منوعات

بقلم سارة حسن الثالث

ركعت علي قدميها وقالت متوسله : و بعدين يا كامل هافضل كده لامتي، كارما كانت هاتكشفني و خايفه حد من الدار ياخد باله
نفث دخان ارجيلته و وقال : عايزاني اعمل ايه يعني يا سعاد
اجابته بهلفه : اكتب عليا رسمي
تشدق ساخرآ: و اجي اطلبك بقي من الحاج عتمان و ولا جوز اختك
ابتلعت ريقها و هتفت: من غير ما يعرفوا مش مهم

تلجلجت كلماتها وقالت: لو حد شم خبر مش بعيد حاج عتمان يدبحني
قال بلا مبالا: و مافكرتيش في كده ليه من الاول
ضغطت علي شفتيها بقوة و هتفت: انت عارف ليه
تحدث كامل و مازال يأخذ انفاسا من ارجيلته: ماغصبتكيش علي حاجه
اجابته بترجي معترفه: كنت محتاجالك، محتاجه لراجل يحسسني إني ست و مرغوبه
رفع إحدي حاجبيه ووقال: كنتي ممكن تتجوزي
استقامت ببطئ و اتقدت عينيها بحقد خفي: كلهم قليلين، مطلقه و معايا بت، ماكنش حيلتهم حاجه و انا مش هانزل لعيشه قليله بعد العز اللي شوفته في بيت الجارحي ، بس ايناس هاتعرف تعمل اللي ماعرفتش اعمله و هتبقي مرات الكبير
ثم التفتت و وقالت صارخه بغضب: مش هاخد حد قليل يحسرني بقيت عمري كل ما شوف أمل و جوازتها اللي مافيهاش غلطه ، مش هافضل اتحسر علي حب رحيم ليها و انا اللي جوزي سابني و طفش
و على ذكر أمل لمعت عينين كامل بذلك العشق القديم الخفي بين قلبه و لم يعرف يوما غيره، حتي بعد زواجه و وفاة زوجته كانت هي الحب الاول.
جاء صوت كامل خافتآ: ما تدخليش أمل في الحكايه يا سعاد، امل طول عمرها في حالها
ضاقت عينيها و قالت بابتسامه تهكمية: امل! الحب القديم ها
هب كامل واقفآ ناهرها بغضب محذرآ: سعااااد
عضت علي شفتيها كاتمه حقدها و غيظها قائله: فاكرني مش عارفه، مش اخده بالي من اسمها اللي بتقولو و انت نايم في حضني
اسرع اليها و جذبها من ذراعها بغضب : اياكي تتكلمي عليها كده و لا تفكري تتكلمي معايا با الطريقه دي فاهمه و لا لا
نظرت له و قاالت بغيرة واضحه : فيها ايه زياده عني
هتف بها كامل و قال : عمر ما كان بيني و بين اختك حاجه، و عمري ما اتكلمت معاها و لا تعرف عني اكتر من اللي الناس تعرفه، ما كاننش نصيبي و سبتها لحالها و عمري ما فكرت و لا هافكر اني اذيها
ضيقت عينيها و تسائلت ساخرة : والله ما طلعت سهله امل مدوبه الرجاله في حبها
اشتعلت عينيه و كاد ان يصفعها علي وجهها و هدر بها بأعصاب ثائرة : اختك شريفه مالهاش في الغلط، اما انتي انا ما غصبتكيش علي حاجه، كان في ايدك تقولي لا او حتي تشتكيني لعتمان، ما تفكريش نفسك ضحيه احنا الاثنين اوسخ من بعض، بس انا ما بأذيش في خلق الله مادام ماحدش جه علي سكتي، بس انتي ممكن تاكلي اللي منك عادي لا نك جاحده

