
داوود : هتاخدى فترة تتفرجى و انتى بتستوعبى ، بس عاوزك تفهمى كل موظف بيعمل ايه بالظبط و تبصى على شغله و تقيميه ، و اللى تحسى انك مش فاهماه اوعى تتكسفى انك تسالى عليه ، و ماحدش هيتجرأ يعارضك لان كلهم من بكرة هيعرفوا انك بقيتى صاحبة المال معايا انا و يقين
و فى خلال شهر او اتنين بالكتير هنعمل احلال لكل البرامج اللى كنا شغالين عليها و هنعمل سيستم جديد متطور اكتر ، و احنا التلاتة هنتدرب عليه مع بعض
يقين : طب و انا هعمل ايه
داوود : انتى هتطلبى من بابا انك تشتغلى معاه فى المخازن
بقين بامتعاض : مخازن
داوود : اوعى تستهونى بالمخازن كده يا يقين ، دى المخازن دى اساس مالنا ، لو اتسرق او اتلعب فيها يبقى خسارة جامدة لينا كلنا ، و اول مكان محتاج يتطبق عليه السيستم الجديد هو المخازن و انتى بنفسك اللى هتعملى ده
يقين بسخرية : انت مستبيع شكلك
داوود : و ليه ماتقوليش انى واثق فيكى ثقة كبيرة جدا
يقين : طب انت ليه عاوزنى انا اللى اقول لبابا ، ليه انت ما تقولوش
داوود : معلش هاودينى .. اطلبى منه قدامى و انا هايدك
رنيم : طب و انا كمان هطلب ده من خالو
داوود : لا .. هنقول انك طلبتى منى و انا وافقت ، اتفقنا
رنيم و يقين : اتفقتا
فى المساء عاد سليم بصحبة عابد و الضحكات تجلجل بينهما و يبدو على ملامحهما السعادة الشديدة
لينظر لهما داوود و هو يتكهن سبب مظهرهما المتفاهم ، ثم يقول : تدوم الضحكة يا بابا .. الحمدلله على السلامة
سليم بنظرة تشفى لداوود : الظاهر يا داوود ان مش انت و رنيم بنتى بس اللى هتبقوا شركا ، انا و باباك كمان هنبقى شركا ، شركا كبار اوى
ليلى بفضول : و ياترى الشراكة دى هتبتدى من امتى
سليم : واضح يا عابد ان مدام ليلى سيدة اعمال من الدرجة الاولى .. دخلت فى التفاصيل على طول
نانسى بتملق : الحقيقة مدام ليلى رغم اننا ما اتكلمناش مع بعض كتير .. الا ان واضح انها ماشاء الله فاهمة كويس اوى كل حاجة
ليلى بعنجهية واضحة : لازم ابقى كده طبعا ، و الا نتتاكل فى غمضة عين
نانسى : عندك حق ، الحقيقة انا كمان مع سليم خطوة بخطوة فى كل حاجة ، مابسيبهوش غير فى شغل الخارجية بس
لينهض داوود قائلا بنبرة استياء : بعد اذنك يا بابا ، كنت عاوزك فى المكتب ضرورى عشان تبص على الفاكس اللى جه من شوية
عابد : بعد اذنك يا سليم .. عشر دقايق بالكتير و هرجعلك على طول
سليم باريحية : براحتك يا حبيبى .. انا مش غريب
بغرفة المكتب .. و بعد ان اغلق داوود الباب خلفهما قال عابد باستغراب : من امتى بيجيلنا فاكسات على البيت
داوود : يعنى عارف و فاهم ان مش ده السبب انى عاوز اتكلم معاك
عابد : اكيد طبعا .. و هو انا عيل صغير و اللا ايه
داوود : انت ناوى فعلا تشارك سليم
عابد : و ايه المشكلة
داوود : المشكلة فى مصدر قلوسه دى يا بابا ، هو انت مصدق ان الملايين دى كلها من شغله فى الخارجية بصحيح
عابد بعدم اهتمام : طب و انا مالى
داوود بذهول : و انت مالك ازاى و هى فلوس حرام
عابد : و افرض .. ده شئ يخصه لوحده
داوود بانشداه : ازاى و انتو هتبقوا شركا و الحلال هيختلط بالحرام
عابد بتسفيه : بلاش الكلام الكبير ده ، و طالما ان مافيس دليل واحد على كلامك ده ، يبقى كل كلامك ده هوا
داوود : بس جدى كان …
عابد بتوبيخ : جدك كان داخل على تمانين سنة ، يعنى شيخوخة و زهايمر و تهيؤات كمان
داوود بغضب : انت عارف ان الكلام ده مش حقيقى ، و ان جدى لحد ما مات كانت دماغه توزن خمسين بلد مش بلد واحدة كمان
عابد بتحذير : وطى صوتك و انت بتتكلم معايا ، و اوعاك تنسى انى ابوك ، مش عشان بقيت شريك فى المصنع هتتغر و تنسى روحك
داوود : انت عارف ان الكلام ده مش صحيح
عابد بجمود : انا ما اعرفش غير انك اتخطيت حدودك بزيادة من بعد ما جدك حطك شريك فى المصنع و خرجنى منه
داوود : بس حضرتك ماخرجتش منه
عابد بسخرية : ااه صحيح .. نسيت انى لسه محتفظ بوظيفتى عندك
داوود باندفاع : هو انت ليه قلبت الترابيزة بالشكل ده ، انا مجرد بعرفك ان سليم ده بنى ادم مش سليم ابدا
عابد بتحدى : تقدر تخرج تقول له الكلام ده قدام رنيم
لتبهت ملامح داوود و يقول : ازاى عاوزنى اعمل حاجة زى كده ، دى ممكن تروح فيها
عابد : طالما انك بتقول الحقيقة .. مش المفروض انك تعمل اى اعتبار لاى حد
داوود : بس دى رنيم .. وصية جدى لينا كلنا
عابد بسخرية : و انا اول واحد بعمل بوصية جدك ، و بشارك ابوها عشان خاطرها ، لجل يبقى قريب منها و مايسافرش و يسيبها لوحدها من تانى
ثم استدار متجها الى الباب قائلا : انا خارج بقى .. ما يصحش اسيب حماك قاعد لوحده كل ده ، و زمانهم جاعوا و عاوزين يتعشوا
ليقف داوود مذهولا ، فلم يكن يتوقع ابدا ان يكشف ابيه كل الاقنعة بتلك البساطة ، ليرتمى جالسا و تفكيره منحصرا فى رنيم ، و هل سيستطيع ان يخفي عنها سر ابيها الى الابد ، ام ان الظروف ستحتم عليه هد.م المعبد فوق رؤووس الجمبع
و على مائدة العشاء كانت ليلى تدلل رنيم على غير العادة .. نحت النظرات المتشككة من داوود و يقين و ايضا رنيم التى لم تستطع غير الاستسلام الكامل لما يحدث حولها
ليشير داوود بطرف عينه الى يقين التى نظرت بدورها الى ابيها و قالت بهدوء : بعد اذنك يا بابا
عابد بانتباه : خير يا يقين
يقين : كنت عاوزة انزل المصنع مع حضرتك .. زهقت من قعدة البيت
عابد باستنكار : و انتى هتفهمى ايه فى شغل المصنع بس يا يقين
يقين : طب ما هى رنيم كمان هتنزل و تتعلم .. انا كمان عاوزة انزل و اتعلم
لينظر عابد الى رنيم و يقول بجمود : ماقلتيليش يعنى يا رنيم انك عاوزة تنزلى المصنع
رنيم و هى تستجير بنظراتها بداوود : انا قلت لداوود ….
داوود مقاطعا : و انا وافقت ، و هجهزها انها تبقى رئيسة الحسابات
عابد بتهكم : رئيسة الحسابات مرة واحدة
سالى بسخرية : ابقى خدى معاكى نضارة كعب كوباية .. هتمشى مع العصاية اوى
لتتغاضى رنيم عن سخرية سالى و تقول : داوود وعدنى انه هيجهزلى دورة تدريبية تخلينى الم بكل حاجة بسرعة
داوود : طبعا ، ما هو ماينفعش تبقى صاحبة مال و ماتبقيش عارفة اللى بيحصل حواليكى
يقين : و عشان كده لما قلت لداوود ياخدنى انا كمان معاهم .. قاللى اقول لك و تاخدنى معاك عشان تعلمني بنفسك
ليلى : طبعا يا يويو .. مافيس حد ممكن يعلمك اكتر من بابا ، و كمان لو هو مشغول فى مشروعه الجديد .. تبقى انتى مكانه
يقين بحماس : يعنى بابا هياخدنى معاه خلاص
عابد بتفكير : ماشى .. مامتك برضة عندها حق
سليم : زى ما قالت ليلى هانم .. انت الفترة الجاية مش هتبقى فاضى للمصنع ، سيبهم بقى هم يعتمدوا على نفسهم