انك عشان اتجوزتى هتنسى انى اخوكى الكبير
يقين بسخرية : اخويا الكبير .. اخويا الكبير المفروض يبقى فاهم انه لما تديها مساحتها هتقعد مع نفسها بزيادة ، و الذكريات السودة هتبقى بزيادة ، و الحزن و السواد و الاكتئاب هيبقى له فائض ممكن نصدره برة مع الموبيليا بتاعتنا
داوود : تقصدى ايه
يقين : يا داوود حتة انك تديها مساحتها و اللى انت بتقوله ده يقوله زميلها فى الشغل و اللا حتى بابا و ماما ، لكن انت ماينفعش تقوله ، انت جوزها و المفروض اكتر حد بيحبها فى الدنيا دى زى ما انت بنفسك قلت لها قبل كده ، اللى بيحب ما بيديش مساحة للى قدامه انه يزعل و يكتئب ، اللى بيحب بيلغى المساحة دى من اساسه و يقتحمها و يمسحها باستيكة
كان رافت قد وصل بالفعل امام العقا.ر الذى تسكنه رغده مع امها وبعد الانتظار وجدهما تخرجان سويا من باب العقا.ر وتتجهان نحو سيارته ليخرج من السياره ويتقدم من فاتن قائلا بترحاب : ماما .. وحشتينى
فاتن بحبور : انت اللى وحشتنى اد البحر
رأفت ضاحكا : و الله انتى عسل .. ياللا تعالى اركبى جنبى .. حاجزلك مكان جنب الشباك و مشغل لك التكييف
فاتن صاحكة : ايوة كده .. تعجبنى
وبعد ان جلست فاتن بالسياره التفت رافت مره اخرى اتجاه رغده التي كانت ما زالت تقف امام السياره وبيدها بعض الحقائب فمد يده واخذ منها ما تحمله ووضعه بالمقعد الخلفي ثم فتح لها الباب لتجلس خلف فاتن دون ان يتحدث اليها اكثر من كلمه اتفضلى
لتجلس رغده هي الاخرى دون ان تنبث باي كلمه وهي تتابع حركة رافت بعينيها حتى جلس خلف المقود وقال .. بسم الله.. ياللا بينا
لتدور احاديث عده اثناء الطريق بين رافت وفاتن حتى قالت فاتن موجهه حديثها الى رغده : يلا يا رغده طلعي السندوتشات خلينا ناكل لقمه عشان انا جعانه قوي
رافت : انا قلت هنعدي على المطعم اجيب منه اكل واحنا في طريقنا
فاتن : لا .. مطعم ايه دي رغده عامله ساندوتشات مخصوص عشانك تجنن يستاهلوا بقك
لينظر رافت الى رغده في مرآة السياره ويوجه عنها الحديث لاول مره فقال بلكنة عتاب : وليه خليتيها تتعب نفسها
فاتن : تعب ايه يعني يا ابني اللى تعبته ، ده احنا اللي تعبناك معانا في المشوار بتاعنا ده
رأفت و ما زالت عينيه على رغدة التى نكست رأسها حتى لا يرى عينيها التى ترقرقت الدموع بداخلهما ، و لكنها لم تدرى انه علم ببكائها ، فقال بنبرة رخيمة : ماتقوليش كده مرة تانية .. انا ما عنديش اهم منكم
فاتن : تسلم يا حبيبى ياللا يا رغدة فين الاكل يا حبيبتى .. ياللا ناولى خطيبك

لتوجه رغدة حديثها الى رأفت دون ان تنظر اليه و تقول : هتعرف تاكل و انت سايق ، و اللا تركن على ما تاكل
فاتن : فكرة برضة .. اركن على ما تاكل و بعدين ابقى كمل .. عشان كمان رغدة عملالك النسكافية اللى بتحب تشربه بعد الاكل
ليصف رأفت سيارته الى جانب الطريق و يلتفت بجذعه الى رغدة و يقول : اوعى تكونى حطيتى لبن على النسكافيه
رغدة بهمس : لأ .. عملته بلاك
رافت : و حطيتى سكر
رغدة و هى تناوله شريحة من الطعام مغلفة و موضوعة بداخل مغلف آخر من الورق المقوى و الكرتون المرن : اما تاكل ابقى دوقه .. و لو لقيته محتاج سكر ابقى ازودلك السكر
ليتناول منها الطعام بابتسامة تملأ عينيه قبل شفتيه ، و قام بفتحه على الفور و بدأ فى تناوله بنهم و هو يستمتع بمذاقه الشهى و رائحته الجذابه ، ثم قال لفاتن بمرح : الشاورما دى هى اللى عملاها بجد و اللا جايبنها من عند الحلبى و بثبتينى
لتخجل رغدة و تعلو ضحكات فاتن التى قالت : لا انسى بقى الحلبى و الاكل بتاع برة ده خالص ، ده انا مديالك شيف قمر و بتعمل اكل و لا اكل الفنادق
رأفت و هو يظهر استمتاعه بالطعام : مانا شفت و دقت كمان اهو ، شكلى بعد ما كنت ابو الرشاقة و اللياقة كلها ، هبقى ابو كرش
لتضحك رغدة ملئ شدقيها حتى اغرورقت عيناها بالدموع مرة اخرى و لكن مع فارق الاسباب ، لتجد رأفت يمد بده إليها بعلبة المحارم الورقية و هو يقول بحب : امسحى عنيكى ياللا عشان تاكلى انتى كمان معانا
و عندما استأنفوا الطريق مرة اخرى كان قد ذاب معظم الجليد لتقول فاتن : طالما بقى انك جاى معانا لحد علية و سامر ، احنا ننتهز الفرصة اننا متجمعين و نحدد معاد كتب الكتاب و الدخلة
لتجرى عينا رأفت على وجه رغدة ليجد الخجل مرسوما على وجهها مع ابتسامة صغيرة ، فيقول بتهليل : و الله يا ماما انتى حبيبتى ، و بحبك اد البحر بالسمك اللى فيه

انت في الصفحة 14 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل