
– اه .
صمتت و تذكرت والدتها الباكية بسبب افعاله :
– سالح لمامي .
آسر بدهشة :
– اصالحها..ليه .
– مامي عيطت السبح و انا ثوفتكم انت زعلت منها و هي عيطت .
– لا احنا مفيش حاجة مش زعلنين .
– خلاث متتكلمث محايا تاني .
زفر بضيق و قال :
– حاضر .
قام و ذهب لحور..طوق خصرها و قبل رأسها ببرود تام..
اللتفت إليه بسعادة فقال بنبرة جدية :
– انتي عيطي انهاردة .
حور بحرج :
– لا معيطش مفيش حاجة يا حبيبي .
ابتسم ابتسامة صفراء و تركها كانت طفلته تنظر إليه بسعادة و عندما اقترب منها ضمته بقوة..
– بهبك يا احلي بابا .
ضحك و احتضن جسدها الصغير :
– و انا كمان بحبك يا احلي سمسم .
ضحكت بطفولة و سعادة و قبلت جبينه..
– بس توعتني انك تقعت معايا انهادرة كلها .
– اوعدك يا حبيبتي .
***
لف يده اليمني حول خصرها..
و امسك بيدها ليساعدها علي المشي اسندت عليه و قالت بتعب :
– لا مش قادرة اقف يا عبدو بجد .
– طب استني كدة..
حملها كانت ثقيلة حتي ظهر علي ملامحه التعب و برزت اعصاب عنقه..
اتجه نحو سيارة اجرة و ادخلها و جلس بجانبها..
كانت مذالت الدموع لا تفارق عينيها..
وصل السائق لمنزلهم..حملها ثانياً و صعد بها لطابقهم..
اجلسها علي الفراش و ظهرت علامات الحزن علي وجهها..
فأخذ وجهها بين كفية قائلاً بحنان :
– ده قضاء و قدر يا حبيبتي متخفيش في يوم هيبقي عندنا عيال كتير لية تعيطي دلوقتي .
صمتت بحزن محاولة كتمان دموعها..ضمت ذقنها بقوة لتظهر علامات و تبرز ملامح ذقنها و تبكي اكثر..
اقربها الي صدره و احتضنها لتبكي في احضانه اكثر..
ابعدها قليلاً ثم قال :
– يلا نامي يا حبيبتي و انا هشوف الغدا .
اماءت رأسها و استلقت لتضم الوسادة لصدرها و تنام..
***
مر اسبوعين..
تحسنت حالة مي النفسية و لكن مذالت تشعر بالأسي حاول عبدالرحمن جذبها من حالتها..
اما آسر فافي تلك الايام كان يشعور بشعور غريب تجاه نادية حتي انه اصبح في تلك الايام متقرب منها جداً..
و في يوم..
في بيت نادية بالتحديد..
سمعت طرقات الباب لتفتح و هي ترتدي شورت قصير جداً و تيشيرت ذي حمالات رفيعة :
– آسورتي ازيك .
آسر باسماً :
– تعالي اوريكي حاجة .
جذبها من يدها و نزل علي الدرج مسرعاً..
توقف امام سيارة (bmw)..
شهقت و هي تفتح فمها بدهشة..
اخرج مفاتيح من جيبة و قال و هو يضمها :
– انتي تؤمري يا حبيبتي و انا انفذ .
صرخت بسعادة فأخذ يدها و ادخلها السيارة :
– تعالي انتي لسة شوفتي حاجة..بتعرفي تسوقي .
نادية بثقة :
– اه طبعاً .
آسر :
– طب هاتي انا اسوق طيب هوريكي مفاجأة .
اماءت رأسها بسعادة..
جلس علي مقعد القيادة لتأتي برأسها و تسند علي كتفه فيبتسم..
توقف امام فيلا كبيرة تملئها الحدائق علي حولها نزلت من السيارة بدهشة و قالت :
– ايه ده يا آسر .
اقترب منها و قال بهيام :
– من ساعة ما شوفتك و انتي واخدة عقلي مش عارف حاسس اني حبيتك بس انا كل الي عايزة اني اكمل حياتي معاكي انا بجد معاكي بحس براحة غريبة لما اتكلم و لما اهزر بجد انا نفسي تبقي ليا .
نادية بدهشة :
– قصدك ايه .
امسك يدها و اقربها منه :
– تتجوزيني يا نادية .
صمتت بدهشة فأكمل سريعاً :
– تتجوزيني عورفي .
***
استيقظت علي اتصال هاتفياً..
اخذت لترد قائلة :
– مين معايا .
مصطفي بضجر :
– كمان ناسية صوتي هو واخد عقلك اوي كدة .
مي بتعجب :
– هو مين ده انت مصطفي صح .
– اه مصطفي..انا عايزة اقبلك دلوقتي حالاً .
مي :
– لا مينفعش عبدالرحمن موجود .
– بقولك حالاً في النادي .
اغلق معاها لتخرج من غرفتها :
– عبدالرحمن انا خارجة هجيب حاجات من السوق و جية .
– ماشي يا حبيبتي .
ابتسمت له بسعادة و ارتدت ثيابها..
خرجت لتذهب إليه متعجبة من اصراره..
اتجهت لطاولة لتجده بها جلست امامه بتعجب :
– مالك .
– انا اسف علي اسلوبي و طريقتي في الكلام .
اخرج سيجار و وضعها بين شفتيه ليكمل :
– مي انا اعرفك من زمان من يوم ما اتجوزتي يوم فرحك و انا شايف نظرة الحزن في عينك مغصوبة علي واحد نظرتك لسة شايفها انتي مظلومة و مخدتيش حقك في الدنيا..ديه حتي حور واخدة حقها ليه متبقيش زيها .
قاطعته مسرعة :
– حور اختي و ديه حياتنا و انا مش شايفة حاجة وحشة مع عبدالرحمن .
– انتي بتكدبي علي نفسك..
ثم امسك يدها بحنان و قال :
– انا بحبك يا مي و هستناكل لما تطلقي عبدالرحمن سيف هيبقي ابني و انتي هتبقي مراتي و هعيشك ملكة في بيتك مش هعملك خدامة و لة جارية زي عبدو و انا مستويا المادي كويس جداً يعني مش هحرمك من حاجة انا بحبك اوي يا مي .
ابعدت يدها و همت واقفة بخوف :
– انت مجنون..لو انت بتحبني انا بحب جوزي تصدق انا فعلاً حيوانة اني خنت ثقته و افتكرتك صديق طلعت زبالة اتفو .
بصقت في وجهه و ركضت باكية..
🔼🔼🔼🔼🔼🔼🔼🔼🔼🔼