
الحلقة 13
سلوى غاضبه
لم ينم رؤوف جيد واخذ يفكر فيما قد يكون ايمن قاله لزوجته الغاضبه
ولكنه بغباء محكم كان واثقا فى صديقه
ما ان طلعت شمس النهار حتى قام رؤوف واغتسل ثم اتجه الى غرفته
وطرق الباب برفق ودخل ليجد زوجته مستيقظه تجلس فى السرير تبكى فى صمت
نظر لها رؤوف ولم يفهم مابها : عامله كل الهوليله دى عشان ايمن جه امبارح بليل منغير ما اقولك طيب وفيها ايه ماهو صاحبى وشريكى وبعدين انا واثق فيه وواثق فيكى كمان
نظرت له نهى وكادت ان تصرخ من فرط غيظها ولكنها تماسكت وقالت : طيب تثق فيا وماشى عشره عشرين سنه جواز انما شريكك اللى بتاع الستات والكابريهات والحشيش والقرف ده تثق فيه بأى مناسبه؟ ازاى تبعت واحد سمعته كده لحد بيتك انت مش خايف عليا ؟مش خايف على سمعتنا؟
رؤوف : هههههه اخاف عليكى!!!! جرى يانهى يعنى اخاف عليكى من مين دا انتى ست وماشاء الله عيالك اطول منك الكلام ده اما كنتى لسه عيله صغيره بنت 19سنه وبعدين انا لو لسه بخاف عليكى ماكنتش اسيبك تخرجى وترجعى براحتك لكن خلاص كبرتى ومايتخافش عليكى
نهى : مش عارفه ااقولك ايه اطلع اللى جوايا ازاى حاسه ان دماغى هتنفجر مش مصدقه انك تكون كده بالامبالاه الفظيعه دى مش انت الراجل اللى اتجوزته استحاله تكون رؤوف اللى انا عيشت معاه انت واحد تانى
رؤوف : لا تانى وتالت الحكايه انى كبرت والدنيا اخدت منى كتير شغل وشقا وقرف صعبان عليكى انى ارتاح شويه لازم ابقى شايل هم كل حاجه موقف صغير زى دى سهوا حصل من استعجالى وانشغالى خلاص هتعلقيلى المشانق
نهى : موقف صغير!!! فعلا…….معاك حق انت عامل زى الاعمى اللى واخده اطرش يدله على الطريق لا ده شايف السكه ولا ده سامع منه وياترى كنت مشغول اوى ومتسربع كده ليه؟
رؤوف : هيكون فى ايه شغل طبعا وبعدين المناقصه دى مهمه مش كفايه الخساره اللى فاتت
نهى: ما انت اهوه رجعت امبارح والنهارده السبت كان ممكن تاخد الورق بنفسك توديه
رؤوف: ماهو انا ماكنتش عامل حسابى انى ارجع بدرى والبركه فيكى
نهى: ولاااااااااااااااا تزعل سافر تانى بس المره الجايه خلى غيرى يحضرلك الشنطه
رؤوف : حد تانى متشكر طيب ياترى هتقومى تحضريلى الفطار ولا اشوف حد تانى
نهى : ده كل اللى يهمك اوك ربع ساعه ويكون الفطار جاهز
توقع رؤوف ان تعد له سندويتشات جبنه كما فعلت من قبل ولكن على غير العاده اعدت مايقرب الوليمه وليس افطارا بسيطا
عندما رأى رؤوف الافطار امسك بيد زوجته وقبلها وبعدها امسك رأسها وطبع قبله على جبينها : انا مش عارف ايه اللى بيحصلنا لما بتكونى راضيه عنى بحس ان الفرحه مش سيعانى ولما بتغضبى عليا بحس انى مخنوق ومش طايق نفسى حقك عليا انا غلطان بس انا بثق فى ايمن ولو ماكنتش واثق فيه مكنتش بعته انتى غاليه عندى والله يانهى
نظرت له وترقرقت الدموع فى عيناها وهزت رأسها وحاولت الانصراف عندها جذبها رؤوف اليه وقال : والله ماهدوق لقمه الا اما تقعدى معايا وتفطرى وانا فعلا جعان والاكل يفتح النفس تعالى بقى مايبقاش قلبك اسود
نهى: هروح اصحى الولاد
رؤوف : سيبيهم نايمين تلاقيهم تاعبنين من امبارح
اذعنت له نهى على الرغم من غضبها ولكن لم يتحمل قلبها الرقيق اعتذاره الصادق
انطلق رؤوف بعد الافطار الى مكتبه وما ان وصل حتى اتجه الى غرفه مكتب ايمن الذى كان جالسا يحتسى فنجان القهوه ويتابع اخبار البورصه باهتمام
رؤوف : صباح الخير
ايمن : اهلا يا رؤوف حمدلله على سلامتك جيت بدرى يعنى
رؤوف : ااه يانى روحت تعبت وجيت تعبت اكتر انت ايه اللى عملته ده يا زفت انت؟
نظر له ايمن بشك : ايه؟عملت ايه؟
رؤوف : انا قولتلك تروحلها بالليل بس مش متأخر اووى كده
ايمن : وهيا 11 بقت متأخر ده خلاص الصيف تقريبا دخل
وبعدين عبال ماخلصت المكتب الساعه تمانيه وعملتلى كام مشوار كده والسكه
لقيتها 11 وبعدين تعالى هنا انت ليه مكلمتهاش وتقولها انى جاى اخده بدال الموشح اللى ادتهولى اما قابلتنى
رؤوف : هيا كلمتك وحش اووى كده
ايمن : وحش قول زفت …..وماكلمش احمد ليه يجيب الورق……. وخليك هنا ااقف ماتدخلش جوه
رؤوف : لا مالهاش حق بس انت عارف نهى حنبليه زياده عن اللزوم
ايمن : حلو اديك قولتها انت عارفها وانا عارف انها لا بتطقينى لا ف سما ولا ف ارض ذنبى ايه انا اتعك فى وسطيكو
رؤوف: معلش والله يا ايمن انشغلت خالص وشيرى مسكت موبايلى وقفلته وحرجت عليا انى افتحه
ايمن : ماشى ياعم علمناهم الشحاته سبقونا على الابواب انت تجرى وره نزواتك وانا اخد كلام سم من مراتك بس كله يهون عشان صاحبى وحبيبى واخويا امرى الى الله
رؤوف : معلش يا ايمن امسحها فيا حقك عليا
ايمن : بس ماتجيبلهاش سيره انى اشتكيتها ليك هه بلاش العلاقات تخرب اكتر ماهى خربانه واقفل على الموضوع احسن
رؤوف : لا خلاص طالما انت مسامح دا انا خفت لتكون وقعت قدامها بكلمه كده ولا كده
ايمن : عيب ماتجيش منى انا يا برنس
ابتسم رؤوف وغادر مكتبه وهو لازال بذلك الغباء الذى دخل به بل اكثر قليلا
مر يومان فى هدوء نسبى رجع خلالهما رؤوف الى غرفته بعدما استأذن زوجته والتى وافقت فلم تكن تريد ان يستشعر ابناءها عمق الخلاف وخاصه وانه قد اقترب موسم الامتحانات
فى ظهيره يوم الاثنين اتصلت نهى بسلوى لتعرف نتيجه المناقصه
نهى : الو ايوه يا سلوى ازيك
ردت سلوى بعصبيه : ازيك يانهى
نهى: ايه مالك صوتك بيقول ان فى حاجه مدايقاكى ؟
سلوى : لا ابدا مافيش
نهى : المناقصه نتيجتها بانت؟
سلوى : ااه ياستى ورؤوف خسر المناقصه
تظاهرت نهى بالفرح وقالت : بجد!!! بس مالك بتقوليها وانتى مش مبسوطه كده
سلوى : هه لا ابدا ولا حاجه المهم ان خطتك وحياتك ماشيين فى الاتجاه الصح
نهى: ياعالم ياسلوى ياعالم ومين اللى كسب المناقصه ماتعرفيش
ردت سلوى بغل : حته مكتب صغير كده بتاع واد عنده يجى 27 سنه ويمكن اصغر كمان
ابتسمت نهى بسعاده وقالت : ربنا يباركله
سلوى : عماله انتى تفرقى دعاوى على الكل يهمك فى ايه عشان تدعيله
نهى: الله يا سلوى امرك غريب احب لاخيك ما اتحبه لنفسك
سلوى : ههههههههه لا ياماما الزمن ده بتاع حب نفسك وبس والا هتفضلى تحبى فى غيرك وهتنسى روحك
نهى : ماهو انا لو حبيت فعلا غيرى وغيرى حبنى يبقى خلصت
سلوى : انا مش ناقصه فلسفه بقولك انا كنت نازله كارفور دلوقتى ماتيجى معايا تسلينى بدال ما انا همـ,ـوت من الزهق
عندها لمعت عينا نهى وقفزت فى دماغها فكره ذهبيه وقررت استغلالها لربما تنجح فى الكشف عن نقاب علاقه سلوى ب ايمن
نهى: تعرفى انا من اخر مره رحت كارفور وقابلتك فيها وماروحتش تانى وكان يوم غريب فعلا يومها الصبح قابلت ايمن شريك رؤوف قدرا كده فى كافيه على البحر بعديها بساعتين شوفتك
شعرت سلوى بأنها اخذت ضربه على رأسها بتلك الكلمات : شوفتى ايمن يومها!!!!!
نهى: ااه كان قاعد مع واحده شكلها استغفر الله العظيم بيشرب شيشه باين
سلوى : انتى متأكده انه كان هوه؟
نهى:ااه ده حتى قام وسلم علينا انا ومى وكان عايز يوصلنا حتى لما خرجنا للشارع لقيته جاى ورانا وفضل واقف يراقبنا شويه بس ما اهتمتش اووى
سلوى باهتمام : واللى معاه دى شكلها عامل ازاى
نهى : واحده كده لابسه ومش لابسه حتى انا استغربت منظرها يومها مى بنتى قالتلى تلاقيهم كانو مع بعض طول الليل ولسه اصلا ماروحوش اصل فعلا لبسها ومكياجها كانو اوفر
تصاعد الغضب داخل سلوى : تلاقيها الرقاصه اللى كان يعرفها
نهى : وانتى عرفتى انه بيعرف رقصات منين
سلوى : هه ..اااا اظن انك قولتيلى قبل كده
نهى : غريبه مافتكرش انى كلمتك عنه قبل كده
سلوى : انتى بتنسى يانهى انتى كنتى قولتيلى انه بتاع ستات والكلام جاب بعضه
تظاهرت نهى بالموافقه على كلامها : ااه يمكن المهم هتروحى كارفور
سلوى : لا خلاص انا هعمل تليفون مهم وهدخل انام ماليش مزاج للخروج
نهى :طيب براحتك ياجميل
اغلقت نهى الهاتف وابتسمت بثقه لقد اصبح لديها شعور مؤكد بوجود علاقه بين الاثنين وشعرت انها على مقربه من معرفتها