
* الفصل الأول *
غرام في المترو
بقلم ولاء رفعت علي
التفاعل قبل القراءة لطفاً 🥰
نسمات الصباح المنعـ,ـشة والشمس ساطعة في سـ,ـماء حي دار السـ,ـلام بمـ,ـحافظة القاهـ,ـرة، وفي إحدى الحواري الشهيرة، يصـ,ـدح من هذا المنزل القديم صـ,ـوت الشـ,ـيخ محمد رفعت الصـ,ـادر من المـ,ـذياع أعلي المنضدة في الردهة و المائدة الصغيرة التي تتوسطها، وُضعَ أعلاها صحن من البيض المقلي وآخر به الفـ,ـلافل الساخـ,ـنة ذات الرائحة الشهـ,ـية وصحـ,ـن ثالـ,ـث به قطـ,ـعة من الجـ,ـبن الأبيـ,ـض، صـ,ـوتها يـ,ـدوي فـ,ـي الإرجاء تنادي علي أهل المنزل
“الفطار جهز، ابتـ,ـسام يا ماما يا سعـ,ـيد، يلا الطعميه هتبرد”
خرجت من الغرفة شقيـ,ـقتها التي تـ,ـدرس في آخر صـ,ـف بالثـ,ـانوية العامـ,ـة، كانـ,ـت تغلـ,ـق زر كم القمـ,ـيص
“بالله عليكي يا غرام أعمليلي ساندوتش طعميه وواحد جبنة، أنا لبست ومش هعرف أحضر الساندوتشات”
عقب شقيقها ذو الثلاثة عشر عاماً
“و أنا كمان يا غرام أعمليلي زي إبتسام و ضيفي ساندوتش بيض”
صاحت مازحه
“هو فيه إيه؟، ما أنا زيي زيكم وورايا شغل كمان، و مستعجلة و عايزة أمشي، مفيش حد منكم خلي عنده دم و يقولي عنك يا غرام و تعملولي الساندوتشات”
ابتسمت والدتها السـ,ـيدة عزيزة، امرأة في منتـ,ـصف عقـ,ـدها الـ,ـرابع، يبدو علـ,ـي ملامـ,ـح وجهـ,ـها الذي يتميز بالشحوب إمارات التعب والمرض.
ربتت بحنانها الغادق علي كتف ابنتها
“حبيبتي ربنا يخليكي ليهم، أنتي سـ,ـندهم و كـ,ـمان هتبـ,ـقي أمهـ,ـم من بعدي”
ألتفت إليها بعتاب طفيف
“ربنا يديكي طول العمر و يباركلنا فيكي يا أم غرام، بالله عليكي وأول وآخـ,ـر مرة تقـ,ـولي كدة”
عقبت ابتسام بمرح
“أنتم هتقلبوها حزن كدة ليه، والله أنادي لكم علي طنط عدلات تيجي تضحـ,ـكم”
صاحت غرام مازحة
“لاء أبوس إيدك دي بتاكل وداني من الرغي، و تشيلني ذنوب الحارة كلـ,ـها من النم عليهم، الحمدلله أنا فطرت”
تناولت حقيبة اليد خاصتـ,ـها و حقيبة أخري ترتديها علي ظهرها، أشارت إليها والدتها إلي الطعام
“كملي فطارك يا بنتي قبل ما تمشي”
“مش قادرة يا ماما، ما أنتي عرفاني لمـ,ـا بكـ,ـون جـ,ـعانة باكـ,ـل، أنا يا دوب أشـ,ـرب كوباـ,ـية الشاي و هـ,ـاروح ألحق أخد البضاعة من مدام رشا”
“و أنتي راجعة ماتنسيش تعدي علي أختك أحلام تطمـ,ـني عليها وطيبي بخاطرها”
زفرت بضيق وأخبرت والدتها
“ليه محسساني إني قسيت عليها؟!، يعني عاجبك عيشتها مع جـ,ـوزها كل أسـ,ـبوع يرنها العلقة و تيجي تغضب يقوم البيه يكلمها يضحك عليها بكلمتين و لا كأنه عمل فيها حاجة، وتمشي مـ,ـن غيـ,ـر ما تقـ,ـولنا و لا كأننا أهلها”
أمسكت والدتها يدها برجاء
“طيب عشان خاطري، روحي أتطمني عليها حتيـ,ـ من علي الباب و أرجعي، أنا خايفة ليكون المنيل سمير عمل فيها حاجة”
لم تجد مفراً من طلب والدتها حيث لا ترفض لها أمـ,ـراً، فـ,ـقالت علي مضض
“حاضر يا ماما، هاروحلها و بدعي ربنا إن ما شوفش خلقة جـ,ـوزها، لأن لو شوفته مش عارفة ممكن أعمل فيه إيه”
“أنا عارفة إنك عاقلة و مش هاتعملي كدة”
نهضت الأخرى وهمت بالذهاب
“أستأذن أنا بقي عشان أتأخرت سلام عليكم”
صاحت شقيقتها وتركض خلفها
“استني خديني معاكي يا غرام”
و عندما خرجت كلتيهما من المنزل وجدا الجارة الثرثارة -عدلات- تبتسم بشفتيها الغليظتين وتسألهما
“رايحين فين تعالوا”
“عن إذنك يا خالتي عدلات متأخرة علي الشغل”
أشارت لهما نحو باب منزلها
“ما تتفضلوا تعالوا أفطروا”
ردت ابتسام و تهم بالمغادرة
“سابقناكي تسلمي”
خرجت و تنفست الصعداء، فقالت غرام إليها
“خدي بالك من نفسك و أول ما ترجعي قوليلي”
أومأت لها وبإجابة مقتضبة قالت
“حاضر”