اخفضت رأسها و لم تستطع قول المزيد ، زجها للخلف قائلا: روحي يالا، امشي من قدامي
تغيرت تعبيرات وجهها في لحظات و هتفت بتذلل: كامل و النبي ما تاخد علي خاطرك مني، دا انا
قاطعها بانفعال : قولت اخفي من قدامي الساعه دي يا سعاد
وضعت حجابها الاسود علي راسها و غطت بطرفه نصف وجهها حتي لا تظهر معالمه و ابتعدت عن محيطه الغاضب…
غير مدركه لتلك العينين التي تدقق بها و بسيرها الحذر و التفاتها حول نفسها خشية من ان يراها آحد، و لم تري ذلك الجالس علي فرسه يتابعها بعينين صقر قاتمه و مريبه..
يتبع….
التاسع عشر
نار، نار تكوي مجد من مقابله صقر له ،كان يُملي نفسه بأنتصاره الوشيك، لكن صدمة غريمة بفوزه بها و عينيه الساخرة منه و إهانته امام الجميع دون ان يراجعه احد.
رفع هاتفه و اجري اتصاله، جاء الرد المتلهف علي الجهه الاخري قالت ايناس: حصل ايه قول بسرعه
اجابها مجد بسخرية رغم غيظه: لا ياشيخه ، و انتي ماتعرفيش اللي حصل
هدرت به بنفاذ صبر : مجد، انا اعصابي بايظه من ساعة ما مشيتوا و مش قادرة اسال حد عن حاجه، خايفه يحسوا ان عندي علم با جيتك، فا قول حصل ايه
سرد علي مسامعها ما حدث في الجلسه بالتفاصيل، كانت عينيها تتسع شيئآ فا شيئآ، و تقبض علي طرف فستانها بقوة حتي ابيضت مفاصل اصابعها، ارتسمت علي ملامحها معاني الغيظ و الشر معآ.
هدرت ايناس فور ما انتهي سرد مجد بأنفعال و اعين مشتعله: مستحيل اسيب صقر ليها، مستحيل اسيبها تتهني به، مستحييييييل
،،،،،،، ،،،،،،،،،،،،
طرقت كارما علي باب غرفة جدها ، ما ان سمعت سماحه بدلوفها و فعلت، قابلت وجهه الاول جالسآ بجانب جدها، بكامل هيبته و رزانته.
لا تنكر بحثها عنه اليوم ، خصوصا مع غيابه عن مائدة الافطار اليوم، حتي عندما تقابلت معه علي الدرج اسرع هي في خطواته لاعلي دون ان يحدثها.
اقتربت من الجد و قبلته بعفويتها و القت عليهما التحيه.
تسائلت كارما و قالت : خير يا جدو طلبتني

اوما لها عتمان و قال بهدوءه المعتاد: خير يا بنتي ان شاء الله
القت نظرة سريعه علي ذلك الجالس و قدمه تضرب الارض من تحته بحركه مهتزة….. متوترة!
انتبهت كارما لحديث جدها بريبه و قال: في موضوع عايز اكلمك فيه
هب صقر واقفآ و وقال دون ان ينظر اليهما : انا خارج يا جدي، عندي شغل
و دون انتظار اكثر، خرج بخطواته السريعه و تتبعته هي بعينيها بأستغراب، ثم التفتت لجدها بفضول شديد.
حتي بدء في سرد ما حدث في الجلسه علي مسامعها دون ان يخفي عنها اي شئ، كان كل شئ امامها واضحآ.
انتهي عتمان و انتظر منها إجابتها، و لم يجيبه سوي صمتها و رأسها المنخفضه لاسفل ، ناداها جدها بهدوء مترقبآ: كارما
رفعت رأسها اليه و عينيها الداكنة و ملامحه المشدوده بكبت قائله بنبرة ساخره: طيب، قوله شكرا
تسائل بأستفهمام : شكرا علي ايه يا بنتي
_ علي انه مشي العريس ، مع انه كان ممكن يقول اي سبب غير ده، كان ممكن يختصر ده باني رافضه الزواج و خلاص
_ صقر ما عملش كده علشان
قاطعته كارما واقفه و اتجهت للنافذه و قالت : جدو.. انا و صقر دايما مختلفين ، و مش شبه بعض، صقر قال كده بحكم الشهامه مش اكتر
ردد عتمان من خلفها بتعجب: شهامه!
اجابته مؤكده و هي تكبت تلك الغصه بداخلها : علي حسب ما سمعت مجد شخص مش كويس و مؤذي، فا كان رد صقر كده بدافع الحمايه يعني
ثم ابتسمت بتصنع و قالت و هي تنوي الخروج امام نظرات الجد المتعجبه: علي العموم هابقي اشكرة بنفسي
خرجت كارما مندفعه، دون ان تنتبه لذلك الذي وقف يستمع لرأيها و الذي رحج بنسبة كبيرة ان يكون كذلك.
تنهد بتعب يفكر في حديثها عن اختلافهم الذي لا يراه سوي انها الجزء الثاني منه، ابنت عمه متيبسة الرأس تُرهقه و تصعب عليه الوصول اليها، اخذ نفس عميق منتويآ معها الوضوح، ان كانت تريد الحقيقه فا سيلقيها علي مسامعها .
اندفعت لغرفتها و تلك العبرات المكتومه تحرق عينيها، في لحظه تهور منها كادت ان تبحث عنه و توبخه و تلقي عليه حفنه من بعض الكلمات التي تقبض علي صدرها، لكن تراجعت في اللحظه الاخير، خوفا من ان تندفع دموعها امامه مثل الان.
نزعت حجابها و القته بعنف، غير متقبلة طريقته تلك، غير راضيه عن اقحامه لمبدء الزواج بها بهذه الطريقه ، و الذي من الممكن انه قالها في لحظه تهور كعادته، او بدافع الحِميه الكبيرة التي يمتلكها كا ابنت عم.
كيف يفكر بذلك، كيف يفكر انها ستقبل بذلك العرض الذي آتي بتلك الطريقه!!!
توقفت عن الدوران حول نفسها و قد عصف بعقلها ذلك السؤال.. هل لو كان طلبه الزواج منها بطريقه أخري كانت وافقت؟؟؟
جلست علي طرف فراشها ببطئ و قد علا اضطراب انفاسها و قلبها يخبرها بدقاته.
كانت ستفكر، تحتار قليلا، تربتك و تخجل، و تطلب عدة ايام للتفكير، ربما ايضا كانت ستدلل و تختفي عن انظارة عدة ايام ،
لكن بالتاكيد لن يكون حالها مثل الآن.
حزينه و غاضبه و غير واثقه من ذلك الذي رآته بعينيه يومآ، و ايضا الذي فرض نفسه عليها و باتت علي وشك الاعتراف لنفسها انها في الحقيقه… وقعت في حب ابن عمها الصعيدي..
،،،،،،،،،،،،،،،
آتي الليل و تقلبت علي فراشها و بأعين ناعسه نظرت لشرفتها و ادركت انها غفت مكانها لا تدي كم الوقت المر عليها ، لكن العتمة من حولها و الهدوء توحي بحلول الظلام.
قامت كارما بتكاسل و ضعت علي رأسها حجابها الملقي علي طرف فراشها ، و كما اعتادت اتجهت لشرفتها مستنشقه عبير الزهور المختلفه، استندت بيديها علي السور، و انتبهت للانوار الفرح الآتي من بعيد و اصوات الموسيقي و الغناء االفلكلوي يصل اليها عبر الرياح، غير مدركه كلماته بوضوح.
كان جالسآ في الهواء يأخذ انفاسا متتاليه لعله يسترخي و يحصل علي نوم عميق، لكن ابنت عمه لها رأي آخر.
عندما رآها تطل من شرفتها ، مستندة علي السور متآمله الانوار البعيده بسكون.

التفتت برأسها بسرعه لجهة شرفته بعد ان استمعت اليه و هو يجلي حنجرته لينبهها لوجوده.
كادت ان تدخل لكنه استوقفها و اشار لها بيده و قال صقر : استني
ربعت يديها امام صدرها تخفي تلك الارتجافه التي اصابتها في حضرته : متهيألي مافيش كلام جديد بعد اللي اتقال
استند بظهره علي السور و عقد يديه امام صدرة كما فعلت و قال بهدوء: و انتي عرفتي ازاي ان مافيش كلام، يمكن في كلام اهم من اللي اتقال
التفتت عنه و وقفت امام السور و قالت بخفوت: مش عايزة اعرف
عم الصمت بينهما و صوت الغناء يلوح لهما من البعيد .
نظر لها و قال بصوته الرجولي الخشن: تعرفي بيقولو ايه
نظرت اليه و لمعت عينيها باالفضول و قالت كارما : لا مش عارفه
ابتسم لها و قد لمعت عينيه بنجاح لاثارة فضولها و قال : دي اغاني فلكلور صعيدي قديمه، كانت بتتغني زمان في الموالد و الافراح ، و اتغنت من مطربين كبار، و لحد دلوقتي مافيش افراح من غير الاغاني دي

جذبها بحديثه الهادئ و تسائلت بفضول تغلب عليها : طيب بيقولو ايه

صمت صقر لبره و خرج صوته بتلك النبرة ليفعل بقلبها االافاعيل

يا حنه يا حنه يا قطر الندي… يا شباك حبيبي ياعيني جلاب الهوي
استني و استني .. لما تفوت علي بستانا
و تصبح و تمسي .. تطلب مفتاح الجنه
و اهديك شال الافراح… مليان ورد و تفاح
و الفرحه الكبيرة يا عيني. نقسمها سوي

و اخبيك في عيني يا عيني من نسمة هوي

عينيها كانت مأخوذه بسحر كلماته بصوته الاجش و نظراته المصوبه اتجاها، ارتسمت بسمه ناعمه علي ثغرها، مستمتعه القاءه الكلمات علي مسامعها، و اعينهما كأنها متصله بخيط غير مرئي.. . يحاوطهما سكون تام الا من اصوات الغناء البعيده.
اخففضت عينيها و عضت علي شفتيها بخجل، استمعت لتنهيدته العميقة فادات وجهها لانوار الفرح ، و ذلك الشعور يدغدغ اوصالها و يزيد من خفقان قلبها.
خفقان قلبها الذي لا يقل عن ذلك الذي يضرب بصدره بقوة، و تلك الكلمه باتت علي طرف لسانه وشيكة الاعتراف بها.
خرج صوته علي غير عادته مرتبك قائلا: كارما
رفعت عينيها اليه فجاءة من نداءة الاول لها، كانت عينيها الذهبيه تلمع كالذهب الخالص و تاه هو في تخبطه
قالت كارما بخفوت: اول مرة تناديني بأسمي
اجابها بعد بره قائلا :عشان عارف نفسي، يوم ما انطق اسمك علي لساني، هو اليوم اللي هاكون فيه مش قادر اخبي اللي جوايا
تابعت عينيها بعينيه منتظرة المزيد عندما اكمل هو : من يوم ما قابلتك و انا حاسس انك مش هاتكوني بنت عمي و بس، انا راجل صعيدي و غصب عني طبعي ناشف، بقف قدامك حالي يتلغبط و اطلعه في عصبيتي و اكمنك كمان عناديه .
ابتسم بخفوت و تابع لها : كلامي في القاعدة ماكنش فض مجالس لا، دي نيه بايته عندي و كنت مستني الوقت المناسب و اقولها، مش انا اللي هاجي قدام رجاله اقول اي كلام .
صمت متابعآ ردود فعلها و طمئنته عينيها الحانيه و المنتظرة استرساله، مما شجعه علي أستكمال حديثه و قال صقر : انا
مابقتش عارف حالي يابت الناس، عمري ما دورت علي الحب و استعجب من حكايات جدي عليه ، لكن فجاءة الاقيني فاهم كلامه و حاسس بيه و بحالي قدامك….يبقي حصل.
صمت عن استكماله الحديث فا خرج صوتها هامسآ المتسائل :حصل ايه
ابتسم لها بحنان و عينيه تلمع كا قمر في سماء صيفيه صافيه: عشقتك.
،،،،،،،،،،،،،،يتبع

انت في الصفحة 9 من 11 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
0

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل