منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الثانى

بعد ثلاثة أيام كان سليم و نانسى و الفتاتان فى طريقهم الى المطار .. و كان فى وداعهم عابد و ليلى بعد ان اعتذر داوود و رنيم بحجة العمل ، و عند وصولهم الى المطار ودعهم عابد قائلا : معاك نسخة من دراسة الجدوى ، ياريت تدرسها كويس و ترد عليا فى اسرع وقت ممكن ، بلاش الحماس يهرب مننا
سالى : ماتقلقش يا عمو مش هيهرب ، لانى ناوية ابقى معاكم فى المنتجع ده
عابد بسخرية كامنة : ماشاء الله يا سليم .. الظاهر ان بناتك كلهم مابيضيعوش وقت ابدا
و عند صعودهم الى الطائرة قالت نانسى بدهشة موجهة حديثها الى سيلا : من وقت ما خرجنا من البيت و انتى بتتشاتى مع مين الوقت ده كله
سيلا بعدم اهتمام : واحد صاحبى
نانسى : صاحب واحد و بتتكلموا كل ده
سالى بسخرية : سيبيها .. مانتى عارفاها دماغها تافهة
لتغلق سيلا شاشة الهاتف و تنظر الى سالى بترصد قائلة : متهيالى انا بالذات ما بتدخلش فى اى حاجة بتقولوها و لا بتعملوها ، فياريت اتعامل بالمثل و ده ابسط حقوقى ، و بلاش تتدخلى فى اللى مالكيش فيه يا سالى
لترد عليها سالى بنظرة سخرية صامتة ، لتقول نانسى بفضول لسالى و هى تجذبها بالقرب منها : ايه اللى بينك و بين اختك ، ليه حاسة ان فى حاجة حاصلة بينكم
سالى بتهكم : اصلها مش عاجبها الكلام اللى انا قلتهولك عن شغل بابا
نانسى بفضول : انهى كلام بالظبط
سالى : لما كنت بقوللك على طرق غسيل الاموال
نانسى : ايه اللى حصل يعنى بالظبط .. فهمينى
سالى : لو تفتكرى انها كانت كل شوية تقول انها مش عاوزة تقعد فى مصر و عاوزة ترجع اليونان ، و بعد ما خلصنا كلام يوميها سابتنا و راحت على اوضة النوم ، و انا كنت محتاجة اغير هدومى ، فلما روحت وراها لقيتها بتقول لى
فلاش باك
سيلا بغضب : انتى ايه الكلام اللى انتى كنتى بتقوليه ده ، انتى بجد موافقة على الشغل اللى بابا بيعمله
سالى : و ايه المشكلة
سيلا بدهشة : ايه المشكلة ! المشكلة ان شغله مشبوه و لو حد عرف و بلغ و اتقبض عليه مستقبلنا كلنا هيضيع يا سالى .. و دى مش اول مرة اقوللك فيها الكلام ده ، سبق و قلتلك نفس الكلام ده اول ما عرفنا بالحكاية دى
سالى : يعنى ماحدش عرف السنين دى كلها هييجوا يعرفوا دلوقتى
سيلا : طب ماهو جد رنيم عرف اهو ، و اهو طلع داوود كمان عارف ، افرضى بقى بلغ
سالى بتهكم : و يزعل حبيبة القلب .. تؤ ، ما اعتقدش
سيلا باصرار : برضة الفلوس دى مش من حقنا
سالى بسخرية : بلاش هبل ، دى مجرد عمولة .. سمسرة ، يعنى حقنا مليون المية
سيلا : عمولة و سمسرة على حاجة مسر.وقة و متهر.بة
سالى ببرود : مافيس حاجة مسر.وقة من حد ، الناس اللى لقوها حبوا يبيعوها و بابا ساعدهم و خد عمولته و انتهينا ، انتى مكبرة الموضوع كده ليه
سيلا برفض : كل ده غلط ، سواء الاثا.ر و اللا المخد.رات كله غلط و شغل غير قانونى
عودة من الفلاش باك
سالى : و كمان بعد كده من ساعة ما اتلمت على اخو اللى اسمها رغدة دى و هى دماغها مايلة بزيادة
نانسى بدهشة : اخو رغدة
سالى بسخرية : ااه ، ماعرفش عاجبها فيه ايه الدبدوب ده ، من ساعة ما اتعرفوا و هم طول اليوم بيتشاتوا سوا
نانسى : ادينا بعدنا عن مصر خالص ، بكرة تنساه و تتلخم مع صحابها فى اليونان من تانى
سالى : لازم تفهمى بابا ، انه لو عمل المشروع بتاع المنتجع ده مع بابا داوود .. انى هبقى معاه فى كل خطوة
نانسى باهتمام : هتعرفى
سالى : حتى لو ما عرفتش .. هتعلم ، هو انا ورايا ايه يعنى
اما بالمصنع و بعد مضى بعض الايام على رحيل سليم و اسرته .. كانت رنيم تجلس بقسم الحسابات و هى تتدرب تحت اشراف السيد حافظ و الذى طلب منه داوود ان يولى رنيم عنايته و يدربها على كل كبيرة و صغيرة فى القسم
و كانت رنيم تستوعب بسرعة كبيرة فاقت كل التصورات مما جعلها سعيدة بعد ان ملأ العمل فراغ يومها بالكامل
اما يقين فكانت تحت ولاية والدها ، فهو من يقوم بتدريبها بنفسه ، و لا يسمح لها ان تحاول فهم اى شئ دون مساعدته الشخصية
حتى انها شعرت انه يتعمد تهميشها عن بعض اساسيات العمل ، لتتجه الى مكتب شقيقها و تقول له بامتعاض : على فكرة بقى .. انا حاسة انى مش هنفع معاكم
داوود : ليه بتقولى كده
يقين : قارن بين اللى رنيم قدرت تعرفه و تتعلمه و بين اللى انا قدرت اعمله او اعرفه ، شتان يا داوود ، انا حاسة ان بابا رافض وجودى اصلا معاه
ده الصبح دخل عليا لقانى ماسكة دفتر الجرد الدورى اخده منى و اتخانق معايا
داوود بتفهم : قال لك ايه يعنى
يقين و هى تقلد ابيها : قاللى هو انا مش منبه عليكى ما تحاوليش تعملى اى حاجة من غير ما ابقى انا اللى قايللك
و لما قلت له انا بس عاوزة اشوف الدفتر متقسم ازاى عشان اخد فكرة ، قاللى يا تسمعى الكلام يا تروحى البيت و ماتجيش هنا تانى
ليصمت داوود و هو يعبث بقلمه بين اصابع يده ، فتقول يقين بترصد : ايه .. سكتت يعنى ، انت كمان عاوزنى ارجع البيت
داوود : لا يا يقين .. عاوزك تعافرى و تصممى على اللى احنا عاوزينه
يقين بحيرة : طب اعمل ايه بس و هو مقفل فى وشى كل البيبان زى ما يكون خايف لا ابوظ له حاجة ، او يمكن …
داوود بفضول : سكتتى ليه ما تكملى
يقين بتردد : يمكن زعلان ان المصنع باسمنا احنا و هو لا ، يمكن حاسس ان مركزه مثلا اتهز ، او محرج انه كده يعتبر بيشتغل موظف عندنا
داوود بسخرية مكتومة : حاولى ماتشغليش بالك اوى بالحكاية دى ، لو ده فعلا اللى بابا كان بيفكر فيه ، كان اكتر حاجة حاول يعملها انه يعلمك كويس عشان يشوف بقى حاله فى المنتجع اللى ناوى يعمله مع سليم
يقين بترصد : هو انا ليه حاساك مابتحبش عمو سليم
داوود : اصله مايتحبش الصراحة
يقين : بينى و بينك انا كمان مابستلطفهوش ، بس طبعا بتعامل عادى عشان خاطر رنيم
لتسود برهة من الصمت قبل ان تقول يقين مرة اخرى : طب دلوقتى اعمل ايه
داوود : ماتعمليش حاجة ، البرنامج اللى وعدتى بيه رأفت و حبيب هنبتدى نتدرب عليه من بكرة ان شاء الله ، و اول ما نلاقى اننا تمام ، هنعممه على شبكة المصنع كلها
و وقتها .. بابا مش هيقدر يعطلنا و لا يقول لا .. خصوصا ان ده هيبقى قرار مجلس ادارة بالاجماع
يقين : طب و لو فاجأنا و اعترض
داوود : مش هيبقى فى ايده اى حاجة يعملها ، و هيضطر يسلم
و بالفعل بعد اقل من شهر .. كان قد اتخذ مجلس الادارة قرارا بتغيير السيستم القائم على تشغيل جميع الاقسام
و قام حبيب و رأفت بتدريب القائمين على التعامل مع الشبكات بجميع الاقسام الا المخازن ، فقد قرر داوود ارجاء المخازن للنهاية حين طلب اجتماع للملاك الثلاثة و لعابد
ليقوم داوود بتشغيل شاشة العرض و عليها ما تم انجازة و صلاحيات السيستم الجديد و كفائته فى تقليص الاخطاء الناجمة عن البرامج القديمة ، و بعد انتهاء العرض قالت رنيم : كده ما فاضلش غير المخازن
عابد بامتعاض : و لا هو انتو عاوزبن تطبقوا ده فى المخازم كمان
يقين : ماهو لو ما اتطبقش على المخازن كمان يبقى كل اللى اتعمل ده راح على الفاضى
عابد بسخرية : و ليه بقى
رنيم : لان السيستم كله معمول بشكل متكامل ، بحيث ان لو فى عجز فى اى قسم بيظهر لنا فورا على السيستم عشان نلحق العجز ده
عابد بشى من الترصد : و هو من امتى المخازن بيبقى فيها عجز
ليتحدث داوود للمرة الاولى منذ جلوسهم فيقول : بيحصل تلف على الاقل ، و ده تقريبا بيحصل مرتين تلاتة كل سنة من سبع سنين فاتوا دلوقتى ، و دى خسارة كبيرة للمصنع ، و عشان كده البرنامج ده معمول مخصوص عشان الهالك يتحصر اول باول و نستفيد منه
عابد بانفعال : اى شغل فى الدنيا بيبقى فيه هالك ، ايه المشكلة يعنى لما يطلع شوية هالك مالهمش اى قيمة
ليدفع داوود بملف صغير حتى وصل امام عابد و قال بهدوء : لو حضرتك بصيت على الملف ده و شوفت الارقام اللى وصلت لملايين من شوية الهالك دول .. هتعرف ان اللى بنعمله ده هو الصح

عابد بصدمه و هو ينظر الى البيان الحصرى الذى وضعه داوود بالملف امامه : انت جيبت الارقام دى منين
داوود : مش مهم جيبتها منين ، المهم انى عاوز الحق المصنع قبل ما يتنهب اكتر من كده
عابد بحدة : انت تفصد ايه بيتنهب دى ، و مين بقى اللى بينهبه
رنيم بقلق : هو حضرتك ليه متعصب كده يا خالو ، ده انا قلت انك هتفرح بينا و باننا بنفكر ازاى نحافظ على المصنع
عابد بتهكم : و انتو بقى فاهمين ان لعب العيال ده هو اللى هيحافظ على المصنع
داوود و هو على نفس هدوئه الذى وصل حد البرود : ادينا بنحاول يا بابا ، و متهيالى لو فشلنا هنبقى احنا المسئولين عن الفشل ده ، و كمان لو حد اتأذى هيبقى احنا برضة ، و لو احنا ما اتعلمناش دلوقتى هنتعلم امتى
عابد و هو يدق بقوة على مائدة الاجتماعات : المصنع ده انا قضيت فيه عمرى كله ، و مش هسمح لكم ابدا انكم تهدوا كل ده بلعبة فرحانين بيها
داوود : للاسف يا بابا .. هتسمحلنا و السيستم بتاع المخازن زمانه بيتجرب دلوقتى
عابد بترصد : و مين بقى اللى بيجربه و من غير اذنى كمان ، و مين اللى سمحلهم يدخلوا المخازن اصلا
رنيم بتردد : انا يا خالو

انت في الصفحة 5 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل