منوعات

بطلة الخديعة الثانى

الحلقة 8

رساله من شيرى

فى الصباح التالى استيقظت نهى متأخره بعد نزول زوجها كانت تشعر بأن جسدها متعب للغايه فهى لم تنم تقريبا وظلت الكوابيس تطاردها لاحظ الابنان نوم والدتهما فى غرفه الجلوس ولكن لم يتكلما فلم تكن معالم وجهه امهما تنبأ بخير فاكتفت مى باحتضان والدتها وقالت : انتو اتحسدوا اكيد

انصرفت بعدها مى الى كليتها برفقه اخيها الذى اكتفى بتقبيل رأس امه دون ان ينبت بكلمه بعدها اتجهت نهى الى اعمالها المنزليه رفيقه كل صباح

ابتدأت كالعاده بالغسيل اخذت قميص زوجها المعبأ برائحه عطر شيرى النفاذ ولم يكن العطر هو ضيفها الثقيل وحده على قميص زوجها بل كانت هناك رساله صغيره حملتها ياقه القميص الخلفيه رأسا من فم شيرى بتوقيع احمر قانى كما كان لون احمر الشفاه التى كانت تضعه

قالت نهى بغضب : الكداب

القت بالقميص بعيدا وذهبت للتوضىء وتصلى لله عسى ان يريح قلبها

لم يظهر رؤوف طيله اليوم وام تحدثه نهى كعادتها للاطمئنان عليه

وفى المساء اعدت نهى طعام العشاء لها ولابناءها وجلسوا سويا واستمر غياب رؤوف

ان نصر الله قريب

انتهت نهى من تناول طعام العشاء برفقه ابناءها واتجهت الى غرفتها وتوضئت وجلست تقرأ فى المصحف الشريف بعدها سمعت طرقا على الباب

نهى: صدق الله العظيم .ادخل

مى: انا يا ماما

نهى: تعالى ياحبيبه ماما

وقفت مى تشعر بالحرج لاتعرف من اين تبدأ حديثها لاحظت الام على الفور تردد ابنتها : خير يامي مالك عاوزه تقولى حاجه

اغلقت مى الباب واتجهت لتجلس على السرير بجانب والدتها : كنت عايزه اكلمك فى موضوع صغنن كده بس يكون مزاجك رايق

نهى: انا الحمد لله مزاجى رايق احكى ياحبيبتى عايزه تقولى ايه؟
قالت مى بعد تردد بصوت خفيض : ماما فى واحد عايزاكى تقابليه

نهى: ويطلع مين الواحد ده؟

مى: ده ……ده

عندها ابتسمت نهى وقالت : ايه زميلك فى الجامعه

مى: لا يا ماما هوا انا بالتفاهه دى يعنى لاء طبعا دا راجل ملو هدومه مش لسه عيل بيدرس

نهى: اااه قولتيلى راجل.همممممممم وعرفتيه منين الراجل ده بقى ان شاء الله؟

حملقت بها مى واحمرت وجنتها وقالت على حياء: هوه شاب يعنى مش راجل راجل

نهى: ههههههههه طيب ياستى شاب مش راجل ولا عيل بيدرس لخصى يا مي عرفتيه منين وليه عايز يقابلنى ؟ وتعاليلى هنا انتى عندك كام سنه عشان تفكرى فى المواضيع دى

مى: ايه اللى عندى كام سنه انا هتم 19 سنه اكتوبر الجاى وبعدين مش انتى اتجوزتى بابا وانتى عندك 19 سنه برضه ولا ايه

نهى: وانتى فاكره انى هقبل اجوزك وانتى 19 زى ما اهلى جوزونى وانا قبلت بكده لاء طبعا استحاله لما تنطبق السما على الارض

مى: منغير ماتنطبق السما على الارض ولا كل الموال ده انا اصلا مش ناويه اتجوز الا لما اخلص جامعه واحضر دراسات كمان وهوه عارف كده حتى تكون ظروفه اتحسنت

نهى: بصى انا لحد دلوقتى الصوره قدامى مش واضحه روحى اعمليلى كوبايه شاى وتعالى نتكلم تانى تكونى انتى حتى رتبتى كلامك وافتكرى دايما ان علاقتنا على طول كانت مبنيه على الصراحه وعمرى ماكنت الام الديكتاتوريه ولا عمرى فرضت عليكى حاجه لا انت ولا اخوكى

مى: ما انا عارفه يا ماما وعشان كده جيت حكيتلك اهوه

نهى: وهو ايه اللى حكتيه

مى: بصى يا ستى اولا اسمه وائل ثانيا عنده 25 سنه ثالثا مهندس وعيلته ناس مرتاحين بس هوه راكب دماغه وفتح مكتب هندسى صغير على قده ومصمم يعتمد على روحه باباه مدير بنك ومامته بتشتغل فى مكتبه اسكندريه واخته ولاء صاحبتى عارفاها طبعا جت هنا بتاع 3 مرات فاكراها

نهى: ايوه فاكراها بنت مؤدبه مش دى اللى كانت عملت عمليه الزايده وروحتى تزوريها فى المستشفى قريب

مى: ايوه

نهى: همممممممم قولى كده ودى كانت اول مره تتقابلو

مى: اه يا ماما والله العظيم

نهى: منغير حلفان ياحبيبتى صادقه صادقه
واتكلمتو يوميها ؟

مى: لاء مش كتير بس كان تقريبا قاعد متنح كده طول الوقت ومنزلش عينه من عليا حتى انا اتكسفت وقومت روحت بدرى لو تفتكرى يومها قولتيلى انى مغبتش وجيت على طوول

عندها قالت نهى بمكر :ااه ويومها كنتى راجعه وشك احمر وقلقت عليكى لاتكونى اخدتى ميكروب من المستشفى اتاريكى اخدتى سهم من كيوبيد

مى: ههههههههههههه لا اطمنى انا زى الفل

نهى: طيب بس انتى ماقولتيش هوه عايز يقابلنى ليه ؟

مى: الصراحه انا اللى عايزاكى تقابليه

نهى: ااه عشان يبقى اسمى عارفه ولو حصل فى الامور امور تصدرينى انا فى وش المدفع مش كده

مى: الصراحه ااه بس بامانه ده سبب رقم تلاته مش رقم واحد

نهى: وايه رقم واحد بقى

مى: عشان انا بثق فى حكمك على الناس اووى وساعات بحس انى خايفه ومش مطمنه ليه ما اعرفش مع انه انسان كويس بس يمكن لانه هيمر وقت طويل نوعا ما عبال ما اتخرج ويجى يتقدم مش عايزه اسيب نفسى لمشاعرى تحكمنى يمكن يكون فى حاجه عقلى غافل عنها دلوقتى لكن انتى تقدرى تنبهينى ليها بدال ما يعدى الوقت وارجع وواقول ياريت اللى جره ما كان

قالت نهى بتأثر :ورقم اتنين ؟
مى: انى ماتعودتش اخبى عنك حاجه ياست الكل

عندها احتضنتها نهى بحنان امى لا مثيل له من وجهه نظر مى وقالت : يابت يا بكاشه ااه منك طالعه دوبلوماسيه زى ابوكى
مى: هاه تقابليه بكره ان شاء الله

نهى: ماشى نتقابل بكره سوا فى النادى

مى: طيب هروح اكلمه اتفق معاه

نهى: براحتك بس الافضل من هنا ورايح تتكلمى قصادى ده لو فعلا مش بتخبى حاجه عليا

مى: طيب هجيب الموبايل واجى اكلمه هنا

ماهى الا ثوانى معدوده حتى عادت مى واتصلت بوائل

مى: الو ازيك يا وائل

وائل : ازيك يا مى عامله ايه وحشتينى على الفكره وكنت لسه هكلمك

مى : بجد طيب انا كنت بتصل بيك عشان انا كلمت ماما واخدت منها ميعاد

وائل : مالك بتتكلمى كده ليه هيا جنبك

مى : ااه

وائل : طيب اديهانى انا اكلمها واسلم عليها

عندئذ اعطت مى الهاتف الى نهى وقالت : وائل عايز يسلم عليكى

نظرت لها نهى بتعجب وهزت رأسها وامسكت بالهاتف وقالت : الو

وائل : السلام عليكم

نهى: وعليكم السلام

وائل:انا سعيد جدا لانى بكلم حضرتك وارجو ما اكونش ازعجتك

نهى: لا ابدا ولا ازعاج ولا حاجه

وائل : مى كانت طلبت منى انى اقابل حضرتك وانا والله منغير حاجه كنت هطلب انها تحددلى ميعاد مع الاسره كلها عشان انول الشرف بس كنت مستنى على الاقل تخلص الترم ده

نهى: ماهوبنتى مش بعاده تخبى عنى حاجه

وائل : وهيا فعلا على طول كانت بتقولى الكلمه دى وعشان كده انا تحت امرك حددى حضرتك المكان والزمان اللى نتقابل فيه

نهى: شوف انت الوقت المناسب ليك

وائل : طالما مناسب لحضرتك يبقى اكيد مناسب ليا

نهى: خلاص اوك بكره فى النادى الساعه 3 مناسب

وائل: مناسب جدا

نهى: مع السلامه

وائل : مع السلامه

التفتت نهى الى ابنتها المراقبه لها والتى بدأت فى قضم اظافرها بتوتر نظرت لها امها نظره معبره عن مدى تقززها فتوقفت فى الحال عندها قالت : خدى بقى موبايلك واتفضلى بالسلامه بقى خلينى اخلص الورد بتاعى

مى: طيب ماقولتيش رأيك ايه؟

نهى: فى ايه يابنتى ما انا هشوفه بكره بأذن الله ومبدئيا كده هوه انسان مهذب ولبق

مى: يعنى ارتحتيله؟

نهى: اما اشوفه يامى حاليا انا ماعنديش حاجه ضده

مى: حلو حلو اووى قشطه يا معلم

نهى: قشطه يا معلم حسستينى فجأه ان اتنقلت من زيزينيا رحت سوق الجمعه ايه يابنتى الالفاظ دى

مى: هههههه خلاص خلاص هسيبك انا تكملى الورد بتاعك

قبلتها مى وانصرفت سعيده لغرفتها فيما ارجعت نهى راسها للوراء لتستند الى الوساده خلفها وهى تردد: والله كبرتى يامى

فى الميعاد المحدد اتى وائل كان شابا طويلا يحمل قدرا من الوسامه والجاذبيه عندما رأته نهى ادركت سبب تعلق ابنتها به فهو وللغرابه يحمل هيئه تشبه هيئه رؤوف للغايه تقريبا نفس الطول وان كان اطول قليلا والعيون الحاده والملامح الرجوليه الاخاذه فضلا عن الشعر الناعم الكثيف والثقه التى تحيط بكل حركاته ولفتاته كهاله فضيه

وائل: السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

مى: وعليكم السلام ماما اعرفك بوائل

نهى: اهلا اهلا يا باشمهندس

وائل: اهلا يا افندم بس الصراحه واننا جاى من بعيد افتكرت ان مى قاعده جنب واحده قريبتها او حد معرفه مايبنش خالص انك والدتها كلامى ده طبعا مش مجامله ولا اطراء واكيد سمعتيه قبل كده كتير

مى: ااه ماما اصلها كانت حامل فيها وهيا تقريبا عشرين سنه

قالت نهى بتصميم وكلماتها تحمل ايحاءا واضحا : الزمن اتغير ومافيش بنات بيتجوزوا وهما سن تسعتاشر

وائل : فعلا الزمن اتغير وانا مش مؤيدى جواز البنات بدرى بالعكس كل ما البنت نضجت وكبرت اكتر اكيد هتكون اكتر وعى بالمسئوليه والحياه اللى داخله عليها
اومأت نهى برأسها ونظرت لوئل نظره تحمل معانى عده قرأها وائل على الفور
نهى: تمام كده

عندها رد وائل : لكن الحب مالهوش سن ولا عمره كان باختيار البشر

صمتت نهى ونظرت الى ابنتها الصامته وقالت : مى معلش اطلبيلى شاى من الكافيتريا

شعر وائل بالحرج وقال : لا ازاى انتو تحبو تشربوا ايه

عندها ردت مى وقالت : لاء يا فالح هيا قصدها تطرقنى عشان عايزه تكلمك لوحدك

انصرفت مى وتركتهم

شعر وائل بالغباء للحظه عندها خففت نهى من حرجه : ماهو ده ميزه لما تكون البنت وامها اقرب للاخوات بيبقوا فاهمين بعض

وائل : بصراحه انا معجب جدا بعلاقتك بمى وقربكم من بعض

نهى: مش خايف يعنى لا تكون متعلقه بيا وتكون الشوره شورتى والكلمه كلمتى وساعتها تحس انك اتجوزت واحده ماشيه تحت طوع امها

وائل:اى بنت بينها وبين امها علاقه من نوع خاص وبتتنقل بيت جوزها وهيا معاها المفاهيم اللى امها ربتها عليها لكن اللى حسيته من مى انها شخصيه وليه فكر مستقل بالرغم من قربها منك
بل تكاد تكون ااقرب لشخصيه الوالد

نهى: وانت تعرف الوالد منين ؟

وائل : ماحصليش الشرف بس دايما مى تحكى ان حضرتك طيبه اووى وهاديه وده عكس شخصيه مى هيا طيبه ااه بس حكايه الهدوء دى صعب شويه كمان هيا عنيده و عندها تصميم عالى اووى

غيرت نهى مسار الحديث وقالت : كلمنى عن شغلك يا وائل انت بتشتغل ايه بالظبط

عندها انطلق وائل بحماس وثبات وقال: انا فتحت مكتب صغير كده انا واحد زميلى يكاد يكون اخ ليا وكنت بشتغل فى الاول فى مجال المناقصات والعطاءات حضرتك تسمعى عنها ؟

نهى: ااه وبعدين

وائل : وبعدين لقيت ان البلد للاسف ماشيه بالرشوه وان الشركات اللى بتدفع هيا اللى بتكسب المناقصات او الشركات الكبيره اووى فحاليا اهو بحاول اجتهد فى المجال ده لكن لسه ماحلفنيش الحظ فبشتغل حاليا بجانب كده فى رسم الخرايط الهندسيه وشغل فى المقاولات على خفيف يعنى حد عايز يعلى عمارته دور ولا حاجه كده يعنى بس الحمد لله الشركه مستقره نوعا ما لسه ماحققناش ارباح كتير بس ادينا على اول الطريق

نهى: تعرف رؤوف شغال فى المجال ده

وائل : عارف وده اللى منعنى من انى اجى اتقدم لمى رسمى فى الوقت الحالى فى الواقع ده السبب الرئيسي اكتر من كونها لسه صغيره حتى

تعجبت نهى وقالت : ليه؟

وائل : لانى لسه فى اول حياتى ومش عاوز اخطو اى خطوه تصور ليكم انى عاوز مى عشان مركز باباها وانى اتقدم فى شغلى على حساب جوازى منها

شعرت نهى بصدق كلامه واحترمته كثيرا : طيب ايه رأيك لو جبتلك شريك يقدر يرفع شركتك ويساعدك

تعجب وائل من عرضها : انا مش مستنى شريك انا بالفعل مشارك واحد صاحبى ومصمم انى انجح وان شاء الله ربنا هيوفقنى

نهى: ماهو انا مش هجبلك المقاولون العرب يشاركوك يا وائل مجرد حد عنده فلوس وعايز مكان امين يوظفها فيه

عندها هز وائل رأسه وقال : والشريك ده يبقى حضرتك مش كده

ابتسمت نهى وتأكدت من ذكاؤه : ايوه انا

ظهرت ملامح الضيق على وجهه وائل وقال : انا لتانى مره بأكد لحضرتك انى ان شاء الله قريب هنجح فى شغلى وان فشلت يبقى انا غير جدير بمى وما استحقهاش لكن انا مش هطلب مساعده من اهل الانسانه اللى نويت وعزمت انها تكون مراتى

عندها صممت نهى ان تقنعه وقررت للجوء لاسلوب سلوى الملتوى لتنال ما تريد : اولا دى مش مساعده منى بالعكس لو فيه حد بيساعد التانى يبقى انت اللى بتساعدنى مش انا اللى بساعدك

ثانيا نفترض مثلا انى معايا مبلغ من المال وعاوزه اشترى حته ارض نازله فى مناقصه واستثمر فيها فلوسي بس انا ما عنديش شركه ولا املك الصلاحيات انى ادخل المناقصه اصلا وجيت طلبت منك انك تدخل المناقصه دى وتشتريلى الارض يبقى مين اللى ساعد التانى مش انت برضه اللى ساعدتنى وتبقى خدمه انت عملتها فيا صح ولا انا غلطانه ؟

عندها رد وائل على مضض : صح بس.ليه حضرتك ماتطلبيش من والد مى ماهو عنده شركه

نهى: لاسباب كتير منها على سبيل المثال ان شغل رؤوف على كبير والعمليات الصغيره او حتى الكبيره اللى ممكن مايطلعش منها بفايده بيرفضها خاصه وان عنده شريك النص بالنص وبالتالى مش معقول يعمل بيزنس باسم الشركه كلها باسم المدام لان ده حيحطه فى موقف حرج مع شريكه

ثانيا رؤوف شايف انى المفروض اكتفى بانى حاطه فلوسى فى البنك وخلاص فى حين انى نفسى اعمل حاجه ليا خاصه بيا واكيد الربح اللى هيجينى هيبقى اكبر من فوايد البنك اللى انا بصراحه بستحرمها وكمان فكر فى الفايده اللى هتعم اذا انا شغلت فلوسى معاك انا كسبانه مرتين مره الربح اللى هيجينى ومره لما تجهز نفسك فى اقرب وقت واطمن على بنتى وبعدين اذا كنت هتاخد بنتى اللى هيا اغلى عندى منى يبقى فيها لو بالمقابل يا اخى لو تشغلى فلوسى وتكسب فيا ثواب

عندها هز وائل رأسه وضحك وقال : وقال انا اللى كنت بقول ياخساره لو كانت مى طلعت هاديه لمامتها

اقرت نهى بهدوء :العيله ده مافيش فيها حد هادى

قاطعتهم مى : شايفاكو بتضحكو قلت اجى بدال ما انا قاعده هناك لوحدى زهقت الصراحه ها بتضحكوا على ايه

نهى: جبتى الشاى

مى: لاء مش ده كان سيم كده ولا انتى فعلا عاوزه شاى

وائل : لا شاى ايه بقى انا عازمكو على الغدا

همت نهى بالانصراف وهى تقول :
معلش يا وائل وقت تانى انا كنت هشرب كوبايه الشاى واروح ازور واحده صحبتى لكن يظهر ماليش نصيب هشربها عندها

مى: قوام كده يا ماما

نظرت نهى وعينها تحمل نفيا لما قالته شفتيها : لو عايزه تقعدى براحتك

ردت مى مسرعه : لا انا ماشيه معاكى

وائل : طيب اوصلكم

نهى : البيت قريب مش بعيد هتمشى انا ومى

وائل : خلاص براحتكم مع السلامه وفرصه سعيده

نهى : انا الاسعد يا وائل

قالت مى وهى تشعر بالاسف : مع السلامه يا وائل

ودعها وائل بعينيه وقال : مع السلامه يا مى

انصرفت مى بصحبه امها والتى توقفت الاخيره وقالت : نسيت نضارتى على التربيزه هروح اجيبها خليكى هنا يا مى

مى: اوك اجى معاكى

نهى: لا خلى سلام العشاق ده لوقت تانى

قابلها وائل فى منتصف الطريق وقال : نضاره حضرتك

اومأت نهى برأسها واخذتها منه عندها ادرك وائل انها تركتها عن عمد فقال : حضرتك كنتى عايزه تقوليلى حاجه تانيه

نهى: اتمنى ان موضوع الشراكه ده يفضل ما بينا بس مش عاوزه مى تعرف بيه

لم يفهم وائل سبب طلبها ولكنه اجاب : ماشى انا اصلا ما كنتش هقولها

هزت نهى رأسها وقالت : كويس سلام

وائل : سلام

كانت مى تراقبهم من بعيد ولكنها التزمت بأوامر والدتها وبعد عوده الام قالت: كنتو بتقولو ايه

ردت نهى بغموض : ابدا ولا حاجه
********************
اللهم انت مدبر الامر من قبل ومن بعد

سارت مى برفقه والدتها والتى كان يبدو ان هناك امرا يشغل ذهنها

مى: ماما انتى ايه رأيك فى وائل؟

نهى: كويس

نظرت لها مى بتعجب : كويس!!! بس!!! طيب ما انا عارفه انه كويس

نهى: اتعلمى الصبر يا مى هينفعك بجد يابنتى بلاش تستعجلى وخليكى مع ربنا
وهتلاقى الحاجه تجيلك لحد عندك .ان الله مع الصابرين يامى

مى: ماما انا حساكى اتغيرتى اووى وبقيتى ساكته على طوول ودايما ذهنك مشغول

نهى: انا مشغوله بيكم ياحبيبتى مش عنكم وربنا وحده اعلم وانتم اللى بتهونوا عليا اللى انا فيها
مى: ربنا يخليكى لينا يا ماما بس انا لحد دلوقتى ماعرفتش ايه اللى حصل بينك وبين بابا انتو كنتو نازلين كويسين ترجعوا بعد ساعه كده وبعدين خلافكم كتر اووى يا ماما وماعدتيش تصالحى بابا دايما زى ما كنتى بتعملى

نهى: ااه ااه يا نهى فعلا هوه دايما كان يزعل ويتقمص على اتفه الاشياء وانا اجرى اطبطب وادلع وادادى لكن خلااص يا مى وبقولهالك وانتى بقيتى على وش جواز اينعم لسه بدرى شويه بس الحياه يابنتى خد وهات
مش ااقصد على الفلوس لاء الود والرحمه زى ما تحنى وتوديه كمان هوه بالمقابل
اوعى تفضلى تدى لحد ما خلاص تهونى عليه ويبقى وجودك زى عدمه اعمليلك كرامه ووضع وحياه مستقله اوعى تسيبى نفسك ليه زى الريشه يجيبك هنا ويوديكى هناك ساعتها وزنك وقيمتك هيكون برضه زى الريشه

مى: يااااااااااااااااااااه يا ماما كل ده كاتماه فى قلبك

نهى: معلش يابنتى ادينا بنتعلم وبرضه
وماكان ربك بظلام للعبيد انا احتسبت اجرى عند ربنا يجازينى خير فيكو فى الدنيا والاخره . المهم انا عندى مشوار كده هتروحى البيت ولا هتعملى ايه

مى: وانا ماينفعش اجى معاكى المشوار ده

نهى: لاء للاسف

مى: اوك هستناكى فى البيت سلام

نهى: فى حفظ الله يا حبيبتى

انطلقت نهى بعدها الى بيت خالتها فقد كانت رتبت موعدا معها لتقابل عصام عندها بعد عودته من سفره

وماهى الا نصف ساعه حتى كانت جالسه مع عصام فى صالون بيت خالتها التى انصرفت لاعداد سفره الطعام بعد رفضها معونه نهى لها باصرار

