
الحلقة 12
انما نملى لهم
لم تنم نهى ولا احمد ابنها فالتفكير اخذ حيزا كبيرا من عقليهما ولم يمكن سلطان النوم عليهما
قامت نهى لصلاه الفجر توضئت وايقظت ابنها ليصلى بها اماما رساله غير نصيه بعثتها نهى لابنها انه من الان فصاعدا هو بمثابه وليها
استجاب احمد لامه وقام فصلى وانتهى الاثنان من صلاتهما وجلست نهى تذكر الله بعد قليل توجهت نهى الى غرفه ابنها وجدته وقد ارتدى ملابسه فنظرت له بحنان الام :هتوصلنا!!!!
احمد: ااه مش اتفقنا على كده؟
نهى: نمت امبارح
احمد: انتى اللى نمتى ياماما ؟
نهى: لا والله يابنى وبفكر اتصل بخالتك بس عارفه انها هتزعل وخايفه لتوصلنا انت وانت مش نايم كويس
احمد: ماتخافيش عليا هشرب نسكافيه هبقى زى الفل روحى انتى ياماما اجهزى والبسى لبس يساعدك على الحركه عشان انا ناوى انططك يا نونا
ضحكت نهى وقالت : انا مش ناقصه تنطيط من اولها كده براحه عليا حاضر يا احمد هروح البس مش هاخد حاجه ان شاء الله
احمد: اعملك معايا نسكافيه
نهى: ماشى ياحبيبى
رجعت نهى الى غرفتها وارتدت ملابسها على عجاله نظرت فى هاتفها لا توجد رساله واحده او حتى مكالمه من زوجها والذى يبدو انه قد نسى وجودها تماما
وكما قال ايمن لها فهى لم تعد مهمه له شعرت نهى انه هو ايضا لم يعد بعد الان مهما لها
فى الايام القليه الماضيه كانت عازمه على استرجاعه اما الان فترغب بكل قوتها من دفعه بعيدا والانتقام منه فستكون دوما معه كما عتاد حتى اخر يوم الزوجه المتفانيه والتى لفظته خارج حياتها بعد ان كان كل محور حياتها هذا هو انتقامها بعدها سيعرف قيمتها ولكن بعد فوات الاوان
خرجت نهى برفقه احمد واتجهت الى منزل اختها نرمين والتى كان وجهها يشع سعاده لدى رؤيتها لاختها الصغيره فاحتضنتها بشده وقالت : وحشتينى اوووى اووى يا نهى كده برضه ماشوفكيش من اكتر من شهر
تنهدت نهى وقالت : معلش والله يانرمين ماتعرفيش انا مشغوله اد ايه
نظرت لها نرمين وفى عيناها نظره تحمل اهتماما بليغا : باين عليكى مانمتيش خالص امبارح مالك؟ مع ان رؤوف مسافر يعنى
كادت الدموع تنهمر من اعين نهى الحزينه لدى سماعها لاسم زوجها فتماسكت وقالت بصوت خفيض : مش دلوقتى هحكيلك بعدين عشان خاطر الولاد
هزت نرمين رأسها متفهمه وقالت : طيب يالا بينا ثم نادت على ولديها التؤام على وعمرو ….يالا يا ولاد يالا بينا هنتأخر كده
خرجت سلمى برفقه مى وسلمت على نهى : وحشتينى اوى يا خالتو واحتضنتها سلمى برفق
نهى : وانتى اكتر ياحبيبه خالتو
مى : صباح الخير يا جميل ايه شكلك مانمتيش امبارح الواد احمد عملك حاجه
نهى : لا احمد زى الفل انزلى لاخوكى مستنى تحت عشان مايقعدش لوحده عبال ما خالتك تجهز الصبيان
لمعت عينا سلمى بهيام : ايه ده هوه احمد هيجى معانا ؟
نهى: ااه ماهو العربيه الواحده مش هتكفينا فقولتله يجى معانا احنا فى عربيه وانتم فى عربيه
مى : لا يبقى نركب انا وسلمى مع احمد وانتى اركبى مع خالتو والولاد عشان نشغل الكاسيت براحتنا عشان انا عارفه ممكن شويه وتقوليلنا طفوا البتاع ده جالى صداع
نهى : لاا على ايه انا من دلوقتى مصدعه طيب اسبقو انتو
نرمين : خلااص انا خلصت لازم طبعا على وعمرو يعفرتونى على الصبح كده
نهى : بكره يكبروا ويعقلو
نرمين : امتى بقى عندهم 13 سنه ومافيش امل ههههههه
انصرفت الاختان برفقه الابناء الى دريم بارك وقبيل ذهابهما قالت نهى لاحمد سرا : احمد كلم باباك قوله اننا رايحين دريم بارك
احمد: انا كلمته فعلا من شويه تليفونه مغلق هكلمه تانى
ركبت مى وسلمى مع احمد السياره فى المقعد الخلفى وكانو يتناولون موضوعا شيقا لكلتاهما عن احدث خطوط الموضه عندها قاطعهم احمد قائلا : لاا بقولكم ايه احنا هنبتديها كده انا مصدع وبالعافيه شايف قدامى وانتم طول الليل بايتين مع بعض خدو استراحه قصيره كده لحد اما نوصل
سلمى : سلامتك يا احمد الف سلامه عليك تاخد اسبرين
احمد : لاء مابحبش الدوا
مى : سيبكى منه يابنتى هوه ده بيحس
احمد : لا مابحسش وماعنديش دم وايه رأيك بقى هقفل الكاسيت كمان هه
مى : احمد بطل بقى غلاسه طيب وطيه حتى شويه يعنى لا كلام ولا كاسيت
سلمى : حرام يا مى بيقولك مصدع
مى : ياحنينه يا اختى
احمرت وجنتا سلمى فيما كان احمد لايعيرهم انتباها بالمره فقد كان يتصل بوالده للمره الثالثه والذى اخيرا فتح هاتفه ورد على ابنه : الو ايوه يا احمد خير…. بتتصل بيا على الصبح بدرى كده ليه ؟حد حصله حاجه؟
احمد: لا يابابا صباح الخير الاول اصلنا رايحين دريم بارك احنا وخالتو وولادها فقلت اتصل اقولك
رؤوف : ياسلام وامك ماكلمتنيش تقولى ليه لما انتو متفقين
احمد: خالتو عزمتنا امبارح بليل بس
رؤوف : هوه الكلام اصلا مش معاك الكلام مع امك بس ماشى ياسيدى روحو انتو واتفسحو واتبسطوا وانا لما ارجع النهارده ليا كلام مع نهى
احمد: مش حضرتك كنت راجع بكره
رؤوف : ااه ياسيدى بس الست والدتك معرفش جرالها ايه محضرالى شنطه هدومى حاجه اخر عجب لا عارف البس ولا اخرج اشوف مشاويرى عشان كده هرجع بدرى ولا اروح للناس وشكلى يكسف كده
احمد: تيجى بالسلامه يا بابا مع السلامه
رؤوف : مع السلامه
مى : ايه بابا زعل اننا رايحين؟
لم يرد عليها احمد فقد كان غير راغبا فى تدوال احاديث تخص والديه فى حضور ابنه خالته
مى : احمد… مابترضش ليه
احمد: يامى قولتلك مصدع سيبينى اعرف اسوق
وصل افراد العائلتين الى دريم بارك ومرت الساعات كان يبدو على على وعمرو السعاده الشديده فيما كان احمد صامتا على غير العاده اما مى وسلمى فلم تتوقفا عن الكلام المباح فيما جلست نهى ونرمين اغلب الوقت يتابعن الابناء باهتمام
نرمين : ايه مالك يانهى شكلك مش عاجبنى
نهى : انا خلاص يا نرمين معوتش قادره استحمل رؤوف
نرمين : طنشيه وعيشى حياتك وبصى لولادك انتى قايداله صوابعك العشره شمع وكنتى طول عمرك زى اللى عيشاله فى قمم
نهى : لا ماخلاص ماعدتش يفيد
نرمين : قصدك ايه؟
قالت نهى بصوت مختلج ضعيف : رؤوف اتجوز عليا يانرمين
اتسعت عينا نرمين من هول المفاجأه : اييه ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!! ليه ان شاء الله !!!!!هو قالك ولا انتى اللى عرفتى؟
نهى : لاء هوه مخبى عليا البيه متجوز عرفى موظفه عنده فى المكتب وانا مجبتش سيره ليه انى عرفت ولا للولاد
نرمين : ليه ان شاء الله انتى لازم تتطربقى الدنيا فوق نفوخه كان ناقصه ايه وعرفى كمان اللى كل الفقهاء محرمينه وحاطينه فى مقام الزنا كمان استغفر الله العظيم …وشكلها ايه ان شاء الله اللى اتجوزها دى ؟
نهى : مش عايزه اتكلم عنها عشان ماتاخدتش من حسناتى بس ربك يمهل ولا يهمل
نرمين : نهى ماينفعش انك تسكتى لازم تكلميه وتواجهيه
نهى : ده اللى حيحصل فعلا بس مستنيه الولاد يخلصو امتحانتهم مش عايزه أأثر على نفسيتهم وانا خلاص مش ناويه اكمل معاه انا قررت انى اطلق
نرمين : بلاش كلام فاضى اوعى تهدى بيتك يانهى وانا اللى بقول عليكى اعقل منى انتى ااه بهدليه وسودى عيشته لكن الا الطلاق
نهى : ليه بقى مش ده شرع ربنا
نرمين : ده ابغض الحلال يانهى وفكرى فى ولادك بنتك بقت عروسه وابنك خلاص كبر
نهى : ماهو عشان كده ماعدوش لسه عيال صغيرين كل واحد فيهم ماشاء الله يشيل مسئوليه نفسه وانا لما كنت فى سن مى كنت شايله مسئوليه بيت كمان
نرمين : مش عارفه ااقولك ايه بس انتى حتى بتحبى رؤوف
نظرت لها نهى وفى عيناها نظره تصميم: كنت ….كنت بحبه لكن بعد اللى عمله معايا خلااااااص مش فاكراله ولا حاجه حلوه غير انه سبب فى وجود ولادى بعد ربنا وزى ماقولتلك كبروا الحمد لله وماعدوش عيال صغيرين
نرمين : كان نفسى ااقدر انصحك واقولك على حل تطلعى بيه من المشكله دى بس اذا كان انا ومحسن على طول بينا خلاف هوه ماسك بأيده وسنانه هناك فى قطر وانا عايزاه يرجع مصر ولولا انى عارفه انه ماسك فى القرش واستحاله يبعزقه كنت قلت زمانه متجوز هناك
ثم استطردت نرمين قائله : طيب ماتهدديه يا انا يا البت اللى انت اتجوزتها دى وشوفى مش يمكن يطلقها
نظرت لها نهى وهى لاتدرى كيف تجيب عليها : اولا يانرمين حرام انك تطلبى طلاق واحده تانيه
ثانيا مش انا اللى احط نفسى فى نفس الكفه معاها دى واحده استغفر الله العظيم لو شفتيها
ثالثا وده الاهم بعد اللى حصلى امبارح انا خلاص كرهته ومش طايقاه
نرمين : وايه اللى حصل امبارح ؟؟؟؟؟
نهى : مش عايزه افتكر ارجوكى يانرمين انا جايه اغير جو ماترجعيش الذكرى عليا
قالت نرمين بتأثر : طيب طيب قومى نتمشى احنا جايين نغير جو قومى بقى
مر اليوم سريعا وقاربت الساعه على الخامسه مساءا غادرت الاختان برفقه ابناءهما ولكن تلك المره استقلت نهى السياره برفقه ابناءها فقال لها احمد : على فكره ياماما كلمت بابا الصبح وقالى انه راجع النهارده اسكندريه وكان شكله زعلان انك ماكلمتيهوش تقوليله اننا رايحين دريم بارك
هزت نهى رأسها وقالت فى سرها : يتفلق
وصلو الى الاسكندريه بعد ساعتين فى الطريق وما ان دخلو منزلهم حتى قالت مى: انا تعبانه اووى هدخل اخد دش وانام
خرج رؤوف من غرفه المكتب لدى سماعه صوت ابنته قائلا : حمدلله على السلامه
فؤجئت مى بوالدها ولم تكن بمفرها فنهى ايضا فوجئت بعودته مبكرا فقد ظنت انه سيعود قرابه منتصف الليل كما اعتاد
مى : بابا حمد لله على سلامتك
قبلته الابنه الصغرى واحتضنه الابن الاكبر فيما تجاهلته زوجته واتجهت الى غرفتها فتركهم رؤوف واتجه الى الغرفه هو الاخر
رؤوف : مش تقوليلى حمد لله على سلامتك
نظرت له نهى وقالت له بامتعاض : حمد لله على السلامه
رؤوف : ومالك كده بتقوليها منغير نفس ولا هو خدوهم بالصوت ليغلبوكم
نهى : نعمم؟ قصدك ايه وبعدين ان مازعقتش ولا حاجه ولا انت جاى ونفسك تتخانق
رؤوف : انا اللى نفسى اتخانق ولا انتى اللى حضرتى شنطه سفرى بكل اهمال اللى فى الدنيا
ايه الى انتى كنتى حطاه ده حطالى شورت على بلوفر على قميص كروهات قديم عندى ومابلبسهوش ولا حطالى فوطه واحده والشربات مش ماشيه مع بعضها فرده كحلى وفرده بنى اييه انتى كنتى نايمه على روحك وانتى بتحضريها ؟؟؟
نهى : يمكن !!!
رؤوف : بقولك ايه انا مش ناقص حرقه دم انتى ازاى تسافرى النهارده منغير ماتتصلى بيا تقوليلى
نهى : وانت ازاى تبعتلى صاحبك الى مش محترم فى نص الليل وانا قاعده لوحدى
فوجىء رؤوف بقولها : ايه هوه جالك نص الليل !!!!
نهى : ايوه ؟؟ ليه ماتصلتش تقولى هه؟ ليه ماكلمتش ابنك يروحله بالورق طالما عايزه ؟ ثانيا ايه وجه السرعه ما النهارده الجمعه وكان ممكن يجى ياخده فى ميعاد احسن من كده ؟ماترد عليا سكت ليه ؟
لم يدرى رؤوف بما يجيبها فقد كانت محقه فهو مخطىء ويعلم بمدى فداحه خطأه ولكن عوضا عن ذلك اتخذ الهجوم وسيله للدفاع : يعنى انتى بتعاقبنى بقى هه رايحه النهارده مع اختك عند فيا اعملى حسابك انى مارضيتش اعكنن عليكم واقوله يرجعكم البيت بس دى اخر مره انتى فاهمه
نهى : مارضتش على سؤالى انت ازاى تبعت ايمن فى نص الليل عندى هنا وانا قاعده لوحدى؟
شعر رؤوف انه قد حشر فى خانه اليك كما يقولون : وانتى كنتى قاعده لوحدك ليه؟ هه فىن احمد سايباه كالعاده يتصرمح مع اصحابه مش كده وطبعا البنت كانت بايته عند خالتها منغير ماترجعلى صح
نهى : ماتخرجش بره الموضوع زمان لما كانو بيتحركو ااقل خطوه كانو بيتصلو بيك لحد ما انت قلتلهم مايتصلوش وقولتلهم بالحرف كده عندكم امكم
ماتجيش دلوقتى تقولى مش بيرجعولى
رؤوف : بقولك ايه انا راجع من سفر وتعبان وعاوز انام
نهى : وانا كمان عايزه انام فاتفضل اطلع بره
رؤوف : نعم؟ اطلع بره ليه ان شاء الله مكسوفه تغيرى قدامى
نهى : لان السرير مش هيسعنا سوا
المره اللى فاتت نمت انا على الكنبه المرداى الكنبه فى انتظارك
رؤوف : انت ناسيه ان ده بيتى انا وودى اوضه نومى عايزه تنامى هنا معايا اهلا وسهلا عايزه تنامى بره براحتك
نهى : لاء مش بيتك لو بيتك بصحيح كنت حافظت على حرمته ومابعتش راجل سمعته فى الطين فى انصاص الليالى هنا
امسكت نهى لسانها بالقوه كى لاتخبره ان ايمن قد اعتدى عليها فقد عزمت ان تجمع كل مالديها لتلقيه فى وجهه مره واحده وعندما يسنح الوقت ويكون مناسبا كى تنال حقها كاملا
نظر لها رؤوف : يعنى بتطردينى من اوضتى ماشى يانهى يابنت الاصول
نهى : انا بنت اصول غصب عنك
رؤوف : نهى انا بجد ماسك اعصابى ومستحمل مافيش داعى للغلط فيا اكتر من كده عشان ماتندميش
نهى : لا مش انا اللى هندم انت اللى هتندم يارؤوف بس خلاص كلامى معاك فى الوقت الحاضر انتهى اتفضل عشان عايزه انام
نظر لها رؤوف ولم يفهم ماتقصده بأنه من سيندم عندها تصاعد الشك داخله ان تكون بالفعل تعلم بأمر زواجه من شيري وانه كان برفقتها لربما قد اخبرها ايمن ……..وكيف له ان يذهب لها فى ذلك الوقت المتأخر فعزم على محادثه من يظنه صديقه فى الصباح ولكن عليه الان ان يعد نفسه للنوم على الاريكه.