
ليلتفت اليها عابد بحدة قائلا : انا من البداية ما كنتش موافق ابدا على نزولك المصنع ، انتى تاخدى شنطتك و صاحبتك و ترجعوا تعوموا فى البيسين ، هى ده الحاجة الوحيدة اللى بتعرفوا تعملوها
لتقول رنيم باعتراض لم يراه منها عابد مسبقا : اسفة يا خالو ، انا مش هسيب المصنع ، انا مالكة لخمسين المصنع .. يعنى من حقى اشارك فى ادارته و كمان اتخذ القرارات اللى شايفاها فى الصالح العام
و لو حضرتك خايف على المصنع .. فأكيد كلنا خايفين عليه زيك و اكتر ، و اكيد هنحافظ عليه بروحنا لانها وصية جدو
عابد بذهول : تقصدى اطلع انا منها .. مش كده
رنيم : انا ما قلتش كده ، و لا اقصد كده خالص
عابد بغضب : اومال تقصدى ايه
داوود : تقصد انها كانت متوقعة منك تشجعنا و تقف معانا ، ما توقعناش ابدا رفضك ده اللى بصراحة شايفين انه تعنت من غير اى سبب
احنا وافقنا على السيستم بصفتنا اصحاب المال ، و اتدربنا عليه و كمان دربنا عليه كل الموظفين اللى شغلهم بيبقى عليه ، و نقلنا كل بيانات السيستم القديم عليه و ارشفنا السيستم القديم كمان عشان هنعمل له بعد كده احلال كامل
و النهاردة بعد ما تم كمان تشغيله على المخازن ما فاضلش غير تغذيته بكل الداتا القدبمة من الدفاتر و بما انك من البداية رفضت اى تعامل غير ورقى فى الارشيف
فدلوقتى .. كل الداتا بتدخل على السيستم ، و خلال كلام يوم هنعرف ان كنا صح و اللا غلط
عابد بتحدى : ابقوا شوفوا بقى هتجيبوا الدفاتر اللى فيها الشغل منين
داوود : لا ماتقلقش خالص .. انا جيبتها كلها
لينظر له عابد بغضب و يقف قائلا بحدة : كان ممكن تقولولى من البداية انكم استغنيتوا عن خدماتى ، بدل الحجة الفاضية اللى انتو بتتحججوها دى
يقين : ايه بس الكلام ده يا بابا
عابد : بابا ايه بقى ، هو انتو خليتوا فيها بابا
رنيم : يا خالو مفيش اى حاجة من الكلام ده مظبوطة
عابد بسخرية : انا ماشى ، و ابقوا ورونى هتعرفوا تعملوا ايه من غيرى
و ما ان خرج غاضبا حاولت يقين اللحاق به و لكن داوود منعها قائلا : سيبيه دلوقتى يا يقين
رنيم بحيرة : انا مش فاهمة ايه اللى زعله اوى كده ، ده انا فكرته هينبسط
داوود : ما تضايقوش نفسكم .. بكرة يهدى ، و انتى يا يقين .. خليكى الفترة دى مع رنيم فى الفيلا
يقين : طب ما انا معاها من فترة
داوود : و خليكى زى ما انتى ، و اوعاكى ماما و اللا بابا يطلبوا انك تروحى البيت و تروحى و انا مش موجود
يقين : طب ما هى ماما اكيد هتقولى اروح اصالح بابا
داوود : ابقى اتحججى لها باى حجة ، و لو ما عرفتيش قوليلها ماشى و بلغينى نروح سوا.. اتفقنا
يقين باذعان : اتفقنا
ليلتفت داوود الى رنيم قائلا : و انتى كمان يا رونى اوعاكى تقعدى معاهم من غيرى
رنيم و هى تنظر بعينا داوود : ما آنش الاوان تصارحنى باللى بيحصل
داوود بابتسامة حزينة : اكيد هييجى الوقت اللى تعرفوا فيه كل حاجة ، بس بلاش تضغطوا عليا دلوقتى
يقين : هو انت فى حاجة بينك و بين بابا
ليقف داوود قائلا : مش قلنا نسيب كل حاجة لوقتها ، ياللا كل واحدة على شغلها عشان انا كمان ورايا شغل كتير اوى ، و لسه سهران كمان مع حبيب و رافت عشان التشغيل
اما باليونان .. فكانت سيلا تجلس بحديقة منزلهم و هى تكتب على هاتفها قائلة : بس بجد كل اسبوع بتخس اكتر من الاسبوع اللى قبله ، باين اوى من الصور .. برافو عليك
سامر : تفتكرى .. طب لو جيت فى فترة ما عرفتش اكمل و وقفت على كده ، او مثلا زدت اللى نزلته من تانى ، هبقى وحش
لتبعث له سيلا وجها استنكاريا قائلة : انت ناوى تضيع كل اللى عملته ده .. لا مش مصدقة
سامر : بقولك افرضى ان ده حصل هيبقى شكلى وحش
سيلا : هو انت بتخس عشان شكلك بس
سامر : يعنى .. بس مش عاوز اتعلق بواحدة و احبها و بعد كده ترفضنى عشان جسمى مش عاجبها
سيلا : ايه التفاهة دى ، البنى ادم عمره ما كان بشكله و لا بجسمه
سامر : اومال بايه
سيلا : بعقليته مثلا .. باسلوبه فى حياته ، بمنطقه اللى عايش بيه
سامر : طب و الشكل
سيلا : هو طبعا الشكل مهم .. بس مش الاساس
سامر : يعنى انتى مثلا بعد الفترة اللى عرفنا بعض فيها مش فارق معاكى شكلى
سيلا : فارق طبعا
سامر : انتى حيرتينى
سيلا : فارق عشانك انت مش عشان اللى حواليك يا سامر ، يعنى مثلا لما بيعجبك استايل لبس معين و ما بتلاقيش مقاسك .. بتاخدها عادى و اللا بتضايق
سامر : جيتى على الجرح .. دى اكتر حاجة بتضايقنى
سيلا : طب لو اصحابك مثلا قالوا هنركب عجل او هنجرى او حتى هنمشى ساعتين.. هتقدر تجاريهم
سامر : يعنى مش فى كل وقت ، بس ما انكرش انى اول واحد بقع منهم
سيلا : يبقى انت بتخس عشان تبقى مبسوط و تقدر تعمل حاجات كتير نفسك فيها
سامر : تصدقى انك اول حد يتكلم معايا من الزاوية دى ، رغم ان سنك يعنى ….
سيلا : ماله سنى بقى
سامر : اهدى اهدى .. هو انا عملتلك حاجة ، انا اقصد يعنى انك تعتبرى لسه صغيرة
سيلا : هو انا عشان لسه بدرس ابقى لسه صغيرة ، انا عندى اتنين و عشرين سنة على فكرة
سامر : بتهزرى ، و لا باين عليكى
سيلا :
سامر : خلاص يا ستى اسف .. ماتقفشيش كده ، بس بجد مبسوط اوى بكلامك ده .. شكرا
سيلا : انا ما قلتش غير رايى
سامر : صدقينى رايك ده فرق معايا كتير اوى
اما بداخل منزل سليم .. فكان يجلس بصحبة نانسى و سالى التى كانت تقول : و هتبتدوا امتى
سليم : انا يا دوب بعتتله موافقتى امبارح ، و كلم المحامى طلب منه يعمل العقود
سالى : برضة هتبتدوا امتى
سليم : انتى مالك مهتمة اوى كده بالحكاية دى
سالى : مانا قولتلك انى هبقى معاك فى المشروع
سليم : مش لما نبتدى
سالى : ما ده سؤالى .. امتى
سليم : اما اشوف الاول مشترى للارض و بعد كده نشوف
سالى : لازم تكلم رنيم و تخليها تحضر العقود عشان تردلك الارض كلها
سليم : هشوف صرفه الاول لداوود
نانسى : يعنى ناوى على ايه
سليم : رنيم هى اللى هتبيع و تحطلى تمن الأرض فى حسابى فى البنك
سالى بابتسامة خبيثة : فكرة برضة
نانسى : بس اكيد مش هتبيع الارض كلها يا سليم
سليم : لسه مش عارف .. انا هبيع حاجة حاجة على حسب تكاليف الانشاءات
نانسى : ايوة .. عشان ماتخسرش
سليم : عموما .. انا قدمت على اجازة
نانسى : ليه
سليم : من ناحية لازم انزل مصر ، و من الناحية التانية على ما اعرف داوود ناوى على ايه
سالى : انت كمان لازم توقف نشاطك التانى اليومين دول مؤقتا على ما نفهم اللى بيحصل
سليم ضاحكا : طلعتى بنت ابوكى بصحيح
سالى : و بنت ابوها هتسافر معاك و انت نازل مصر
سليم : ماشى يا ستى .. انزلى معايا
ليلا بالمصنع قال حبيب بفخر: كده كله تمام .. ايه رايك
داوود : الصراحة تسلم ايديكم
رأفت : بس لسه فاضل شوية بيانات تخص المخازن محتاجة تتحمل بالكامل على بعد بكرة بالكتير عشان السيستم مايعملش ايرور
داوود : يقين بكرة الصبح ان شاء الله هتيجى تشتغل عليهم
رافت : و حبيب ممكن يساعدها عشان تنجز
لينظر حبيب لرافت نظرة امتنان بينما قال داوود : حاسس انى تقلت عليكم بزيادة
رافت : ده شغل يا داوود ، اى نعم احنا ضغطنا الوقت عشان انت صاحبنا و عشان اللى قلتهولنا