عصام : ازيك يا نهى والله زمان يا بنت خالتى

نهى: ازيك انت ياعصام وازى غاده والولاد

لوى عصام شفتيه عند ذكر نهى لاسم زوجته : ولادى الحمدلله كويسين وغاده اكيد ماما قالتلك اخبارى ايه معاها

اخفضت نهى رأسها : ربنا يهديلكو الحال

عصام : وانتى يا نهى الولاد عاملين ايه ورؤوف اخباره ايه

ظهر الاسى على محيا نهى العذب وكادت ان تبكى عند تذكر مافعله رؤوف معها فلم يكتفى باهمالها والجرى وراء شيري بل تركها لصديقه الوغد يغازلها بوقاحه

قال عصام بعصبيه : مالك يانهى رؤوف مزعلك ؟!!

نهى: سيبك من رؤوف دلوقتى مش ده اللى كنت جايالك عشانه

عصام : امال كنتى عايزه ايه يانهى انا تحت امرك

نهى: عصام انت ممكن فى شغلك تعمل تحريات كده عن اتنين اعرفهم ولا ده ممكن يسببلك مشاكل

عصام : انا لو هعدى البحر عشان خاطر حاجه انتى عايزاها وارجع تانى انا ما اتأخرش يا نهى

خجلت نهى من عصام ومن تفانيه فحتى الان وبعد مرور عشرون عاما لازال يكن لها تلك المشاعر الفياضه

تماسك عصام نفسه فقد شعر ان بالغ فى اظهار مكنونات قلبه : هاه قولى بأه كنتى عايزه ايه انتى بتستخفى بيا هههههههه محسوبك على درجه عقيد فى المخابرات عيب عليكى

نهى : ربنا يوفقك كمان وكمان ياعصام انت تستاهل كل خير باختصار انا اعرف واحده عايزه اعرف مدى علاقتها بأيمن شريك جوزى فى الشركه

عصام : اوى اوى سهله ادينى نمر موبايلاتهم وتحريات بسيطه فى شركات المحمول هنعرف ان كان بينهم اتصال ولا لاء

نظرت له نهى فزعه : ايه ده انتو ممكن تشوفوا الناس بتتكلم مع مين

عصام : ونسجله كمان بس دا طبعا شغل امن دوله فى الغالب لكن انا ليا علاقاتى ماتقلقيش مش كل الناس يعنى بنسجلهم اللى شاكين انهم مثلا عاملين شبكه مخدارات مثلا ولا تجسس دا شغلنا

نهى: طيب انا مسجله نمره صحبتى على الموبايل لكن ماعييش نمره ايمن ممكن اما اروح ابعتهالك فى رساله

عصام : خلاص ابعتيلى النمرتين مع بعض وانا هبعتهم فى رساله للظابط اللى هطلب منه انه يسجل مكالمتهم ان وجدت ماشى كده

هزت نهى رأسها وقالت : ماشى

غادرت نهى بعد تناول الغذاء برفقه خالتها وعصام ابن خالتها
وعندما وصلت الى البيت توجهت فورا الى غرفه المكتب واخرجت من الدرج اجنده الهاتف ودونت رقم هاتف ايمن المحمول فى رساله وارفقت نمره هاتف سلوى

ونظرت الى خارج النافذه المقابله لها تحديدا الى السماء الزرقاء والملبده بالغيوم وقالت : يارب اظهرلى الحق يارب وسامحنى ان كان فيه وزر لكن هما اللى ابتدوا بالاذيه

بعثت نهى بالرساله واتجهت الى غرفه ابنتها لتطمئن عليها

انت في الصفحة 2 من 8 صفحات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
2

أنت تستخدم إضافة Adblock

انت تستخدم اضافة حجب الاعلانات من فضلك تصفح الموقع من متصفح اخر من موبايلك حتي تقوم بتصفح الموقع بشكل كامل