منوعات

وتكابلت عليها الذئاب بقلم ميمى عوالى الثانى

عابد : ان اللي انتم عايزين تعملوه ده غلط ، وطالما ان انا قلت انه غلط .. المفروض تسمعوا الكلام ما تقعدوش تقاوحوا وتصمموا على رايكم
داوود : طب وما تسيبنا نغلط .. انت عاوز تفهمني ان عمرك ما غلطت ، عاوز تفهمني ان جدي الله يرحمه كان دايما بيحجر على رايك زي ما انت عايز تحجر
على راينا وفكرنا بالشكل اللي انت بتعمله ده دلوقتى
عابد : لا طبعا ما حصلش ، بس ده لاني على طول كانت دماغي بتفكر صح انما انتم تفكيركم كله غلط
ليصمت داوود قليلا ثم يرفع راسه وينظر الى عابد ويقول : حضرتك تعرف ان المخازن اتسرق منها خلال الكام سنه اللي فاتت دول بواقى اخشاب ومستلزمات ثمنها يوصل لملايين
عابد : انت جبت الكلام الفارغ ده منين
داوود : مش كلام فارغ ابدا وعندي كل المستندات اللي تثبت كل كلمه انا بقولها
عابد بترصد : وفين بقى المستندات دي اللي بتقول عليها
داوود : موجوده عندي في خزنه البيت
عابد بشك : و حصلت عليها ازاى
داوود : جدي الله يرحمه هو اللي اداهاني بنفسه
عابد بصدمة : الكلام ده مش حقيقى
داوود باصرار : المستندات بتقول انه حقيقى
عابد : و ازاى انا ما اعرفش الكلام ده
داوود بنظرة زجاجية تخفى ورائها الكثير : جدي كان خايف لا تفكر انه بيتهمك انت بالسرقه دي وعشان كده صمم انه ما يقوللكش حاجه لكن برضه وصاني اني لازم اشوف اي طريقه تمنع الكلام ده انه يتكرر مره ثانيه
عابد : طب لو انا قلت لك ان الكلام ده مش حقيقي وان المخازن مظبوطه مليون في المئه
داوود : هقول لك هاتلى النواقص اللى موجودة فى المستندات
المخازن اتلعب فيها ومش من سنه ولا اتنين ، احنا بقالنا سنين بنتسرق ولازم الكلام ده يقف حالا والا هيتخرب بيتنا واحنا نايمين على وداننا
وبعد فتره من الصمت كان فيها عابد ينظر بشك الى داود الذي استطاع ان يرسم الجمود على ملامحه قال داوود مره اخرى : متهيالي كده حضرتك فهمت احنا ليه مصممين على السيستم الجديد ، هو ده اللي هيبين لنا اي نقص او اي عجز ممكن يحصل في اي وقت ومش في المخازن بس .. لأ .. في المصنع كله
عابد برضوخ : ماشى .. اعملوا اللى انتو عاوزينه
داوود : و حضرتك
عابد : مالى
داوود : هتستمر معانا و اللا برضة مصمم تسيبنا
عابد : لا بقى معلش .. انا كده كده مش فاضي سليم خلاص جاي خلال كام يوم وهنبتدي الشغل على طول في المنتجع اللي هنعمله سوا ، يعني اصلا مش هيبقى عندي وقت للمصنع .. سلام
وقبل ان يخرج عابد من مكتب داوود قال داوود بحزم : على فكره يا بابا انا لاحظت المستندات اللي حضرتك كنت بتحاول انك تاخدها معاك .. يا ريت تسيبها مكانها عشان احنا اكيد هنحتاجها
لينظر له عابد باستخفاف ثم ينصرف من مكتب داوود ومن المصنع باكمله دون ان يمر على المخازن مره اخرى
وبعد ربع ساعه كانت رنيم ويقين بمكتب داوود يستفسران منه عن ما حدث ليقص عليهم ما دار بينه وبين ابيه لتقول يقين بذهول : هو احنا فعلا كنا بنتسرق السنين اللي فاتت دي زي ما انت قلت لبابا
داوود : ايوة
رنيم : ويا ترى عارفين مين اللي كان بيعمل كده يا داوود
داوود : انا مش عايزكم تشغلوا بالكم بالموضوع ده انا وجدي صفينا الموضوع ده من زمان من قبل ما يمو*ت بس كنا خايفين على مشاعر بابا لا يفكر اننا بنتهمه بحاجه ، وانتم عارفين بابا حساس قوي ازاى
وقبل ان تعود كلا من رنيم ويقين الى عملهما قال لهما داوود : اعملوا حسابكم ان احنا هنتغدى مع بعض بره النهارده
يقين : يعني مش هنروح لماما زي ما قلت لها وزي ما اتفقت معاك امبارح
داوود : ممكن تكلميها وتفهميها و احكيلها على اللي حصل بيني وبين بابا علشان تعرف ان الموضوع خلاص انتهى و انه مابقاش محتاج ولا اعتذار ولا كلام كتير
يقين : ماشى
وفي مطعم يطل على ميناء دمياط جلس داوود بصحبة يقين و رنيم على مائده تطل على الميناء وبعد ان طلبوا الطعام نظر داوود الى يقين و قال : على فكره يا يقين في عريس طلبك مني امبارح
يقين بجمود : عريس .. عريس مين ده ، وامتى ، حد اعرفه ؟
داوود ضاحكا : ماقلتلك امبارح ، و من ناحية تعرفيه ، فانتى تعرفيه و اعتقد جدا كمان
رنيم و هى تراقب شحوب وجه يقين : مين يا داوود
داوود و هو يراقب ملامح شقيقته بتسلية : حبيب
ليلاحظ لمعة براقة مرت على حدقتا يقين بسرعة و كأنها انعكاس لضؤ شمس الصباح قبل ان تنكس رأسها لاسفل دون اى تعليق و هى تحاول اخفاء ابتسامة طلت على شفتيها ، ليقول داوود مرة اخرى : ايه .. مش موافقة .. عندك اعتراض على شخصيته او طباعه
يقين بتردد و هى تزدرد لعابها و ترطب شفتيها بلسانها : ابدا .. انا بس اتفاجئت
رنيم : الحقيقة حبيب و رأفت الاتنين اخلاقهم عالية و محترمين و مهذبين و …
داوود بغيرة : ما خلاص .. عرفنا ، شوية شوية هتطلعيلهم شهادة حسن سير و سلوك من شنطتك
لتبتسم رنيم بخجل ، ثم تنظر ليقين قائلة : خلاص بلاش انا اتكلم ، قولى انتى يا يقين
يقين : ااقول ايه بس
داوود : تقوليلى رايك .. عشان لو وافقتى اكلم بابا و نحدد معاد نقعد فيه مع بعض
يقين برهبة : نقعد مع بعض ليه
داوود ضاحكا : عشان يطلبك من بابا يا هبلة ، و نقرا الفاتحة
لتمر لمحة من الحزن على معالم رنيم يلاحظها داوود على الفور ليقول بفضول كبير : مالك يا رنيم
رنيم وهي تحاول شرح وجهه نظرها : مش عاوزاكي تفهميني غلط يا يقين ، بس فجأة حسيت انى اتحرمت من انى احس الاحساس ده
داوود و هو يربت على كف رنيم باعتذار : اوعدك انى هحاول اعوصك كل ده
رنيم بابتسامة : انا مش زعلانة ، انا بس فجأة اتصورت انك بتقرى فاتحتى مع جدو الله يرحمه
داوود : و ده حصل فعلا قبل ما اوصيلك على الشبكة ، بس كل الحكاية انك ماكنتيش حاضرة ده معانا ، بس ممكن نقراها مع بعض تانى عادى
رنيم ضاحكة : ماشى .. نبقى نقراها سوا ، المهم دلوقتى نشوف العروسة الجديدة
ليلتفت داوود الى بقين التى قد نسى وجودها معهما من الاساس و قال : ها يا يقين .. احدد معاد مع بابا و اللا حابة تاخدى وقتك فى التفكير
يقين : طب انت يا داوود .. رايك ايه
داوود : الحقيقة مش عشان صاحبى ، بس حبيب طول عمره انسان ملتزم و مسئول ، و كمان حاسس انه معجب بيكى و بيحبك
لتتورد وجنتا يقين بخجل و تقول و هى تعبث باصابع يديها : طالما ده رايك .. تقدر تحدد معاد مع بابا
داوود و هو يربت على راسها بحب : مبروك يا حبيبتى و ان شاء الله ربنا يكتبلك كل الخير ، احنا بس ممكن نستنى اسبوعين تلاتة كده عشان خاطر جدى الله يرحمه و بعدها نعلن الخطوبة
لتتم خطبة يقين و حبيب بفيلا عابد ، ليحضر الخطبة عدد من الاصدقاء الى جانب اسرة عابد ، نظرا لان حبيب و رأفت لم يكن متبقيا لهما اى شخص من اسرتهما
و بالطبع كان سليم و زوجته و ابنتيه على رأس المدعوين
وكانت فرصه ذهبيه لرافت كي يتعرف من قرب على رغده التي كانت تتعامل معه بعدم اهتمام نظرا لما سمعته من يقين عندما قالت انه يغازل شقيقتا رنيم
فظل يطاردها طوال الحفل وهو يحاول ان يتجاذب معها اطراف الحديث حتى التفتت اليه رغدة وقالت ببعض الحده : ممكن افهم انت عايز مني ايه بالظبط
رأفت و هو يدافع عن نفسه : انا مش عاوز منك حاجه على فكره انا بس بحاول انى اتعرف عليكى ايه العيب في ده
رغدة : انا ما بتعرفش على حد ما اعرفوش
رافت : ما انتى عشان ما تعرفينيش لازم تتعرفي عليا علشان بعد كده نعرف نتكلم مع بعض
رغدة : ولو قلت لك ان انا مش عايزه اتعرف عليك
رافت بدهشة : هو انتى ليه واخده مني موقف بالشكل ده
رغدة : هو انا اعرفك قبل كده عشان اخد منك موقف
رافت : ما انتى اهو .. مش مدياني حتى اى فرصه انى اتكلم معاكي
لتقف رغدة امامه بصبر فارغ قائلة : ما انا مش فاهمه انت عاوز تتكلم معايا تقول ايه ، و عموما ادينى قدامك اهو .. اتفضل اتكلم اديني سمعاك
رأفت ببعض الغيظ : وهو انا كده هبقى بتكلم معاكي ولا هتبقى اكنك مذنباني ، ايه المشكله لو قعدنا مع بعض عشر دقائق افهمك فيهم انا عايز ايه بالظبط
انا لا هخطفك ولا هعمل حاجه وحشه انا بس عايز اتكلم معاكي ولو انتى قلقانه قوي مني بالشكل ده ممكن تسالي داوود عني .. هو يعرفني كويس قوي على فكره
رغدة : و انا عارفة انت مين برصة كويس اوى على فكرة
رأفت بدهشة : اومال بتقولي ان انتى مش عارفاني ليه ، ده انتى لسه من خمس دقائق بس كنتى بتقولي الكلام ده
رغدة : اعرف عنك اسمك واعرف انك صاحب داوود ما اعرفش عنك حاجه اكثر من كده يعني بالنسبه لي برضه انسان غريب
رأفت و هو يعبث بشعره بانفعال : ماشي يا ستي طالما انتى عارفه ان انا صاحب داوود وكمان ابقى اخو العريس وعارفه اسمي فانا احب اقول لك ان انا عاوز اتقدم لك
رغدة بسخرية : تتقدم لى انا .. اشمعنى
رافت : هو ايه اللي اشمعنى مش فاهم ، بقول لك ان انا عايز اتقدملك .. تقوليلى اشمعنى
رغدة بسخرية : اصل اعرف انك عاشق للتغيير السمراء والبيضه ، الطويله والقصيره ، التخينه و الرفيعه ، هتسيب كل دول وتيجي في الاخر تربط نفسك بيا انا
رافت بذهول : انتى مين اللي قال لك عني الكلام الفارغ ده
رغدة : في حاجات كده ما بتستخباش ، بتلاقي الكل عارفها كبير وصغير
رافت : بس الكلام ده مش حقيقى
رغدة بترصد : مش حقيقي ازاي وانا اول مره اشوفك كنت بتعاكس اخوات رنيم
رافت بانكار : انا عمري ما عاكست حد
رغدة : باماره ما قلت مين المزز اللي قاعدين بره دول
رافت : والله ده مجرد كلام و بس ، انا عمري ما عاكست حد ، ما فيش بنت في الدنيا دى عاكستها قبل كده
رغدة : هو انت لما تتغزل في بنات الناس ما تبقاش عاكستهم
رافت : ده بيبقى مجرد كلام هزار لكن عمري ما وجهت كلمة معاكسه او غزل لاي بنت في الدنيا دي من يوم ما اتولدت وتقدري تسالي عني داوود
رغدة : انا ما بسالش حد وبعد اذنك عشان حضرتك كده معطلني وخدت من وقتي زياده عن اللزوم
لتتركه رغده يقف مذهولا من تصرفها ويراقبها وهي تبتعد عنه وتتجه الى سامر الذي كان يقف بصحبه
سيلا التى كانت تقول بمرح : طب لو قلت لك ان انا ما كنتش اتصور ابدا ان انا ممكن اشتاق ان ارجع لمصر تانى هتصدقني
سامر بسعادة : يعني بجد مبسوطه ان انتى في مصر دلوقتي
سيلا : الصراحة جدا
رغدة و هى تحاول الانشغال عن حديث رأفت : بس بجد يا سيلا انتى طلعتي حد تانى خالص غير ما كنت متخيلاكى الاول

انت في الصفحة 8 من 20 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
24

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل